الدور ثمن النهائي يفي بوعوده الفنية والجماهيرية
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
أوفى الدور ثمن النهائي من بطولة كأس آسيا 2023 المقامة حاليا في الدوحة، بوعوده الفنية والتنافسية والجماهيرية، الأمر الذي منح النسخة الحالية من البطولة القارية تميزا كبيرا وشهادة نجاح مبكر على مختلف الصعد، ما يجعلها تتوافق مع تكهنات تفردها عن سابق النسخ التي أقيمت منذ انطلاق البطولة.
وجاءت منافسات الدور الأول التي اختتمت، الخميس الماضي، حافلة بالإثارة والندية بتقارب كبير في المستويات الفنية، فحكمت التفاصيل الصغيرة الكثير من نتائج المباريات، وصولا إلى تسمية الفرق الـ 16 التي بلغت الدور ثمن النهائي وفقا لتعليمات البطولة التي منحت مقاعد الدور الثاني لأصحاب المركزين الأول والثاني في كل مجموعة من المجموعات الست، الى جانب أفضل أربع منتخبات احتلت المركز الثالث.
وشهدت منافسات الدور الأول ترقبا خصوصا في الجولة الثالثة والأخيرة من أغلب المجموعات، قبل أن يكتمل عقد المتأهلين، ويتم الكشف عن المسارات التنافسية حتى المباراة النهائية.
وفي الوقت الذي كان فيه المنتخب القطري قد تأهل لدور الـ16 مبكرا، لكنه ظل ينتظر هوية منافسه حتى اليوم الأخير باكتمال المتأهلين، ذلك أن حسابات تحديد المواجهات استندت وفق التعلميات على المجموعات التي يتأهل عنها أفضل أربعة في المركز الثالث، فكان التوزيع في نهاية المطاف أن تأهل كل من: ثالث المجموعة الثانية (منتخب سوريا) وثالث المجموعة الثالثة (منتخب فلسطين) وثالث المجموعة الرابعة (منتخب إندونيسيا) وثالث المجموعة الخامسة (منتخب الأردن).
وضرب هؤلاء موعدا مع أبطال المجموعات، من الأولى حتى الرابعة، في الدور ثمن النهائي وعلى النحو التالي: حيث يلتقي منتخبنا الوطني بطل المجموعة الأولى مع المنتخب الفلسطيني، فيما يلتقي المنتخب الأسترالي بطل المجموعة الثانية مع المنتخب الإندونيسي، والمنتخب الإيراني بطل المجموعة الثالثة مع المنتخب السوري، فيما يلتقي المنتخب العراقي بطل المجموعة الرابعة مع المنتخب الأردني وإكتمل عقد مواجهات دور الـ 16 بلقاء المنتخب البحريني بطل المجموعة الخامسة مع وصيف المجموعة الرابعة المنتخب الياباني، والمنتخب السعودي بطل المجموعة السادسة مع المنتخب الكوري الجنوبي ثاني المجموعة الخامسة، في حين ضرب المنتخب الإماراتي ثاني المجموعة الثالثة موعدا مع منتخب طاجيكستان ثاني المجموعة الأولى، وأخيرا، يلتقي المنتخب الأوزبكي ثاني المجموعة الثانية مع المنتخب التايلندي ثاني المجموعة السادسة.
جاء سيناريو تحديد المواجهات مثيرا في تفاصيله خصوصا في بعض المجموعات التي شهدت مواجهتاها الأخيرتان تقلبا في النتائج، كما جرى في المجموعة الخامسة التي انقلبت فيها الأمور رأسا على عقب في الدقيقة 15 بعد التسعين، عندما سجل منتخب ماليزيا هدف التعادل أمام المنتخب الكوري الجنوبي لتنتهي المباراة بثلاثة أهداف لمثلها، وترسم تلك النتيجة توزيعا مختلفا تماما، حيث بات المنتخب البحريني الفائز على نظيره الأردني بهدف دون رد، بطلا للمجموعة وحل المنتخب الكوري ثانيا والمنتخب الأردني ثالثا، وتكرر الأمر في المجموعة الثالثة، حيث كان المنتخب الإيراني متقدما على نظيره الإماراتي بهدفين دون رد في وقت، كان فيه المنتخب الفلسطيني متقدما على هونغ كونغ بثلاثة أهداف دون رد، وكانت تلك النتيجة تمنح المنتخب الفلسطيني التأهل في المركز الثاني في المجموعة وبالتالي مواجهة طاجكستان، في حين سيحل المنتخب الإماراتي ثالثا ليواجه المنتخب القطري، بيد أن هدفا إماراتيا في وقت متأخر قلص النتيجة، وقلب الأمور وأعاد المنتخب الإماراتي إلى المركز الثاني، وذهب المنتخب الفلسطيني إلى المركز الثالث.
منتخبنا الوطني عنوان التميز
منتخبنا الوطني كان عنوان التميز في الدور الأول من كأس آسيا 2023 لكرة القدم، عندما أمّن عبورا مبكرا إلى الدور الثاني كأول المتأهلين بعد جولتين فقط، ثم بات أحد ثلاثة منتخبات أنهت الدور الأول بالعلامة الكاملة، كاشفا عن مستويات راقية بصعود مؤشر الأداء من مباراة لأخرى، مقدما نفسه كأحد أبرز المرشحين للاحتفاظ باللقب الذي ناله في النسخة الماضية من البطولة والتي جرت في الإمارات عام 2019.
استهل العنابي المنافسة بشكل مثالي ليتفوق على نظيره اللبناني بثلاثية نظيفة، متجاوزا إرهاصات المباراة الافتتاحية وخصوصيتها التي قد لا تسير بالعادة في صالح صاحب الأرض، قبل أن يدخل المباراة الثانية أمام طاجيكستان برغبة حسم التأهل الرسمي المبكر إلى الدور الثاني، فكان له ما أراد بفوز مستحق وبهدف دون رد، منحه بطاقة العبور الرسمي إلى الدور الثاني، جاعلا من المباراة الثالثة أمام الصين، تحصيل حاصل خصوصا وأن الفوز الثاني تواليا لم يؤكد بلوغ دور الـ 16 فحسب، بل منح المنتخب القطري صدارة المجموعة رسميا.
وبالرغم من قلة الدوافع المعنوية في المباراة الأخيرة، إلا أن الانتصار فيها كان مطلبا مهما لتكريس ثقافة الفوز قبل الدخول
في الأدوار الإقصائية، ليتفوق العنابي بهدف دون رد على نظيره الصيني، جامعا العلامة الكاملة في الدور الأول، وضاربا موعدا مع منتخب فلسطين في الدور ثمن النهائي، وسط كفة تبدو راجحة لحامل اللقب وصاحب الأرض لاستكمال المشوار.
وتشير الأرقام الإحصائية إلى تفوق واضح لـ/ الأدعم/ ليس فقط على مستوى المجموعة، بل على مستوى البطولة بشكل عام، حيث حافظ على نظافة الشباك، ولم يستقبل أي هدف في المباريات الثلاث ما يؤكد الصلابة الدفاعية، فيما سجل خمسة أهداف موزعة على المباريات الثلاث ما يشير إلى أن النجاعة الهجومية ظلت حاضرة.
الفلسطيني العلامة الفارقة
يبقى المنتخب الفلسطيني العلامة الفارقة، بعدما أعاد كتابة تاريخ المشاركات القارية، حيث تجاوز دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخه، مظهرا وجها مشرقا رغم الآلام والجراح التي يعشها الشعب الفلسطيني. وجاء تأهل المنتخب الفلسطيني إلى الدور ثمن النهائي، عن جدارة واستحقاق، حيث استطاع أن يضمد جراح الخسارة الثقيلة في مستهل المشوار أمام إيران بأربعة أهداف لهدف، وقدم مستويات راقية جدا في المباراة الثانية أمام المنتخب الإماراتي، رغم اكتفائه فيها بالتعادل بهدف لمثله بعدما فرط بفوز كان في المتناول، مهدرا العديد من الفرص السهلة أمام المرمى، ليدخل المباراة الثالثة والأخيرة أمام هونغ كونغ بتحد كبير من أجل تحقيق الفوز دون سواه. وقدم رفاق القائد معصب البطاط المستوى الأفضل أمام هونغ كونغ وسيطروا على المواجهة الأخيرة بكافة تفاصيلها، وسجلوا ثلاثة أهداف محققين انتصارا تاريخيا هو الأول لهم في البطولة القارية في الظهور الثالث، وهو الفوز الذي كان كافيا للعبور الأول إلى الدور ثمن النهائي رفقة أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث.
وعلى منوال المنتخب الفلسطيني نسج المنتخب السوري الذي حقق هو الآخر التأهل التاريخي الأول إلى الدور الثاني في البطولة القارية، وذلك بعدما تجاوز المنتخب الهندي بهدف وحيد في المباراة الأخيرة، ليجمع النقطة الرابعة في المجموعة الثانية، ليضرب موعدا مع المنتخب الإيراني في الدور الموالي.
المنتخبات العربية أظهرت وجها تنافسيا
أظهرت المنتخبات العربية في كأس آسيا 2023 وجها تنافسيا كبيرا، حيث سيطر المنتخب القطري على المجموعة الأولى محققا ثلاثة انتصارات، وفعل المنتخب العراقي الشيء نفسه في المجموعة الرابعة رغم قوتها بوجود المنتخب الياباني، فكانا من بين ثلاث منتخبات فقط حققت العلامة الكاملة الى جانب المنتخب الإيراني. ورفض المنتخبان العراقي والأردني الأفضلية المسبقة لمنتخبي اليابان وكوريا الجنوبية المرشحين للمنافسة على اللقب، فجاء انتصار المنتخب العراقي على اليابان في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة ليشكل تحولا كبيرا في المسار التنافسي للدور ثمن النهائي، في حين فرض المنتخب الأردني التعادل على المنتخب الكوري الجنوبي في المجموعة الخامسة.
وعلى غرار المفاجأة التي جاء بها المنتخب العراقي عندما تأهل بطلا للمجموعة الرابعة التي تضم المنتخب الياباني المرشح لنيل اللقب، فعل المنتخب البحريني الشيء نفسه في المجموعة الخامسة التي تصدرها على حساب مرشح آخر وهو المنتخب الكوري الجنوبي، وإن كان المنتخب البحريني، قد وجد نفسه في مسار تنافسي صعب عندما ضرب موعدا مع المنتخب الياباني.
وسيشهد دور الـ 16 مواجهتين عربيتين، حيث يلتقي المنتخب القطري مع نظيره الفلسطيني، والمنتخب العراقي مع نظيره الأردني، على أن تتواصل المواجهات العربية المحتملة في الدور ربع النهائي أيضا.
لاعبون لفتوا الأنظار
لفت أكرم عفيف نجم المنتخب القطري الأنظار بأدائه الراقي في البطولة، وهو الذي كان قد قدم نفسه رفقة زميله المعز علي في النسخة الماضية، عندما قادا /الأدعم/ للتويج باللقب، فيما ظهر مهاجم المنتخب العراقي أيمن حسين بشكل لافت وهو الذي يتصدر قائمة الهدافين برصيد خمسة أهداف في ثلاث مباريات.
وفي الوقت الذي كانت فيه الأنظار مسلطة على لاعبين في المنتخبين الكوري الجنوبي والياباني ممن ينشطون في الدوريات الأوروبية، ظهر بعض اللاعبين العرب بصورة لافتة على غرار الأردني موسى التعمري لاعب مونبلييه الفرنسي، فيما قدم مهاجم المنتخب الفلسطيني عدي الدباغ نفسه بشكل لافت في البطولة بعدما قاد منتخب بلاده إلى الانتصار التاريخي الأول على حساب هونغ كونغ، وبالتالي التأهل إلى ثمن النهائي للمرة الأولى، مسجلا هدفين من أهداف المنتخب الفلسطيني الثلاث في المباراة.
المنتخبات الـ «6 المرشحة»
تفاوت ظهور المنتخبات الستة التي طالما عُرفت على أنها القوى التقليدية التي دخلت البطولة كمرشحة للمنافسة على اللقب وهي: قطر حامل اللقب، اليابان الأكثر تتويجا، السعودية وإيران المتوجان بثلاثة ألقاب، المنتخب الكوري الجنوبي صاحب أول لقبين، والمنتخب الأسترالي بطل 2015.
الإقناع كان حاضرا لدى المنتخبين القطري والإيراني اللذين حقق كل منهما ثلاثة انتصارت وبمستويات فنية مقنعة، في حين لم تظهر منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية بالقوة المعتادة حتى الآن، أما المنتخب الأسترالي، فقد كشف عن حرصه على النتائج أكثر من الحرص على الأداء والمستوى الفني.
وربما يكون السبب وراء عدم ظهور بعض المنتخبات الكبيرة بالصورة المعهودة، هو تطور مستوى العديد من المنتخبات الأخرى التي واجهتها، في تأكيد على أن الفوارق الفنية بين المنتخبات الآسيوية بدت ضيقة في النسخة الحالية، على العكس من النسخ السابقة، وهو ما يعد أمرا إيجابيا للكرة الآسيوية بشكل عام.
ملاعب استثنائية
ساهمت الملاعب المونديالية في جعل النسخة الحالية من البطولة القارية استثنائية، حيث تحظى كأس آسيا وللمرة الأولى في تاريخها بميزة أن تقام على ملاعب شهدت نهائيات كأس العالم قبل عام تقريبا، ما ساعد على أن تظهر البطولة في أبهى حلة من جميع النواحي. وقدم الدور الأول ثلة من نجوم تألقت بشكل لافت في دور المجموعات، ومن المنتظر أن يواصل هؤلاء التوهج.
85 هدفا
على صعيد الإحصائيات الرقمية الإجمالية فقد لعبت حتى الآن 36 مباراة، تم خلالها تسجيل 85 هدفا، بمعدل تهديفي في كل مباراة بلغ 2.36.. وأشهر الحكام 106 بطاقات صفراء و5 بطاقات حمراء. وتساوت ثلاثة منتخبات في تسجيل أكبر عدد من الأهداف وهي اليابان، العراق، كوريا الجنوبية بثمانية أهداف لكل منها، واحتفظ منتخبان فقط بنظافة الشباك وهما المنتخبان القطري والتايلندي. وتم احتساب 15 ركلة جزاء سجل منها 11 وتم إهدار أربع ركلات، وشهدت البطولة خمسة أهداف عكسية منها هدفان في مباراة كوريا الجنوبية والأردن، وكان أسرع هدف في الدور الأول قد سجله الإيراني كريم أنصاري في مرمى المنتخب الفلسطيني بعد دقيقتين فقط. وعلى مستوى الحضور الجماهيري، فكان الرقم الأعلى للحضور في المباراة الافتتاحية بين قطر ولبنان وشهدت تواجد 82490 متفرجا، وهو الأعلى في مباراة افتتاحية في تاريخ البطولة القارية.
حضور جماهيري قياسي غير مسبوق
بدا واضحا أن النسخة الحالية من كأس آسيا، قد شهدت حضورا جماهيريا بأرقام تبدو قياسية وغير مسبوقة، فتكاد المدرجات أن تكون ممتلئة عن آخرها في جل المباريات التي لعبت في الدور الأول، وهو ما يؤكد النجاح الكبير لدولة قطر في تأمين كل السبل المتاحة لخدمة الجماهير سواء تلك التي حضرت المباريات من داخل قطر أو خارجها، استنادا إلى تجربة ناجحة وبامتياز في نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022 والتي كانت واحدة من أفضل نسخ المونديال على جميع الصعد ومن بينها التجربة الجماهيرية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر أرقام قياسية كأس آسيا المنتخب الکوری الجنوبی المنتخب الفلسطینی المنتخب الإماراتی الدور ثمن النهائی المجموعة الخامسة المجموعة الثالثة المنتخب الإیرانی المجموعة الثانیة المجموعة الرابعة المنتخب الیابانی المنتخب البحرینی إلى الدور الثانی البطولة القاریة المنتخب العراقی المنتخب القطری النسخة الحالیة فی الدور الأول المرکز الثالث یلتقی المنتخب ثانی المجموعة بطل المجموعة فی المباراة فی المجموعة فی البطولة مع المنتخب على نظیره هونغ کونغ موعدا مع کأس آسیا الذی کان دور الـ فی حین دون رد على أن
إقرأ أيضاً:
أخضر الشباب في مجموعة قوية بكأس آسيا بالصين
البلاد- جدة أسفرت قرعة كأس آسيا لكرة القدم للشباب تحت 20 عاماً، الذي أقيم اليوم الخميس في ميدنة شينزن الصينية عن وقوع المنتخب الوطني في مجموعة قوية. وتحتضن الصين النسخة 42 من كأس آسيا للشباب خلال الفترة من 12 فبراير إلى 1 مارس ، وتضم منتخب الصين المضيف الذي تأهل تلقائياً، بالإضافة إلى 15 منتخباً تأهلت إلى النهائيات من خلال التصفيات التي اختتمت الشهر الماضي. وجاء المنتخب السعودي في المجموعة الثانية بجانب العراق والأردن وكوريا الشمالية، بينما تواجد منتخب الصين في المجموعة الأولى التي تضم أيضاً كلاً من أستراليا وقيرغيزستان وقطر. وضمت المجموعة الثالثة منتخبات أوزبكستان وإيران وإندونيسيا واليمن، في حين تتكون المجموعة الرابعة من اليابان وكوريا الجنوبية وسوريا وتايلاند. ومن المقرر أن يتأهل أصحاب المراكز الأربعة الأولى في كأس آسيا للشباب إلى نهائيات كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً 2025 في تشيلي.