المفتي: موقف مصر تجاه قضية فلسطين سيظل فخرًا لها على مر العصور
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
ألقى الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- الضوءَ على جسر الأصالة والمعاصرة الذي يربطنا بعظماء العلماء المصريين؛ أجدادنا الروَّاد الذين أسَّسوا علوم الفتوى المعاصرة وشقُّوا طريق العلم والاجتهاد بفكر متجدد منضبط.
شوقي علام: تنظيم النسل حكم كان موجودا في عهد النبي (فيديو) مفتي الجمهورية: قرار محكمة العدل الدولية تاريخي ينبغي البناء عليه واستكمال الجهود
وقال المفتي خلال الندوة التي أقيمت اليوم، والتي حاوره فيها الإعلامي حمدي رزق ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55 تحت عنوان "الشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي مصر الأسبق وأثره في تجديد الخطاب الديني": في هذا العام، اخترنا الشيخ محمد بخيت المطيعي كعنوان ومحور لندوتنا السنوية في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ تكريمًا لمسيرته العلمية الرائدة في الإفتاء ولإسهاماته الجليلة في تجديد الخطاب الديني ودعم قضايا الوطن.
واستعرض المفتي مسيرة الشيخ المطيعي بدايةً من نشأته، ومرورًا باجتهاده في طلب العلم من قنواته الشرعية، عن المشايخ المتخصصين بالأزهر الشريف، مشيرًا إلى عدة مواقف تؤكد شدة صبره في طلب العلم، تكللت بحصوله على أكبر الشهادات العلمية في عصره، فضلًا عن تقلُّده عدة مناصب من أرفع المناصب الشرعية في عهده، منها منصب الإفتاء.
وأضاف: لقد كان الشيخ المطيعي مثالًا للعالِم الجامع بين الأصالة والمعاصرة، الذي استطاع أن يقدم رؤى فقهية وإفتائية مستنيرة تتجاوز حدود زمانه ومكانه، ولذا وصفه مؤرخو العصر الحديث بالمفتي العالمي، ويمكن القول إن إنشاء الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء جاءت اتساقًا مع أفكاره في صورة متطورة، فضلًا عن تقيُّده بالقوانين باعتبار أن حكم الحاكم يرفع الخلاف في أي مسألة، وخاصة الأحوال الشخصية.
وأكد مفتي الجمهورية أن الشيخ المطيعي كان ذا ثقافة موسوعية اتَّسمت بالعمق وبالجمع بين الماضي والحاضر، والتنوع والمتابعة لكل جديد، مشيرًا إلى تقديمه العديد من المؤلفات الموسوعية الشاملة والمتكاملة، فضلًا عن أكثر من 2000 فتوى.
وأشار إلى أن الشيخ المطيعي بفهمه العميق واجتهاده البارع، كان سباقًا لعصره، مقدمًا حلولًا فقهية وفتاوى لقضايا عدة، منها فتوى جواز التصوير الفوتوغرافي، وحكم السبرتو، مشيرًا إلى أن مَن جاء بعده من المفتين قد استفاد كثيرًا من تراثه الإفتائي؛ مما يدل على رؤيته الثاقبة وفهمه المتجدد الذي تجاوز حدود زمانه.
وثمَّن مفتي الجمهورية نبذ الشيخ المطيعي للتشدد والتعصب مستدلًّا بتحديده ضوابط مفهوم البدعة عنده على أنه ليس كلُّ مُحدَث في العبادات أو المعاملات منهيًّا عنه؛ بل الأمور المحدثة تعتريها الأحكامُ التكليفيةُ الخمسة بحسب ما تدل عليه الأصول الشرعية، وهو ما يتسق تمامًا مع رؤية دار الإفتاء المصرية حاليًّا، كما جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأشار المفتي إلى أن الشيخ المطيعي قدم نظرة عميقة لمفهوم الدولة المدنية في الإسلام، وكذلك التأكيد على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقام دولةً في المدينة على أساس المساواة والمواطنة.
رؤية الشيخ المطيعي لمشاركة علماء الدين في القضايا الوطنية
وعن رؤية الشيخ المطيعي لمشاركة علماء الدين في القضايا الوطنية قال فضيلة المفتي: إن الشيخ المطيعي قدَّم نموذجًا راقيًا وإيجابيًّا يُحتذى به؛ فقد دعا إلى ضرورة مساندة العالِم الشرعي للوطن وقضاياه قولًا وفعلًا، فقد شارك في وضع دستور 1923م، حيث كان أحد أعضاء لجنة الثلاثين التي وضعت هذا الدستور برئاسة عبد الخالق ثروت باشا، فضلًا عن اعتزازه بمصريته ووطنيته أثناء ثورة 1919م.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم جاء للبناء والعمران، ولم يأتِ لإقصاء أحد ولا للصراع مع أحد، ومن حادَ عن هذه الأفكار أو حاول هدم التراث الإنساني فهو يحيد عن سيرته العطرة.
وأردف قائلًا: إن الإسلام لم يهدُف أبدًا إلى صراع الحضارات أو العيش في عزلة وانغلاق عن الآخرين، بل هدف إلى إيجاد قدر كبير من الطمأنينة في العلاقات الإنسانية والتواصل والتعارف؛ فالتعارف الإنساني صيغة إلهية لتحقيق التعايش البشري ونبذ الخلاف والشقاق، بل إنَّ الإسلام أرسى قواعدَ وأسسًا للتعايش مع الآخر في جميع الأحوال والأزمان والأماكن.
وأكد المفتي على عدم تحيز الشيخ المطيعي لمذهبه الفقهي أو الإفتائي في فتاويه، بل لم يتحيز أيُّ مُفْتٍ من المفتين على مر العصور داخل دار الإفتاء المصرية لمذهبه الفقهي، بل إن مذهب المفتي لم يؤثر في حركة الفتوى.
واستعرض المفتي جهود دار الإفتاء في الحفاظ على الأسرة المصرية من خلال تدريب المقبلين على الزواج، فضلًا عن تقديم الدعم المتكامل للزوجين للتقليل من حالات الطلاق، مشيدًا بما قدمه السيد المستشار عمر مروان وزير العدل من اهتمامٍ بدورات تأهيل المأذونين، داعيًا إلى ضرورة توقف الأزواج عن التلفظ بألفاظ الطلاق.
وفي رده على سؤال لأحد الحضور عن حرب غزة، شدَّد فضيلته على أن الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة يحتاج إلى أن يتكاتف العالم كله في سبيل وقف هذه الحرب وضرورة حل القضية الفلسطينية حلًّا عادلًا بما يعطي للفلسطينيين حقوقهم، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية ترفض تهجير سكان غزة إلى مصر، وهو الموقف الرسمي والشعبي للدولة المصرية، والذي سيظل فخرًا لها، فضلًا عن أن الشعب الفلسطيني متمسك بالأرض ولا يقبل التهجير.
موقف مؤسسات الدولة المصرية تجاه مشكلة غزة
وأشاد بموقف مؤسسات الدولة المصرية تجاه مشكلة غزة، مثنيًا على موقف الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشجاع نحو القضية الفلسطينية.
واختتم المفتي لقاءه بتوجيه الشكر والامتنان للأسرة الإفتائية وكل العاملين بدار الإفتاء المصرية على جهودهم الواضحة والمضنية خلال السنوات الأخيرة في مختلف الملفات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية شوقي علام معرض القاهرة الدولي للكتاب الشيخ المطيعي مفتی الجمهوریة الشیخ المطیعی مشیر ا إلى فضل ا عن إلى أن
إقرأ أيضاً:
قبائل سنحان تؤكد تضامنها مع فلسطين وترفع الجهوزية لمواجهة أي تصعيد
وأكد المشاركون وقوفهم الكامل مع غزة والجهوزية لمواجهة أي تصعيد من قبل العدو الصهيوني والأمريكي، والاستمرار في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس".
وفي الوقفة أشار عضو رابطة علماء اليمن خالد موسى إلى ما تقوم به أمريكا وإسرائيل من حرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في ظل صمت أممي وخذلان عربي.
ودعا إلى المشاركة الفاعلة في إسناد المقاومة الفلسطينية ونصرة غزة، ومواجهة أي اعتداءات قد يتعرض لها الوطن من قبل أمريكا وإسرائيل وبريطانيا.. مؤكدا أن مواجهة الأعداء والدفاع عن اليمن ومكتسباته واجب على كل أبناء الوطن
وأعلن بيان صادر عن الوقفة استعداد وجهوزية أبناء المديرية لخوض معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، والوقوف إلى جانب الأشقاء في فلسطين بكل الإمكانيات المتاحة حتى يتوقف العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة.
وأدان العدوان الإسرائيلي على سوريا واحتلال مساحة واسعة من أراضيها.. داعيا الجميع إلى تحمل المسؤولية تجاه ذلك.
وحذر البيان الأمريكان والصهاينة وكل من يقف إلى جانبهم من ارتكاب أي حماقة تجاه اليمن.. مؤكدا الجهوزية القتالية لمواجهة التصعيد الأمريكي، وإفشال مخططات العدو الإجرامية.
ودعا الجميع إلى التحلي بالوعي والبصيرة، والتوجه إلى ميادين التأهيل والتدريب ودورات طوفان الأقصى، لاكتساب الخبرات والمهارات القتالية.
كما دعا البيان الدول العربية والإسلامية إلى الخروج من حالة الصمت في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الأمة، واتخاذ مواقف عملية جادة تجاه ما يجري في فلسطين.
وأكد تفويض قائد الثورة في اتخاذ كافة الخيارات الاستراتيجية في ردع العدوان الصهيوني على قطاع غزة وردع العدوان الأمريكي على اليمن.
وشهدت الوقفة القبلية عروضا للمقاتلين جسدت الجهوزية العالية لمواجهة أي تصعيد من قبل الأعداء.