لهذا السبب .. سياسي جنوبي يصف التوترات في البحر الأحمر ب ” حرب شعرة معاوية “
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
حيروت – خاص
أكد السياسي الجنوبي أزال عمر الجاوي بأن الوقائع تشي بأن الولايات المتحدة تستطيع ردع الأعمال العسكرية اليمنية ، في المقابل فإن صنعاء لن تكون لقمة سائغة لهذه الضربات ، واصفاً الحرب في البحر الأحمر بأنها ” حرب شعرة معاوية ” .
وقال الجاوي ،في منشور على منصة إكس ، بأنه ” منذ بدء عمليات مايسمى ( بحراس الإزدهار ) سمعنا الكثير من المبالغات حول عدم قدرة الجيش الأمريكي من القيام بضربات موجعة قد تغير مشهد الأحداث في صنعاء ، كذلك في المقابل كثر الحديث عن مفاجآت الجيش اليمني التي ستصيب أمريكا في مقتل ” .
وأوضح الجاوي بأن القراءة المتأنية لموازين القوى العسكرية وكذلك للإعتبارات السياسية تشي بالوقائع الحقيقية ،والتي تخبرنا أن القدرات العسكرية الأمريكية قادرة ليس على ردع الأعمال العسكرية اليمنية فحسب بل أكثر من ذلك ،إلا أن تلك القدرات – بحسب الجاوي- مقيدة بكثير من الإعتبارات والتوازنات السياسية التي تتجاوز حدود اليمن الجيوسياسية بل ربما تتجاوز الإعتبارات الإقليمية نحو الدولية، في المقابل ذلك لا يعني ان صنعاء لقمة سائغة وقد تتسبب في الكثير من المتاعب والإزعاج والغرب في غنى عنها ،أقلها في هذه الظروف وفي هذا التوقيت .
الجاوي أشاد بموقف صنعاء المتمثل بحصر عملياتها العسكرية في البحر الأحمر بالسفن المرتبطة بالكيان الصهيوني ، مؤكداً بأن تهاونها بالمنع سيكون تفريطاً منها بالقضية ، وعلى العكس ، سيصبح إفراطاً منها إن تجاوزت ذلك السقف .
مشيراً إلى أنها أحسنت صنعاً في عدم مبالغتها في الفعل ورد الفعل المتبادل وحافظت على التعاطي العقلاني سياسياً وعسكرياً وفق القدرات المحدودة والبسيطة المتاحة طبعاً .
ولفت الجاوي إلى أن صنعاء حققت هدفها الإستراتيجي في حصار اسرائيل وفي فرض هيمنة سيادية معقولة على باب المندب بأقل ثمن مقابل ، داعياً صنعاء للمحافظة عليه فقط، وأن لا تذهب ابعد من ذلك في التصعيد والتعقيد ، فالشيء إذا زاد عن حده انقلب ضده كما يقول المثل ، وفق قوله .
واختتم الجاوي منشوره بالقول بأن الحرب تسير وفق منطق ( شعرة معاوية ) من قبل كل الأطراف ويبدو أنها ستبقى كذلك بل ومن مصلحة الجميع أن لا تقطع وأن يبتعدوا عن الشطحات والشحطات والأوهام ،حد تعبيره.
.
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
خلايا وقود الهيدروجين قفزة تكنولوجية للحوثيين قد تغيّر قواعد اللعبة العسكرية في البحر الأحمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرًا جديدًا يكشف عن تطور نوعى في تكنولوجيا الطائرات المسيرة التي يستخدمها الحوثيون في اليمن، مما قد يجعل هذه الطائرات أكثر سرية وقادرة على التحليق لمسافات أطول، ويركز التقرير على تهريب مكونات خلايا وقود الهيدروجين إلى اليمن، وهى تقنية متقدمة يمكن أن تمنح الحوثيين قفزة تكنولوجية في قدراتهم الجوية.
وأفاد التقرير أنه على مدار أكثر من عام، نفّذ الحوثيون هجمات متكررة استهدفت سفنًا تجارية وحربية فى البحر الأحمر باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة والزوارق المفخخة، وقد أدت الهجمات التى زعم الحوثيون أنها تأتى تضامنًا مع الفلسطينيين فى غزة، إلى تعطيل طرق الشحن الدولية عبر أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا فى العالم.
وبحسب التقرير، طالت هذه الهجمات سفنًا على بعد ١٠٠ ميل من الساحل اليمني، مما دفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى الرد عبر غارات جوية انتقامية، ورغم تراجع الهجمات الحوثية إلى حد كبير بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس فى يناير الماضي، فإن الأدلة الجديدة تشير إلى أن الحوثيين قد حصلوا على تقنية جديدة تزيد من صعوبة اكتشاف طائراتهم المسيرة، ما قد يُغير موازين المواجهات العسكرية مستقبلًا.
وفقًا لتحقيق أجرته منظمة أبحاث تسليح الصراعات (Conflict Armament Research)، وهى منظمة بريطانية متخصصة فى تعقب الأسلحة المستخدمة فى النزاعات حول العالم، فإن الحوثيين حصلوا على مكونات متطورة لخلايا وقود الهيدروجين يمكن استخدامها فى تشغيل الطائرات المسيرة، هذا الاكتشاف قد يكون مؤشرًا على قدرة الحوثيين على توسيع مدى طائراتهم المسيرة وزيادة صعوبة اكتشافها.
وأوضح تيمور خان، المحقق فى أبحاث تسليح الصراعات، إن هذه التكنولوجيا قد تمنح الحوثيين "عنصر المفاجأة" فى أى مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة أو إسرائيل إذا استأنفوا هجماتهم، وكان خان قد زار جنوب غرب اليمن فى نوفمبر الماضى لتوثيق أجزاء من أنظمة خلايا وقود الهيدروجين التى تم العثور عليها فى قارب صغير تم اعتراضه، إلى جانب أسلحة أخرى يُعرف أن الحوثيين يستخدمونها.
وأكد أن خلايا وقود الهيدروجين تُنتج الكهرباء من خلال تفاعل الأكسجين فى الهواء مع الهيدروجين المضغوط عبر سلسلة من الصفائح المعدنية المشحونة كهربائيًا.
وهذه العملية تُنتج بخار الماء كمنتج ثانوي، ولكنها تُصدر القليل من الحرارة أو الضوضاء، مما يجعل الطائرات المسيرة التى تعتمد عليها أكثر صعوبة فى الاكتشاف من خلال أجهزة الاستشعار الصوتية أو أنظمة الأشعة تحت الحمراء.
ووفقًا للتقرير، فإن الطائرات المسيرة الحوثية التى تعمل بأنظمة تقليدية، مثل محركات الاحتراق الداخلي أو بطاريات الليثيوم، يمكنها التحليق لمسافة تصل إلى ٧٥٠ ميلًا، لكن باستخدام خلايا وقود الهيدروجين، يمكن أن تصل المسافة إلى ثلاثة أضعاف ذلك، أى أكثر من ٢٠٠٠ ميل، مما يمنح الحوثيين قدرة أكبر على تنفيذ عمليات استطلاع وهجمات بعيدة المدى.
وكشف التقرير أن مكونات خلايا الوقود التى عُثر عليها فى اليمن تم تصنيعها من قبل شركات صينية متخصصة فى إنتاج تقنيات الطائرات المسيرة، وأظهرت وثائق الشحن أن خزانات الهيدروجين المضغوط تم تصنيفها بشكل خاطئ على أنها أسطوانات أكسجين، فى محاولة لتمويه طبيعتها الحقيقية.
ورغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه المكونات قد أُرسلت مباشرة من الصين، إلا أن ظهور مصدر جديد لمعدات عسكرية متقدمة لدى الحوثيين يشير إلى توسع فى سلاسل التوريد التى يعتمدون عليها، ما يعزز استقلاليتهم عن الدعم الإيرانى التقليدي.
وأضاف التقرير أنه تم اعتراض القارب الذى فتشه فريق أبحاث تسليح الصراعات فى أغسطس الماضي من قبل قوات المقاومة الوطنية اليمنية، المتحالفة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، واحتوى القارب على مجموعة من الأسلحة المتقدمة، من بينها صواريخ مدفعية موجهة، ومحركات صغيرة أوروبية الصنع يُمكن استخدامها فى صواريخ كروز، ورادارات وأجهزة تتبع السفن، ومئات الطائرات المسيرة التجارية، وأجزاء من خلايا وقود الهيدروجين.
وتجدر الإشارة إلى أنه تقنية خلايا وقود الهيدروجين تعتبر معروفة منذ عقود، حيث استخدمتها ناسا خلال مهمات أبولو، كما بدأ استخدامها فى الطائرات العسكرية المسيرة فى أواخر العقد الأول من القرن الحادى والعشرين خلال الحروب الأمريكية فى العراق وأفغانستان.
وأوضح أندى كيلي، المتحدث باسم شركة إنتيليجنت إنرجى البريطانية، أن خلايا وقود الهيدروجين توفر قدرة تخزين طاقة أكبر بثلاث مرات مقارنة ببطاريات الليثيوم ذات الوزن المماثل، وهذا يمنح الطائرات المسيرة قدرة على الطيران لفترات أطول مع حمل وزن أكبر، مما يجعلها أكثر كفاءة لأغراض الاستطلاع والهجمات بعيدة المدى.
وأضاف كيلى أن أنظمة خلايا الوقود تصدر اهتزازات أقل مقارنة بالمحركات التقليدية، ما يجعلها أكثر ملاءمة لاستخدام أجهزة الاستشعار والمراقبة فى الطائرات المسيرة.
ويشير تقرير نيويورك تايمز إلى أن الحوثيين قد يكونون فى طريقهم إلى تحقيق اكتفاء ذاتى جزئى فى مجال التسليح، بعيدًا عن الحاجة المستمرة إلى الإمدادات الإيرانية.
هذا التطور قد يسمح لهم بتنفيذ هجمات أكثر تعقيدًا ضد السفن الحربية والتجارية، وربما توسيع نطاق عملياتهم ليشمل أهدافًا خارج منطقة البحر الأحمر، ورغم أن الولايات المتحدة وحلفاءها يبذلون جهودًا كبيرة لتعقب شحنات الأسلحة المتجهة إلى الحوثيين، فإن هذه القضية تبرز مدى تعقيد النزاع فى اليمن، خاصة مع تزايد استخدام الحوثيين لتكنولوجيا متقدمة قد تُغير من معادلة الصراع فى المنطقة.
ويكشف تقرير الصحيفة الأمريكية بالتعاون مع أبحاث تسليح الصراعات عن تطور استراتيجى فى ترسانة الحوثيين، يتمثل فى اعتمادهم على خلايا وقود الهيدروجين لتشغيل طائراتهم المسيرة، هذه التقنية تمنحهم قدرة على التحليق لمسافات أطول وبشكل أكثر سرية، مما قد يشكل تحديًا جديدًا للقوات الأمريكية والإسرائيلية وحلفائهما فى المنطقة.
وبينما يظل المصدر النهائى لهذه المكونات غير واضح، فإن التحليل يشير إلى أن الحوثيين قد يكونون بصدد تحقيق استقلالية أكبر فى تسليحهم، مما قد يزيد من تعقيد المشهد الأمنى فى اليمن والشرق الأوسط.