خبيرة أممية: محاكمة إسرائيل تفتح عهدا جديدا بين الجنوب والشمال العالمي
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا آلبانيز إن محاكمة إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب حرب إبادة في قطاع غزة تفتح عهدا جديدا في العلاقة بين دول الجنوب العالمي والشمال العالمي، وتسلط الضوء على حروب إبادة لم يُعترف بها بعد.
وفي لقاء مطول مع موقع "972 +" الإسرائيلي، قالت آلبانيز إن الحجج التي قدمها الادعاء الجنوب أفريقي في المحكمة كانت قوية في سعيها لإثبات وجود نية إسرائيلية مبيتة لارتكاب إبادة في غزة، وإن انبراء خبراء قانونيين من جنوب أفريقيا وأيرلندا للدفاع عن شعب ما زال يتعرض للاستعمار الاستيطاني ونظام الفصل العنصري، الذي نكبت به جنوب أفريقيا سابقا، كان مؤثرا للغاية.
وأضافت آلبانيز -وهي محامية دولية استلمت وظيفتها الحالية في 2022 لتكون أول امرأة تعين في المنصب الذي يوثق الانتهاكات بحق الفلسطينيين- أن ما صدمها هو استخدام إسرائيل مصطلحات القانون الدولي الإنساني نفسه لتسويغ هجماتها على المدنيين، لكن إسرائيل كابدت -حسبها- لتقديم تفسير مقنع لحربها على المدنيين، بل بدا أنها تعاني وهي تحت مجهر العدالة والإعلام.
وتقول آلبانيز إن المحاكمة تجاوزت مسألة الإبادة التي تجري في غزة إلى رمزية معارضة الاستعمار ككل، وترى أن صمت الدول الأوروبية في مسألة الإبادة طبيعي بالنظر إلى الذهنية الأوروبية التي ما زالت حبيسة ترسبات وتداعيات الفترة الاستعمارية، وهذا يجعل الدول الغريية عموما تنحاز بوضوح عندما تعبر عن مواقفها في مسألة الإبادة. لكن المحاكمة سلطت الضوء -حسبها- على حروب إبادة ما زالت طي الإنكار كتلك التي ارتكبتها ألمانيا في نامبيا قبل بضعة عقود من المحرقة (الهولوكسوت) في أوروبا.
بريق أملورغم أن أي قرار بخصوص تهمة الإبادة نفسها قد لا يتخذ قبل سنوات طويلة، فإن الملاحقات ضد إسرائيل في محكمة العدل من شأنها منح بريق أمل لمن يعيشون في الجنوب وحياتهم معلقة على شفير الهاوية، على حد تعبير آلبانيز.
وأشارت إلى عدة أمثلة ذات صلة اتخذتها المحكمة في الماضي، على سبيل المثال القضية بين روسيا وأوكرانيا، أوضحت محكمة العدل الدولية بالفعل في إجراءاتها المؤقتة أن روسيا "يجب أن توقف على الفور" العمليات العسكرية التي بدأت يوم 24 فبراير/شباط 2022 في الأراضي الأوكرانية. ومع ذلك، اعترضت روسيا على هذا التوجيه، وقدمت "اعتراضات أولية" تطعن في اختصاص المحكمة ومقبولية الطلب.
ورفعت غامبيا أيضا قضية أمام محكمة العدل الدولية عام 2019، مفادها أن ميانمار فشلت في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية فيما يتعلق بالروهينغا في ولاية راخين. وأصدرت محكمة العدل الدولية أمرا بالتدابير المؤقتة في عام 2020، يوجه ميانمار إلى "اتخاذ جميع التدابير في حدود سلطتها" لمنع الأفعال المحددة في اتفاقية الإبادة الجماعية، بما يشمل ضمان امتناع قواتها العسكرية وأي وحدات مسلحة غير نظامية عن ارتكاب مثل هذه الأعمال.
بالإضافة إلى ذلك، كلفت المحكمة ميانمار "باتخاذ تدابير فعالة لمنع التدمير وضمان الحفاظ على الأدلة" المتعلقة بإجراءات محكمة العدل الدولية، وتقديم تقارير منتظمة توضح بالتفصيل التدابير المتخذة للامتثال للأمر.
يشار إلى أن محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة في محكمة العدل الدولية -وهي واحدة من هيئات الأمم المتحدة الست- منفصلة عن مسعى قانوني آخر في لاهاي أيضا، حيث طلبت الجمعية العامة الأممية الشهر الماضي من المحكمة إبداء رأي استشاري في مدى قانونية احتلال الأراضي الفلسطينية، وهو رأي غير ملزم على عكس القرارت المؤقتة التي تصدرها الهيئة في قضايا حروب الإبادة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة
إقرأ أيضاً:
232 منظمة تدعو لوقف جميع إمدادات الأسلحة وقطع الغيار إلى إسرائيل
دعت 232 منظمة غير حكومية تنشط في البلدان المشاركة في برنامج تصنيع طائرات "إف-35" الأميركية إلى وقف جميع إمدادات الأسلحة وقطع الغيار إلى إسرائيل.
وأصدرت تلك المنظمات بيانا مشتركا، أكدت فيه انتهاك إسرائيل للقانون الدولي وحقوق الإنسان في قطاع غزة والضفة الغربية.
وتطرق البيان إلى الآثار المدمرة للعدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ودعا إلى وقف فوري لجميع مبيعات الأسلحة وقطع الغيار لإسرائيل، بما في ذلك المتعلقة بطائرات "إف-35" المقاتلة.
ولفت البيان إلى أن إسرائيل باستخدامها طائرات "إف-35" تسببت في خسائر بالأرواح في غزة والضفة الغربية.
وأكدت منظمات المجتمع المدني أن الدول الأطراف في معاهدة تجارة الأسلحة، لا ينبغي لها أن تقوم بشكل مباشر أو غير مباشر، بتوريد مواد عسكرية قد تستخدم في انتهاك القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وشددت المنظمات على أن الدول المشمولة ببرنامج تصنيع "إف-35" لم تتمكن من تطبيق قواعد توريد الأسلحة بشكل فعال، إما لأنها لم ترغب في تطبيقها أو فضلت تطبيقها "بشكل انتقائي".
ولفتت إلى أن تلك الدول صادقت على اتفاقية الإبادة الجماعية، وتعهدت بـ"منع ومعاقبة" الإبادة الجماعية في إطار الاتفاقية المذكورة.
إعلانوالدول المشاركة في برنامج تصنيع الطائرة "إف-35" هي أستراليا وكندا والدانمارك وإيطاليا وهولندا والنرويج والولايات المتحدة وبريطانيا.
وبدعم أميركي، ارتكبت تل أبيب بين السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ويوم 19 يناير/كانون الثاني المنصرم، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال الإسرائيلي، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، ويتكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.