يقول الكاتب غاري أبيرناثي في واشنطن بوست: كنت أعتقد أن الحزب الجمهوري سيتخلى عن ترامب. لكنني اكتشفت أنني كنت مخطئا. فمن هم ناخبو ترامب العاشقون؟
يعتقد الكاتب أن دونالد ترامب هو الأوفر حظا لترشيح الحزب الجمهوري لمنصب الرئيس في عام 2024. ورغم تصرفاته الغريبة وسلوكه الفظ في بعض الأحيان إلا أن إنجازاته في المنصب كانت أكثر إثارة للإعجاب مما يعترف به النقاد.
والمعجبون بترامب لا يعبدونه كما يدّعي النقاد وهم ليسوا أعداء الديمقراطية. ولكن هناك أسبابا منطقية لتعلقهم به. وترامب واثق تماما من مشاعر ناخبيه فقد قال مرة علنا وسط حشد من مؤيديه في أيوا عام 2016: لو وقفت في الجادة الخامسة وأطلقت النار على أحدهم لن أفقد أي ناخبين. واتضح فيما بعد أن هذا التعبير ليس غطرسة، بل لأن اللعبة هي مداعبة مشاعر السكان المهمشين الذين يشتركون بمواصفات معينة كأولئك الناخبين في ولاية فيرجينيا على سبيل المثال لا الحصر. فغالبية هؤلاء من البيض وكبار السن من المحاربين القدماء ورواد الكنائس ومن الذين لم يكملوا تعليمهم الجامعي.
ويختم الكاتب بالتأكيد على أن ناخبي ترامب متّهمون إما بالتعصب أو التخلف أو التدين، وهم الفئة التي يتم الاستهزاء بها وبعاداتها وتقاليدها. ودونالد ترامب برأيهم هو الملاذ الأخير الذي سيخلّص البلاد من المستنقع الذي انغمست فيه، وهو آخر وأفضل أمل لهم والرجل الذي يحلمون به.
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الحزب الجمهوري انتخابات جو بايدن دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
لوبوان: ترامب حفار قبر الإمبراطورية الأميركية
قالت صحيفة لوبوان إن هيمنة واشنطن لم تتحطم رغم الإذلال الذي تعرضت له قبل 50 عاما في حرب فيتنام، ولكن رئيس الولايات المتحدة نفسه هو الذي شرع اليوم بنجاح في تفكيك الإمبراطورية الأميركية.
وذكرت الصحيفة -في افتتاحية بقلم لوك دي باروشيه- بذلك اليوم الذي احتلت فيه القوات الشيوعية مدينة سايغون عام 1975 واستسلمت فيتنام الجنوبية، فكان فرار آخر الأميركيين بطائرة مروحية شعارا لهزيمة أميركية مذلة، وإعلانا لفشل إستراتيجية الولايات المتحدة الكبرى "لاحتواء" الشيوعية.
بيد أن واشنطن عادت إلى الصعود مرة أخرى، وذلك بخوض الاتحاد السوفياتي تجربة مشابهة لتجربتها الفيتنامية، في أفغانستان، لينهار على إثر ذلك وتستقل الدول المكونة له الواحدة تلو الأخرى قبل أن يتوقف عن الوجود، لتخرج الولايات المتحدة من الحرب الباردة منتصرة.
ولكن الضعف والوهن، كما تثبت تجربة روما في القرن الأول، ينتشران من قلب السلطة، فها هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد نجح خلال 100 يوم بالبيت الأبيض في أن يجعل حلفاء بلاده في القارات الخمس أقل أمنا، بعد أن أحدث هزة في النظام الاقتصادي والتجاري الدولي.
وقد أدى قرار ترامب إلى عكس مسار العولمة الاقتصادية وإضعاف الهيمنة العالمية للدولار، ثم إضعاف القوة الناعمة الأميركية، خاصة بتفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وبذلك قوض ترامب أسس "السلام الأميركي"، وهو الهيكل الأمني الذي أسس هيمنة واشنطن العالمية وبررها في نظر حلفائها.
إعلانورأت الصحيفة أن ترامب جزء من اتجاه أساسي تتالى عليه الرؤساء الأميركيون منذ بداية القرن الـ21، حيث ساهم كل واحد منهم بلا استثناء، في تقويض القوة العظمى لبلاده.
انكفاء المتناقضفقد أبطل جورج بوش الابن شرعية التزام بلاده الدولي بغزوه العراق بعد أن كذب بشأن أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها بغداد، ونظّر خليفته باراك أوباما للانكفاء بتأكيده أن أميركا لم تعد "شرطي العالم" ورفضه التدخل في سوريا، كما ندد ترامب خلال فترة ولايته الأولى بما سماه "الحروب الأبدية"، وتوصل إلى اتفاق مع حركة طالبان لخروج الجنود الأميركيين من أفغانستان، ونفذ جو بايدن ذلك الاتفاق في أسوأ الظروف الممكنة، مما أدى إلى إهانة رهيبة للقوة الأميركية.
وبعد عودته إلى السلطة، بادر ترامب بتسريع الانكفاء بطريقة مذهلة، وهو انكفاء رأت فيه الصحيفة تناقضا لأنه مصحوب بعدوان إمبريالي على "الجوار القريب" للولايات المتحدة ككندا وبنما، وكأنه صورة طبق الأصل من العدوان الذي يمارسه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على جيران بلاده، حسب الصحيفة.
وخلصت الصحيفة إلى أن هذا يمثل الخطوط العريضة لمفهوم العلاقات الدولية المبني على حق القوة، حيث يتم الاعتراف بكل قوة عظمى بأنها تتمتع بالحرية في استعباد جيرانها المباشرين، مما يثير قلق الأوروبيين الذين أدركوا متأخرين هشاشة وضعهم في مواجهة بوتين، وقلق حلفاء واشنطن في آسيا، مثل تايوان واليابان وكوريا الجنوبية.
وختمت لوبوان افتتاحيتها بأن هذا يعني أن الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة على مدى سنوات لعزل الصين قد ذهبت أدراج الرياح، وبالتالي من شبه المستحيل أن تستعيد الولايات المتحدة هيمنتها هذه المرة، كما حدث بعد هزيمتها في فيتنام عام 1975.