رأي اليوم:
2025-04-05@04:59:16 GMT

زرت غزة.. وهذه انطباعاتي الاولية

تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT

زرت غزة.. وهذه انطباعاتي الاولية

جمال زقوت منذ النكبة ونشأة القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الاسرائيلي ظلت غزة دوماً الرافعة الوطنية، التي دفعت أثماناً غالية من التضحيات، لصون الهوية الوطنية مما  تعرضت وما زالت من محاولات الالحاق والطمس والتبديد والتصفية. فهنا في غزة ومخيماتها وأد الفلسطينيون عام 1955 مشروع توطين اللاجئين في سيناء، حيث تمكنت الانتفاضة الشعبية من تحدي منع التجوال الذي كان قد فرض على القطاع، وأُجبرت السلطات المصرية الحاكمة في حينه على إلغاء اتفاقها مع الأونروا، مستجيبة بذلك لمطالب انتفاضة الاجماع الشعبي، التي شملت أيضاً تدريب وتسليح المخيمات الفلسطينية لتتمكن من الدفاع عن نفسها، وفرض التجنيد الإجباري وتشكيل جيش وطني فلسطيني، بالاضافة إلى محاكمة المسئولين عن الأمر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وقتل الشهيد حسني بلال، وكذلك إطلاق الحريات العامة، وعلى رأسها حرية الاجتماع والتعبير والإضراب.

وهنا في غزة بدأت المقاومة المسلحة ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي بعد أيام قليلة من احتلال الضفة والقطاع إثر هزيمة العرب عام 1967. وفي شوارع مخيمات القطاع نهضت ظاهرة الفدائيين العلنية لسنوات طويلة في حقبة السبعينيات. وأيضاً هنا اندلعت شرارة الانتفاضة الشعبية الكبرى في ديسمبر 1987، لتعم ليس فقط أرض فلسطين التاريخية, . فهل ستنجح حكومات اسرائيل بعد ذلك التاريخ المجيد لشعبنا من تحقيق أهدافها بتحويل الانقسام الذي خُطط له باحكام لوأد الكيانية الوطنية وإمكانية تجسيد دولة فلسطينية مستقلة بفصل القطاع عن الضفة الغربية التي تستباح أرضها بالاستيطان؟ السؤال المقابل هل الحركة الوطنية الفلسطينية، التي تمكنت ثورتها المسلحة منذ معركة الكرامة 1968 من استعادة زمام المبادرة لقيادة النضال الوطني بعيداً عن الوصاية والالحاق؛ ستستمر في حالة العجز والتفكك والتسليم بحالة الاستقطاب المدمرة على ضفتي الانقسام، وبما يسهل موضوعياً على حكومة الاحتلال تمرير مخططاتها التصفوية، التي لم تعد مخفية وتسير على قدم وساق لاخضاع سلطتي الانقسام، ومحاولة كسر ارادة الشعب في مواجهة تلك المخططات؟ في وقت تسير فيه محاولات اسرائيل للتوصل إلى ما يسمى بالهدنة طويلة الأمد مع سلطة حماس في قطاع غزة تحت ضغط الحصار ومقابل اجراءات ذات طابع اقتصادي لاغراء حماس بإدامة حكمها للقطاع، وبينما تتواصل أيضاً حالة العجز وقلة الحيلة ازاء ما تسعى إليه اسرائيل لترسيخ الوظيفة الأمنية للسلطة الفلسطينية مقابل اجراءات لمنع انهيارها، فإن هبّات الشعب الفلسطيني التي تنهض دفاعاً عن القدس ومن أجل انهاء الاحتلال، تكاد تتنزع مشروعية حقها في المقاومة، كما حسمت ذلك في وعي الاجماع الشعبي معارك مخيم جنين الأخيرة وقبلها بلدة نابلس القديمة والعديد من المناطق والمخيمات والبلدات الفلسطينية في سائر أرجاء الضفة المحتلة . صحيح أن أهل القطاع يشعرون بالتعب، وربما بالخذلان من تركهم وحيدين يواجهون نتائج الحصار الاسرائيلي القاسي والظالم، تحت عباءة الصراع الانقسامي الذي تديره اسرائيل، و تحركه المصالح الفئوية للمهيمنين على المشهد الانقسامي ، إلا أن من يعرف تاريخ القطاع الكفاحي وعناد مقاومته منذ النكبة تحت راية استعادة اسم فلسطين ومكانة قضيتها، فعليه أن يتعلم ذلك التاريخ ويراجع حساباته، تماماً كما عليه أن يستخلص عبر هبات القدس ومقاومة جنين ونابلس وغيرهامن المناطق، وما تراكمه من وعي يكاد ينبئ بانطلاقة جديدة لحركة وطنية ذات سمات شمولية خاصة ، سيما في ظل وهم حكومة نتانياهو سموتريتش بن جڤير التي لا تقتصر أطماعها على مجرد الضم وفرض كانتونات انتقالية، بل تستهدف أيضاً الاقتلاع والتطهير العرقي وفق الشريعة التوراتية، والتي لا تستثني اطلاقاً أبناء شعبنا في الجليل والمثلث والنقب، وكل من يعارض فكرها الاصولي العنصري، بما في ذلك من قبل بعض الاسرائيليين ، وذلك في سياق أطماعها في العودة لمشروع اسرائيل الكبرى من النيل الفرات التي مازال  يدعو لها حاخامات اسرائيل ويحلمون بها، كما صرح بذلك قبل أيام الحاخام اليهودي المتطرف اليعازر ميلاميد بشأن حدود إسرائيل التي، من وجهة نظره، يجب أن تمتد من نهر النيل في مصر إلى الفرات في العراق. . منذ أن وطأت قدماي قبل يومين أرض القطاع، لعقد لقاءات شبابية ينظمها مركز الأرض للأبحاث والدراسات، والتي أعطتني أيضاً فرصةً، بل حلماً بأن أطلق كتابي “غزّاوي.. سردية الشقاء والأمل” أولاً من قلب غزة ، حيث يسرد الكتاب كيف قاومت النكبة ونهضت نحو الثورة والانتفاضة؛ عادت بي الذاكرة كيف صنع  اللاجئون الفلسطينيون من بؤس الحياة أفقاً وأملاً . وكما اسقط أسلاف هؤلاء مشروع التوطين، فإن عيون أطفال المخيمات، ورغم ما يلفها من بؤس، فإنها تشع إرادة وأمل ، بأن مخططات عزل غزة وفصلها عن الكيانية الوطنية الجامعة لن تمر، وستظل غزة بارادة هؤلاء الشبان قلب فلسطين الذي ينبض بحق العودة، كما تنبض القدس ومخيم جنين وسائر أرجاء الضفة، بل والجليل والمثلث والنقب بفلسطينية وعروبة المكان رغم التواطؤ والخذلان . في الثلاثين من هذا الشهر يلتئم في القاهرة لقاء متكرر لما يسمى بالأمناء العامين المستقطبين على ضفتي مشهد الانقسام ، فهل يدرك هؤلاء حجم المخاطر على قضية شعبهم، تماماً كما تختمر في ثنايا المواجهة الشعبية لهذه المخاطر من تراكمات ينهض بها الشعب الفلسطيني لمواجهة المؤامرة التي لا تستهدف سوى تصفية الجميع . ربما أن مسؤولية خاصة تقع على عاتق حركة الجهاد، التي نأت وتنأى بنفسها عن الصراع على السلطة،  بأن تعي مضمون الفرصة التي قدمتها لها الحاضنة الشعبية على امتداد الوطن ، و ألّا تسمح هي والجبهة الشعبية ، بفشل الفرصة التي تبدو وكأنها الأخيرة لمثل هذا الاجتماع الذي يفقد مصداقيته، كما فقدت الحركة الوطنية دورها في مواجهة الاحتلال تحت غبار معاركها على سلطة لم يعد لها دور سوى مجرد البقاء لحماية مصالح الانقساميين على حساب الشعب وقضيته، . حركة الجهاد التي التحمت مع نبض الناس الذين يكتوون يومياً من الاحتلال والانقسام ، لديها الفرصة بأن تكون هي والجبهة الشعبية ضميرهم دون حسابات كما دأبت، من أجل الخروج بخطوات تعيد للحركة الوطنية المتجددة في هبات الشعب دورها، وللنظام السياسى المتآكل على صعيد المنظمة والسلطة عافيته التي لا تقوم سوى بالوحدة والديمقراطية لتصويب الكفاح الوطني تحت قيادة منظمة التحرير الائتلافية، وتعزيز صمود الناس كأولوية عليا لحكومة وحدة انتقالية . نحن بالتأكيد على موعد مع ولادة جديدة؛ إما الوحدة والديمقراطية العاجلة، أو حركة شعبية شاملة تستعيد القضية ومكانتها من فكي الانقسام ومخططات التصفية . كاتب فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: التی لا

إقرأ أيضاً:

الجبهة الشعبية: قنابل وصواريخ أمريكا تحرق أطفال غزة

الثورة نت/..

أكدت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة يُشكّل “جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان”، متهمةً الولايات المتحدة بالتورط المباشر في هذه الجرائم.

وقالت الجبهة، في بيان صدر اليوم الأربعاء، إن “تصاعد العدوان الصهيوني على غزة… واستمرار حرب التجويع، هي جرائم إبادة ممنهجة مكتملة الأركان تدعمها الإدارة الأمريكية ويتواطأ فيها المجتمع الدولي، بينما يتنصل العالم العربي من مسؤولياته القومية في لحظة تاريخية حاسمة”.

وشددت “الشعبية” على أن “الإدارة الأمريكية، من خلال تمويلها ودعمها غير المشروط، تُعد الشريك الأول في هذه الجرائم، حيث تواصل تزويد الاحتلال بالقنابل التي تحرق الأطفال، وتُوفّر له الغطاء السياسي لمواصلة مجازره دون مساءلة؛ أما المجتمع الدولي الذي يَتَشّدق بحقوق الإنسان، فقد كشف عن وجهه الحقيقي كشريكٍ في الجريمة”.

وأشارت إلى أن “الأخطر من ذلك هو الموقف العربي المتخاذل؛ فبينما تُغرق غزة بوابل القنابل، تلتزم العواصم العربية الصمت، رغم امتلاكها المال والسلاح والتأثير”.

وتساءلت “الشعبية”: “كيف يستمر هذا العجز بينما تُباد مدن بأكملها؟ وأي خذلان أفظع من أن يُقتل شعب عربي ولا يجد إلا بيانات جوفاء؟”

وأضافت: “نقولها بوضوح: لا مجال للصمت، ولا مكان للحياد، ومن يتخاذل اليوم فهو شريك في الجريمة. وعلى الشعوب العربية التحرك فوراً في الشوارع والميادين وأمام السفارات الأمريكية والصهيونية؛ فالتخاذل خيانة، والسكوت مشاركة في المجازر”.

وتابعت: “آن الأوان لفرض حصار شعبي على مصالح الدول الداعمة للاحتلال، وقطع كل أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني، ووقف التعامل مع كل من يُمول ويدعم جرائمه؛ فلم يعد هناك متسع لخطابات الشجب والاستنكار، والمطلوب أفعال توقف هذه المجازر”.

وأكدت “الجبهة الشعبية” في ختام بيانها أن “دماء أطفال رفح وجباليا وخان يونس ستظل وصمة عار على جبين المتآمرين، ومن يتخاذل اليوم لن ينجو من حكم التاريخ”.

ويُشار إلى أن جيش العدو الإسرائيلي استأنف فجر 18 مارس المنقضي عدوانه على قطاع غزة، عقب هدنة استمرت شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق الاتفاق مراراً خلال تلك الفترة.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب قوات العدو، بدعم أميركي أوروبي، “إبادة جماعية” في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 164 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • العراق يدين العدوان الذي شنّته اسرائيل على الأراضي الفلسطينية
  • الحمراء تختتم عيدها بعرضة الخيل والفنون الشعبية
  • ماذا تعرف عن محور موراج الذي يفصل رفح عن خانيونس؟
  • «مفيش حاجة حيبقى اسمها اسرائيل بعد كدة».. تحذير ناري من مصطفى بكري لدولة الاحتلال بعد تحرشها بمصر
  • بسبب معلومات جديدة عن صواريخ اليمن.. بريطانيا تحذر من السفر الى اسرائيل
  • ارتفاع مستمر في أسعار الأسماك بعدن.. وهذه أحدث الأسعار
  • في برقايل.. إزالة صورة البعريني واستبدالها بعبارات تندد بموقفه من اسرائيل
  • الجبهة الشعبية: قنابل وصواريخ أمريكا تحرق أطفال غزة
  • كيف تستفيد اسرائيل من استهدافاتها؟
  • "اسرائيل" تغري ادارة سوريا الجديدة بمشروع غاز "ضخم".. كيف ذلك؟