أكدت الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية، أهمية رسالة ودور الأسرة في ترسيخ الوعي بالاستدامة لدى النشء والأجيال المقبلة، من خلال ممارسات عملية تغرسها الأسرة في نفوس الأبناء والبنات على مدار اليوم، تتعلق بترشيد الاستهلاك والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية والحياة الفطرية في مختلف أنحاء الدولة .

وأشارت إلى أن الاستدامة تُمثل أحد الركائز الأساسية التي وجهت بها قيادتنا الرشيدة، من خلال تخصيص العام الماضي عاماً للاستدامة بهدف تسليط الضوء على فكر الاستدامة ودوره في صون الموارد الطبيعية للأجيال المقبلة.

جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية عن بعد بعنوان ” دور الأسرة في ترسيخ الاستدامة “، بحضور أمل العفيفي الأمين العام لجائزة خليفة التربوية، وتحدث فيها كل من الشيخة خلود القاسمي وكيل الوزارة المساعد لقطاع الرقابة في وزارة التربية والتعليم، والدكتور حسين العثمان القائم بأعمال عميد أساتذة وطلبة جامعة الشارقة في جامعتي كلباء وخورفكان، وفاطمة الحمادي الفائزة وأسرتها عن فئة الاسرة الإماراتية المتميزة في الدورة السادسة عشرة 2023 من الجائزة، وأدار الجلسة حميد إبراهيم عضو اللجنة التنفيذية لجائزة خليفة التربوية.

وأكدت الشيخة خلود القاسمي الدور الحيوي لمنظومة التعليم في تعزيز وعي الطلبة وتثقيف الأسر بمفاهيم الاستدامة بجميع أبعادها البيئية والاجتماعية والاقتصادية .

واستعرضت خلال الجلسة جهود وزارة التربية والتعليم في تعزيز الوعي البيئي لدى الطلبة، وحرص الوزارة على إشراك الأسر في تلك الجهود للعمل على تعزيز الثقافة البيئية لدى الطلبة وأعضاء الهيئات الإدارية والتدريسية وأولياء الأمور وأفراد المجتمع كافة.

وأضافت أنه قد تم إطلاق مبادرة “شراكة التعليم الأخضر” من قبل الوزارة على هامش استضافة الدولة لفعاليات مؤتمر الأطراف “COP 28”، والتي ترتكز على أربعة محاور تغطي مختلف جوانب العملية التعليمية والتي تشمل “التعليم الأخضر” و”المدارس الخضراء” و”المجتمعات الخضراء” و”بناء القدرات الخضراء” ضمن جهود الوزارة لتحقيق رؤية الدولة الرامية إلى الوصول للحياد المناخي في العام 2050.

من جانبه أكد الدكتور حسين العثمان، أن الأسرة هي الركيزة الأساسية في منظومة التنشئة الاجتماعية لمختلف أفرادها، وهي الرافد الأول لمنظومة القيم والسلوكيات الحميدة التي ينبغي غرسها في نفوس الأبناء والبنات، ومن بين هذه القيم التي تمثل محوراً أصيلاً في نهضة المجتمع ومستقبله يأتي محور الاستدامة الذي يعتبر إطاراً شاملاً يكفل للفرد التمتع بالموارد الطبيعية دون إسراف أو استنزاف لهذه الموارد بالإضافة إلى رؤية استشرافية للمستقبل تجعل من التوازن والاعتدال أركاناً أساسية في منهج الفرد وأدائه اليومي في الحياة .

وأشار إلى أن مؤسسات التعليم العالي بذلت جهوداً كبيرة على صعيد تدشين أبحاث ومشاريع علمية تستشرف مستقبل الاستدامة وترصد التحديات التي تواجهها كمفهوم للحياة، وقدمت هذه الأبحاث جهداً بارزاً في ترسيخ الوعي بالاستدامة لدى مختلف أفراد المجتمع وهو وعي ينبغي أن يتم في إطار شامل لمنظومة التعليم بداية من رياض الأطفال وعلى مستوى مختلف مراحل التعليم بل وفي إطار التعلم مدى الحياة الذي يمثل مفهوماً استشرافياً لمستقبل يضمن استدامة البيئة والموارد الطبيعية والحياة الفطرية للأجيال المقبلة .

من جهتها تحدثت فاطمة الحمادي حول تجربة أسرتها، مشيرة إلى دعمها وزوجها يوسف المرزوقي لأفراد الأسرة وحرصهما على غرس مفهوم الاستدامة كمنهج حياة لدى مختلف أفراد الأسرة .

وقالت إن حرص الأسرة على تعزيز مفهوم الاستدامة لدى أفرادها يدل على وعي هذه الأسرة وسعيها نحو رفع جودة الحياة لها وللمجتمع والبيئة من حولها، حيث تستطيع أن تجعل من الاستدامة بكل جوانبها أسلوب حياة بحيث يكون كل فرد من أفرادها مسؤول عما يقوم به من ممارسات بيئية، وكل ذلك ينبع من حسه الوطني وهويته الوطنية واستشعار دوره تجاه البيئة.

من ناحيته أكد حميد إبراهيم ،في ختام الجلسة، اهتمام جائزة خليفة التربوية في إطار رسالتها الشاملة لنشر التميز في الميدان التعليمي، بمحور الاستدامة والذي يمثل أحد العناصر القوية في تقييم الأعمال المرشحة وإجازتها للفوز، فالاستدامة هي خارطة الطريق التي ينبغي أن تتكامل جهود مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، وكذلك الأفراد ومختلف فئات المجتمع للدفع بها إلى صدارة الاهتمامات المجتمعية .


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

حلقة نقاشية لـ«تريندز» تؤكد أهمية مراكز الفكر في تعزيز العلاقات مع أميركا اللاتينية

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة سفراء أميركا اللاتينية يشيدون برؤية الإمارات في ترسيخ العمل الإنساني العالمي «جيش سيميوني».. الأرجنتين تسيطر على أتلتيكو مدريد!

ضمن جولته البحثية في الأرجنتين، وعبر مكتبه في أمريكا اللاتينية، عقد مركز تريندز للبحوث والاستشارات حلقة نقاشية موسعة حول «علاقات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأميركا اللاتينية.. دور مراكز الفكر وأهميتها»، وذلك بالشراكة مع المجلس الأرجنتيني للعلاقات الخارجية «CARI»، في قاعة خوليو كورتاثار بالجناح الأصفر، في معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب بالعاصمة الأرجنتينية.
وأكد دبلوماسيون وخبراء شاركوا في الحلقة النقاشية، التي أدارها عبدالله الحمادي، رئيس قطاع الاستشارات في «تريندز»، أن مراكز الفكر والمؤسسات البحثية تعمل على إنتاج المعرفة، من خلال البحوث والدراسات المتعمقة، التي تسهم في إثراء المحتوى العلمي والثقافي للمجتمعات، وتمد جسور التواصل بين الثقافات والشعوب، مما يعزّز الفهم العام لمختلف القضايا والأزمات المحيطة.
وأشاروا إلى أن المراكز الفكرية منصات للحوار وتبادل الرؤى ومحرك رئيس في تحفيز الإبداع والابتكار وتثقيف المجتمعات، من خلال توفير المعرفة اللازمة والهادفة، وخلق بيئة تعليمية محفّزة تسهم في دفع عجلة التقدم والتطور، مضيفين أنها تلعب دوراً مهماً في تقريب وجهات النظر وتوجيه النقاشات العالمية حول القضايا الملحة، خاصة القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية، مما يجعلها لاعباً محورياً في تعزيز العلاقات بين منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأميركا اللاتينية.

تجاوز الأطر التقليدية
وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، في كلمته الافتتاحية، إن النقاش يعكس أهمية تجاوز الأطر التقليدية للحوار الجيوسياسي، والانفتاح على أصوات جديدة، وتعزيز التعاون بين مناطق العالم، التي كثيراً ما كانت على هامش النقاش العالمي، رغم ما تحمله من ثقل استراتيجي، وموارد وإمكانات بشرية واعدة.
وذكر أنه على الرغم من البُعد الجغرافي بين منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية، فإن هناك العديد من نقاط الالتقاء والتشابه، سواء على صعيد التحديات أو الطموحات المشتركة نحو بناء نظام دولي أكثر عدالة وتعددية، مضيفاً أن مراكز الفكر تؤدي دوراً محورياً في هذا السياق، باعتبارها منصات للحوار وتبادل الرؤى، ومراكز لصياغة البدائل السياسية المدروسة، ومساحات آمنة للتفكير الحر والبناء.
وأكد أن مراكز الفكر أثبتت أنها ليست فقط مستودعات للمعلومات، بل جهات فاعلة في تشكيل الأجندات الدولية، وتوجيه النقاشات حول القضايا العالمية الملحة؛ من الأمن والسلام، إلى المناخ والهجرة؛ ومن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إلى العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وهي تقوم بهذا الدور من خلال ما تقدمه من تحليلات معمقة، وبيانات موثوق بها، وتوصيات واقعية تراعي خصوصيات الدول والسياقات الثقافية.

قوة المعرفة والفكر
وأشار الدكتور محمد العلي إلى أن «تريندز» يؤمن بأن المعرفة هي أقوى أدوات القوة الناعمة، وأنه لا يمكن بناء مستقبل آمن وعادل دون شراكات فكرية عابرة للحدود، ومن هذا المنطلق يحرص المركز على أن يكون مساحة مفتوحة للحوار الثقافي والمعرفي، ومنبراً للتفاهم بين الحضارات، كما يولي «تريندز» أهمية خاصة لإشراك الشباب في هذا المسار؛ بوصفهم الحاملين الحقيقيين لأفكار المستقبل، والضمانة لبقاء الفكر منفتحاً ومتجدداً.
وأضاف أن «تريندز» يرى في التعاون مع المراكز الفكرية في أمريكا اللاتينية، وفي مقدمتها مجلس العلاقات الدولية في الأرجنتين، فرصةً استراتيجية لتعزيز هذا الدور، وبناء منظومة فكرية عالمية أكثر توازناً، تمثل مصالح الجنوب العالمي، وتسهم في بناء مستقبل تسوده التنمية والتفاهم والسلام.

تسامح واحترام متبادل
بدوره، أكد سعيد عبد الله القمزي، سفير دولة الإمارات في الأرجنتين، في كلمته الرئيسية، أن دولة الإمارات تعد واحة للأمن والاستقرار والازدهار، وهي موطن لأكثر من 200 جنسية تعيش في انسجام تحت مظلة من التسامح والاحترام المتبادل، مضيفاً أن هذه القيم تنعكس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات التي تظل منفتحة على جميع الدول في إطار المصالح المشتركة، وداعمة لتطلعات الشعوب وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
وذكر القمزي أن العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات والأرجنتين تشهد نمواً مطرداً، حيث بلغ إجمالي التبادل التجاري الثنائي خلال الأعوام الأربعة الماضية 4.3 مليار دولار، ويسعى الجانبان إلى مضاعفة هذه الأرقام، خاصة بعد دخول اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي.

فرص وتحديات
أوضح الدكتور باولو بوتا، مدير مكتب «تريندز» في أميركا اللاتينية، أن هناك توافقاً أساسياً بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية، يمكن أن يحوّل العلاقة إلى وضع مربح للطرفين، فمن جهة، هناك حاجة لتنويع الاقتصادات وتطويرها، ومن جهة أخرى، هناك رغبة في تعزيز العلاقات والشراكات التجارية والدبلوماسية الدولية.
وبين بوتا أن مراكز الفكر والمؤسسات البحثية يمكن أن تساعد القطاعين العام والخاص بالمنطقتين على فهم بعضهم البعض بشكل أفضل، وبالتالي فإنها تلعب دوراً أساسياً في تقريب وجهات النظر، من خلال البحث والنشر العلمي، والتي يمكن البناء عليه لاستغلال الفرص ومواجهة التحديات وتحديد العلاقات والاتجاهات والمتغيرات.

تمكين الشباب
أكدت شما القطبة، الباحثة في «تريندز»، أهمية تعزيز التعاون بين منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأميركا اللاتينية، من خلال تمكين الشباب، الذين يمثلون القوة الدافعة لبناء المستقبل، فرغم البعد الجغرافي، فإن المنطقتين تشتركان في القيم والطموحات والإمكانات الهائلة، ويُعد الشباب محوراً للتواصل والابتكار التكنولوجي والقيادة المجتمعية في مواجهة التحديات العالمية، خاصة قضية التغير المناخي.
ودعت القطبة إلى بناء جسور حقيقية بين شباب المنطقتين، عبر مبادرات ملموسة، مثل برامج التبادل الثقافي واللغوي، والشراكات الأكاديمية، وحاضنات الابتكار.

مقالات مشابهة

  • “الخارجية”: المملكة ترحب بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية
  • “خليفة” يجتمع مع شركة إكسون موبيل لبحث فرص الشراكة المستقبلية
  • وزير الرياضة ورئيس الاتحاد الآسيوي يشاهدان “تيفو” الهلال باهتمام.. فيديو
  • اليوم: انطلاق فعالية “أمش 30” في مختلف مناطق المملكة
  • فتيات “الخُضر” يخرجن بشرف من تصفيات المونديال
  • “الجهاد الإسلامي” تشدد على أهمية وحدة القرار الفلسطيني
  • حلقة نقاشية لـ«تريندز» تؤكد أهمية مراكز الفكر في تعزيز العلاقات مع أميركا اللاتينية
  • حمدان بن زايد يستقبل علياء المزروعي ويطّلع على مبادرات “برنامج ريادة التطوير” في منطقة الظفرة
  • “تحية إلى عبد الباسط الساروت”… معرض فني طلابي بمدينة حماة
  • جامعة خليفة تتقدم 3 مراكز في تصنيف التايمز لآسيا 2025