ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، كان للصالون الثقافي لحظة احتفالية بمناسبة مرور مئوية على ولادة الفنان الراحل فؤاد المهندس. شهد اللقاء حضورًا مميزًا من قبل الدكتور عادل معاطي والدكتور عمرو دوارة، إلى جانب محمد المهندس، نجل الفنان الكبير، ويحيى فكري. فيما أدارت الحوار، دينا شرف.

في البداية، ألقى الدكتور عادل معاطي الضوء على الأثر البارز للأستاذ فؤاد المهندس في الميدان الإذاعي، حيث أشار إلى الدور المهم الذي قدمه خلال تقديم فوازير عمو فؤاد.

وأوضح أن الجميع كان يترقب قدومه للإذاعة أثناء عرض هذه الفوازير، معتبرًا إياه معلمًا وأستاذًا للجميع. كما أشاد بشخصيته الفريدة والتي كانت تتميز بتنوعها وتميزها، مُشيرًا إلى أن "المهندس" استمد إلهامه بشكل كامل من مدرسة الريحاني، ثم أسس مدرسته الخاصة والفريدة، وهي مدرسة فؤاد المهندس التي أنجزت أعمالاً فنية خالدة.

وتطرق حديث الدكتور عادل معاطي إلى والد فؤاد المهندس "الأستاذ زكي المهندس"، والذي يُعَدُّ من رواد التربية واللغة في الوطن العربي. أشار إلى أن بيته كان ملتقى للعلم، وكانت تربيته لأبنائه مستندة إلى قيم العلم والثقافة. وتناول الصداقة القوية التي ربطته بالأديب طه حسين، وكيف أسهم في توجيه اهتمام نجله فؤاد نحو فنون اللغة.

ثم تحدث "معاطي" عن صفية المهندس، والتي كانت تُعَرَف بلقب "أم الإعلاميين" نظرًا لبرنامجها الشهير "ربات البيوت". أكد أن الجميع نشأ على صدى كلماتها في برامجها، وكانت تُلقي بالتحية إلى ربات البيوت. كما أشار إلى أنهم كانوا يتابعون تحركات الفنان فؤاد المهندس من خلال عمله في عائلة "مرزوق أفندي".

وأضاف" معاطي" أن الفنان فؤاد المهندس قدم مع عبد المنعم مدبولي ثنائيًا رائعًا في برنامج "كلمتين وبس". أشار إلى أنهم نشؤوا وهم يتابعون هذا البرنامج منذ صغرهم، وكان يعتبر مرجعية في معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي كانت تواجه مصر. وأكد أن المهندس كان يتمتع بلغة سليمة ومهارات فائقة في التعبير، حيث كانت جميع أعماله الإذاعية معيارًا للنجاح، وقد خلَّد بصمته في عالم الإذاعة والتلفزيون والسينما.

فيما تحدث الدكتور عمرو دوارة عن دور الفنان فؤاد المهندس في المسرح، حيث قدم خلال مسيرته الفنية ما يقرب من 20 عملًا مسرحيًا، موجهًا الشكر لهيئة الكتاب التي انتبهت لهذه المناسبة وقامت بالاحتفال بمئوية الراحل.

وأشار "دوارة" إلى أن المهندس بدأ رحلته في المسرح من خلال المسرح المدرسي، حيث انبثقت الروافد التي أثرت في شخصيته الفنية. وأضاف أنه كان يمارس فن المسرح حتى في أيامه الجامعية بكلية التجارة، حيث تأثر بأسلوب الفنان الكبير نجيب الريحاني بشكل واضح. وأشار إلى أن المهندس كان يشكل ثنائيًا مميزًا وناجحًا مع الفنانة شويكار، وكان له تأثير كبير في تطوير فن المسرح في تلك الفترة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: معرض الكتاب الفنان الصالون الثقافي فؤاد المهندس فؤاد المهندس أشار إلى أن

إقرأ أيضاً:

ذكرى ميلاد أمينة رزق.. “راهبة الفن” التي كتبت تاريخ الأمومة على المسرح والسينما (بروفايل)

 


في مثل هذا اليوم، تحل ذكرى ميلاد الفنانة القديرة أمينة رزق، إحدى أيقونات الفن المصري، التي امتدت مسيرتها لأكثر من 75 عامًا، تركت خلالها إرثًا استثنائيًا تجاوز 280 عملًا، لتتربع بجدارة على عرش الريادة النسائية في التمثيل العربي، وتُتوَّج بلقبها الأشهر: راهبة الفن.

 

البداية.. من طنطا إلى مسرح رمسيس

وُلدت أمينة رزق عام 1910 في مدينة طنطا، وانتقلت إلى القاهرة مع والدتها وخالتها الفنانة أمينة محمد، لتبدأ رحلتها مع الفن مبكرًا، انضمت إلى فرقة رمسيس بقيادة يوسف وهبي، الذي كان له دور كبير في تشكيل واحتضان موهبتها.

في سن الرابعة عشرة، وقفت لأول مرة على خشبة المسرح في مسرحية “راسبوتين” أمام يوسف وهبي، لتدهش الجمهور بأدائها وتثبت أنها أمام مستقبل مسرحي واعد.

 


وجه السينما المصرية وملامح “الأم الأولى”

ظهورها السينمائي الأول كان في فيلم “قبلة في الصحراء” عام 1928، وهو ثاني فيلم في تاريخ السينما المصرية، وكانت حينها لا تزال شابة تخطو بثبات نحو النجومية. لكنها ستُعرف لاحقًا كواحدة من أشهر من جسدن دور الأم المصرية على الشاشة، رغم أنها كثيرًا ما أدّت هذه الأدوار في شبابها.

قدّمت في السينما ما يزيد عن 150 عملًا، من بينها:
• “بداية ونهاية”
• “دعاء الكروان”
• “أريد حلًا”
• “بائعة الخبز”
• “العار”
• “الإنس والجن”
• “الكيت كات”
• “المولد”
• “صراع الأحفاد”
• “التلميذة”
• “التوت والنبوت”

الفنانة القديرة أمينة رزق

وبرزت بأدائها الحزين العميق، فكانت دائمًا تُجسد الأم الصابرة، الحنون، المتألمة بصمت، لتصبح رمزًا إنسانيًا دراميًا في وجدان المشاهد المصري.

 

حضور درامي لا يُنسى

امتدّ عطاؤها إلى الدراما التلفزيونية، فشاركت في عدد من أبرز المسلسلات التي جمعت بين القيمة الدينية والاجتماعية والفكرية، ومنها:
• “محمد رسول الله”
• “السيرة الهلالية”
• “هارون الرشيد”
• “الإمام البخاري”
• “ليلة القبض على فاطمة”
• “وقال البحر”
• “أوبرا عايدة”
• “للعدالة وجوه كثيرة”
• “البشاير”

وفي المسرح، تألقت في أعمال خالدة مثل: “إنها حقًا عائلة محترمة” و“السنيورة”، واستمرت واقفة على الخشبة حتى سنواتها الأخيرة، بروح شابة وعينين تتكلمان أكثر من الكلمات.

 

وفاء للفن حتى آخر لحظة

لم تتزوج أمينة رزق أبدًا، وكرّست حياتها بالكامل للفن، حتى لقّبها النقاد بـ راهبة المسرح، لا لتقشفها الشخصي فحسب، بل لإخلاصها النادر وتفرّغها المطلق لفنها. رحلت عن عالمنا في عام 2003، لكنها لم تغب أبدًا عن الشاشة، ولا عن قلوب المحبين.

بصوتها الهادئ، ونظراتها المليئة بالمشاعر، وأدائها الصادق، تركت أمينة رزق ما يكفي لجعلها خالدة في تاريخ الفن، لا كنجمة عابرة، بل كركيزة أصيلة من ركائز الدراما المصرية.

مقالات مشابهة

  • “قره غوز.. الخروج من الظل”.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي في موسكو
  • هيئة الكتاب تنظم فعاليات ثقافية وفنية للأطفال بمركز الشروق الثقافي.. صور
  • تكريماً لمسيرته الفنّيّة .. معرض لوحات تشكيليّة للفنان الراحل عبد القادر عزوز في حمص
  • مسرح الجنوب يحتفي بالفنان أحمد الشافعي في دورته التاسعة
  • عن تجربة طلاقها من أحمد فهمي.. هنا الزاهد: قلبي اتكسر ورممته بمفردي
  • فى ذكراه.. فؤاد المهندس كلمة السر في حياة الضيف أحمد
  • ذكرى ميلاد أمينة رزق.. “راهبة الفن” التي كتبت تاريخ الأمومة على المسرح والسينما (بروفايل)
  • بنسعيد: سنحتفي هذا العام بمغاربة العالم في معرض الكتاب الدولي بالرباط بمشاركة 51 دولة
  • إصدارات جديدة للنادي الثقافي في معرض مسقط الدولي للكتاب
  • افتتاح معرض الكتاب الدائم بمقر جامعة الأزهر.. صور