مسمار “لاهاي” في نعش الاحتلال
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
نجحت جنوب أفريقيا في إلقاء كيان الاحتلال الصهيوني، في قفص الاتهام ليحاكم في جرائم إبادة جماعية أمام العالم .. قبلت المحكمة الدولية دعوى جنوب أفريقيا ولم تستجب للطلب الإسرائيلي بعدم قبولها .
أصدرت المحكمة قرارا أوليا يتضمن تسعة تدابير احترازية، على كيان العدو تنفيذها خلال شهر .. لم تنظر المحكمة في القضية الجوهرية ” جريمة الإبادة الجماعية ” والحكم النهائي سيحتاج إلى سنوات، ما يعني أن كيان الإجرام سيظل سنوات في القفص قبل صدور الحكم النهائي .
قرار المحكمة – الذي صدر بإجماع من القضاة – يشكل حالة غير مسبوقة في تاريخ المحكمة، وهو مؤشر على قناعة القضاة بتورط كيان الاحتلال بالجرائم التي تضمنها ملف الدعوى. ويمكن القول إن هذا القرار يشكل محطة مفصلية في تاريخ الكيان ومسماراً في نعشه .
لا يمكن حصر التداعيات التي ستلقي بظلالها على مستقبل كيان الإجرام، ويكفي أن نشير إلى أن الكيان اللقيط – الذي تأسس وترعرع من استثماره لجرائم النازية ” مظلومية الهولوكست ” – لن يكون بمقدوره الاستمرار في ابتزاز العالم واستثمار ” الهولوكست ” .. وسيكون أمام العالم إعادة قراءة السردية الصهيونية للمحرقة، فمن غير المنطقي أن يستمر الصهاينة في لعب دور الضحية بينما يقومون بارتكاب جرائم أكثر وحشية من تلك التي يزعمون التعرض لها . ومن غير المنطقي أن يتم منح الصهاينة حصانة إزاء جرائم التطهير العرقي لأنهم كانوا ضحايا لجرائم النازية في أوروبا .
أمام هذا التحول التاريخي، يحق لأحفاد نيلسون مانديلا أن يفخروا بهذا الإنجاز الذي يتجاوز هدف الانتصار لمظلومية الفلسطينيين في غزة، إلى الانتصار للإنسانية جمعاء .
على مدى أشهر، شكلت الجرائم المروعة للاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، لوحة سوداوية للعالم وللإنسانية، وزاد في قتامتها صمت وتخاذل وتواطؤ دول العالم، وبدا العالم أسوأ من غابة للوحوش المفترسة .
وحدها جنوب أفريقيا نهضت من أقصى جنوب العالم، رفعت الصوت عاليا، ولم تأبه لما قد يلحق بها بسبب موقفها، فالمجرم الصهيوني ـ محل الدعوى ـ يستند إلى قوى عظمى ولن تسكت لمن يتعرض لكيانها المدلل . قدمت جنوب أفريقيا درسا للعالم، للعرب والمسلمين، وقبلهم للمطبعين العرب .
لا يوجد عداء بين بريتوريا وتل أبيب، بل أن جنوب أفريقيا دولة مطبعة مع الكيان الإسرائيلي، قبل أن يطبع العرب، واستفادت جنوب أفريقيا كثيرا من تطبيعها مع الإسرائيليين، بما في ذلك تطوير برنامجها النووي وصناعة رؤوس نووية وكذلك تطوير صناعة الطائرات العسكرية ” ميراج 3 ” بخبرات إسرائيلية.. فما الذي استفاده المطبعون العرب من كيان العدو؟ .. المثير للغرابة أن بعض العرب تجاوزوا التطبيع إلى التحالف مع الكيان، وهم يقفون إلى جانبه في معركته على غزة، بوسائل مختلفة، ومن لا يستطيع دعمه عسكريا أو ماديا، يرسل له الخضروات الطازجة .
اليمنيون أيضا نهضوا من جنوب الجزيرة العربية لدعم المظلومين في غزة .. وجاء قرار محكمة العدل الدولية ليؤكد صوابية الموقف اليمني الذي لا يتعارض مع القانون الدولي الإنساني.. وقفت اليمن ضد مجرم متوحش ينتهك كل القوانين والشرائع السماوية، وستواصل موقفها في دعم غزة وحصار كيان الإجرام .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تحقيق الاحتلال عن هجوم 7 أكتوبر في “نير عوز”: فشل ذريع بكل المقاييس
#سواليف
ما زالت المؤسسة العسكرية والأمنية لدى #الاحتلال تصدر نتائج تحقيقاتها تباعاً بشأن إخفاقها في التصدي لعملية #طوفان_الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، وهذه المرة حول ما حصل في #كيبوتس_نير_عوز في #غلاف_غزة، حين اقتحمه 500 مقاوم وأدخلوا #جيش_الاحتلال في الفوضى العارمة، ووصل أول الجنود بعد أربعين دقيقة فقط من مغادرة آخر مقاوم.
عيمانوئيل فابيان مراسل موقع زمن إسرائيل، كشف عن “أهم ما جاء في تحقيقات الجيش بشأن تفاصيل الهجوم على كيبوتس نير عوز”، وهو جزء من سلسلة تحقيقات مُفصّلة في أربعين معركة خاضها الجيش مع مقاتلي حماس خلال الهجوم.
#سيناريو_كابوس
مقالات ذات صلةوأضاف في تحقيق مطول أن “نتائج التحقيقات شدّدت على #فشل_الجيش، الذي سمح لمئات المسلحين بالاستيلاء على الكيبوتس دون مواجهة جندي واحد على الأرض، وبالتالي فقد فشل بمهمته لحماية المستوطنين، ويعود ذلك أساسًا لعدم استعداده إطلاقًا لهذا السيناريو المتمثل بوقوع مستوطنة إسرائيلية في أيدي المقاومين، وفي الوقت نفسه #هجوم_واسع النطاق على العديد من #المستوطنات والقواعد في جميع أنحاء الغلاف”.
وأوضح أنه “على عكس المستوطنات الأخرى التي تعرضت للهجوم في ذلك اليوم، فإن كيبوتس نير عوز الذي يبلغ عدد مستوطنيه 420 نسمة، كان منهم 386 موجودًا وقت الهجوم، لم يقاتل الجيش المسلحين على الإطلاق، وفي المجموع، قُتل 47 منهم، واختطفت حماس 76 آخرين، وحتى اليوم، لا يزال خمسة منهم على قيد الحياة، عقب نجاح المسلحين في اقتحام جميع منازل المستوطنة، متسبّبين بدمار هائل، وتخضع المستوطنة لعملية إعادة تأهيل طويلة”.
وأشار إلى أن “التحقيق فيما حدث في نير عوز، أجراه اللواء عيران نيف، الرئيس السابق لقسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي كرّس وفريقه مئات الساعات للتحقيق، وفحص جميع مصادر المعلومات الممكنة، بما فيها الوثائق التي صوّرها المسلحون بكاميرات مثبتة على أجسادهم، ورسائل واتساب من المستوطنين، وتسجيلات كاميرات المراقبة، ومقابلات مع ناجين ومختطفين سابقين ومقاتلين حاولوا حماية الكيبوتس، وأجروا زيارات ميدانية، وكل ذلك بهدف استخلاص استنتاجات عملياتية محددة للجيش”.
انهيار القيادة
وكشف التحقيق أن “عددًا غير عادي من المسلحين قاموا بغزو نير عوز، مقارنة بباقي المستوطنات، وقد تفاقم الوضع فيه بسبب الغياب التام للجيش، مما أعطى المسلحين شعورًا بحرية العمل، وأدى لوصول مئات الفلسطينيين من بلدة خزاعة إلى نير عوز، ومن بين أكثر من 500 مسلح تسلّلوا للمستوطنة، فلم يتمكن فريق التحقيق من العثور على جثة واحد منهم، ويبدو أن مقاتلي حماس جمعوا جثث رفاقهم خارج الكيبوتس، وعلى الطريق المؤدي لغزة، تم العثور على جثث 64 منهم، حيث قُتلوا بنيران مروحيات ودبابة”.
وخلص فريق التحقيق إلى أن “القوات لم تستعد، ولم تتدرب على سيناريوهات بحجم ما حدث في السابع من أكتوبر، ولم يتلقوا أي تحذير في ذلك الصباح، ومع بداية القتال، أصيب العديد من القادة على مختلف المستويات في القطاع، وانهارت سلسلة القيادة والسيطرة، ولم يكوّن الجيش صورة دقيقة لما يحدث في المنطقة بأكملها، وفي نير عوز تحديدًا، ولم يتمكن من إجراء تقييم منظم للوضع، كما لم يكن هناك نشاط قتالي في أي وقت أثناء الهجوم، ولم يجرِ أي اتصال بين الجيش والمستوطنين لفهم مسار المعركة هناك”.
وأشار إلى أن “الجنود لم يحموا قاعدة البحث والتطوير قرب نير عوز، الذي كان بإمكان وحداته حماية الكيبوتس لو لم تقع في أيدي المسلحين، كما أن تقدم القوات المدرعة نحو حدود غزة أثناء الهجوم كان خطأً، بدلاً من البقاء أقرب للتجمعات الاستيطانية لحمايتها، أما الفصيل المتأهّب، فقد عانى من نقص في عدد قواته أمام هذا العدد الكبير من المقاومين القادمين من غزة”.
ووفقًا للتحقيق، فإن “الهجوم الواسع والمنسق الذي شنته حماس على عشرات المواقع والقواعد العسكرية جعل من الصعب للغاية على الجيش، على جميع المستويات تكوين صورة دقيقة للأحداث، خاصةً لخطورة الوضع في كل موقع، أما قوات التعزيزات التي وصلت لحدود غزة من الشمال، فقد انحصرت بالقتال داخل سديروت، أما الآخرون الذين تمكنوا من التقدم جنوباً فقد وقعوا في معارك أخرى، أو تعرضوا لكمين من قبل المسلحين عند تقاطعات رئيسية”.
وأكد أن “القوات القادمة من الجنوب هوجمت أثناء طريقها، مما أدى لتأخير وصولها، فلم يصل الجنود الأوائل إلى نير عوز إلا بعد الساعة الواحدة ظهرًا، ولم تتلقَّ سوى قوات قليلة أوامر صريحة بالوصول إليه، أما القوات التي تلقّتها فقد علق أفرادها في القتال على طول الطريق، وعندما نجحت قوة خاصة باقتحام مفترق ماعون قرب الكيبوتس الساعة 11:45 فقد كان الأوان فات بالفعل”.
فشل منهجي
وكشف التحقيق عن “وجود معلومات آنية كان من الممكن لقادة الجيش استخدامها لفهم خطورة الوضع في نير عوز، إلا أنها لم تُستغل، ومنها لقطات من كاميرا مراقبة تابعة للجيش تُظهر عشرات المسلحين يدخلون ويخرجون من نير عوز، وهي لقطات بُثت مباشرةً إلى مركز قيادة الجيش، إضافة لمعلومات من مروحيات سلاح الجو المحلّقة فوق المنطقة، وهذه المعلومات أكدت وجود مسلحين ينشطون في نير عوز، لكنها جاءت من أماكن أخرى عديدة، ولم يكن ممكنا فهم أن نير عوز في وضع أصعب من غيرها من المستوطنات”.
وأكد التحقيق أن “مستوطني نير عوز استغاثوا مرارًا وتكرارًا، لكن اتصالاتهم ضاعت وسط فوضى آلاف الرسائل والتقارير، ونفّذ المسلحون خطتهم في الكيبوتس دون انقطاع، مما يجعل فشل الجيش بحماية نير عوز منهجياً، وليس تكتيكيًا أو أخلاقيًا، لأنه لم يُعطِ أولوية خاصة لإرسال قوات إليه على حساب أماكن أخرى، مما يتطلب إنشاء موقع عسكري جديد بين نير عوز وغزة، وتعزيز الأمن المحلي، وإنشاء آلية جديدة لتكوين صورة استخباراتية للوضع حتى في حالات انهيار سلسلة القيادة أثناء القتال، وتغييرات تكتيكية في الجيش”.