آثار منشور منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل على منصة التواصل الاجتماعى "إكس" بعد 100 يوم من الحرب الإسرائيلية على غزة والذى قال فيه "أوروبا فى خطر" قلق الكثير من المحللين داخل الأوساط الأوروبية وخاصة على الصعيد الاقتصادي. 

فخلال أكثر من شهرين منذ بدء الحرب بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل، بذل الاتحاد الأوروبى جهودًا دبلوماسية مكثفة لإنهاء الحرب، ورغم أن هذه الجهود لم تكن مثمرة حتى الآن، إلا أن رؤساء الاتحاد ما زالوا يحذرون من مغبة عواقب إطالة أمد هذه الحرب.

 

 فى وقت سابق، حذر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إسرائيل من أن "التدمير الكامل لحماس سيجعل الحرب أطول بعشر سنوات"، كما أن ماكرون لم يعتبر أن تكلفة حياة الفلسطينيين ضمانة لتحقيق هدف "الأمن المستدام" لإسرائيل، والذى يعتقد أنه يمكن تحقيقه من خلال احترام الرأى العام فى المنطقة. ولكن بغض النظر عن المعادلات السياسية والتكاليف التى تفرضها الحرب على كافة الأطراف، فما مدى أهمية أمن إسرائيل المستقر من الناحية الاقتصادية بالنسبة للاتحاد الأوروبي؟

وهو ما يمكن توضيح أبرز ملامحه على النحو التالي: 

أولًا: فقدان شريك تجارى موثوق

طبقًا للبيانات التى نشرها مكتب الإحصاء التابع للمفوضية الأوروبية (يوروستات) يعد الاتحاد الأوروبى أكبر شريك تجارى لإسرائيل، حيث مثل حجم التبادل التجارى فيما بينهما  ٢٨.٨٪ فى عام ٢٠٢٢. وخلال العام ذاته، جاءت ٣١.٩٪ من البضائع المستوردة لإسرائيل من الاتحاد الأوروبى وكانت وجهة ٢٥.٦٪ من البضائع المصدرة لتل أبيب هى الاتحاد الأوروبي.

وتعد إسرائيل أيضًا الشريك التجارى الخامس والعشرين للاتحاد الأوروبي، وكانت حصتها ٠.٨٪ من إجمالى التجارة السلعية للاتحاد الأوروبى فى عام ٢٠٢٢. وبلغ إجمالى التجارة السلعية بين الاتحاد الأوروبى وإسرائيل فى الأشهر العشرة من عام ٢٠٢٣ ٣٥.٤٥ مليار يورو، وكان هذا الرقم ٤٦.٥ مليار يورو فى ١٢ شهرًا من العام الماضي.

فى عام ٢٠٢٢، صدرت إسرائيل ما مجموعه ١٧.٤٨ مليار يورو من البضائع إلى الاتحاد الأوروبي، بما فى ذلك الآلات ومعدات النقل (٧.٦ مليار يورو، ٤٣.٤٧٪)، والمواد الكيميائية (٣.٥ مليار يورو، ٢٠٪)، وسلع مصنعة أخرى (١.٩ مليار يورو، ١٠.٨٪). وفى المقابل، صدر الاتحاد الأوروبى ما يزيد على ٢٩ مليار يورو من البضائع إلى إسرائيل، معظمها آلات ومعدات نقل (١٢.٣ مليار يورو، ٤٢.٣٪)، مواد كيميائية (٥.١ مليار يورو، ١٧.٥٦٪)، وبضائع مصنعة أخرى (٣.٥ مليار يورو، ١٧.٥٦٪). 

وتظهر هذه البيانات أن الميزان التجارى بين الاتحاد الأوروبى وإسرائيل على مدى السنوات الخمس الماضية كان دائمًا أكثر من ٨ مليارات يورو لصالح الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبي. 

ثانيًا: قفزات فى تبادل الخدمات بين الطرفين

بالإضافة إلى تجارة السلع، شهد الجانبان أيضًا عملية تبادل تجارى متنامى فى مجال تصدير الخدمات خلال الـ ١٢ عامًا السابقة على عام ٢٠٢١؛ حيث وصلت صادرات الخدمات من الاتحاد الأوروبى إلى إسرائيل من نحو ٣ مليارات يورو عام ٢٠١٠ إلى ما يقرب من ١٠ مليارات يورو عام ٢٠٢١، وهو ما يمثل قفزة بنسبة ٢١٧.٧٪. وفى الفترة نفسها، زادت أيضًا صادرات الخدمات من إسرائيل إلى الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى بنسبة ١٤٧٪ من ٢.٨ مليار يورو إلى ما يقرب من ٧ مليارات يورو.

وبذلك، ارتفع إجمالى تبادل الخدمات بين الدول الأعضاء الـ ٢٧ فى الاتحاد الأوروبى وإسرائيل، بين عامى ٢٠١٠ و٢٠٢١، من ٥.٨٩٥ إلى ١٦.٧ مليار يورو. ولذلك يمكن القول إن الحرب فى غزة وفقدان عملة إسرائيل الشيكل لقيمتها سيكون له عواقب وخيمة على العلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبى وتل أبيب. 

ثالثًا: انخفاض قيمة الاستثمار الأجنبى المباشر

من المؤكد أن إطالة الحرب الدائرة فى غزة ستؤدى إلى التأثير بالسلب على قيمة الاستثمار الأجنبى المباشر بين بروكسل وتل أبيب، فبحسب إحصاءات مكتب الإحصاء التابع للمفوضية الأوروبية (يوروستات)، بلغت القيمة التراكمية للاستثمار الأجنبى المباشر الأوروبى فى إسرائيل فى نهاية عام ٢٠٢١ ٦٠.٥ مليار يورو، وبلغ متوسطها على مدى أربع سنوات أكثر من ٤٨.٢ مليار يورو.

كما بلغت القيمة التراكمية للاستثمار الأجنبى المباشر من قبل الإسرائيليين فى الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى فى نهاية عام ٢٠٢١، ٥٠.١ مليار يورو. وبين عامى ٢٠١٨ و٢٠٢٠، انخفض هذا الرقم من ٦٥.٥ إلى ٤٦.٩ مليار يورو، لكنه ارتفع مرة أخرى بعد عام.

رابعًا: البحث عن مصدر جديد للطاقة

قدمت إسرائيل نفسها خلال ما يقرب من عامين منذ الهجوم العسكرى الروسى على أوكرانيا، باعتبارها أحد المصادر البديلة لصادرات النفط والغاز الروسية إلى الاتحاد الأوروبي. وفى فبراير الماضي، أرسلت تل أبيب أول شحنة من النفط إلى أوروبا، وهو النفط المستخرج من حقلها الواقع فى شرق البحر الأبيض المتوسط. كما قامت شركة توتال الفرنسية بأعمال الحفر فى حقل إسرائيلى آخر يسمى "قانا".

وأعلنت إسرائيل فى يوليو الماضى عن استثمار ٥٦٨ مليون دولار من أجل بناء خط الأنابيب الثالث لمشروع تصدير غاز حقل ليفياثان، والذى كان الهدف الرئيسى منه تصدير الغاز الطبيعى وتصديره إلى أوروبا، وبسبب عدم الاستقرار الذى تعانى منه تل أبيب فى الوقت الحالي، ستضطر الدول الأوروبية إلى البحث عن مصدر آخر  للطاقة، ومن المتوقع أن تكون التكلفة أعلى فى مثل هذه الحالة ولاسيما فى ظل حالة عدم الاستقرار التى تعانى منها أسواق الطاقة فى الوقت الحالي. 

خامسًا: زيادة الدعم المالى الأوروبى لتل أبيب

بالإضافة إلى خطة الاتحاد الأوروبى الهادفة لتطوير التجارة مع إسرائيل على أساس الاتفاق بين الجانبين فى عام ٢٠٠٠، يقدم الاتحاد الأوروبى المساعدة السياسية والمالية لإسرائيل فى إطار سياسة الجوار الأوروبية. وتخصص هذه المنح فى معظمها لمشاريع فى مجالات التعليم والاتصالات وإدارة المياه، والتى تبلغ فى المتوسط ١.٨ مليار يورو سنويًا. 

وانطلاقًا من استمرار الحرب فى غزة وتدهور وضع الاقتصاد الإسرائيلي، تطالب بعض التيارات داخل الاتحاد الأوروبى بضرورة زيادة المساعدات المقدمة لتل أبيب لمحاولة إنقاذ اقتصادها، وهو ما يفرض ضغوط كبيرة على اقتصاد دول الاتحاد الأوروبى الذى لا يبدو فى أفضل حالاته. ويأتى ذلك فى سياق نية الاتحاد الأوروبى لمواصلة تطوير تعاونه مع إسرائيل فى شكل ميزانيته المحددة للفترة ٢٠٢١-٢٠٢٧، باستخدام الإطار الجديد المصمم لتطوير التعاون الدولى (NDICI).

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حرب غزة الاقتصاد الأوروبي الاتحاد الأوروبی الاتحاد الأوروبى الدول الأعضاء ملیارات یورو ٥ ملیار یورو من البضائع فى الاتحاد إسرائیل فى عام ٢٠٢١ ٨ ملیار فى عام فى غزة

إقرأ أيضاً:

«بولتيتكو» الأمريكية: ماذا سيحدث بين ترامب والاتحاد الأوروبى فى حربهما التجارية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد سنوات من تراجع صفقات التجارة وفشلها فى التقدم، كان كل ما احتاجه الاتحاد الأوروبى هو صدمة عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ليتمكن من ترتيب أولوياته.
لم يقتصر دور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس مفاوضات التجارة ماروش شيفكوفيتش على الانتظار؛ بل تحركا بسرعة بعد فوز ترامب فى الانتخابات فى نوفمبر لإتمام صفقات كانت عالقة لسنوات، بل لعقود، كما يسعيان لبناء علاقات جديدة تعويضاً عن تهديدات ترامب بفرض جدار جمركى حول الولايات المتحدة.
وقالت فون دير لاين فى كلمة رئيسية لها فى المنتدى الاقتصادى العالمى يوم الثلاثاء، بعد أقل من ٢٤ ساعة من أداء ترامب اليمين الدستورية: "أوروبا ستظل تسعى للتعاون، ليس فقط مع أصدقائنا القدامى المتفقين فى الرؤى، بل مع أى دولة نشاركها المصالح".
فى ولايتها الأولى، سعت مفوضية أورسولا فون دير لاين إلى ربط صفقات التجارة بحقوق الإنسان والشروط البيئية، وهو ما تبين أنه أكثر مما كان شركاؤها مستعدين لتقبله. ونتيجة لذلك، تم إلغاء زيارة كانت مقررة فى أواخر ٢٠٢٣ لإتمام صفقة تجارية مع دول أمريكا اللاتينية فى اللحظة الأخيرة. كما انهارت صفقة أخرى مع أستراليا بعد أن قام كبار مسئولى الاتحاد الأوروبى بجولة حول العالم من أجل مراسم توقيع لم تُعقد أبداً.
كشفت هذه الانتكاسات عن طموحات فون دير لاين التجارية فى ولايتها الأولى على أنها غير واقعية. وقد أصبح التحول فى التفكير واضحاً تماماً فى الأسابيع التى سبقت تنصيب ترامب.
قال ماروش شيفكوفيتش، فى مقابلة مع موقع "بوليتيكو" الأمريكى فى المنتدى الاقتصادى العالمي، رداً على سؤال حول ما إذا كان يلاحظ تحولاً فى سياسة التجارة لدى الاتحاد الأوروبي: "من وجهة نظرى خلال الشهرين الماضيين، وأعتقد أنه تم تأكيد ذلك بوضوح هنا فى اليومين الماضيين فى دافوس، هناك اهتمام كبير بتسريع مفاوضات التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي".
لم يُنفذ ترامب بعد تهديداته التى أطلقها أثناء حملته الانتخابية بفرض تعريفات جمركية عالمية تتراوح بين ١٠ إلى ٢٠ بالمائة على بقية دول العالم، مع زيادات أكبر على كندا والمكسيك والصين. لكن مجرد احتمال تنفيذ هذه التهديدات كان له تأثير محفز.
وقال دبلوماسى من الاتحاد الأوروبي، فى تصريحات لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية: "ترامب يساعد - دون قصد - فى تسهيل الاتفاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبى والدول الأخرى. يمكنكم أن تلاحظوا حدوث تغيير فى العقلية، وديناميكية جديدة معينة".
الواقع يُملى التغيير بعد عقدين من التفاوض بشأن تكتل "ميركوسور" التجارى فى أمريكا الجنوبية، أتمت المفوضية الأوروبية اتفاقاً سياسياً فى أوائل ديسمبر. وفى تنازل كبير، وافقت الأطراف على أن تتمكن من طلب تعويضات عن الخسائر الناجمة عن اللوائح الأوروبية الصارمة، مثل تلك التى تهدف إلى الحد من إزالة الغابات. وقال مسئول رفيع فى الاتحاد الأوروبى إن هذه الآلية المعروفة بإعادة التوازن كانت الأولى من نوعها فى اتفاق تجارى أوروبي.
وبالمثل، قبل ثلاثة أيام فقط من تنصيب ترامب، وافقت بروكسل أخيرًا على ترقية اتفاقها التجارى مع المكسيك. كانت المفاوضات قد عانت من تعثر لسنوات، لكن تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية على المكسيك دفع الجانبين إلى إظهار جبهة موحدة.
وفى عجلة من أمرها لإتمام الاتفاق، اعترفت بروكسل بأنها كانت "أقل طموحًا" مما كان مخططًا له فى السابق. وقال مسئول أوروبى آخر إن "الدول الشريكة الأخرى قد تتدخل وتبرم صفقات مع المكسيك، مما قد يضع الاتحاد الأوروبى فى وضع أسوأ فى المستقبل".
وبدت سرعة بروكسل فى تحديث الاتفاق مع المكسيك مفاجئة لرئيسة البلاد، كلاوديا شينباوم. فقد قالت فى مؤتمر صحفى يوم الجمعة الماضي: "العمل مستمر، ولا يوجد اتفاق بعد. يجب أن يتماشى كل شيء مع خطتنا".
منذ ذلك الحين، سعى مسئولو الاتحاد الأوروبى إلى توضيح أن الاتفاق تم على المستوى السياسي، على الرغم من أن النص القانونى لا يزال بحاجة إلى finalize.
فى انتصارات تجارية أخرى، عمق الاتحاد الأوروبى توسيع اتفاقاته مع سويسرا، وأعاد إحياء المفاوضات بشأن اتفاق تجارى مع ماليزيا بعد توقف دام عقدًا من الزمن. كما تخطط فون دير لاين لقيادة جميع مفوضيها فى مهمة إلى الهند الشهر المقبل بحثًا عن اتفاق شراكة استراتيجية وتقدم فى المفاوضات الطويلة والمتباطئة بشأن اتفاق تجاري.
لكن هناك ما يعكر صفو الطموحات التجارية للاتحاد الأوروبي، وهو الانقسام العميق بين أكبر اقتصادين فيه، فرنسا وألمانيا، اللتين لا تتفقان على العديد من الملفات التجارية. يشمل ذلك "ميركوسور" أو موقف المفوضية المتشدد تجاه الصين، الذى أسفر عن فرض رسوم على واردات السيارات الكهربائية.
ودفاعًا عن صادرات بلاده، يريد فريدريش ميرز، الذى يُعتبر خليفة محتملًا للمستشار الألماني، أن يتحرك الاتحاد الأوروبى بسرعة لتعزيز التجارة. وفى خطاب حملته يوم الخميس الماضي، دعا بروكسل إلى إجراء صفقات تجارية حصريّة للاتحاد الأوروبى يمكن تسريعها، دون الحاجة إلى مصادقة جميع الدول الأعضاء الـ٢٧.
ميرز، الذى من المتوقع أن يفوز حزبه الديمقراطى المسيحى فى الانتخابات المبكرة فى أواخر فبراير، يتحدث أيضًا بشكل صريح عن أفضل السبل لتجنب حرب تعريفة مع الولايات المتحدة. وهو يدعو إلى إحياء المفاوضات بشأن اتفاق تجارة حرة عبر الأطلسى انهار قبل نحو عقد من الزمان.
لكن هذا لن يلقى قبولًا لدى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الذى تعرض على مدار العام الماضى لضعف سياسى بسبب هزائم انتخابية وترأس أربع حكومات مختلفة. ويعانى ماكرون من نقص فى أغلبية مستقرة فى البرلمان، الذى يتفق أعضاؤه على نقطة واحدة: معارضتهم للتجارة الحرة.
وهذا يعيد فون دير لاين وشيفكوفيتش إلى أكبر تحدٍ تجارى سيواجهانه: تعريفات ترامب عندما تصبح حقيقة واقعة.
 

مقالات مشابهة

  • خسائر الاقتصاد الإسرائيلي تجاوزت 34 مليار دولار
  • «بولتيتكو» الأمريكية: ماذا سيحدث بين ترامب والاتحاد الأوروبى فى حربهما التجارية؟
  • حماس: مماطلة إسرائيل بإدخال المساعدات قد تؤثر على إتفاق وقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن
  • الاتحاد الأوروبي يدعم الأردن بـ3 مليارات يورو
  • 3 مليارات يورو للأردن من الاتحاد الأوروبي ضمن شراكة "استراتيجية" جديدة  
  • ‏الاتحاد الأوروبي يتعهد بتقديم 3 مليارات يورو للأردن في إطار شراكة "استراتيجية" جديدة
  • الاتحاد الأوروبي يعلن حزمة استثمارات للأردن بـ3 مليارات يورو
  • الاتحاد الأوروبي يقدم مساعدات إنسانية بقيمة 60 مليون يورو للكونغو الديمقراطية
  • الاتحاد الأوروبي يرسل مساعدات طارئة إلى أيرلندا لمواجهة تداعيات العاصفة إيوين
  • هل تؤثر قضية صنصال على اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي؟