حقق مسلسل "حالة خاصة" نسب مشاهدة مرتفعة منذ عرض حلقاته الأولى، واتجهت الأنظار إلى بطل المسلسل الممثل طه دسوقي الذي نجح في تجسيد شخصية محام شاب يدعى نديم أبو سريع، مصاب باضطراب طيف التوحد.

ويحاول نديم خلال الأحداث تحقيق حلمه وأمنية والدته بأن يصبح محاميا يدافع عن الضعفاء، وترصد الأحداث الصعاب التي يواجهها من أجل الاندماج في المجتمع لإثبات ذاته.

الفكرة المميزة وغير المعتادة في الدراما والسينما المصرية تعد من العوامل التي أسهمت في نجاح المسلسل الذي كتبه مهاب طارق وأخرجه عبد العزيز النجار، فلم يتم تناول التوحد سوى في أعمال قليلة مثل حكاية "حلم حياتي" ضمن مسلسل "إلا أنا" حيث جسدت مايان السيد شخصية فتاة تعاني من التوحد وتحاول أن تشق طريقها في الحياة لتصبح ممثلة.

لكن اضطراب التوحد تم تناوله في صور عدة في السينما العالمية كان من أبرزها الأعمال التالية:

"رجل المطر" (Rain Man)

نجحت المعالجة التي قدمها صناع فيلم "رجل المطر" (Rain Man) في تجسيد معاناة مرضى التوحد، فالقصة مقتبسة من أحداث حقيقية حول حياة الأميركي المصاب بالتوحد "كيم بيك"، وهو ذو قدرات عقلية استثنائية.

جسّد داستن هوفمان شخصية "رايموند" مريض التوحد، الذي يحاول شقيقه تشارلي "توم كروز" أن يستولي على ميراثه، ولكن من خلال رحلة يقومان بها، يبدأ تشارلي في فهم شخصية شقيقه والتعرف على قدراته وذكائه الحاد الذي أنقذهما من الورطات، هذا التقارب الإنساني في النهاية جعله يعدل عن قراره.

نجح هوفمان في أداء تفاصيل شخصية مريض التوحد بعذوبة ودقة، ليستحق بعدها الفوز بجائزة أفضل ممثل في أوسكار 1989، ضمن عدد من الجوائز التي حصل عليها الفيلم منها أفضل مخرج لباري ليفنس وأفضل سيناريو أصلي وأفضل فيلم.

وتم إعادة تقديم الفكرة في الفيلم المصري "التوربيني" 2007، والذي جسّد خلاله أحمد رزق شخصية البطل المصاب بالتوحد، وشاركه في البطولة شريف منير وهند صبري.

"المحاسب" (The Accountant)

يعد بن أفليك من أشهر الفنانين الذين نجحوا في تجسيد شخص المصاب باضطراب التوحد، من خلال أحداث فيلم "المحاسب" (The Accountant)، حيث استطاع التعبير عن كل الصعوبات النفسية والجسدية والذهنية أيضا التي مر بها بطل الفيلم.

ولم يقدم الفيلم فقط القدرات الخاصة والذكاء الشديد الذي يتمتع به البطل "كريستيان" الذي أصبح محاسبا مشهورا ومحترفا في عمله، لكنه قدم خطا دراميا عن الدوافع والأبعاد التي أسهمت في تكوين شخصية البطل، الذي تخلت عنه والدته منذ طفولته وتركته لوالده بعد أن تم تشخيصه بالتوحد، ونجاح الأب في احتوائه وتوجيهه.

بن أفليك من أشهر الفنانين الذين نجحوا في تجسيد شخص المصاب باضطراب التوحد (وارنر بروس) "اسمي خان" (My name is Khan)

اعتمد "اسمي خان" (My name is Khan) على تقديم اضطراب التوحد من خلال الشخصية الرئيسية في الفيلم، والتي جسدها النجم الهندي شاروخان في عام 2010.

خلال الأحداث يعاني البطل "رضوان خان" من شكل من أشكال طيف التوحد، وينتقل إلى الولايات المتحدة عقب وفاة والدته وبعد أحداث انهيار برجي التجارة العالمي يتعرض إلى الاضطهاد حيث يتم احتجازه والشك في سلوكه ويلجأ لمعالجه النفسي من أجل حل مشكلته.

"صعود الزئبق" (Mercury Rising)

في عام 1998، تناول صناع فيلم "صعود الزئبق" (Mercury Rising) اضطراب التوحد من خلال أحداث اعتمدت على المهارات القوية والذكاء الحاد لطفل مصاب بالتوحد، والذي يتمكن من كشف سر شفرة وضعتها وكالة الأمن الوطني الأميركي، وهى شفرة معقدة لحماية التسلل لشبكاتها الإلكترونية، وهنا تطلب السلطات التحفظ على الطفل من أجل منع انتشار الشفرة، وتحاول اختطافه، لكن تفشل أول محاولة، وهنا يقف العميل الفدرالي (أرت جيفريز) إلى جوار الطفل لحمايته.

"موزارت والحوت" (Mozart and the Whale)

وبعيدا عن أفلام الأكشن وفي إطار كوميدي رومانسي، قدم الثنائي جوش هارتنت وورادها ميتشيل، شخصيتان مصابتان بالتوحد في أحداث فيلم "موزارت والحوت" (Mozart and the Whale).

ويتناول الفيلم التوحد في قالب إنساني من خلال تأثيره على العلاقات العاطفية، فالبطل دونالد لديه قدرات خاصة في الأرقام ويحب الأنماط المتكررة والروتين، ويقع في حب إيزابيل التي تشاركه ضمن مجموعة دعم التوحد.

تجارب درامية ووثائقية

وإلى جانب الأعمال السينمائية الشهيرة، شهد العام الماضي 2023 تناول مرض التوحد في الدراما التلفزيونية، منها مسلسل "نوع من الشرارة" (A Kind of Spark) حيث تحاول الفتاة آدي البالغة من العمر 11 ومصابة بالتوحد، إقناع قريتها بإنشاء نصب تذكاري للنساء اللاتي تمت محاكمتهن بتهمة السحر هناك وتعتقد أنهن على الأرجح مصابات بالتوحد مثلها.

وفي العام نفسه، قدم كريس بيكهام تجربة وثق من خلالها للتوحد تحت عنوان "ما بداخل عقولنا" (Inside Our Autistic Minds) نجح من خلالها التعاون مع صانعي الأفلام ومصممي الغرافيك والرسوم المتحركة في مساعدة مجموعة من الأشخاص المصابين بالتوحد في إنشاء أفلام قصيرة تساعدهم في الكشف عن مشاعرهم الحقيقية بداخلهم.

وتناول المسلسل الكوميدي "كل شيء سيكون على ما يرام" (Everything’s Gonna Be Okay) الذي تم تقديمه في 2020، التوحد لكن من خلال مواقف كوميدية، ورحلة اكتشاف الذات، حيث يتتبع المسلسل حياة 3 أشقاء هم نيكولاس وجنيفيف، وماتيلدا البالغة من العمر 17 عامًا والمصابة بالتوحد، وخلال الأحداث يكتشف شقيقها أنه مصاب أيضا بالتوحد.

فريدي هايمور في مسلسل "الطبيب الجيد" (The Good Doctor) (آي إم دي بي)

أما مسلسل "الطبيب الجيد" (The Good Doctor) الذي تم عرضه في عام 2017، فقد نجح الممثل فريدي هايمور في تجسيد شخصية الطبيب شون ميرفي الجراح الناجح والموهوب وهو أيضا مصاب بالتوحد، ويناقش المسلسل التعقيدات التي تواجهه رغم ذكائه الشديد ومهارته، بالإضافة إلى صراعاته العاطفية والشخصية وتصميمه على تحسين حياة المرضى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مصاب بالتوحد التوحد فی فی تجسید من خلال

إقرأ أيضاً:

الكاتبة يسرى عباس في أول تصريح لها حول طريق إجباري: المسلسل يضم لأول مرة 17 وجها نسائيا ويظهر المرأة في مواجهة الرجل

أكدت الكاتبة يسرى عباس، كاتبة مسلسل "طريق إجباري" أنه ضم لأول مرة 17 وجها نسائيا وجعل المرأة في مواجهة الرجل بعكس المسلسلات الأخرى التي كانت تظهر الرجل في مواجهة الرجل، مشيرة إلى أنها ركزت على المخرج والإخراج لما له من أهمية في إيصال رسائل المسلسل.

 

وقالت "عباس" لـ "الموقع بوست"، إن مسلسل "طريق إجباري" يتناول العديد من القضايا الاجتماعية وهو مخصص للمرأة، وهو أول عمل درامي يضم أكثر من 17 شخصية نسائية، بالإضافة إلى أنه يُظهر المرأة في مواجهة الرجل، وهو أمر غير معتاد في الدراما اليمنية التي غالبًا ما تعرض الرجل في مواجهة الرجل.

 

وأضافت بأن المسلسل فيه العديد من القضايا التي لم تكن جديدة بحد ذاتها، لكن تم طرحها بأسلوب مختلف وفي قالب جديد، ومن هذه القضايا: زواج القاصرات، تعليم الفتاة، والحب ومواجهة الظلم.

 

وأردفت: "لقد لاحظتُ تطورًا دراميًا ملحوظًا بعد مسلسل "سد الغريب" في عام 2020، حيث بدأ العديد من المبدعين يعملون على تفاصيل القصة والشخصيات، بالإضافة إلى تحسين الصورة، والموسيقى، والإخراج. أنا سعيدة جدًا بهذا التغيير، لأن "سد الغريب" كان نموذجًا يحتذى به للأعمال اليمنية".

 

وتابعت: "ومن الجوانب الإيجابية بعد عام 2020 في الدراما اليمنية هو الظهور بعدد من الأعمال في السنة، حيث أصبحت كل قناة تنتج عملاً دراميًا، وأصبحت البطولة جماعية تضم أكثر من ممثل، بعدما كان التمثيل محصورًا على شخصيات معينة فقط. أتمنى أن تستمر هذه الأعمال الدرامية طوال العام، وليس في رمضان فقط".

 

وأكدت أن القضايا الاجتماعية متعددة في الأعمال الدرامية، حيث تبرز العديد منها في كل عمل، مضيفة: "نحن نسعى لإيصالها بالصورة المناسبة، لكن حتى الآن، لم تعالج الدراما اليمنية أي قضية بشكل كامل؛ بل نحن نبرزها فقط للمجتمع الذي يعرف مشاكله ويشاهدها مصورة على الشاشة. هناك بعض القضايا التي لم نتمكن من التطرق إليها بعد."

 

وتحدثت يسرى لـ "الموقع بوست"، عن بعض الاختلالات التي تصاحب الدراما اليمنية، قائلة: "من خلال أعمالي السابقة، التقيت بالكثير من الناس وسَمعت منهم آراء إيجابية، وأكدوا لي أن القضايا التي طرحتها في أعمالي كانت مؤثرة ولَمست قلوبهم، وكأنهم يشاهدون حياتهم على التلفاز".

 

وعن الطموح لتطور الدراما اليمنية، قالت "نحن بحاجة إلى الكثير من الجهد حتى نصل إلى المستوى العربي أولًا، ثم نفكر في الوصول إلى العالمية، خاصة في مجال المسلسلات. أعمالنا هي محلية العرض، وهي موجهة للمشاهد اليمني. لكننا نواجه العديد من العوائق، مثل اللهجة المحلية والشخصيات المتحفظة، ما يجعل أعمالنا لا تصل إلى ذائقة المشاهد العربي".

 

وشددت على ضرورة وجود تناغم بين الكاتب والمخرج لنقل الرسالة إلى الممثل أولًا، ثم إلى المشاهد، مشيرة إلى أنها في مسلسل "طريق أجباري"، اهتمت بشكل خاص في اختيار المخرج، مرجعة السبب بأن "أغلب المخرجين لدينا هم فقط منفذون للعمل، ولا يفهمون جوهر الدراما. لذلك، أصبحت أشجع العمل مع مخرجين محددين يهتمون بالعمل ذاته، وليس بالظهور في السباق الرمضاني، حيث أن نجاحهم غالبًا ما يكون معتمدًا على الممثلين فقط".

 

وتوقعت "يسرى" أن يكون العمل مميزًا في مسلسل "طريق إجباري"، مشيرة إلى أنها لا تتنافس مع أحد؛ وأنها "كتبت العمل بحب واجتهدت كثيرًا، ومن كانوا معي أثناء الكتابة والتنفيذ كانوا محبين ومخلصين وعملوا بجد، لهذا أعتبر هذا التميز، أما النجاح فلا يوجد له مقياس، ولكنني أتمنى أن ينال العمل إعجاب المشاهدين".

 

وبدأت قناة بلقيس الفضائية، مساء اليوم السبت، بث أول عمل درامي لها في موسم رمضان 2025، وذلك من خلال مسلسل يحمل اسم "طريق إجباري"، ويعد باكورة إنتاجها الدرامي، ومن المتوقع أن يكون له حضوره وبصمته وتأثره في الدراما اليمنية هذا العام.

 

ووفقا للمعلومات الأولية عن المسلسل فينتمي للعمل الدرامي الاجتماعي، الذي يجمع بين الإثارة والتشويق، ويتناول صراع الخير والشر، في حبكة درامية مشوقة، وتدور أحداثه في قرية يمنية، من خلال تصدر طبيبة القرية لشخصية نافذة في صراع حاسم.

 

هذا الصراع يؤدي لتتشابك الأحداث في صورة بانورامية، تسلط الضوء على ضحايا الجهل والظلم، وتبرز أهمية التعليم والوعي بالحقوق المدنية، ودور المجتمع في مواجهة الخوف والفساد لتحقيق العدالة، ليسقط الظالم في شر أعماله وتنتصر القيم الإنسانية، وتلك هي رسالة المسلسل التي يسعى لتقديمها للجمهور.

 

المسلسل من تأليف الكاتبة يسرى عباس، وإخراج المخرج المصري عبد العزيز حشاد، وإنتاج قناة بلقيس، بالتعاون مع شركة روما ميديا، وتنفيذ شركة النبيل للإنتاج الفني.

 

وشارك في بطولة العمل نخبة من نجوم الدراما اليمنية، من بينهم النجوم نبيل حزام، نبيل الآنسي، نجيبة عبدالله، حسن الجماعي، عبدالله الكميم، وسحر الأصبحي.


مقالات مشابهة

  • حكم تجسيد شخصية سيدنا معاوية والصحابة في الأعمال الفنية.. الأزهر يوضح
  • نشأت الديهي: الدراما الرمضانية خذلت المشروع الوطني المصري
  • هل يجوز تجسيد شخصية معاوية في مسلسل درامي؟.. سعاد صالح توضح
  • الدراما السورية تُشعل منصات التواصل.. ومتابعون: "مُبهرة ورهيبة"
  • بتول الحداد تقدم شخصية الموظفة الجاسوسة بمسلسل في لحظة لـ أحمد فهمي
  • إلهام شاهين : "سيد الناس" حقق أمنيتي في تقديم دور شعبي في الدراما.. ونفسي أقدم شخصية تاريخية
  • بتول الحداد لـ "البوابة نيوز": شخصية سارة في مسلسل "في لحظة" ثعبانية
  • حمادة هلال: لم ابتعد عن الغناء لكن التمثيل أخذني والمداح من أعلى أعمال الدراما
  • باسم ياخور وتيم حسن وبسام كوسا.. نجوم يتصدرون الدراما السورية في رمضان 2025
  • الكاتبة يسرى عباس في أول تصريح لها حول طريق إجباري: المسلسل يضم لأول مرة 17 وجها نسائيا ويظهر المرأة في مواجهة الرجل