من الكعك إلى الطائرات المسيّرة .. الناتو يكافح لمواكبة سباق التسلح الروسي
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
في خضم الصراع المستمر في أوكرانيا، قامت روسيا بتعبئة اقتصادية كبيرة، حيث حولت البنية التحتية المدنية مثل مراكز التسوق والمخابز إلى مصانع أسلحة.
ووفقا لتقرير نشرته التليجراف، تحول مركز إيتالماس التجاري في إيجيفسك، وأصبح الآن مركز إيتالماس للأبحاث العلمية، الذي ينتج طائرات لانسيت الهجومية بدون طيار للحرب في أوكرانيا.
ويشكل هذا التحول الاقتصادي جزءاً من الجهود الأوسع التي تبذلها روسيا لتخصيص 40% من ناتجها المحلي الإجمالي للحرب، وهو ما يتجاوز الإنفاق على الصحة والتعليم مجتمعين. ومع ذلك، فإن الغرب يكافح من أجل مجاراة هذا المستوى من الالتزام، ويحذر خبراء الدفاع من أن ذلك قد يمنح روسيا تفوقًا عتاديًا ساحقًا في الحرب.
تشير الأرقام الرسمية إلى أن روسيا زادت الإنفاق العسكري، ليصل إلى 6٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، وهو ارتفاع كبير من 2.7٪ في عام 2022. ويشمل المدى الحقيقي لاقتصاد الحرب الروسي، الذي تكتنفه السرية، الإنفاق على إعادة الإعمار في الأجزاء المحتلة من أوكرانيا وإعادة توجيه ثروة القطاع الخاص للمجهود الحربي.
وفي عام 2023، أنتجت روسيا أعداداً كبيرة من الدبابات، والمركبات القتالية المدرعة، وقذائف المدفعية، مما يمثل تحدياً للغرب. ويقدر المسؤولون الغربيون أن روسيا تسير على الطريق الصحيح لتصنيع مليوني قذيفة مدفعية سنويا، وهو ضعف التقديرات الاستخباراتية الأولية.
وكان التأثير على ساحة المعركة واضحا، حيث أطلقت روسيا 500 صاروخ وطائرة بدون طيار على أوكرانيا في وابل من الصواريخ دام خمسة أيام. وأطلقت أوكرانيا، التي تكافح من أجل مضاهاة إنتاج المدفعية، 7000 قذيفة مدفعية يوميا خلال هجوم مضاد في الصيف، وهو ما يتجاوز الـ 5000 التي أطلقتها روسيا. ومع ذلك، بحلول فبراير 2023، قدر الإنتاج الأوروبي بـ 300 ألف طلقة فقط سنويًا.
إن الإحباط داخل الغرب واضح، حيث وصف أحد المطلعين على شؤون الدفاع في المملكة المتحدة الوضع بأنه "جنوني". ومكمن التخوف هو أنه إذا لم يستجب الغرب بسرعة، فقد تخسر أوكرانيا الحرب، مما قد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة في أوروبا.
وعلى الرغم من الضرورة الملحة، تواجه الحكومات الغربية تحديات في الاستجابة بفعالية. إن الاختلافات السياسية والثقافية، إلى جانب الاعتبارات الاقتصادية، تعيق الاستجابة السريعة والقوية. إن اعتماد الغرب على شركات الدفاع التابعة للقطاع الخاص يتناقض مع صناعة الأسلحة التي تسيطر عليها الدولة في روسيا، الأمر الذي يجعل التوسع السريع أمراً بالغ الصعوبة.
واعترف وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس بالتحديات التي تواجه الوفاء بتعهدات الاتحاد الأوروبي بتزويد أوكرانيا بمليون قذيفة بحلول مارس. ويثير الرد البطيء مخاوف بشأن قدرة الغرب على التكيف مع اقتصاد الحرب الذي تنفذه روسيا، مما يشكل تهديدا محتملا للأمن الأوروبي.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
توقف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا والمفوضية تعلّق
توقفت صادرات الغاز الطبيعي الروسية عبر خطوط أنابيب تمر من أوكرانيا إلى أوروبا في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء أول أيام العام الجديد بعد انتهاء أجل اتفاقية العبور وفشل موسكو وكييف في التوصل إلى اتفاق لمواصلة التدفقات.
وينهي إغلاق أقدم طريق لعبور الغاز الروسي إلى أوروبا عقدا شهد توترا للعلاقات بسبب استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014، ويعود طريق العبور إلى الحقبة السوفياتية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل تصعد أسعار الذهب فوق 3 آلاف دولار في 2025؟list 2 of 2سياسات ترامب وحذر المركزي الأميركي ينعشان الدولارend of listوقال وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو في بيان "أوقفنا عبور الغاز الروسي، هذا حدث تاريخي، روسيا تخسر أسواقها، وستتكبد خسائر مالية، اتخذت أوروبا بالفعل قرار التخلي عن الغاز الروسي".
طرق بديلةمن جانبها، قللت المفوضية الأوروبية من حجم أثر توقف صادرات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، قائلة إن التوقف في الأول من يناير/كانون الثاني الجاري كان متوقعا، وإن الاتحاد الأوروبي مستعد لذلك.
وقال متحدث باسم المفوضية "البنية التحتية للغاز في أوروبا مرنة بما يكفي لتوفير الغاز من منشأ غير روسي إلى وسط أوروبا وشرقها عبر طرق بديلة".
وأضاف "تم تعزيز الاتحاد الأوروبي بقدرات استيراد كبيرة جديدة للغاز الطبيعي المسال منذ عام 2022".
إعلانمن جهتها، قالت الحكومة النمساوية اليوم الأربعاء إن فيينا كانت مستعدة لانتهاء سريان اتفاقية نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا، وإن الإمدادات إلى البلاد مستمرة من خلال مصادر أخرى، مثل نقاط التغذية في ألمانيا أو إيطاليا ومن مرافق التخزين.
وقالت وزيرة الطاقة النمساوية ليونورا جيفيسلر في بيان "أدينا واجبنا، وكنا مستعدين جيدا لهذا السيناريو"، مضيفة "لم تعد النمسا تعتمد على الغاز من روسيا، وذلك أمر جيد".
وكان من المتوقع وقف تدفقات الغاز في ظل الحرب التي بدأت في فبراير/شباط 2022، وأصرت أوكرانيا على أنها لن تمدد الاتفاقية وسط الصراع العسكري.
وقال مصدر في القطاع إن "غازبروم" افترضت العام الماضي أن الغاز لن يمر عبر أوكرانيا، والذي يمثل ما يقارب نصف إجمالي صادرات الغاز الروسية عبر خطوط أنابيب إلى أوروبا.
وقالت شركة يوستريم المشغلة لنظام نقل الغاز عبر خطوط الأنابيب في سلوفاكيا إن تدفقات الغاز الطبيعي من أوكرانيا إلى سلوفاكيا عبر خط أنابيب يستخدم لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا توقفت اليوم.
إمدادات مستمرةولا تزال روسيا تصدّر الغاز عبر خط أنابيب (ترك ستريم) في قاع البحر الأسود، ويحتوي الخط على فرعين، أحدهما للسوق المحلية التركية، والآخر لتزويد العملاء في وسط أوروبا -مثل المجر وصربيا- بالغاز.
وكثف الاتحاد الأوروبي جهوده لتقليل اعتماده على الطاقة الروسية بعد اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا عام 2022 من خلال البحث عن مصادر بديلة.
وجهزت بقية الدول -التي لا تزال تشتري الغاز الروسي، مثل سلوفاكيا والنمسا- إمدادات بديلة.
ستخسر أوكرانيا نحو 800 مليون دولار سنويا قيمة رسوم تدفعها روسيا، كما ستخسر "غازبروم" نحو 5 مليارات دولار قيمة مبيعات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا
ومولدوفا -التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي- من بين الدول الأكثر تضررا، وقالت إنها ستضطر إلى اتخاذ تدابير لتقليل استخدامها الغاز بمقدار الثلث.
وانتهى أجل اتفاقية عبور الغاز -التي استمرت 5 سنوات بين روسيا وأوكرانيا- في وقت مبكر من اليوم الأربعاء.
إعلان رفض أوكرانيوقالت "غازبروم" في بيان على تليغرام "بسبب رفض الجانب الأوكراني مرارا وبكل وضوح تجديد هذه الاتفاقيات حُرمت غازبروم من القدرة الفنية والقانونية على توريد الغاز عبر الأراضي الأوكرانية اعتبارا من الأول من يناير 2025".
وأضافت "لا يورد الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية بدءا من الساعة الثامنة بتوقيت موسكو (05:00 بتوقيت غرينتش)".
وذكرت وزارة الطاقة الأوكرانية أيضا أن مرور الغاز الروسي عبر أوكرانيا "توقف لمصلحة الأمن القومي".
وستخسر أوكرانيا بذلك نحو 800 مليون دولار سنويا قيمة رسوم تدفعها روسيا، كما ستخسر "غازبروم" نحو 5 مليارات دولار قيمة مبيعات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا.
طرق أخرىواستغرقت روسيا والاتحاد السوفياتي السابق نصف قرن للحصول على حصة رئيسية من سوق الغاز الأوروبية بلغت 35%، لكن حرب أوكرانيا قضت على كل ذلك بالنسبة لشركة غازبروم.
وأُغلقت معظم طرق نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، ومن بينها خط يامال-يوروب عبر بيلاروسيا وخط نورد ستريم عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، والذي تعرّض للتفجير عام 2022.
ونقلت الطرق المختلفة مجتمعة كمية قياسية بلغت 201 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا في عام 2018.
وشحنت روسيا نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز عبر أوكرانيا في عام 2023، انخفاضا من 65 مليار متر مكعب عندما بدأ آخر تعاقد في عام 2020 ولمدة 5 سنوات.