نميرة نجم تعقب علي حكم محكمة العدل الدولية ضد الإبادة الجماعية الاسرائيلية لغزة
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
عقبت السفيرة د.نميرة نجم خبيرة القانون الدولي العام علي صدور قرار محكمة العدل الدولية أمس انه إنتصارا للقانون الدولي ضد الهمجية ، ويعيد الثقة في المنظومة القانونية الدولية ، بعد ان شهدنا انهيارها تدريجيا خلال المائة يوم السابقة منذ بداية العملية العسكرية الاسرائيلية ضد المدنيين في غزة .
وأضافت أن حكم المحكمة أمس أمر ملزما لاسرائيل ، و أن لم يتطرق الي وقف إطلاق النار إلا انه أعطي لإسرائيل مهلة لإتخاذ تدابير إحترازية التي انتهت اليها المحكمة بشكل مبدئي، وهي الإمتناع عن اي اعمال من المنصوص عليها في الاتفاقية الدولية لمنع جريمة الابادة الجماعية ، ومنع ومعاقبة كل من يقوم بالتحريض العام والمباشر للابادة الجماعية ،و إتخاذ كافة التدابير لضمان وصول المساعدات الانسانية للمدنيين ، و الحفاظ على كل الادلة المتربطة بالإبادة الجماعية في غزة ،و تقديمها في تقرير للمحكمة .
وأكدت السفيرة ان هذه هي المرة الأولي التي تصدر محكمة دولية قرارا قانونيا ضد دولة اسرائيل ملزما لها، وليس إستشاريا ،و الاغلبية الساحقة التي صدر بها الحكم من قضاة يمثلون مدارس قانونية مختلفة من حول العالم يعطي قوة لهذا القرار .
ومن جانب أخر قالت نجم ان نمط تصويت القاضية الاوغندية جوليا سيبوتندة علي قرار المحكمة اقل مايوصف به ان جاء مخيبا للامال و يتعارض ليس فقط مع موقف اوغندا بعتبرها قاضية مستقلة عن بلادها ، الا انه يتعارض مع المواقف الافريقية بشكل عام وموقف الاتحاد الافريقي بشكل خاص في ضوء انها رشحت من قبل افريقيا لمنصب قاضي في محكمة العدل الدولية ، بالاضافة الي انها جانبها الصواب في رأيها المعارض لحكم المحكمة فيما يتعلق بأسس القانون الثابتة و إصرارها علي ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو صراع سياسي بالاساس ،و لا علاقة له بالقانون او بالولاية القضائية للمحكمة ، و ان الحل السياسي هو الآلية الواجب اتباعها من اجل حل القضية ، وهنا تناست القاضية الأوغندية ان مايحدث على الارض اليوم من مجازر جماعية و تهجير وقتل متعمد و تصريحات المسئولين الاسرائيليين للتحريض على استهداف المدنيين الفلسطنيين في كافة الاراضي المحتلة كلها تقع تحت طائلة القانون الدولي، وحتي التفاوض في الموضوعات السياسية الدولية يستند الي قواعد القانون ومن المستغرب ان القاضي الاسرائيلي صوت لصالح نصوص إتفاقية منع الابادة الجماعية ، بينما أصرت القاضية الأوغندية علي التصويت ضد قواعد القانون الآمره ، و هو أمر مخزى من قاضية في اعلي منصب قضائي دولي في العالم ، ويؤكد ذلك تعليق عدد من السفراء الاوغنديين الذين أكدوا انها لاتمثل موقف اوغندا الذي رشحتها من الاساس للمنصب .
و أضافت نجم أنه على الرغم من ان قواعد القانون قد يتم تجاهلها عند التنفيذ الا اننا نأمل ان يأتي الحراك القانوني بتغيير الوضع علي ارض الواقع حتي يتمكن المدنيين الفلسطنيين في إعادة بناء ديارهم ومستشفياتهم ودولتهم
وعن مدلول قرار المحكمة اوضحت نجم أنه يؤكد علي ان المحكمة علي قناعة بوجود احتمال معقول بوقوع الابادة الجماعية ضد الفلسطينيين ،و ان عدم تنفيذ الإجراءات الاحترازية قد يؤدي الي زيادة الوضع سوء ا علي الارض و من ثم تتحقق فعليا اركان جريمة الابادة الجماعية .
ويجب ان نوضح ان التدابير الاحترازية التي تتخذها محكمة العدل الدولية يمكن ان تقارن في القانون الداخلي للدول بقرارات محاكم القضاء المستعجل التي تتخذ تدابير مؤقتة في الدعاوي بشكل اجرائى لحين نظر الدعوى الموضوعية وتتخذ هذه التدابير لوقف تدهور الوضع على الارض او وقف احداث تغييرات لا يمكن الرجوع عنها قد تؤثر على مسار الدعوى الموضوعية، وهذا الإتجاه من القضاة جاء بسبب قناعة محكمة العدل الدولية بوجود شبهة او أدلة ظاهرية بوقوع جريمة الابادة الجماعية ومن ثم كان هناك ضرورة باصدار هذا الامر لوقف كل الاعمال التى قد تؤدي الى الابادة الجماعية.
وعقب صدور الحكم هنأت السفيرة د.نميرة نجم وزير خارجية جنوب افريقيا ناليدي باندور علي دور جنوب أفريقيا في دعم القضية الفلسطينية وجهد الذي بذله فريق المحاميين تبعها امام المحكمة ، وهنأت الوفود وزارة الخارجية الفلسطنية عمار حجازي، و عمر عوض الله مساعدي وزير خارجية فلسطين ،و السفيرة روان سليمان سفير دولة فلسطين في لاهاي ، و كبير محامين جنوب أفريقيا أ.د جون دوجارد.
وقد حضر الجلسة أمس من السلك الدبلوماسى في هولندا السفيرة سليمة عبد الحق سفيرة الجزائر و السفير مطلق القحطاني سفير قطر وسفراء كوبا وباكستان و القائمين باعمال سفارة ماليزي و جواتيمالا .
جدير بالذكر ان كافة وسائل الإعلام العالمية تجاهلت وفد المحاميين الاسرائيلين عند دخوله قاعة المحكمة، و الذي انسحب بهدؤ من القاعة واختفي فور انتهاء وقائع الحلسة وخروج القضاة من قاعة المحكمة ، و إنسحب المتظاهرين المؤيدين لاسرائيليين من جوار خارج قصر العدالة لمحكمة العدل الدولية ، و إستمرت إحتفالات المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطينية بصدور قرار المحكمة امام المدخل الرئيسي لقصر العدالة في لاهاي في حماية الشرطة الهولندية حتي غروب الشمس.
وقد إقامت السفيرة روان سليمان سفيرة فلسطين في لاهاي حفل عشاء علي شرف وزير خارجية جنوب افريقيا ناليدي باندور وفريق محاميين جنوب أفريقيا بالسفارة الفلسطينية في لاهاي تقديرا لدور جنوب أفريقيا في دعم القضية الفلسطينية .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قرار محكمة العدل الدولية
إقرأ أيضاً:
ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية على سكان قطاع غزة إلى 45.206 شهداء و107.512 إصابة
الثورة / متابعة / محمد الجبري
لا يزال العدو الصهيوني، بغارات طيرانه وقصف مدفعيته، يرتكب العديد من المجازر الوحشية والجرائم الدموية ضد سكان قطاع غزة العزل من النساء والأطفال وكبار السن مخلفًا العشرات من الشهداء والجرحى.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة، أمس الجمعة، في تقريرها اليومي: إن العدو الصهيوني ارتكب ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 77 شهيداً و174 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وارتفعت حصيلة الإبادة الجماعية الصهيوأمركية إلى 45,206 شهداء و107,512 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
وأشارت الوزارة إلى أنه لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وقصفت مدفعية العدو الصهيوني مشروع بيت لاهيا وبلدة بيت لاهيا وجباليا ومحيط دوار الشيخ زايد ومنطقة العلمي شمال القطاع، كما قصفت المدفعية منطقة الصفطاوي، شمال غرب مدينة غزة.
واستشهد أربعة مواطنين فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة شنتها طائرات العدو الصهيوني على عزبة بيت حانون في شمال قطاع غزة.
إلى ذلك استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب عدد آخر جرّاء قصف طائرات العدو منزلًا لعائلة اللوح في محيط مخبز السلطان بحي الصبرة جنوب غزة.
وانتشلت طواقم الدفاع المدني أربعة شهداء، جراء قصف من قبل طائرات العدو منزلًا لعائلة أبو شنب في محيط مسجد السلام بحي الصبرة، جنوب مدينة غزة.
وأعلنت مصادر محلية، عن استشهاد مواطن وزوجته، جراء قصف طائرات العدو منزلًا لعائلة الكيالي في محيط منطقة المغربي بحي الصبرة، جنوب مدينة غزة.
وفي وسط القطاع، يتواصل القصف المدفعي شمال مخيم النصيرات وشمال مخيم البريج، وسط القطاع.
كما استشهد سبعة مواطنين فلسطينيين، مساء أمس الجمعة، في قصف للعدو الصهيوني على مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية: بأن طائرات العدو استهدفت شقة سكنية في مخيم النصيرات، ما أدى لاستشهاد سبعة مواطنين بينهم طفلان، وإصابة آخرين، جرى نقلهم إلى مستشفيي العودة في النصيرات، وشهداء الأقصى في دير البلح.
وجنوب القطاع، نفذ جيش العدو عمليات نسف لمباني سكنية في مدينة رفح، كما أطلقت زوارق العدو الحربية نيرانها غرب المدينة.
بالمقابل، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن قصف تجمعات الاحتلال في محور نتساريم بالهاون.
وقالت سرايا القدس في بلاغ عسكري: «قصفنا بصواريخ (107) وقذائف الهاون تجمعات لجنود وآليات العدو في محور «نتساريم».
بدورها كشفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تفاصيل عملية استشهادية وصفتها بـ»المعقدة»، نفذها أحد مقاوميها في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، ظهر أمس الجمعة .
وقالت القسام في بيان عبر قناتها على «تيليجرام»: «في عملية أمنية معقدة.. تمكن مُجاهد قسامي من الإجهاز على قناص صهيوني ومساعده بعد ظهر أمس من مسافة صفر في مخيم جباليا شمال القطاع».
إلى ذلك تداولت وسائل الإعلام العبرية، أمس الجمعة، مقطع فيديو، يظهر فيه ناقلة جند عسكرية تابعة لجيش الاحتلال محترقة بشكل كامل في قطاع غزة.
ويظهر في الفيديو أحد جنود الاحتلال وهو يصور ناقلة الجند العسكرية من الداخل وهي محترقة ومتضررة بشكل كبير.
وأكد المركز في تقرير له، الجمعة، أن عمليات المقاومة التي وقعت خلال الفترة ما بين 13-12-2024 حتى 19-12-2024، أسفرت عن جريحين صهيونيين، موضحا أنه وقعت 16 عملية إطلاق نار واشتباكات مسلحة.
وأشار المركز أن المقاومين تمكنوا من تنفيذ 12 عملية تفجير عبوات ناسفة، ما أدى إلى إعطاب ثلاث آليات عسكرية تابعة لجيش العدو الصهيوني، كما تصدى الفلسطينيون والشباب الثائر لـ14 اعتداء من المستوطنين، وتمكنوا من الإضرار بثلاث مركبات للمستوطنين، بعد مهاجمتها ورشقها بالحجارة.
واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات العدو الصهيوني في 67 نقطة متفرقة بالضفة الغربية على مدار أسبوع كامل، فيما خرجت ست مظاهرات شعبية منددة بجرائم العدو الصهيوني ومجازره الوحشية ضد الشعب الفلسطيني.
ومنذ السابع من أكتوبر العام الماضي، شهدت الضفة الغربية حملة اقتحامات واعتقالات شرسة وغير مسبوقة أدت إلى اعتقال أكثر من 11 ألف مواطن، بحسب هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني.