عربي21:
2024-09-19@20:45:23 GMT

أمنياتي لعام 2024

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

اعتدت في مطلع كل عام أن أكتب ما أتمناه، وأرى أن ذلك يدخل في إطار الممكن والمتاح إذا خلصت النوايا، واتحدت الإرادات على اعتماد مبادئ العدالة واحترام حق الإنسان في حياة كريمة، وسوف أعرض هذه الأمنيات على ثلاثة مستويات:

أولا.. المستوى الدولي:

لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن النظام الدولي لم يعد صالحا لتمثيل المجتمع الدولي وذلك لتعدد الأقطاب وتضارب المصالح، أيضا لم تعد القواعد المعمول بها تحقق العدالة، بل طغى فيها الظلم والعنصرية والانحياز، وبالتالي يلزم إعادة الصياغة على النحو التالي:

1- إلغاء ما يسمى "بحق الفيتو" الذي تتمتع به الدول الخمس الكبرى، حيث ظهر استخدامه في دعم العدوان وتعطيل إنفاذ قواعد العدل ونصرة المظلوم وإغاثة الشعوب.



2- تعديل تكوين مجلس الأمن ليصبح خمسة وعشرين عضوا، الدائم منهم خمسة عشر، وغير الدائم منهم عشرة، وأقترح إلى جوار الدول الخمس الدائمة ما يلي: مصر، تركيا، السعودية، البرازيل، اليابان، جنوب أفريقيا، قطر، باكستان، والهند، وألمانيا، وهي دول تتمتع إما بالثقل السياسي أو الاقتصادي أو القوة البشرية أو الرؤية السياسية المحترمة، أو المواقف الجيدة المعتدلة. أما الأعضاء العشرة غير الدائمين فيتم اختيارهم بنفس القواعد المعمول بها ويصدر القرار بأغلبية خمسة عشر عضوا. وأتصور أنه يمكن إجراء ضغوط متنوعة لإلغاء حق الفيتو وتوسيع تشكيل مجلس الأمن على النحو المذكور (مواقف قانونية من المنظمات الحقوقية- شكاوى أمام محكمة العدل الدولية- مواقف شعبية تندد بظلم الفيتو وتعديات استخدامه على حقوق الإنسان).

3- تقليص دور مثلث الشر، المتمثل في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة الشركات متعددة الجنسيات، وذلك بتأسيس صندوق للقروض الحسنة بلا فوائد لمساعدة الدول المحتاجة بلا تنازلات سياسية.

4- قيام حملة موسعة تطالب بإسقاط جزء من ديون الدول الفقيرة التي تعاني أزمات، مع الاكتفاء بسداد أصل الدين دون الفوائد، خاصة في ظل حالة الغلاء الفاحش والأزمات الاقتصادية التي تضرب معظم دول العالم من جراء توحش النظام الرأسمالي والصراعات والحروب والأوبئة الفتاكة.

5- نظرا لأن السلاح النووي أصبح في متناول من يلوح باستخدامه من المسؤولين في الحكومات وخاصة المسئولين الإسرائيليين، فإنه يلزم نزع السلاح النووي الإسرائيلي في إطار جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل، تمهيدا لنزعها من العالم الذي أصبح أقرب من أي وقت مضى من الحروب العالمية.

6- لقد كثرت في الآونة الأخيرة التعديات على حرمة الأنبياء والمرسلين والكتب المقدسة تحت دعاوى حماية بعض الدول لحرية الرأي والتعبير، فيلزم تجريم ذلك دوليا ومعاقبة الفاعل وعدم حمايته، كون هذا التعدي يستجلب غضب الرب سبحانه وتعالى وما يتبعه من عقوبات دنيوية كتضييق في الرزق وكساد في التجارة، ونقص فيما تنبته الأرض، وشح في مياه الأمطار.

ثانيا.. المستوى الإقليمي:

1- أتمنى أن أشاهد عودة عاجلة وصحوة سريعة لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، لتشكيل قوة حقيقية تمثل قرارا موحدا في القضايا المصيرية، وتكاملا اقتصاديا، وتعاونا على أعمال الخير، وكفي ما ظهر منها من مواقف الضعف والعجز عن اتخاذ مواقف مناسبة لوقف العدوان على غزة. ولا شك في أن قوة هذه المنظمات في وحدة مواقفها وعدم تنازعها فيما بينها قال تعالى: "وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَٱصْبِرُوٓاْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ".

2- أن نجد حلولا عادلة ومرضية للصراعات الداخلية التي تعصف بالعديد من دول المنطقة مثل: ليبيا، واليمن، والسودان، وسوريا، والعراق، والصومال.

3- المبادرة إلى اتخاذ موقف عملي ضد الكيان الصهيوني المحتل بتجميد التطبيع وقطع العلاقات إذا استمر العدوان على غزة، مع الاستعداد للإعمار وعودة المهجرين قسريا إلى منازلهم في القطاع فور وقف إطلاق النار.

ثالثا.. الشأن المصري:

1- تشكيل حكومة كفاءات وطنية بصلاحيات كاملة تستفيد من توصيات الحوار الوطني وتوصيات الحوار الشعبي الذي أشرف عليه د. أيمن نور، وتضع رؤية شاملة لمعالجة الأزمات والتحديات التي تواجه البلاد.

2- إتمام المصالحة المجتمعية، وتفريغ السجون من كافة النزلاء السياسيين والعفو العام عن السجناء منهم.

3- السماح بعودة المهاجرين إلى أرض الوطن وإسقاط كافة التهم عنهم.

4- إطلاق الحريات العامة وعودة الأنشطة الحزبية والمنظمات الحقوقية والجمعيات الخيرية ومراكز الدراسات إلى ما كانت علية في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير.

5- أن تحقق مصر الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية التي يحتاجها المواطن، وتقليل الاستيراد ما أمكن ذلك.

6- أن تنجح مصر في إسقاط جزء من الدين الخارجي مع القدرة على سداد الديون المستحقة في مواعيدها المقررة، وتوفير النقد الأجنبي لشراء المستلزمات الضرورية.

7- أن تنجح الحكومة في الحد من التضخم، مع المحافظة على التناسب بين مرتبات الموظفين وأصحاب المعاشات وبين أعباء وتكاليف المعيشة.

8- أن تتخلص مصر من قيودها وتعود إلى دورها الريادي في العالم العربي، وتتمكن من التصدي للمشكلات الداخلية وحلها، وجمع الكلمة وتوحيد الصف.

9- أن تستبعد الحكومة الجديدة الوجوه الإعلامية القديمة التي كانت تبث روح الفرقة والكراهية بين أبناء الوطن الواحد، وتستبدل بهم وجوها جديدة تدعو إلى الألفة وجمع الشمل.

10- إجراء انتخابات المحليات في أقرب وقت ممكن لتعود المجالس الشعبية إلى إدارة ملفات الخدمات بالمحافظات.

11- عودة الانتخابات البرلمانية لتكون بالقائمة النسبية مع زيادة عدد الدوائر الانتخابية، وذلك لتحقيق أكبر قدر من التمثيل الحقيقي للقوى الوطنية المتعددة.

وختاما: فإن الحكومة التي تبذل جهودا كبيرة ثم لا تجد مردودا مساويا فهي غير موفقة، وعليها أن تراجع علاقتها مع الله، فتعلي كلمته وتعظم شريعته وتربط حركة المجتمع بخالقه سبحانه وتعالى.

هذا والله من وراء القصد، ثم محبتنا لوطننا الذي نتمنى له الخير دائما..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه النظام الدولي مصر مصر الإصلاح التغيير النظام الدولي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

البرهان: تجاوز السودان مرحلة الحرب يمثل إختبارًا حقيقيًا لفعالية التعاون الدولي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق عبدالفتاح البرهان، إن السودان يرى في قمة "المستقبل" المقرر انعقادها بالأمم المتحدة فرصة لإعادة الثقة في المنظومة الأممية لتعزيز التعاون الدولي.

وأوضح البرهان أن تجربة السودان في تجاوز مرحلة الحرب وما بعدها تمثل اختبارًا حقيقيًا لفعالية التعاون الدولي، داعيا إلى إيجاد أداة فعالة لمساعدة الدول للخروج من النزاعات لبناء مستقبل أفضل، وموضحًا أن نجاح السودان فى تجاوز الحرب سيكون نجاحًا للمجتمع الدولي بأسره.

جاء ذلك في كلمة ألقاها البرهان في القمة الرئاسية الافتراضية بعنوان "النداء العالمي لقمة المستقبل"، المعني بمناقشة مواقف ورؤى الدول استعدادًا لقمة المستقبل المقرر انعقادها بالأمم المتحدة يومي 22 و23 سبتمبر الجاري، وهي القمة التي تهدف إلى وضع ميثاق دولي للمستقبل، يتناول موضوعات التنمية المستدامة، والسلم والأمن الدوليين، والعلوم والتكنولوجيا والابتكار.

وأضاف البرهان أن ميثاق المستقبل، الذي نسعى لصياغته اليوم يجب أن يكون بمثابة خريطة طريق للدول التي تعاني من النزاعات بسبب تدخل بعض الدول في شؤونها الداخلية ونحتاج إلى التزام دولي قوي لمنع ذلك التدخل وتجريم ومحاسبة من يقوم بذلك، مؤكدا أهمية العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، بحيث يوفر الميثاق إطارًا لدعم هذه العمليات مع احترام خصوصيات كل دولة.

وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني أهمية التعاون الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والحاجة إلى جهد عالمي منسق لمواجهة الإرهاب العرقي المتعالي الذي يستهدف الدولة والبني التحتية والمرافق الخدمية والصحية في السودان.

ودعا البرهان إلى احترام سيادة الدول مع تعزيز المسؤولية المشتركة، معربا عن تطلع بلاده إلى دعم دولي يحترم خيارات السودان الوطنية والمساعدة على النهوض من جديد، وتحقيق السلام المستدام عبر الملكية الوطنية.

على صعيد أخر، بحث عضو مجلس السيادة السوداني المستشار إبراهيم جابر، مع ممثل منظمة "يونسيف" في السودان شيلدون يت، آفاق التعاون والتنسيق بين الحكومة والمنظمة لدعم الأطفال في السودان. 

وتم خلال الاجتماع استعراض الاحتياجات الضرورية لمواجهة الوضع الصحي والعنف ضد المرأة والأطفال، ودعم ورعاية الأطفال والأمهات؛والجهود المشتركة المبذولة لفتح المدارس ومراكز الأمومة حتي يتسنى للأطفال التمتع بحقوقهم في التعليم والذهاب إلي المدارس.

مقالات مشابهة

  • ما هي الدول التي صوتت ضد قرار إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية؟
  • هذه الدول التي وردت أسماؤها في قضية تفجير أجهزة الاتصال في لبنان (خريطة تفاعلية)
  • العراق خارج تصنيف الأمم المتحدة في الحوكمة الإلكترونية لعام 2024
  • العلاقة بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي في مسألة حقوق الإنسان
  • روسيا تدعو إلى حرمان الغرب من إمكانية "التلاعب" بحق الفيتو في مجلس الأمن الدولي
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • موسكو تدعو لحرمان الغرب من إمكانية التلاعب بحق الفيتو في مجلس الأمن الدولي
  • ترامب: لا يجب أن يكون لدينا عداوة مع الدول التي تمتلك أسلحة نووية
  • البرهان: تجاوز السودان مرحلة الحرب يمثل إختبارًا حقيقيًا لفعالية التعاون الدولي
  • مجموعة الباتروس للفنادق تشارك في معرض فرنسا الدولي للسياحة والسفر لعام ٢٠٢٤