عربي21:
2025-04-29@21:39:32 GMT

أمنياتي لعام 2024

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

اعتدت في مطلع كل عام أن أكتب ما أتمناه، وأرى أن ذلك يدخل في إطار الممكن والمتاح إذا خلصت النوايا، واتحدت الإرادات على اعتماد مبادئ العدالة واحترام حق الإنسان في حياة كريمة، وسوف أعرض هذه الأمنيات على ثلاثة مستويات:

أولا.. المستوى الدولي:

لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن النظام الدولي لم يعد صالحا لتمثيل المجتمع الدولي وذلك لتعدد الأقطاب وتضارب المصالح، أيضا لم تعد القواعد المعمول بها تحقق العدالة، بل طغى فيها الظلم والعنصرية والانحياز، وبالتالي يلزم إعادة الصياغة على النحو التالي:

1- إلغاء ما يسمى "بحق الفيتو" الذي تتمتع به الدول الخمس الكبرى، حيث ظهر استخدامه في دعم العدوان وتعطيل إنفاذ قواعد العدل ونصرة المظلوم وإغاثة الشعوب.



2- تعديل تكوين مجلس الأمن ليصبح خمسة وعشرين عضوا، الدائم منهم خمسة عشر، وغير الدائم منهم عشرة، وأقترح إلى جوار الدول الخمس الدائمة ما يلي: مصر، تركيا، السعودية، البرازيل، اليابان، جنوب أفريقيا، قطر، باكستان، والهند، وألمانيا، وهي دول تتمتع إما بالثقل السياسي أو الاقتصادي أو القوة البشرية أو الرؤية السياسية المحترمة، أو المواقف الجيدة المعتدلة. أما الأعضاء العشرة غير الدائمين فيتم اختيارهم بنفس القواعد المعمول بها ويصدر القرار بأغلبية خمسة عشر عضوا. وأتصور أنه يمكن إجراء ضغوط متنوعة لإلغاء حق الفيتو وتوسيع تشكيل مجلس الأمن على النحو المذكور (مواقف قانونية من المنظمات الحقوقية- شكاوى أمام محكمة العدل الدولية- مواقف شعبية تندد بظلم الفيتو وتعديات استخدامه على حقوق الإنسان).

3- تقليص دور مثلث الشر، المتمثل في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة الشركات متعددة الجنسيات، وذلك بتأسيس صندوق للقروض الحسنة بلا فوائد لمساعدة الدول المحتاجة بلا تنازلات سياسية.

4- قيام حملة موسعة تطالب بإسقاط جزء من ديون الدول الفقيرة التي تعاني أزمات، مع الاكتفاء بسداد أصل الدين دون الفوائد، خاصة في ظل حالة الغلاء الفاحش والأزمات الاقتصادية التي تضرب معظم دول العالم من جراء توحش النظام الرأسمالي والصراعات والحروب والأوبئة الفتاكة.

5- نظرا لأن السلاح النووي أصبح في متناول من يلوح باستخدامه من المسؤولين في الحكومات وخاصة المسئولين الإسرائيليين، فإنه يلزم نزع السلاح النووي الإسرائيلي في إطار جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل، تمهيدا لنزعها من العالم الذي أصبح أقرب من أي وقت مضى من الحروب العالمية.

6- لقد كثرت في الآونة الأخيرة التعديات على حرمة الأنبياء والمرسلين والكتب المقدسة تحت دعاوى حماية بعض الدول لحرية الرأي والتعبير، فيلزم تجريم ذلك دوليا ومعاقبة الفاعل وعدم حمايته، كون هذا التعدي يستجلب غضب الرب سبحانه وتعالى وما يتبعه من عقوبات دنيوية كتضييق في الرزق وكساد في التجارة، ونقص فيما تنبته الأرض، وشح في مياه الأمطار.

ثانيا.. المستوى الإقليمي:

1- أتمنى أن أشاهد عودة عاجلة وصحوة سريعة لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، لتشكيل قوة حقيقية تمثل قرارا موحدا في القضايا المصيرية، وتكاملا اقتصاديا، وتعاونا على أعمال الخير، وكفي ما ظهر منها من مواقف الضعف والعجز عن اتخاذ مواقف مناسبة لوقف العدوان على غزة. ولا شك في أن قوة هذه المنظمات في وحدة مواقفها وعدم تنازعها فيما بينها قال تعالى: "وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَٱصْبِرُوٓاْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ".

2- أن نجد حلولا عادلة ومرضية للصراعات الداخلية التي تعصف بالعديد من دول المنطقة مثل: ليبيا، واليمن، والسودان، وسوريا، والعراق، والصومال.

3- المبادرة إلى اتخاذ موقف عملي ضد الكيان الصهيوني المحتل بتجميد التطبيع وقطع العلاقات إذا استمر العدوان على غزة، مع الاستعداد للإعمار وعودة المهجرين قسريا إلى منازلهم في القطاع فور وقف إطلاق النار.

ثالثا.. الشأن المصري:

1- تشكيل حكومة كفاءات وطنية بصلاحيات كاملة تستفيد من توصيات الحوار الوطني وتوصيات الحوار الشعبي الذي أشرف عليه د. أيمن نور، وتضع رؤية شاملة لمعالجة الأزمات والتحديات التي تواجه البلاد.

2- إتمام المصالحة المجتمعية، وتفريغ السجون من كافة النزلاء السياسيين والعفو العام عن السجناء منهم.

3- السماح بعودة المهاجرين إلى أرض الوطن وإسقاط كافة التهم عنهم.

4- إطلاق الحريات العامة وعودة الأنشطة الحزبية والمنظمات الحقوقية والجمعيات الخيرية ومراكز الدراسات إلى ما كانت علية في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير.

5- أن تحقق مصر الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية التي يحتاجها المواطن، وتقليل الاستيراد ما أمكن ذلك.

6- أن تنجح مصر في إسقاط جزء من الدين الخارجي مع القدرة على سداد الديون المستحقة في مواعيدها المقررة، وتوفير النقد الأجنبي لشراء المستلزمات الضرورية.

7- أن تنجح الحكومة في الحد من التضخم، مع المحافظة على التناسب بين مرتبات الموظفين وأصحاب المعاشات وبين أعباء وتكاليف المعيشة.

8- أن تتخلص مصر من قيودها وتعود إلى دورها الريادي في العالم العربي، وتتمكن من التصدي للمشكلات الداخلية وحلها، وجمع الكلمة وتوحيد الصف.

9- أن تستبعد الحكومة الجديدة الوجوه الإعلامية القديمة التي كانت تبث روح الفرقة والكراهية بين أبناء الوطن الواحد، وتستبدل بهم وجوها جديدة تدعو إلى الألفة وجمع الشمل.

10- إجراء انتخابات المحليات في أقرب وقت ممكن لتعود المجالس الشعبية إلى إدارة ملفات الخدمات بالمحافظات.

11- عودة الانتخابات البرلمانية لتكون بالقائمة النسبية مع زيادة عدد الدوائر الانتخابية، وذلك لتحقيق أكبر قدر من التمثيل الحقيقي للقوى الوطنية المتعددة.

وختاما: فإن الحكومة التي تبذل جهودا كبيرة ثم لا تجد مردودا مساويا فهي غير موفقة، وعليها أن تراجع علاقتها مع الله، فتعلي كلمته وتعظم شريعته وتربط حركة المجتمع بخالقه سبحانه وتعالى.

هذا والله من وراء القصد، ثم محبتنا لوطننا الذي نتمنى له الخير دائما..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه النظام الدولي مصر مصر الإصلاح التغيير النظام الدولي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

نائب أمير الشرقية يتسلم التقرير السنوي لأعمال الدفاع المدني لعام 2024

تسلم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن بندر بن عبدالعزيز، نائب أمير المنطقة الشرقية، في مكتب سموه بديوان الإمارة اليوم الأحد، التقرير السنوي لأعمال مديرية الدفاع المدني بالمنطقة لعام 2024م، والذي قدّمه اللواء ماجد بن محمد الموزان مدير الدفاع المدني بالمنطقة.
وقدم اللواء الموزان لسمو نائب أمير المنطقة الشرقية شرحاً عن ما تضمنه التقرير من مؤشرات الأداء، وتحليل الحوادث والمخاطر، وجهود رفع الجاهزية والاستعداد، إضافة إلى مبادرات تحسين بيئة العمل، وتعزيز السلامة والحوكمة، وتوظيف التقنيات الحديثة في مختلف مجالات العمل.
أخبار متعلقة فرص واعدة بالمنطقة.. أمير الشرقية يبحث التعاون مع وزير الاستثمارأمير الشرقية يطلع على إنجازات الدفاع المدني بالمنطقة خلال 2024 .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } نائب أمير الشرقية يتسلم التقرير السنوي لأعمال الدفاع المدني لعام 2024
وفي ختام اللقاء، عبّر اللواء الموزان عن شكره وتقديره لسمو نائب أمير المنطقة الشرقية على ما يحظى به الدفاع المدني من دعم واهتمام مستمر.

مقالات مشابهة

  • مندوب فلسطين لدى مجلس الأمن: ندعو كل الدول لـ دعم الحكومة الفلسطينية وخطة إعمار غزة
  • مؤشر الذكاء العالمي لعام 2025.. لبنان في القمة بين الدول العربية
  • هذه هي عصا الاقتصاد السحرية التي أخضعوا بها الشعوب
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • عاجل. المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: باريس تدعو تل أبيب إلى وقف "المذبحة" التي تجري اليوم في غزة
  • مواصفات امتحانات الثانوية العامة لعام 2024/2025
  • الرقابة المالية: تمويل رواتب موظفي الاقليم لعام 2024 بشكل كامل
  • أشاد بما تحقق من إنجازات.. أمير الحدود الشمالية يتسلّم التقرير السنوي لأعمال فرع وزارة التجارة بالمنطقة لعام 2024
  • نائب أمير الشرقية يتسلم التقرير السنوي لأعمال الدفاع المدني لعام 2024
  • رؤية تتحقق بطموح استثنائي.. السعودية تسابق الزمن