رأي اليوم:
2024-07-06@10:51:39 GMT

زرت غزة.. وهذه انطباعاتي الاولية

تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT

زرت غزة.. وهذه انطباعاتي الاولية

جمال زقوت منذ النكبة ونشأة القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الاسرائيلي ظلت غزة دوماً الرافعة الوطنية، التي دفعت أثماناً غالية من التضحيات، لصون الهوية الوطنية مما  تعرضت وما زالت من محاولات الالحاق والطمس والتبديد والتصفية. فهنا في غزة ومخيماتها وأد الفلسطينيون عام 1955 مشروع توطين اللاجئين في سيناء، حيث تمكنت الانتفاضة الشعبية من تحدي منع التجوال الذي كان قد فرض على القطاع، وأُجبرت السلطات المصرية الحاكمة في حينه على إلغاء اتفاقها مع الأونروا، مستجيبة بذلك لمطالب انتفاضة الاجماع الشعبي، التي شملت أيضاً تدريب وتسليح المخيمات الفلسطينية لتتمكن من الدفاع عن نفسها، وفرض التجنيد الإجباري وتشكيل جيش وطني فلسطيني، بالاضافة إلى محاكمة المسئولين عن الأمر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وقتل الشهيد حسني بلال، وكذلك إطلاق الحريات العامة، وعلى رأسها حرية الاجتماع والتعبير والإضراب.

وهنا في غزة بدأت المقاومة المسلحة ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي بعد أيام قليلة من احتلال الضفة والقطاع إثر هزيمة العرب عام 1967. وفي شوارع مخيمات القطاع نهضت ظاهرة الفدائيين العلنية لسنوات طويلة في حقبة السبعينيات. وأيضاً هنا اندلعت شرارة الانتفاضة الشعبية الكبرى في ديسمبر 1987، لتعم ليس فقط أرض فلسطين التاريخية, . فهل ستنجح حكومات اسرائيل بعد ذلك التاريخ المجيد لشعبنا من تحقيق أهدافها بتحويل الانقسام الذي خُطط له باحكام لوأد الكيانية الوطنية وإمكانية تجسيد دولة فلسطينية مستقلة بفصل القطاع عن الضفة الغربية التي تستباح أرضها بالاستيطان؟ السؤال المقابل هل الحركة الوطنية الفلسطينية، التي تمكنت ثورتها المسلحة منذ معركة الكرامة 1968 من استعادة زمام المبادرة لقيادة النضال الوطني بعيداً عن الوصاية والالحاق؛ ستستمر في حالة العجز والتفكك والتسليم بحالة الاستقطاب المدمرة على ضفتي الانقسام، وبما يسهل موضوعياً على حكومة الاحتلال تمرير مخططاتها التصفوية، التي لم تعد مخفية وتسير على قدم وساق لاخضاع سلطتي الانقسام، ومحاولة كسر ارادة الشعب في مواجهة تلك المخططات؟ في وقت تسير فيه محاولات اسرائيل للتوصل إلى ما يسمى بالهدنة طويلة الأمد مع سلطة حماس في قطاع غزة تحت ضغط الحصار ومقابل اجراءات ذات طابع اقتصادي لاغراء حماس بإدامة حكمها للقطاع، وبينما تتواصل أيضاً حالة العجز وقلة الحيلة ازاء ما تسعى إليه اسرائيل لترسيخ الوظيفة الأمنية للسلطة الفلسطينية مقابل اجراءات لمنع انهيارها، فإن هبّات الشعب الفلسطيني التي تنهض دفاعاً عن القدس ومن أجل انهاء الاحتلال، تكاد تتنزع مشروعية حقها في المقاومة، كما حسمت ذلك في وعي الاجماع الشعبي معارك مخيم جنين الأخيرة وقبلها بلدة نابلس القديمة والعديد من المناطق والمخيمات والبلدات الفلسطينية في سائر أرجاء الضفة المحتلة . صحيح أن أهل القطاع يشعرون بالتعب، وربما بالخذلان من تركهم وحيدين يواجهون نتائج الحصار الاسرائيلي القاسي والظالم، تحت عباءة الصراع الانقسامي الذي تديره اسرائيل، و تحركه المصالح الفئوية للمهيمنين على المشهد الانقسامي ، إلا أن من يعرف تاريخ القطاع الكفاحي وعناد مقاومته منذ النكبة تحت راية استعادة اسم فلسطين ومكانة قضيتها، فعليه أن يتعلم ذلك التاريخ ويراجع حساباته، تماماً كما عليه أن يستخلص عبر هبات القدس ومقاومة جنين ونابلس وغيرهامن المناطق، وما تراكمه من وعي يكاد ينبئ بانطلاقة جديدة لحركة وطنية ذات سمات شمولية خاصة ، سيما في ظل وهم حكومة نتانياهو سموتريتش بن جڤير التي لا تقتصر أطماعها على مجرد الضم وفرض كانتونات انتقالية، بل تستهدف أيضاً الاقتلاع والتطهير العرقي وفق الشريعة التوراتية، والتي لا تستثني اطلاقاً أبناء شعبنا في الجليل والمثلث والنقب، وكل من يعارض فكرها الاصولي العنصري، بما في ذلك من قبل بعض الاسرائيليين ، وذلك في سياق أطماعها في العودة لمشروع اسرائيل الكبرى من النيل الفرات التي مازال  يدعو لها حاخامات اسرائيل ويحلمون بها، كما صرح بذلك قبل أيام الحاخام اليهودي المتطرف اليعازر ميلاميد بشأن حدود إسرائيل التي، من وجهة نظره، يجب أن تمتد من نهر النيل في مصر إلى الفرات في العراق. . منذ أن وطأت قدماي قبل يومين أرض القطاع، لعقد لقاءات شبابية ينظمها مركز الأرض للأبحاث والدراسات، والتي أعطتني أيضاً فرصةً، بل حلماً بأن أطلق كتابي “غزّاوي.. سردية الشقاء والأمل” أولاً من قلب غزة ، حيث يسرد الكتاب كيف قاومت النكبة ونهضت نحو الثورة والانتفاضة؛ عادت بي الذاكرة كيف صنع  اللاجئون الفلسطينيون من بؤس الحياة أفقاً وأملاً . وكما اسقط أسلاف هؤلاء مشروع التوطين، فإن عيون أطفال المخيمات، ورغم ما يلفها من بؤس، فإنها تشع إرادة وأمل ، بأن مخططات عزل غزة وفصلها عن الكيانية الوطنية الجامعة لن تمر، وستظل غزة بارادة هؤلاء الشبان قلب فلسطين الذي ينبض بحق العودة، كما تنبض القدس ومخيم جنين وسائر أرجاء الضفة، بل والجليل والمثلث والنقب بفلسطينية وعروبة المكان رغم التواطؤ والخذلان . في الثلاثين من هذا الشهر يلتئم في القاهرة لقاء متكرر لما يسمى بالأمناء العامين المستقطبين على ضفتي مشهد الانقسام ، فهل يدرك هؤلاء حجم المخاطر على قضية شعبهم، تماماً كما تختمر في ثنايا المواجهة الشعبية لهذه المخاطر من تراكمات ينهض بها الشعب الفلسطيني لمواجهة المؤامرة التي لا تستهدف سوى تصفية الجميع . ربما أن مسؤولية خاصة تقع على عاتق حركة الجهاد، التي نأت وتنأى بنفسها عن الصراع على السلطة،  بأن تعي مضمون الفرصة التي قدمتها لها الحاضنة الشعبية على امتداد الوطن ، و ألّا تسمح هي والجبهة الشعبية ، بفشل الفرصة التي تبدو وكأنها الأخيرة لمثل هذا الاجتماع الذي يفقد مصداقيته، كما فقدت الحركة الوطنية دورها في مواجهة الاحتلال تحت غبار معاركها على سلطة لم يعد لها دور سوى مجرد البقاء لحماية مصالح الانقساميين على حساب الشعب وقضيته، . حركة الجهاد التي التحمت مع نبض الناس الذين يكتوون يومياً من الاحتلال والانقسام ، لديها الفرصة بأن تكون هي والجبهة الشعبية ضميرهم دون حسابات كما دأبت، من أجل الخروج بخطوات تعيد للحركة الوطنية المتجددة في هبات الشعب دورها، وللنظام السياسى المتآكل على صعيد المنظمة والسلطة عافيته التي لا تقوم سوى بالوحدة والديمقراطية لتصويب الكفاح الوطني تحت قيادة منظمة التحرير الائتلافية، وتعزيز صمود الناس كأولوية عليا لحكومة وحدة انتقالية . نحن بالتأكيد على موعد مع ولادة جديدة؛ إما الوحدة والديمقراطية العاجلة، أو حركة شعبية شاملة تستعيد القضية ومكانتها من فكي الانقسام ومخططات التصفية . كاتب فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: التی لا

إقرأ أيضاً:

ما نحن عليه اليوم هو الأفضل... القطاع العقاري مكبوت ولا أفق للتحسن!

حكمت الأزمة الإقتصادية غير المسبوقة التي طغت على لبنان منذ 2019، أن يعيش القطاع العقاري جموداً لا مثيل له في كل المناطق، يخرقه تحرّك بسيط في بعضها بين الفينة والأخرى. الأسباب التي وصلت بهذا القطاع- الذي كان ركناً من أركان الإقتصاد اللبناني في أحد الأيام- إلى حاله اليوم كثيرة، ومع تراكمها وسط واقع سياسي وأمني "مخلّع"، أودت بأحلام شباب لبنان بامتلاك بيوت وتأسيس أسر بمهبّ الريح. فهل من بصيص أمل ولو صغير ينتشلهم من هذا الواقع المخيف؟

قطاع مكبوت
هذا السؤال حملناه للخبير الإقتصادي عميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا البروفسور بيار الخوري، الذي أكد أن السوق العقاري في لبنان عانى من تحوّلات جمّة بعد الأزمة، وبشكل أساسي بسبب غياب المشاريع العقارية الكبرى، وأيضاً بسبب تحوّل جزء كبير من المواطنين من الشراء إلى الإيجار.
وأضاف الخوري لـ"لبنان 24"، أنه في الوقت عينه، وعلى الرغم من أن أسعار المبيع انخفضت بشكل كبير، إلا أن المناطق التي تعتبر أساسية و"صفّ أوّل"، لم تشهد حركة بيع كبيرة على مستويات الأسعار التي قيل إنها انخفضت لـ60% من السعر قبل الأزمة.
وأوضح أنه قد يكون هناك من اضطر لعدد من العوامل، أن يبيع عقاره بسعر زهيد، إلا أن معظم القروض العقارية والسكنية التي كان الناس يأخذونها، كانت بهدف التملّك وليس التجارة وقد انخفضت قيمتها.
وأشار الخوري إلى أن فيروس كورونا أدّى إلى معاناة السوق العقاري، ثم نشطت الحركة بدفع من سوق الإيجارات وسوق السياحة الريفية، لذلك يمكن التأكيد أن القطاع خسر عوامل مهمّة عدّة منها المشاريع الكبرى والبنية التحتية، ولكنه ربح التحوّل في مفهوم العمل بسوق العقارات، الذي وعلى الرغم من استمرار انخفاض الناتج الوطني بحدود الـ70%، لا يزال يشكّل النسبة عينها لدى 18% من مجموع الناتج.
وشدد على أن السوق العقاري مكبوت، ولو كان هناك من استثمارات وقروض وأموال تدخل عن طريق القطاع المصرفي اليوم في البلد، فالمستفيد الأول سيكون القطاع العقاري، مؤكداً أن المستثمرين لا يمكن أن يتشجعوا في ظل الأوضاع الراهنة.
وقال الخوري إن المغتربين يعتقدون أن الوقت الآن ملائم لشراء العقارات أكثر منه في ما لو كانت الأوضاع مستتبة، كما أن تجار العقارات يعمدون إلى شرائها على  الأسعار المنخفضة وتحديداً المحال والأراضي، خاصة وأن السوق اليوم لا سعر محددا له. كما أن لا استعدادات للبيع على أسعار زهيدة إلا في حالات معينة كالحاجة إلى المال أو مغادرة البلد بشكل نهائي وغيرها.
واعتبر أن "السبب الرئيسي الذي أدّى لوصول القطاع العقاري إلى ما هو عليه اليوم، هو سياسة فتح الإستيراد ورفع الطلب المحلي بطريقة غير عقلانية"، مشدداً على أننا خسرنا استدامة قدرة الإنفاق على سائر القطاع بما فيها العقاري.
وكشف الخوري أنه منذ العام 2013، شهد القطاع العقاري ولا يزال على عناصر ضعف ارتبطت بأن الميزان التجاري على سبيل المثال لا الحصر، سجّل عجزاً هائلاً وتاريخياً، كما أن ميزان المدفوعات لم يستطع تعويض العجر ما أدى إلى انخفاض الأموال المتوفرة للعمل بالقطاعات كافة.
وأضاف: "يعدّ البلد غير طبيعي منذ 2019 من حيث المخاطر السياسية، الأمنية والإقتصادية، فضلاً عن أزمة المصارف التي وللمفارقة، أدّت إلى تماسك القطاع العقاري ولو قليلاً من خلال سوق الشيكات في 2020 و2021، إلا أن هذا الأمر ليس دائماً".

لا أفق للتحسّن
وفي السياق، رأى الخوري أن لا أفق لتحسّن القطاع وما نحن عليه اليوم هو الأفضل لناحية الظروف المحيطة"، قائلاً: "ربّ ضارة نافعة، إذ إننا كسبنا نظرة الناس المتحوّلة إلى الإيجارات وهذا ضروري لأننا في خضمّ أزمة شباب غير قادر على الزواج وشراء بيوت، ويمثّل الإيجار إمكانية لبداية تأسيس حياة من دون انتظار القروض العقارية ومن دون تحمّل مبالغ طائلة شهرياً".
وأكد أنه في حال تمّ الثبات على هذا الإتجاه، فسيكون امراً جيداً جداً بالنسبة لمن يستثمر العقار ولمن يشغله أيضاً كالعقارات التجارية، ويتحوّل الأمر نحو العقارات السكنية.
أمّا بالنسبة للخسائر التي ارتدّت على خزينة الدولة، فقال الخوري إن الدولة هي التي لا تقوم بفتح المصالح العقارية في الوقت الراهن لقبض المستحقات، مشدداً على أن الفساد الذي يطغى على الإدارات لا بد من أنه يؤدي إلى خسارة خزينة الدولة الكثير من حقوقها.
وعن السبل ﻟﺘﺤﺮﯾﻚ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ اﻟﻌﻘﺎري ﻣﻦ ﺟﺪﯾد، رأى الخوري أن ما يحصل في الظروف الحالية هو الأفضل، قائلاً إن من بمقدوره أخذ المخاطر يأخذها خاصة وأن الدولة لا تقوم باستثمارات، والقطاع الخاص لا يرتاح للإقدام على خطوة الإستثمار الكبير، لذا ما من سبل سوى الذهاب نحو دولة سوية من خلال الوصول إلى تسوية ما بالنسبة لرئاسة الجمهورية وللأوضاع الأمنية المشتعلة جنوباً، بالإضافة طبعاً إلى القطاع المصرفي الذي لا يزال حلّه غامضاً جداً.
وشدد على أن "لبنان لا تباع فيه العقارات، ومن هو قادر على الشراء، فليفعل ذلك"، قائلاً: "مررنا بالحرب الأهلية وتكسّر البلد وكانت الآفاق مسدودة على مدى أكثر من 10 سنوات، إلا أن العقارات لم تخسر بل ربحت"، داعياً للتريث في هذا الأمر مع أننا تحت خطر انخفاض الأسعار مجدداً  إلا أن ميزان السوق العقاري قد ينقلب بسرعة". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • القطاع الخاص العراقي وتحسين بيئة الاستثمار في خطة التنمية الوطنية 
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نرفض نشر قوات دولية بغزة وشعبنا يقرر مستقبل القطاع
  • كيف صاغ حكام مصر ومفكروها هويتها الوطنية؟ قراءة في كتاب
  • "الشعبية": الشعب الفلسطيني هو من سيقرر مستقبل القطاع أو شكل الحكم فيه
  • مؤشرات إيجابية في غزة تنتقل تداعياتها إلى لبنان
  • الدورة ال53 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية.. استعراض للفرق المشاركة في أجواء احتفالية بهيجة +فيديو
  • نقابة في التكوين المهني تقرر تعليق الحوار مع الإدارة
  • ما نحن عليه اليوم هو الأفضل... القطاع العقاري مكبوت ولا أفق للتحسن!
  • باسيل: اسرائيل عاجزة عن شن حرب شاملة على لبنان
  • تجليات الأغنية الشعبية الإماراتية