الكاتب والروائي عادل عصمت: معرض الكتاب درة الثقافة في المنطقة.. والأجيال الجديدة تعشق القراءة (حوار)
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
قال الكاتب والروائى عادل عصمت إن معرض القاهرة الدولى للكتاب درة الأحداث الثقافية فى مصر والمنطقة العربية، لافتاً إلى أن المعرض يظهر روح الشعب المصرى وحيويته الذهنية والروحية. وأشاد «عصمت»، فى حوار لـ«الوطن»، باختيار سليم حسن كشخصية الدورة الحالية من معرض الكتاب، للاحتفال بإسهاماته فى تمصير علم المصريات، بعدما كان حكراً على الأجانب، نافياً ما يروجه البعض حول تراجع الشغف بالقراءة لدى الأجيال الجديدة.
ما مكانة معرض الكتاب بين الأحداث الثقافية؟
- معرض الكتاب أهم حدث ثقافى فى مصر، ليس فقط لأنه حاضن لفعاليات ثقافية وكنوز إبداعية، ولكن لإظهاره روح الشعب المصرى وحيويته الذهنية والروحية، فباقى الفعاليات الثقافية تقتصر على نخبة من يطلق عليهم المثقفون، لكن المعرض بالتحديد يشمل كل أطياف الشعب، وأعرف شباباً يدّخرون مبالغ مادية على مدار أشهر لكى يزوروا المعرض ويشتروا منه الكتب، ولو عقدنا مقارنة بين معرض القاهرة، وأى معرض آخر فى دولة أخرى، سيظل معرض القاهرة دُرة الأحداث الثقافية فى المنطقة والوطن العربى بأكمله.
اختيار سليم حسن رائد علم المصريات كشخصية الدورة الحالية لفتة طيبة تعبّر عن عراقة الثقافة المصريةوما أبرز ما يميّز المعرض فى رأيك؟
- معرض الكتاب له ثقل جماهيرى، ليس فقط للناشرين المصريين، ولكن للعرب أيضاً على امتداد عمره البالغ 55 عاماً، نظراً لما تتمتّع به مصر من ثقل إنسانى وثقافى فى المنطقة، جعل منه الحدث الثقافى الأكبر، والمعرض يُعد الأضخم فى الوطن العربى، ويضم جميع أطياف المجتمع، وهو أمر يبعث على السرور.
وما دلالة اختيار سليم حسن لشخصية معرض الكتاب هذا العام؟
- لفتة طيبة من وزارة الثقافة أن تختار سليم حسن شخصية معرض الكتاب هذا العام، للتعبير عن الثقافة المصرية بكل عراقتها، فقد كان علم المصريات حكراً على الأجانب، إلى أن جاء «سليم» ومصّر علم المصريات، والموسوعة التى أصدرها شاهد على ذلك، وكتابه العظيم المكون من جزءين عن الأدب المصرى القديم، الذى يتضمّن أغانى وقصصاً ونصوصاً من اللغة الهيروغليفية، هو شىء عظيم ويستحق التحية.
حدّثنا عن علاقتك الشخصية مع المعرض؟
- ستظل ذكريات معرض الكتاب عظيمة بالنسبة إلىّ، فعلاقتى به تعود إلى 40 سنة، وبالتحديد منذ دراستى بجامعة عين شمس، وكنا نزوره فى مجموعات، ونتجمّع بالمقهى الثقافى، وأداوم على زيارته حتى بعد استقرارى فى طنطا، وكنت كل عام أقيم نحو أسبوع فى القاهرة لأتردّد على المعرض، وسيظل للمعرض رونق فى ذاكرتى، وبعد أن صرت كاتباً ناقشت فيه أعمالى، منها توقيع كتابى «الرجل العارى»، وهذا العام سأوقع كتابى الجديد «كتابة القصص وبناء الأعشاش»، وأشارك فى ندوة عن الكتابة فى المعرض مع مجموعة من الكتّاب يوم الأربعاء المقبل، كما يتيح لنا اللقاء مع الكتّاب العرب ومناقشة الأطروحات الفكرية.
هناك من يتوجّه إلى المعرض من أجل التنزه.. كيف ترى ذلك؟
- رأيت مجموعة من طالبات الثانوى قدمن من الريف لزيارة المعرض فى العام الماضى، وخلال فعاليات المعرض يمارسن حياتهن فيشترين الكتب ويلتقطن الصور التذكارية ويتنزهن، وهن فى الحقيقة يمارسن مفهوماً أوسع للثقافة والحياة، والرؤية الضيقة للثقافة على كونها تنحصر فى التقوقع داخل الكتب فقط تقلل من معنى الثقافة، لأن زوار المعرض يستمتعون بكرنفال مبهج فى كل عام، فنحن نقرأ الكتب لكى نطور حياتنا فى العموم. والتنوع هو الثراء الحقيقى للحياة، وما يميز مصر عبر تاريخها أنها كانت ملتقى أطراف العالم، ومع ذلك فهذا التنوع لم يسبّب لنا مشكلات كبرى، فمصر دولة نسيج واحد وبمفهوم الدولة ومنذ قديم الزمن، وقت كانت أوروبا وجميع من حولنا قبائل متطاحنة، وأهم ما يميز الشعب المصرى حيويته الروحية، فمواردنا الروحية والحضارية عميقة.
الأسر لديها اهتمام باصطحاب الأطفال معها.. وأبرز ما يميز مصر نسيجها المترابطكيف يجرى ربط الأطفال بحدث ثقافى ضخم مثل معرض الكتاب؟
- الأسر لديها اهتمام بالأطفال وتحرص على اصطحابهم إلى المعرض فى السنوات الأخيرة، مثلاً حفيدتى لديها مكتبة، وأرى أن أهمية الكتاب فى البيت بدأت تعود مرة أخرى لدى المصريين، رغم انتشار وسائط أخرى منافسة.
الاهتمام بالمعرفةعايشت حقباً متتابعة، ومررت بفترتى التسعينات وبداية الألفية، لكن عدد القراء فى الحقب السابقة كان أقل، مقارنة بما نشهده الآن، ومن بداية الألفية بدأ الجيل الجديد يهتم بالمعرفة ويسعى وراءها، سواء عن طريق الكتب أو قنوات أخرى، وأرى أن الشباب يقرأ، وربما يكمن الاختلاف فى نوعية القراءة، ولو كان تراجع القراءة حقيقياً لتوقفت دور النشر عن العمل، لكننا نشهد إصدارات جديدة ومتنوعة كل يوم فى مصر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض الكتاب وزارة الثقافة سليم حسن علم المصریات معرض الکتاب سلیم حسن
إقرأ أيضاً:
محافظ القاهرة يحاور مجموعة من الطلاب في مكتبة «اقرأ نون السحار» بمدينة نصر
تفقد الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة مكتبة «اقرأ نون السحار» بمدينة نصر والتي تقدم خدمة القراءة المجانية، إذ التقى بمجموعة من طلبة وطالبات المدارس الذين عبروا عن سعادتهم لوجود مكتبات مجانية بهذا المستوى المتميز الذى يشبع لديهم هواية القراءة بالمجان.
وأكّد محافظ القاهرة أن المكتبة التي تشهد إقبال كبير من الطلاب والشباب تمثل خطوة مهمة نحو تفعيل توجيهات القيادة السياسية الرامية لتعزيز البنية الثقافية والتعليمية في مصر، وذلك ضمن رؤية الدولة لتأصيل الثقافة وتنمية المجتمع بما يخدم أهداف الوطن التنموية، فهذه المكتبة تُمثل إضافة نوعية لمكتبات مصر العامة، إذ تقدم بيئة محفزة على القراءة والمعرفة، وتوفر فرصًا واسعة لجميع أفراد المجتمع للوصول إلى روافد الثقافة والعلوم.
وأضاف الدكتور إبراهيم صابر أنَّ هذه المكتبة التي أقامتها الدولة، تأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بنشر المكتبات العامة في الأحياء كافة، إيمانًا منه بأهمية الدور الذي تقوم به المكتبة في نشر الوعي، وتعميق المعرفة والعلم، وكذلك لتشجيع النشء على القراءة والبحث ورفع المستوى الثقافي.
وأشار محافظ القاهرة، إلى أن المكتبة تقوم بتقديم مواد تعليمية متميزة وخدمات ثقافية موجهة لجميع الفئات العمرية والمجتمعية في المنطقة بهدف نشر الثقافة والمعرفة، بما يعزز الثقافة العامة ويشجع على التعلم المستمر، ويجعل المكتبة مركزًا للابتكار الفكري والثقافي.
وتقع المكتبة على محور شينزو أبي في مدينة نصر، وتبلغ مساحتها الكلية 625 مترًا مربعًا، منها 105 أمتار مربعة مخصصة للقراءة للكبار، و16 مترًا مربعًا مخصصة للأطفال، كما تضم المكتبة مساحة خارجية تصل إلى 300 متر مربع، وتخصص كحديقة مفتوحة، وتحتوي على 6 آلاف كتاب في مجالات المعرفة كافة.