الجولة الثالثة حبست أنفاس القارة الصفراء
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
عاشت القارة الصفراء أطول يوم مساء أول امس لمتابعة آخر مباريات الجولة الثالثة والدور الأول لكأس آسيا 2023، والتي حسمت مواجهات ومباريات دور الـ 16 والتي ظلت معلقة حتى الدقيقة الأخيرة من آخر 4 مباريات أقيمت مساء أول أمس وتغيرت معها مواجهات دور الـ 16 بتغير نتائج المباريات خاصة مباراة كوريا الجنوبية مع ماليزيا والتي كانت نتيجتها واحدة من ابرز مفاجآت الدور الأول، حيث عانت كوريا الجنوبية بعد ان تأخرت بهدفين لهدف قبل ان تتعادل 2-2 وتتقدم 3-2، ثم مع هدف التعادل الماليزي الذي جاء في الدقيقة 15 من الوقت بدل الضائع الذي احتسبه الحكم والذي كان 12 دقيقة ووصل الى 17 دقيقة.
كما شهد اليوم الأخير من دور المجموعات مفاجأة من العيار الثقيل أيضا بتعادل منتخب قيرغيزستان مع عمان بهدف وهو التعادل الذي أدى رسميا الى وداع المنتخب العماني رسميا للبطولة.
وانضم المنتخب العماني الى باقي المنتخبات التي ودعت البطولة وهى الصين ولبنان (المجموعة الاولى)، والهند (الثانية)، وهونغ كونغ (الثالثة)، وفيتنام (الرابعة)، وماليزيا (الخامسة) وعمان وقيرغيزستان (السادسة)
وشهدت الجولة صراعا مثيرا وناريا بين جميع المنتخبات خاصة والامل كان قائما لعدد من المنتخبات من اجل الحصول على مقعد من المقاعد الأربعة المخصصة لافضل 4 منتخبات تحقق المركز الثالث.
واسفر هذا الصراع عن ارتفاع معدل التهديف حيث سجلت الفرق 31 هدفا مقابل 19 هدفا في الجولة الثانية، و37 هدفا في الجولة الأولى، ليصل مجموع الأهداف في الدور الأول الى 87 هدفا في 36 مباراة بنسبة 2.41 هدف في كل مباراة.
أكبر انتصار
وحقق المنتخب الفلسطيني اكبر انتصار في الجولة الثالثة بانتصاره على هونغ كونغ 3-0 يليه انتصار اليابان على اندونيسيا 3-1، وشهدت مباراة كوريا الجنوبية مع ماليزيا اكبر عدد من الأهداف في مباراة واحدة، وهو 6 اهداف مناصفة بين المنتخبين.
وظل انتصار الأردن على ماليزيا في الجولة الأولى 4-0 هو الانتصار الأكبر حتى الآن في البطولة.
رقم قياسي لركلات الجزاء
وشهدت مباريات الجولة الثالثة للدور الأول لآسيا 2023 رقما قياسيا من ركلات الجواء، وصل الى 7 ركلات جزاء دفعة واحدة مقابل 4 ركلات في الجولة الأولى و3 ركلات في الجولة الثانية ليصل المجموع إلى 14 ركلة جزاء
واحتسبت ركلات جزاء الجولة الثالثة لكل من هونغ كونغ أهدرها ايفرتون كاما امام فلسطين، والثانية للإمارات أهدرها أيضا يحيي الغسائي امام إيران، والثالثة لليابان سجلها اياسي يويدا في اندونيسيا، واحتسبت ركلتان للعراق اهدر ايمن حسين الأولى وسجل الثانية، وهى المرة الثانية التي يتم فيها احتساب ركلتي جزاء لمنتخب في مباراة واحدة بعد الامارات امام هونغ كونغ.
واحتسبت باقي ركلات الجزاء لماليزيا أهدرها عارف امين امام كوريا الجنوبية، ولكوريا الجنوبية سجلها هيونغ مين سون امام ماليزيا، وأخيرا للسعودية أهدرها عبد الله هادي امام تايلاند.
العلامة الكاملة
وحققت 3 منتخبات فقط العلامة الكاملة في دور المجموعات في مقدمتها العنابي الذي حقق الانتصار في مبارياته الثلاث للمرة الثانية على التوالي، حيث حقق العلامة الكاملة أيضا في 2019.
وبجانب العنابي حقق منتخب إيران العلامة الكاملة في المجموعة الثالثة، والمنتخب العراقي في المجموعة الرابعة
.
البطاقات الملونة
واستمر ظهور البطاقات الحمراء في الجولة الثالثة، حيث برزت مرتين لكل من اللبناني قاسم زين، والفيتنامي فان كانج، ليصل المجموع الى 7 حالات طرد منها 5 حالات في الجولة الثانية بينما لم تظهر البطاقات الحمراء في الجولة الأولى.
وبرزت البطاقات الصفراء بشكل كبير في الجولة الثالثة 43 مرة مقابل 27 بطاقة في الجولة الأولى و25 في الجولة الثانية.
فرق ودعت بدون انتصار
وودعت البطولة 8 منتخبات لم تحقق أي انتصار، وهي لبنان والصين (المجموعة الأولى)، والهند (المجموعة الثانية)، وهونغ كونغ (المجموعة الثالثة)، وفيتنام (المجموعة الرابعة)، وماليزيا (المجموعة الخامسة)، وعمان وقيرغيزستان (المجموعة السادسة).
كما ودع منتخبان البطولة دون ان يسجلا أي اهداف في المباريات الثلاث وهما الصين والهند.
أكرم ثاني الهدافين
ولم يسجل اكرم عفيف نجم العنابي اهدافا في مباراة الصين، وتوقف رصيده عند 3 اهداف فتراجع الى المركز الثاني في قائمة الهدافين مع الياباني أياسي يويدا، فيما انفرد العراقي ايمن حسين بالصدارة برصيد 5 اهداف، ويذكر ان اهداف اكرم الثلاثة جاءت نتيجة لعب، بينما سجل ايمن حسين وأياسي يويدا هدفا من ركلة جزاء.
الأقل نقاطا
يعتبر المنتخب الاندونيسي اقل المنتخبات المتأهلة الى دور الـ 16 حصولا على النقاط، حيث تأهل برصيد 3 نقاط فقط من انتصاره الوحيد على فيتنام بهدف من ركلة جزاء، يليه كل من سوريا وفلسطين والأردن برصيد 4 نقاط فقط.
وتعد المجموعات الثانية والثالثة والخامسة اكثر المجموعات التي تأهلت منها 3 منتخبات لدور الـ 16 مقابل منتخبين من المجموعات الأولى والسادسة.
اول مرة
سجلت منتخبات فلسطين وسوريا واندونيسيا وطاجيكستان اسماءها للمرة الأولى في دور الـ 16 للبطولة، حيث تعتبر هذه هي المرة الأولى في تاريخ المنتخبات الاربعة التي تتأهل الى دور الـ 16، ويعتبر تأهل طاجيكستان الأبرز باعتبار مشاركته في آسيا قطر 2023 هي الأولى في تاريخه على عكس فلسطين والأردن وإندونيسيا التي شاركت من قبل في البطولة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر مباريات دور الـ 16 كأس آسيا القارة الصفراء فی الجولة الثانیة فی الجولة الأولى العلامة الکاملة الجولة الثالثة کوریا الجنوبیة دور الـ 16
إقرأ أيضاً:
حكايات المكبِّرين الأوائل.. الجامع الكبير ساحة المعركة الأولى (الحلقة الثانية)
يمانيون../
في قلب صنعاء القديمة، حَيثُ يتشابك عَبَقُ التاريخ مع نبض الحاضر، يقف الجامعُ الكبير شاهدًا على أحداث جِسام؛ ففي بدايات العَقدِ الأول من الألفية الثالثة، وبينما كانت رياحُ الغزو الأمريكي تهبُّ على المنطقة، كان هذا الصرحُ الروحاني العريق مسرحًا لانطلاق صرخة إيمانية مدوية، لم تكن مُجَـرّدَ كلمات عابرة، بل كانت شرارةً لمعركة طويلة الأمد.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/01.mp4
جعفر المرهبي، مجاهدٌ من أبناء صعدة، وجد نفسَه منجذبًا إلى صوتِ الحق الذي كان يصدحُ به الشهيدُ القائدُ السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوانُ الله عليه” في تلك المرحلة التي كانت اليمنُ ترزحُ تحتَ نفوذ السفارة الأمريكية، وقراراتُها السيادية تتشكَّلُ في دهاليزها، لكن في المقابل، كانت هناك قلوبٌ شابَّةٌ مؤمنة، ترى في التحَرّك الأمريكي تهديدًا واضحًا، وتستشعرُ نداءَ الواجب الديني والوطني لمواجهة هذا الخطر.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/02.mp4
في السابِعِ والعشرينَ من مارس عام 2003م، وبعد أَيَّـام قليلة من الغزو الأمريكي للعراق، قرّر المرهبي ورفاقُه التوجُّـهَ إلى الجامع الكبير، حَيثُ لم تكن لديهم قوةٌ مادية أَو دعمٌ لوجستي، بل كان دافعُهم إيمانًا خالصًا بالله، وشعورًا بالمسؤولية تجاه دينِهم ووطنهم.
ويروي المرهبي بصوتِه الهادئ: “كان الكل يلومك، الكل ينتقدك، الكل يحتج، حتى من داخل أسرتك.. لكن شعورنا بعظمة المسؤولية، وواجبنا أمام الله بأن يكون لنا موقف، وهو أن نتحَرّك”.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/03.mp4
وصل المرهبي ورفاقُه إلى الجامعِ الكبير متوكِّلين على الله، وعزموا على إطلاق صرختهم، مهما كانت العواقب، ويتذكَّرُ المرهبي تلك اللحظاتِ قائلًا: “أثناءَ الخطبة، وأنت تلاحظُ كُـلَّ العساكر يمرون من حولك في كُـلّ مكان، وفي أياديهم عصي (هراوات)، كنا نستغرب، كيف هذا؟ ونحن في بيت من بيوت الله”، حتى أثناءَ صلاة الجمعة، كانت أعين السلطة تراقبهم، والمخبرون يتجولون بين صفوف المصلين، يتربصون بمن يرفعُ صوتَه بالصرخة.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/04.mp4
في الجمعة، التي سبقتهم، اعتُقل ثمانيةُ مكبِّرين؛ بسَببِ الصرخة، وفي الجمعة، التي وصلوا فيها، كان المرهبي واثنانِ من رفاقه على موعدٍ اختاروه بعناية، فكانت توجيهات السيد حسين واضحة: “إذا بدأنا الصرخة في أي جامع، لا تتوقف، وَإذَا تعرضنا للضرب لا نقاوم العسكر”، بل ذهب الشهيد القائد السيد حسين -رضوان الله عليه- أبعدَ من ذلك، حَيثُ قال للسلطة حينها: “اتركوا الشبابَ يصرخون وبعد الانتهاء من الصرخة افتحوا لهم أبوابَ السجن وسيتوجّـهون بأنفسِهم إليكم لتحبسوهم”.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/05.mp4
وعندما انطلقت الصرخة الأولى في أرجاء الجامع، شعر المرهبي ورفاقُه بسكينة عجيبة تغمر قلوبهم، ويقول المرهبي عن هذا الشعور: “أول ما تُردِّدُ الشعار، تشعُرُ بشيء يربطُ على قلبك، وتشعر بسكينة وطمأنينة، ويذهب عنك كُـلُّ ذلك الخوف والقلق، والإرباك، يذوبُ ويتلاشى”.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/06.mp4
لم تكن ردةُ فعل السلطة بطيئةً، الضربُ والاعتقالات أصبحت سمةً ملازمة لمن يرفع هذا الشعار، لكن المرهبي يرى في هذا القمع دليلًا على قوةِ تأثير صرختهم: “لولا أن مشروعَنا مؤثر عليهم، لما ضربونا واعتقلونا وأخذونا إلى السجون، هذه الصرخة مؤثِّرةٌ ومرعبة للأمريكي”.
شاهد عيان:
شهاداتٌ من داخل الجامع الكبير ترسُمُ صورةً حيةً لتلك الأيّام، أحد المصلين يتذكر: “أول ما يسمعون كلمةَ “الله أكبر، الموت لأمريكا” يتحَرّك الكل لضربِ الشخص الذي يصدر صوت الشعار؛ مِن أجلِ ألَّا يُكمِّلَ إطلاق عبارات الصرخة”، حتى أن بعض المصلين كانوا يشاركون الأمن في قمع هؤلاء الشباب، دون أن يدركوا أبعادَ ما يحدث.
شاهد عيان آخر يروي بحسرة عن تدنِّي الوعي الشعبي في ذلك الوقت، وكيف كان المواطنون شركاءَ في ظلم المكبِّرين دون قصد، ويتذكَّر كيف كان الأمنيون ينتظرون بعد صلاة الجمعة، لاعتقالهم، وكيف كان المكبِّرون في بعض الأحيان يرفعون أصواتَهم قبل الصلاة.
في إحدى الجمع، سمع شاهد العيان صوتَ رصاص داخل الجامع، وشاهد الدماء تسيل، والعساكر يخرجون شابًّا مكبِّرًا، بل وصل الأمر بالعساكر إلى اختلاق الأكاذيب لتبرير قمعهم، حَيثُ كانوا يقولون: إن المكبِّرين لصوص يريدون سرقةَ أحذية المصلين.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%20%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D9%86.mp4
لكن رغم كُـلّ هذا القمع، والتشويه، كان عددُ المكبِّرين يتزايدُ مع مرور الأسابيع، وبدأ الإعلام المعارِضُ ينقل الصورةَ الحقيقية لما يحدث، بل وصل إلى نقلِ قلقِ الإدارة الأمريكية وحرص سفارتها في صنعاء على الحصول على مِلفَّات هؤلاء الشباب.
وفي تلك الساحة المقدَّسة، الجامع الكبير، انطلقت صرخةُ الحق الأولى، صرخةٌ هزَّت أركانَ الظلم، وكانت بذرةً لمسيرةٍ طويلة من الصمود والتضحية، مسيرةٍ بدأت بإيمانٍ خالصٍ وشجاعةٍ نادرة في وجه قوىً طاغيةٍ.
منصور البكالي | المسيرة