محكمة العدل الدولية، قالت إن على إسرائيل اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لتمكين توفير الخدمات الأساسية والمساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة.

التغيير: وكالات

شددت محكمة العدل الدولية على ضرورة أن تتخذ إسرائيل كل ما بوسعها لمنع جميع الأعمال التي تتضمنها المادة الثانية من اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها،  فيما يتعلق بالفلسطينيين في غزة.

ويشمل ذلك على وجه الخصوص الأعمال المتعلقة بقتل أعضاء من جماعة أو إلحاق أذى جسدي أو نفسي خطير بهم أو إخضاع الجماعة- عمدا- لظروف معيشية يراد بها تدميرها كليا أو جزئيا.

جاء ذلك في الجلسة التي أعلنت فيها المحكمة قرارها بشأن التدابير المؤقتة التي طلبتها جنوب أفريقيا في قضيتها ضد إسرائيل المتعلقة بتطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة. شملت التدابير المؤقتة التي أصدرتها المحكمة أيضا اتخاذ إسرائيل ما يلزم لمنع “فرض تدابير تستهدف الحيلولة دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة”.

وقالت رئيسة المحكمة جون دوناهيو، في جلسة اليوم، إن على إسرائيل ضمان عدم قيام قواتها بأي من تلك الأعمال المذكورة سابقا، وأن تتخذ إجراءات لمنع ومعاقبة المشاركة في التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية فيما يتعلق بالفلسطينيين.

كما قالت المحكمة إن على إسرائيل اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لتمكين توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تمس الحاجة إليها لمعالجة الظروف المعيشية الصعبة للفلسطينيين في قطاع غزة. وعلى إسرائيل أيضا أن تتخذ تدابير فعالة لمنع إتلاف الأدلة المتعلقة بالادعاءات في نطاق المادة الثانية والثالثة من الاتفاقية. كما طلبت المحكمة من إسرائيل أن تقدم تقريرا لها بشأن جميع التدابير المتخذة لتنفيذ هذا الأمر خلال شهر من تاريخ صدور هذا الأمر.

“التدابير المؤقتة” هي أوامر تصدرها المحكمة قبل حكمها النهائي في قضية ما، بهدف منع وقوع أضرار لا يمكن إصلاحها. وبموجبها تُلزم الدولة المدعى عليها بالامتناع عن اتخاذ إجراءات معينة حتى تصدر المحكمة الحكم النهائي.

واقتبست القاضية دوناهيو رئيسة محكمة العدل الدولية، في الجلسة التي قرأت فيها قرارات المحكمة، معلومات وتصريحات صادرة من الأمم المتحدة ومسؤوليها بمن فيهم الأمين العام ومنسق الإغاثة الطارئة والمفوض العام للأونروا.

وقالت إن مارتن غريفيثس وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة ذكر في الخامس من الشهر الحالي أن غزة أصبحت مكانا للموت واليأس وأن الأسر تنام في الخلاء فيما تنخفض درجات الحرارة. ونقلت عنه أيضا القول إن الأماكن التي تُوجه بشأنها أوامر للمدنيين بالانتقال إليها، قد قُصفت كما تتعرض المنشآت الطبية للقصف المستمر.

وأشارت القاضية دوناهيو، قبل النطق بأوامر المحكمة بشأن التدابير المؤقتة، إلى ما قالته الأمم المتحدة آخر العام الماضي بعد إيفاد مهمة إلى شمال القطاع، عن أن 93% من السكان يواجهون مستويات الأزمة من الجوع مع عدم توفر الغذاء الكافي وارتفاع معدلات سوء التغذية.

وقالت إن 25% من الأسر في غزة تواجه ظروفا كارثية وشحا حادا في الغذاء وتجويعا، مما أدى إلى اضطرارهم لبيع مقتنياتهم واللجوء إلى تدابير قاسية ليتمكنوا من تحمل تكلفة وجبة بسيطة.

أمر المحكمة مُلزم

نوه الأمين العام أنطونيو غوتيريش بأن قرارات محكمة العدل الدولية مُلزمة، بموجب مـيثاق الأمم المتحدة والنظام الأساسي للمحكمة. وأعرب عن ثقته في أن كل الأطراف ستمتثل على النحو الواجب للأمر الصادر عنها.

وأشار الأمين العام إلى قرار محكمة العدل الدولية بأمر إسرائيل- من بين أمور أخرى- باتخاذ كل التدابير في إطار سلطتها لمنع ارتكاب أعمال تقع تحت البند الثاني من اتفاقية منع الإبادة الجماعية فيما يتعلق بالفلسطينيين في غزة. ويشمل ذلك منع: القتل أو إلحاق الضرر الجسدي أو النفسي، أو إخضاع جماعة- عمدا- لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا أو فرض تدابير تستهدف الحيلولة دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة.

وأشار أنطونيو غوتيريش أيضا إلى تعليمات المحكمة بشأن ضرورة ضمان إسرائيل، بشكل فوري، عدم ارتكاب جيشها لأي من هذه الأفعال. وفي بيان صحفي منسوب للمتحدث باسمه تطرق غوتيريش إلى أمر المحكمة لإسرائيل بضرورة ضمان توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تمس الحاجة إليها لمعالجة الظروف المعيشية الصعبة للفلسطينيين في قطاع غزة.

وأشار إلى تأكيد المحكمة على أن كل أطراف الصراع في قطاع غزة مُلزمة بالقانون الدولي الإنساني، ومطالبة المحكمة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن الذين اختطفوا أثناء الهجمات على إسرائيل في 7 والمحتجزين منذ ذلك الوقت من حماس وغيرها من الجماعات المسلحة.

وبما يتماشى مع النظام الأساسي للمحكمة سيرسل الأمين العام، على وجه السرعة، الإخطار بالتدابير المؤقتة التي أمرت بها المحكمة إلى مجلس الأمن الدولي.

كما دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إسرائيل إلى تطبيق أوامر محكمة العدل الدولية بشكل كامل، فيما يتعلق باتفاقية منع الإبادة الجماعية. ودعا الأطراف، مرة أخرى، إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي.

الوسومإسرائيل الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش غزة فلسطين محكمة العدل الدولية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إسرائيل الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش غزة فلسطين محكمة العدل الدولية اتفاقیة منع الإبادة الجماعیة محکمة العدل الدولیة التدابیر المؤقتة الأمم المتحدة الأمین العام على إسرائیل فی قطاع غزة فیما یتعلق

إقرأ أيضاً:

أمريكا تطالب بريطانيا تسليمها محققا إسرائيليا خاصا.. ماذا فعل؟

قالت وكالة "رويترز" إن الولايات المتحدة قدمت طلبا لبريطانيا، بتسليمها محقق إسرائيلي خاص، جرى اعتقاله في مطار هيثرو بلندن العام الماضي.

ونقلت الوكالة عن محامية المحقق الخاص الإسرائيلي أوميت فورليت، قولها إن موكلها يواجه محاكمة بشأن مزاعم بأنه تم تعيينه من قبل شركة إكسون موبيل (XOM.N) التابعة لإحدى جماعات الضغط، بهدف اختراق رسائل البريد الإلكتروني للنشطاء البيئيين.

وجاء الكشف عن ذلك في ملف قضائي لدى محكمة وستمنستر الجزائية في لندن، حيث تسعى السلطات الأمريكية إلى الحصول على إذن بتسليم أميت فورليت، الذي ألقي القبض عليه في مطار هيثرو العام الماضي.

وقالت راشيل سكوت محامية فورليت المقيمة في بريطانيا إن السلطات الأمريكية وجهت إلى فورليت "تهمة التآمر للقيام بعمليات قرصنة إلكترونية ضد أفراد وكيانات متورطة (أو مرتبطة بشكل مباشر) بالنشاط البيئي".


وذكرت سكوت أن حملة القرصنة هذه "يُزعم أنها تمت بتكليف من مجموعة DCI، وهي شركة ضغط تمثل شركة إكسون موبيل، إحدى أكبر شركات الوقود الأحفوري في العالم".

في تشرين ثاني/ نوفمبر، ذكرت وكالة رويترز أن فورليت مطلوب من قبل وزارة العدل الأمريكية فيما يتعلق بحملة تجسس تستهدف نشطاء بيئيين يسعون إلى تحميل شركة إكسون المسؤولية القانونية عن تأثيرها على تغير المناخ.

وكانت هذه أحدث قضية في سلسلة من الحالات التي كشفتها رويترز حيث يُزعم أن المتسللين لعبوا دورًا رئيسيًا في التأثير على المعارك القانونية ، وهو موضوع يثير قلقًا متزايدًا من جانب أجهزة إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم، وفقا للوكالة.

ورفضت وزارة العدل، التي لم تعلن عن لائحة الاتهام، التعليق على الأمر. وكان فورليت قد نفى في السابق تورطه في أعمال القرصنة مقابل أجر.

وقالت شركة إكسون إن الشركة النفطية "لم تشارك في أي أنشطة قرصنة، ولا علم لنا بها"، وإذا كانت هناك عمليات قرصنة، "فإننا ندينها بأشد العبارات الممكنة".

NEW: US seeks extradition of Israeli private spy over sprawling hacking against ????????American nonprofits.

Amit Forlit's alleged customer? US lobbying firm @DCIGroup... representing @exxonmobil

Extradition filings in UK give fresh peek into this wild case 1/ pic.twitter.com/4cQxNJlLic

— John Scott-Railton (@jsrailton) January 23, 2025

مقالات مشابهة

  • أمريكا تطالب بريطانيا بتسليمها محققا إسرائيليا خاصا.. ماذا فعل؟
  • أمريكا تطالب بريطانيا تسليمها محققا إسرائيليا خاصا.. ماذا فعل؟
  • إيران تشكك في اختصاص محكمة العدل الدولية بقضية الطائرة الأوكرانية
  • سويسرا تدرس شكاوى ضد رئيس إسرائيل في التحريض على الإبادة الجماعية
  • مسئولة أممية: إسرائيل ستكرر الإبادة الجماعية في الضفة الغربية المحتلة
  • خبيرة أممية تحذر: إسرائيل ستكرر الإبادة الجماعية في الضفة الغربية المحتلة
  • ممثلة مصرية تطالب بمنع بث برامج طليقها لحماية طفلها
  • الجهاد الإسلامي: إعلان العدو الصهيوني عن عملية عسكرية بالضفة امتداد لسلسلة الإبادة الجماعية
  • إعلام فلسطيني: 214 طفلا رضيعا ولدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية في غزة
  • «هالة» تطالب زوجها بنصف ثروته لسبب غريب أمام محكمة الأسرة