الخماسية الدولية - حزب الله: مَنْ يُقنع الآخر؟
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
كتب نقولا ناصيف في" الاخبار": استحواذ اجتماع اليرزة على تأويلات وتوقعات اوسع تشعباً، وان بَانَ انها مستعجلة، نجم عن بضعة معطيات في مدة قياسية في الايام الاخيرة:
1 - تحريك اجتماعاتها بمبادرة من السفير السعودي وليد البخاري للمرة الاولى، بعدما اعتادت عليها من خلال الفرنسيين والقطريين بالتناوب. تكمن اهمية الدينامية الجديدة في ان الرياض اظهرت نفسها على الدوام على انها اكثر الاعضاء تحفظاً في الخوض في الاستحقاق، سواء بتأييد مرشح او معارضة آخر، خلافاً لما عبّرت عنه مراراً باريس والدوحة وواشنطن مباشرة او على نحو غير مباشر.
2 - استقبال البخاري نظيره الايراني مجتبى اماني الاثنين الفائت في لقاء نادر بينهما، يُفترض ان تليه خطوة مكملة هي رد البخاري الزيارة لاماني في وقت لاحق في السفارة الايرانية، تكريساً لحوار دولتيْهما. حمل السفير الايراني الى قيادة حزب الله كلاماً ايجابياً سمعه من نظيره عنه. افصح اجتماعهما عن تطور علاقات البلدين ورغبتيْها في عدم العودة الى الخلاف ما يترك انعكاسات على الملفات المشتركة بينهما، ابرزها تلك الوثيقة الصلة بحلفائهما. المهم غير المعروف الى الآن في العلاقات السعودية - الايرانية: اي منهما يريد الاقتراب من الآخر اكثر، وقبل؟
3 ـ لم يتزحزح الثنائي الشيعي عن تمسّكه بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. كذلك المقاطعة المسيحية المتشددة في رفض ترشيح فرنجية الذي يحتاج الى غطاء مسيحي كي يصبح رئيساً. بين قطبيْن متنافريْن يصعب في ظل خياراتهما المسبقة من الاستحقاق التوافق بينهما، ادخل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تطوراً غير مسبوق على ما كان يقول به، ويصرّ عليه. بعد اربعة ايام على تلبيته دعوة الى عشاء في السفارة الايرانية في ضيافة اماني، وبعد 48 ساعة على اجتماع سفيريْ السعودية وايران، قال انه «في موقف شخصي» لا يمانع في انتخاب فرنجية. لم يعد جنبلاط نائباً كي يقترع، ويحرص على ابراز استقلال قيادة ابنه النائب تيمور جنبلاط بقراراته وكذلك نواب كتلته، وكلاهما الابن وغالبية نواب الكتلة مناوئون لرئيس تيار المردة. في نهاية المطاف لا يزال جنبلاط الاب المرجعية المُحتكم اليها. يصبح كلامه ذا مغزى بعدما سبقته زيارتان متبادلتان ومصالحتان بينه وبين فرنجية الاب، وبين وارثيْ البيتيْن طوني فرنجية وجنبلاط الابن. انتمى الابوان الى مرحلة كانا في خلالها في صلب النظام السياسي الذي ارسته سوريا في الداخل، ورمزيْن غير مستغنى عنهما في اي حكومة واي تحالف حينذاك قبل افتراقهما عام 2005. منذ انتخابات 2018 اصبح الابنان واجهتيْ البيتيْن قبل ان يفرّق بينهما الاستحقاق الرئاسي اخيراً. ذلك ما يفترض ان يُفسِّر كلام جنبلاط الاب عن دعم ترشيح فرنجية على انه استدراك متأخر لنتائج المصالحة تلك.
4 - أعاد اجتماع خيمة اليرزة الخميس، ضمناً، تأكيد ما قالته اجتماعات الخماسية الدولية على المستوى الوزاري وما فوق في باريس والدوحة ونيويورك: مواصفات دونما الخوض في الاسماء او تبني مرشح ما. ما تسرّب عنه ان السفراء الخمسة في صدد وضع مشروع تسوية تتيح انتخاب رئيس على ان يتوافق اللبنانيون من تلقائهم على الاسم الاكثر بعثاً لاطمئنان كل من الافرقاء. لم يُدخل الاجتماع الاخير اي تطور على مهمة الخماسية الدولية: عارفاً بقوة الفيتوات المحلية المذهبية الاداء، عارفاً بأن المُحاور الفعلي له الذي يحتاج الى اقناعه هو الثنائي الشيعي وخصوصاً حزب الله، عارفاً بأن جدية مهمته إما ان يقنعه بالتخلي عن فرنجية او مجاراته في الذهاب الى انتخابه، عارفاً ايضاً ان المرشحين الفعليين للاستحقاق اثنان فقط احدهما معلوم هو فرنجية والآخر مجهول هو المرشح الثالث، اي مرشح ثالث، عارفاً فوق ذلك كله ان المواصفات وحدها لا تأتي بالرئيس اللبناني بل موازين القوى الداخلية معطوفة على مقدرة الدول الخمس على التأثير على الناخبين المحليين.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ميقاتي يستدعي اللجنة الخماسية لبحث الخروقات الإسرائيلية للهدنة
كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أنّه سيلتقي اليوم الثلاثاء، ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا في اللجنة الدولية التي تشرف على وقف إطلاق النار، بحضور ممثلي لبنان، للبحث في الخروقات الإسرائيلية المتواصلة.
وبعد جولته، أمس الإثنين، في الجنوب لتفقّد وحدات الجيش عند الخطوط الأمامية، والاطّلاع من قائد الجيش العماد جوزيف عون على الأوضاع في القطاع الشرقي، قال ميقاتي: "أمامنا مهام كثيرة أبرزها انسحاب العدو من كل الأراضي التي توغّل فيها خلال عدوانه الأخير، وعندها سيقوم الجيش بمهامه كاملة".
وحسب وسائل إعلام لبنانية، هذه المرة الأولى التي يطلب فيها ميقاتي الاجتماع بلجنة الإشراف الخماسية، للتأكيد على أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي في الجنوب من خروقات يسبّب إحراجاً للدولة اللبنانية، التي وقّعت قرار وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية، وأنه سيؤكد أن لبنان منذ دخول القرار حيز التنفيذ لم يبادر إلى خرق القرار، وهو ملتزم به بحسب ما نصّت عليه بنود الاتفاقية.
وقالت مصادر مطلعة للصحيفة، أن ميقاتي سيطلب أيضاً من الجانبين الأمريكي والفرنسي الضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها، لأن استمرارها يعني انفجار الوضع في أي لحظة وسقوط الهدنة.
كما سيتطرق رئيس الحكومة اللبنانية، إلى وضع الجيش اللبناني وإمكاناته في ما يتعلق بتنفيذ القرار، وهي إمكانات تحتاج إلى الدعم، علماً أن الجيش جهّز نفسه واستعدّ لتنفيذ المهمة المطلوبة منه، لكنه يصطدم بالواقع القائم في الجنوب، فضلاً عن حاجته إلى بعض المعدات المطلوبة لتنفيذ مهمات معينة.