مزيج خطير.. تحليل: الصراعات الحالية تشبه ما أشعل الحرب العالمية الثانية
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
ما يحدث من صراعات في أوروبا وفي منطقة الشرق الأوسط يعيد إلى الأذهان تلك الصراعات التي تشكلت في فترة سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية.
ويشير تحليل نشرته مجلة فورين أفيرز إلى أن ما يحدث من توترات في الفترة الحالية ربما تكشف عن انتهاء "ثلاثة عقود من رؤى السلام العالمي" والتي كانت قد بدأت ما بعد الحرب الباردة، حيث تشهد أوروبا صراعا عسكريا مدمرا، ناهيك عن الحرب بين إسرائيل وحماس التي تزرع بذور العنف وعدم الاستقرار في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وفي آسيا تجبر التحركات الصينية جيرانها على تكديس السلاح والاستعداد لخيارات ليست جيدة.
في 24 فبراير من عام 2022، غزا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أوكرانيا وأغرق العالم في أزمة غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة، حيث تسببت بأكبر عملية تدفق للاجئين إلى أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وأودت بحياة آلاف الجنود والمدنيين، بحسب وكالة فرانس برس.
اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1200 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل القضاء على الحركة، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما أسفر عن سقوط أكثر من 26 ألف قتيل معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
وتظهر الأزمات الحالية بعضا من أوجه التشابه "غير المريحة" بين تلك الفترة التي سبقت الحرب العالمية وبين ما تواجهه واشنطن حاليا، حيث كانت البداية بنشأة تحالفات متنافسة من أجل السيطرة على مناطق رئيسية تمتد من أوروبا إلى آسيا والمحيط الهادئ.
وكانت الحرب العالمية الثانية عبارة عن تجمّع لثلاث أزمات إقليمية: أزمة اليابان والصين ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وسعت إيطاليا لإقامة إمبراطورية في أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، وحاولت ألمانيا بسط هيمنتها في أوروبا وخارجها.
ووصف الرئيس الأميركي السابق، فرانكلين روزفلت، في عام 1937، ما كان يحصل خلال تلك الفترة بأنه "وباء الفوضى العالمية المنتشر".
ورغم أن الولايات المتحدة لا تواجه تحالفا رسميا بين الخصوم كما كان عليه الحال خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن "العلاقات" بين بعض الدول تعد "أكثر وضوحا وكل ما قد يتطلبه الأمر صدام في منطقة غرب المحيط الهادئ"، ما قد يخلص أزمة للأمن العالمي لم يسبق لها مثيل منذ 1945، بحسب التحليل.
وحذر من أن العالم "معرض للخطر بما قد يتحول إلى عالم في حالة حرب، والولايات المتحدة ليست مستعدة على الإطلاق لمواجهة هذا التحدي".
وحدد التحليل العوامل التي دفعت باندماج الأزمات الإقليمية في تلك الفترة، والتي قد تبدو مألوفة في وقتنا الحالي:
أولا، كان لدى القوى الفاشية تشابه أكثر في الهدف، حيث سعت إلى نظام عالمي متغير، دفعا نحو تشكيل إمبراطوريات واسعة من خلال تكتيكات وحشية، ووجود تضامن جيوسياسي وأيديولوجي بين الأنظمة الاستبدادية في العالم.
ثانيا، طور العالم شكلا ضارا من الاعتماد المتبادل، حيث تؤدي حالة عدم الاستقرار في منطقة إلى تفاقم وضع عدم الاستقرار في منطقة أخرى، حيث تسببت بعض الأزمات في تعطيل شرايين الحياة للنقل في بعض المناطق.
ثالثا، برامج العدوان المتطرف التي أدت إلى حالة الاستقطاب في العالم وتقسيمه إلى معسكرات متنافسة.
وتخوف التحليل من تأثير الأزمات المنتشرة حول العالم على المخزون العسكري الأميركي، إذ تدعم واشنطن إسرائيل وأوكرانيا في وقت واحد بما يستنزف قدرات واشنطن في مجالات المدفعية والدفاع الصاروخي.
ونوه إلى أن عمليات الانتشار في مياه بالشرق الأوسط، التي تهدف إلى ردع إيران وحلفائها، تستنزف الموارد البحرية الأميركية، وكل هذا قد يعني "تقلص قدرات الجيش الأميركي مقارنة بالتحديات العديدة والمترابطة التي يواجهها".
ودعا التحليل المسؤولين الأميركيين إلى التفكير بشكل جدي "بأن الصراع العالمي" يحتاج للتفكير بشكل أكبر، إذ أن المزيد من التنافس والتوزانات العسكرية المتغيرة تخلق "مزيجا خطيرا".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحرب العالمیة الثانیة فی منطقة
إقرأ أيضاً:
نيوزويك: هكذا تستعد أوروبا لعصر ما بعد الولايات المتحدة
أكد تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأميركية أن الدول الأوروبية تعمل على تعزيز قدراتها الدفاعية ووضعت خططا لتقليل اعتمادها العسكري على واشنطن خلال العقد المقبل، وسط مخاوف متزايدة بشأن التزامات الولايات المتحدة اتجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي هذا السياق شهدت أوروبا زيادة غير مسبوقة في الإنفاق العسكري، إذ ارتفع بنسبة 12% في 2024 وفقا لما نقله التقرير عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، غير أن الإنفاق الأوروبي لا يزال يمثل "أقل من ثلث إجمالي ميزانية الدفاع لحلف الناتو" توضح المجلة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: هل ينجو هيغسيث ووالتز من فضيحة سيغنال؟list 2 of 2هآرتس: الحرب المتجددة على غزة هدفها ترحيل سكان القطاعend of listولفتت كاتبة التقرير ومراسلة الأمن والدفاع بالمجلة إيلي كوك إلى تفاوت الإنفاق في القارة، حيث خصصت بولندا ودول البلطيق أكثر من 3% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع، بينما لم تصل دول أخرى مثل إسبانيا وإيطاليا إلى الحد الأدنى المطلوب داخل الحلف، وهو 2%.
جهودوأكدت رئيسة الوزراء الدانماركية مته فريدريكسن على الحاجة الملحة لرفع القدرات الدفاعية قائلة إن "هناك رسالة واحدة لقائد الجيش: اشتروا اشتروا اشتروا لا يهم إن لم تكن المعدات هي الأفضل، بل الأهم هو السرعة"، حسب التقرير.
وإلى جانب زيادة الإنفاق، تعمل بعض الدول على رفع عدد جنودها، وفق التقرير، وقد كشفت مصار إعلامية هولندية أن "الجيش الهولندي يخطط لزيادة عدد أفراده من 74 ألفا إلى 200 ألف بما يشمل الجنود وقوات الاحتياط".
إعلانوأشار التقرير كذلك إلى إعلان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، عن خطة لتدريب "100 ألف متطوع سنويا بحلول 2027″، للوصول إلى جيش قوامه 500 ألف جندي، أي أكثر من ضعف حجمه الحالي.
تحصينات حدوديةبالتوازي مع زيادة أعداد الجيوش، تقوم الدول الأوروبية المحاذية لروسيا بتحصين حدودها بشكل غير مسبوق، إذ وقّعت لاتفيا وليتوانيا وإستونيا في 2024 اتفاقية لتعزيز الدفاعات الحدودية مع روسيا وبيلاروسيا، وذلك عبر "شبكة من المخابئ ونقاط الدعم وخطوط التوزيع"، بحسب وزير الدفاع الإستوني، هانو بيفكور.
وأضاف التقرير أن بولندا أطلقت مشروع الدرع الشرقي بتكلفة تفوق 2.5 مليار دولار، لوضع دفاعات على حدودها مع بيلاروسيا ومنطقة كالينينغراد الروسية، في أكبر عملية تحصين حدودية منذ الحرب العالمية الثانية.
تأهيل المواطنينوذكر التقرير أن جهود أوروبا تضمنت تأهيل مواطنيها لمواجهة الأزمات، ولفت إلى أن السويد نشرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 كتيبا تفصيليا حول كيف يمكن للسكان الاستعداد لحالات الحرب والطوارئ، وبالتحديد "ما تعنيه حالة التأهب العالية، وكيف يمكن لكل فرد المساهمة في المجهود الحربي".
وفي خطوة مماثلة أشار إليها التقرير، أصدرت النرويج دليلا لمواطنيها حول كيفية التعامل مع "الظروف الجوية القاسية والأوبئة والحوادث وأعمال التخريب، وفي أسوأ الحالات الحروب".
أما فنلندا، فلديها بالفعل دليل عام حول كيفية التعامل مع "أسوأ السيناريوهات، بما في ذلك الحرب"، مما يعكس إدراك الدول الأوروبية لضرورة التأهب لأي طارئ.
وحذر التقرير من أن الاستقلال الدفاعي الكامل عن الولايات المتحدة لا يزال تحديا معقدا يتطلب من "5 إلى 10 من الإنفاق الدفاعي المتزايد"، إلى جانب تعاون غير مسبوق بين الدول الأوروبية لضمان أمن القارة في غياب دور أميركي قوي داخل الناتو.