الموازنة أقرت بتعديلات من دون سعر الصرف.. ميقاتي: انتخبوا رئيس وحلّوا عنَّا
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
أقر مجلس النواب قانون الموازنة العامة لعام 2024، مساء أمس، بعدما سجلت جلسة مناقشة الموازنة وإقرارها في يومها الثالث رقما قياسيا في طول مدتها اذ انعقدت في الثالثة بعد الظهر وامتدت حتى العاشرة ليلا نظرا الى تعقيداتها حتى ان الرئيس بري خاطب الحكومة قائلا : هذه اخر مرة نتسلم موازنة كهذه معظمها فرسان، وكل مادة تحتاج الى قانونين.
وقبل ان تبدأ عملية إقرار الموازنة والتصويت عليها بندا بندا ألقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كلمة الرد على مداخلات النواب واتسمت كلمته بحدة لافتة.
ومما قال: "ما لفتني خلال المناقشات محاولة البعض تحويل الانظار عن مسؤوليته المباشرة، ومسؤولية السادة النواب بانتخاب رئيس جديد للبلاد، بتوجيه الاتهامات الى الحكومة واليّ شخصيا بمصادرة صلاحيات فخامة الرئيس والانقلاب على الدستور، وهذا أمر لا يمكن السكوت عنه والمرور عليه مرور الكرام، خاصة وأنني اشدد في كل جلسة لمجلس الوزراء على ضرورة إنتخاب رئيس جديد".
أضاف "السلوك الذي أعتمده في هذه المرحلة بالذات يتوافق مع ما قرره أعلى مرجع دستوري في البلاد، وهو المجلس الدستوري، الذي اصدر قرارا تحت الرقم 6/2023، وحسم بموجبه مسألة دستورية جلسات الحكومة، كما ودستورية الآلية المعتمدة لعقدها، وكيفية اتخاذ القرار في مجلس الوزراء".
وقال: "سمعنا إتهامات للحكومة بتسليم قرار البلد الى أطراف سياسية، وهذا الاتهام غير صحيح على الاطلاق. موقفنا الثابت والمكرر يركز على الإلتزام بكلّ القرارات الدولية والاتفاقات، منذ اتفاق الهدنة الموقع عام 1949 وصولا الى القرار 1701 وكل القرارات الدولية ذات الصلة. كما أننا نكرر مطالبتنا بوقف إطلاق النار في غزة ،لكونه المدخل الالزامي لكل الحلول. وهذا الموقف ينطلق من واقعية سياسية تفرض ذاتها،ليس على المستوى اللبناني فحسب، إنّما في البعدين الإقليمي والدّولي. منذ اليوم الأول لبدء حرب غزة ، اعلنت أن قرار الحرب ليس بيدنا بل بيد اسرائيل، وسيعرف المنتقد والمؤيد من اللبنانيين فحوى هذه الرسالة،ونحن طلاب حل ديبلوماسي برعاية الامم المتحدة. ضمن المراسلات الأخيرة بيني وبين وزير الخارجية الأميركية، وردا على رسالة عاجلة أجبته بالموقف الرسمي الذي يتلخص بالعمل لتحقيق الاستقرارالمستدام والطويل الأمد في المنطقة".
ومدافعا عن الموازنة قال "فقط للعلم ان موازنة الدولة عام 2019 بلغت اكثر من 17،2 مليار دولار، فيما في عامي 2022 ادرنا البلاد بحوالى 800 مليون دولار . استطعنا وقف الانهيار وبدأنا بالتعافي الجاد، ولدينا في الحساب 36 في مصرف لبنان أكثر من 100 الف مليار ليرة نقدا، ولدينا اكثر من مليار دولار ، منها 150 مليون فريش و850 مليون لولار. علينا أن نبحث عن الهدر الذي كان يحصل في السنوات الماضية. مثال على ذلك احدى المؤسسات العامة كانت ميزانيتها الشهرية مليون و500 الف دولار أميركي، وقد أدرناها ب28 الف دولار. حققوا بالاموال التي صرفت على مدى السنوات العشر الماضية".
وختم "نحن في سعي مستمر للتعاون البناء والايجابي بعيدا عن الشعبوية والتجييش الذي لا يفيد وبالتأكيد ليس اوانه اليوم . ومن يهوى السلبية بالمطلق ليقف متفرجا ويتركنا نعمل ، فالبلد يحتاج الى جهد، ونحن كحكومة تصريف اعمال نقوم بكل ما اوتينا من قوة، لتسيير شؤون المواطنين وتأمين سير المرافق العامة ، ونسيّر امور كل الوزارات، حتى التي يقاطع وزراؤها جلسات الحكومة، لأن هدفنا خدمة المواطن ومصالحه. انتخبوا رئيسا وحلّوا عنا".
وكتبت" اللواء": خرجت الموازنة من «براثن الكتل» التي لم تكتفِ بالسعي لتمزيقها، بل ان بعضها امتنع عن المشاركة، وغادر القاعة كنواب تكتل لبنان القوي، الذين غادروا باستثناء ثلاثة هم رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان، وآلان عون وسليم عون الذين واصلوا المشاركة لأسباب وصفت «بالتقنية».. بعدما رفض الرئيس نبيه بري، للأسباب الدستورية والقانونية والنظامية المعمول بها، اقتراح التكتل بالتصويت ليس على مشروع القانون الذي قدمته الحكومة، بل على اقتراح قانون قدمه «التكتل»!
وباستثناء سعر صرف الدولار، تم اقرار الموازنة بعد تعديل شملت إقرار غرامات استثنائية بنسبة 17% للمستفيدين من منصة «صيرفة» غير الأفراد، كما صدّق المجلس ضريبة استثنائية على التجار الذين استفادوا من الدعم الذي أمّنه مصرف لبنان بنسبة مقدارها 10% من حجم الاعمال بما فيها شركات النفط.
كذلك، وافق المجلس على رفع البلديات للقيمة التأجيرية 10 أضعاف للمباني السكنية ولغير السكنية 10 و15 و30 بحسب الطوابق.
مع هذا، فقد زاد المجلس غرامات على المشروبات الغازية بنسبة ضئيلة.
وكتبت"نداء الوطن":في محصلة نقاشات الأيام الماضية لوحظ ان عدداً كبيراً من النواب لم يتناول الموازنة بعمق، بل استغلها فرصة للنكايات والتكتيكات السياسية، ثم ما لبثت ان التقت المجموعات المتناقضة على التصويت في تقاطعات لافتة فضحت ان ما كان سائداً من ضربات تحت الحزام ليس إلا حفلة تكاذب أمام التفاهم على تعديلات الموازنة التي أبقت على الهيكل التاريخي للايرادات كما هو تقريباً، مقابل عدم لحظ نفقات ضرورية متصلة بالأزمة مثل الدين العام وفوائده وصيانة البنية التحتية مع تعويل مستمر على الخارج لدعم الجيش والصحة والتعليم.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تأثير انخفاض أسعار النفط إلى 60 دولار على موازنة العراق ؟
بسام رعد / باحث في الشأن الإقتصادي
اعتماد العراق على النفط
العراق يعتمد بشكل كبير على إيرادات النفط في تمويل موازنته العامة:
- تشكل صادرات النفط حوالي 90-97% من إجمالي صادرات العراق.
- تعتمد الموازنة العراقية للأعوام 2023-2025 على سعر 70 دولاراً للبرميل.
- أي انخفاض في أسعار النفط يؤثر مباشرة على الإيرادات الحكومية والقدرة على تمويل النفقات العامة.
الآثار المباشرة لانخفاض السعر إلى 60 دولارللبرميل
أ- العجز في الموازنة العامة:
- انخفاض سعر النفط بمقدار 10 دولارات عن السعر المعتمد في الموازنة (70 دولار).
- يؤدي هذا إلى عجز مالي يُقدر بـ 14.256 مليار دولار سنوياً ( أي ما يعادل نحو 18.532 تريليون دينار عراقي).
- بافتراض أن العراق يُصدر 3.300 مليون برميل يومياً فإن كل انخفاض بمقدار دولار واحد في سعر النفط يؤدي إلى تراجع الإيرادات العراقية بمقدار 3.300 مليون دولار يومياً ، أي ما يعادل 99 مليون دولار شهرياً، أو نحو 1.188 مليار دولار سنوياً.
ب- تأثير على الرواتب والنفقات التشغيلية:
- تشكل الرواتب والتقاعدات والحماية الاجتماعية حوالي 90 تريليون دينار (69 مليار دولار)، أي أكثر من 40% من الموازنة .
- في حال استمرار انخفاض الأسعار، قد تواجه الحكومة صعوبة في تأمين الرواتب .
ت- النفقات الاستثمارية:
- من المرجح أن تتأثر النفقات الاستثمارية أولاً.
- توقف أو تأجيل تمويل مشاريع البنى التحتية والخدمات الأساسية.
- تباطؤ في تنفيذ المشاريع التنموية والاستثمارية.
الخيارات المتاحة أمام الحكومة العراقية
1- الاعتماد على الاحتياطي النقدي:
- يمكن للحكومة اللجوء إلى الاحتياطي النقدي الذي يقدر بأكثر 100 مليار دولار .
- هذا الخيار قد يكون مناسباً للأزمات قصيرة المدى.
2- تعديل سعر صرف الدينار العراقي:
- قد تلجأ الحكومة إلى تخفيض قيمة الدينار مقابل الدولار.
- هذا الإجراء سبق أن اتخذته الحكومة في ذروة أزمة كورونا عام 2020.
- لكن هذا الخيار قد يؤدي إلى مخاطر اقتصادية واجتماعية كبيرة، وتأثيره سيستمر حتى بعد انتهاء الأزمة.
3- تقليص النفقات وترشيد الإنفاق:
- تكييف الموازنة مع التحديات الجديدة.
- ضبط الإنفاق الحكومي والتركيز على النفقات الأساسية.
- تأجيل المشاريع غير الضرورية.
4- تنويع مصادر الدخل:
- تعظيم الموارد غير النفطية.
- تفعيل قطاعات الضرائب والرسوم.
- ضبط العلاقة مع إقليم كردستان فيما يخص تصدير النفط.
السيناريوهات المحتملة
- سيناريو قصير المدى: إذا استمر انخفاض الأسعار لفترة قصيرة (أقل من 6 أشهر)، فقد تتمكن الحكومة من تجاوز الأزمة باستخدام الاحتياطي النقدي أو تقليص بعض النفقات غير الضرورية.
سيناريو متوسط المدى : إذا استمر انخفاض الأسعار لمدة 6-12 أشهر، قد تضطر الحكومة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة مثل تعديل الموازنة وترشيد الإنفاق بشكل أكبر.
سيناريو طويل المدى: إذا استمر انخفاض الأسعار لأكثر من 12 شهر ، فقد تواجه الحكومة أزمة مالية شبيهة بأزمة 2020 خلال جائحة كورونا، وقد تضطر لاتخاذ إجراءات أكثر قسوة مثل تخفيض قيمة العملة أو اللجوء للاقتراض الخارجي.
العوامل المؤثرة على مستقبل أسعار النفط
اولاً : قرارات أوبك+: قرار منظمة أوبك+ بزيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً بدءاً من أيار، أسهم في خفض الأسعار.
ثانياً : السياسات التجارية العالمية : الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحرب التجارية مع الصين أثرت سلباً على أسعار النفط.
ثالثاً : النمو الاقتصادي العالمي: المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي تؤثر على الطلب على النفط وبالتالي على أسعاره.
ختاماً فان انخفاض أسعار النفط إلى 60 دولار للبرميل يمثل تحدياً كبيراً للاقتصاد العراقي المعتمد بشكل رئيسي على عائدات النفط. هذا الانخفاض سيؤدي إلى عجز في الموازنة يقدر بنحو 14 مليار دولار سنوياً، مما يضع الحكومة أمام خيارات صعبة تتراوح بين الاعتماد على الاحتياطي النقدي، تعديل سعر الصرف، أو تقليص النفقات العامة.
عموماً فإن مستقبل الاقتصاد العراقي في ظل هذه التحديات يعتمد على مدى قدرة الحكومة على تنويع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على النفط، بالإضافة إلى تطورات أسعار النفط العالمية التي تتأثر بعوامل جيوسياسية واقتصادية عالمية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام