قال الدكتور حسام بدراوي، المفكر السياسي، إن جميع مكونات الأحزاب السياسية الحالية جزء من الحزب الوطني الديمقراطي، كما أن الحزب الوطني كان يحتوي على جميع أطياف المجتمع بمختلف انتماءاتهم.

وأضاف حسام بدراوي خلال لقائه ببرنامج «نظرة»، من تقديم الإعلامي حمدي رزق، المذاع على قناة «صدى البلد»، أن الشعب المصري يتلحف في السلطة بالتنفيذية، من أجل تحقيق أهدافه التي يسعى للوصول إليها.

وتابع: كان هناك لقاء بيني وبين المشير طنطاوي عندما كانت هناك نية لحل حزب الوطني الديمقراطي، وطالبت منه بقاء الحزب دون حله والعمل على استخدامه في أي غرض آخر.

وأوضح بدراوي، أنه طالب من المشير طنطاوي إجراء انتخابات رئاسية قبل الانتخابات البرلمانية، مردفًا: « الفريق أحمد شفيق هو من فاز بانتخابات الرئاسة 2012، ولكن ما قام به الإخوان لعبة منهم مدعومة من أمريكا، وكان الأصوات لصالح شفيق بفارق بسيط».

وأكمل: «عقب خروجي المرة الأولى من القصر الرئاسي وعدم لقاء الرئيس مبارك، ولكن تلقيت اتصال هاتفي من الرئيس مبارك، ورجعت وحدث لقاء بيني وبينه، ورضخ للشروط ومنها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ولنقل السلطة بصورة شرعية وإجهاض أي مخطط يتم العمل عليه».

وأردف حسام بدراوي: «بعد خروجي من القصر الرئاسي، تلقت اتصال من سفيرة الولايات المتحدة مباشرة، والتي عبرت فيه عن عنها ورفضها التام لفكرة انتقال السلطة بشكل سلمي، الأمر الذي جعلني أقفل التفلون في وشها، والتي شعرت أنها كانت تجلس معانا في الحوار الذي دار بيني وبين الرئيس مبارك».

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حسني مبارك القصر الرئاسي حسام بدراوي سفيرة الولايات المتحدة مفكر سياسي حسام بدراوی

إقرأ أيضاً:

الدولة الهرمية في سوريا

الدول المركزية عادة ما تكون دول هرمية مهما بلغت ديمقراطيتها، يسير القرار فيها والتأثير من أعلى لأسفل بانسيابية شديدة. وهو أمر له سلبياته، فحين يقرر رأس السلطة الانفراد بالقرار أو القمع لا يقوم بأي مجهود يذكر سوى بأن يأخذ القرار ثم يجد القرار سبيله نحو التنفيذ بشكل آلي.

وفي هذا النمط من الدول يتقمص كل شخص دور الرئيس وينفذ توجيهاته من دون تعليمات مباشرة. فالزعيم في وجدان الجميع وصوره التي تنتشر ليست بالضرورة إجراء روتينيا بقدر ما هي أمر واقع. ومن هذه الدول سوريا، من قبل الخلافة الأموية وحتى عصرنا هذا.

تختلف البنية الهرمية للدولة عن طبيعة السلطة وممارستها في هذه الدولة. وأذكر أن أحد مرشحي الرئاسة من عدة سنوات في مصر سئل عن إمكانية إصلاح الأجهزة الأمنية في مصر فاعتبر ذلك أمر ليس بالصعوبة التي يبدو عليها، لأنها بحسب كلامه تقع ضمن منظومة هرمية، إذ يكفي أن تجري بعض التغييرات في قمة الهرم حتى يسري التغيير سريعا إلى القواعد.

ويبدو أن الجهات الاستشارية والشخصيات التي اعتمد عليها أحمد الشرع رسخت لديه هذا المفهوم، فطبعت كل تصريحاته بطابع الحديث عن الدولة والنظام وتهميش نمط الهيئة والفصائل، بل والتحدث عن حلها لصالح الدولة والنظام العام
وبالمناسبة، فإن معظم الأجهزة الأمنية في مصر كانت مكبلة في عهد الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي على الرغم من كثير من التجاوزات التي شابت عملها وعدم قدرته للسيطرة الكاملة عليها، ومع هذا لم يكن في مقدور هذه الأجهزة أن تتجاوز البنية الهرمية للسلطة ولصناعة القرار في البلاد، فبقيت غير قادرة على العودة لطريقتها القديمة سوى بعد رحيل الرئيس مرسي عن السلطة.

ورغم عيوب هذا النظام الهرمي الذي يربط معظم الأمور برأس السلطة، إلا أن له مزايا تتمثل في أن الولاءات غالبا ما تكون لقمة الهرم أكثر من كونها لحزب بعينه. ومن هذا المنطلق يمكن أن نفهم ظاهرت ما يسمى باللهجة السورية "التكويع"، أو تملق كثير ممن كانوا يؤيدون نظام بشار الأسد للثورة السورية والتغيير الجديد.

ويبدو أن الجهات الاستشارية والشخصيات التي اعتمد عليها أحمد الشرع رسخت لديه هذا المفهوم، فطبعت كل تصريحاته بطابع الحديث عن الدولة والنظام وتهميش نمط الهيئة والفصائل، بل والتحدث عن حلها لصالح الدولة والنظام العام.

وبالمناسبة، فإن التنظير للشكل الجديد الدولة ونمطها كان الشغل الشاغل لكثير من المفكرين السوريين والمعارضين خلال السنوات الماضية، على اعتبار أن نظام بشار سيرحل إن عاجلا أو آجلا. واتخذ هذا التنظير شكل سيناريوهات متعددة حضرتُ بعضا من جلساتها بسبب طبيعة عمل الصحفي. وأذكر أن أحدها هو ما تحقق بالفعل، فقد نشر معهد كارنيجي البحثي عام 2013، أي قبل أكثر من أحد عشر عاما، تقريرا بعنوان "بناء الدولة السورية في زمن الحرب" من إعداد الباحثين باتزكو وجيل دورونسورو. واقترح التقرير أن الحل للأزمة السورية في بناء دولة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الثوار تحل مكان النظام في دمشق،التنظير للشكل الجديد الدولة ونمطها كان الشغل الشاغل لكثير من المفكرين السوريين والمعارضين خلال السنوات الماضية، على اعتبار أن نظام بشار سيرحل إن عاجلا أو آجلا غير أنه اعتبر أن التوترات الطائفية والتفكك السياسي يعيقان بناء المؤسسات ودمج الثوار فيها. وقد تحدث التقرير أيضا عن تحدي إقامة نظام هرمي متسلسل مقبول، واعتبره ضروريا لمؤسسات هذه الدولة.

والغريب أن التقرير استبعد إمكانية تحقق ذلك بسبب سيطرة بشار الأسد على مقاليد الأمور ومناطق كثير من البلاد، وتفاءل خيرا بالحكومة الانتقالية التي شكلها الائتلاف السوري المعارض آنذاك. وأثبتت الأيام خطأ النتيجة النهائية للتقرير ونجاح تحليله لوضع الدولة ومسار إنهاء الأزمة الذي تحقق بالفعل مع نموذج الدولة المصغرة للمعارضة في إدلب؛ الذي توسع وبسط سيطرته على كافة الأراضي السورية.

ستكون الأيام المقبلة فرصة عظيمة لمراقبة كيف تتحول الدول الهرمية مع تجربة بلد عربي مركزي كبير وبعد ثورة دموية هائلة، وسنرى كيف سيطبق السوريون الأفكار والتنظير الذي استمر لنحو عقد ونصف العقد من الزمان.

x.com/HanyBeshr

مقالات مشابهة

  • تحفيز مشاركة القطاع الخاص .. توجيهات رئاسية جديدة (فيديو)
  • الرئيس السيسي يوجه باستمرار العمل على تطوير منظومة الطيران بشكل متكامل.. فيديو
  • الحوار الوطني يوجه الدعوة لوزير الخارجية لعقد لقاء مع أمناء المجلس
  • كريم السادات: كلمة الرئيس السيسي بأكاديمية الشرطة رسالة حاسمة لتعزيز الوعي الوطني
  • الدولة الهرمية في سوريا
  • برلماني: كلمة الرئيس السيسي بأكاديمية الشرطة رسالة حاسمة لتعزيز الوعي الوطني
  • التحالف الوطني يعزز شراكاته الدولية بزيارة إلى الإمارات
  • كرموس: توحيد السلطة التنفيذية تصدر أجندة اجتماع بوزنيقة التشاوري
  • حسام موافي يكشف عن أول عملية لتغيير الصمام الأورطي بالقسطرة.. فيديو
  • موافى: نجاح إجراء زراعة الأورطي في قصر العيني إنجاز طبي وعلمي