قال الكاتب والروائى عادل عصمت إن معرض القاهرة الدولى للكتاب درة الأحداث الثقافية فى مصر والمنطقة العربية، لافتاً إلى أن المعرض يظهر روح الشعب المصرى وحيويته الذهنية والروحية. وأشاد «عصمت»، فى حوار لـ«الوطن»، باختيار سليم حسن كشخصية الدورة الحالية من معرض الكتاب، للاحتفال بإسهاماته فى تمصير علم المصريات، بعدما كان حكراً على الأجانب، نافياً ما يروجه البعض حول تراجع الشغف بالقراءة لدى الأجيال الجديدة.

ما مكانة معرض الكتاب بين الأحداث الثقافية؟

- معرض الكتاب أهم حدث ثقافى فى مصر، ليس فقط لأنه حاضن لفعاليات ثقافية وكنوز إبداعية، ولكن لإظهاره روح الشعب المصرى وحيويته الذهنية والروحية، فباقى الفعاليات الثقافية تقتصر على نخبة من يطلق عليهم المثقفون، لكن المعرض بالتحديد يشمل كل أطياف الشعب، وأعرف شباباً يدّخرون مبالغ مادية على مدار أشهر لكى يزوروا المعرض ويشتروا منه الكتب، ولو عقدنا مقارنة بين معرض القاهرة، وأى معرض آخر فى دولة أخرى، سيظل معرض القاهرة دُرة الأحداث الثقافية فى المنطقة والوطن العربى بأكمله.

اختيار سليم حسن رائد علم المصريات كشخصية الدورة الحالية لفتة طيبة تعبّر عن عراقة الثقافة المصرية 

وما أبرز ما يميّز المعرض فى رأيك؟

- معرض الكتاب له ثقل جماهيرى، ليس فقط للناشرين المصريين، ولكن للعرب أيضاً على امتداد عمره البالغ 55 عاماً، نظراً لما تتمتّع به مصر من ثقل إنسانى وثقافى فى المنطقة، جعل منه الحدث الثقافى الأكبر، والمعرض يُعد الأضخم فى الوطن العربى، ويضم جميع أطياف المجتمع، وهو أمر يبعث على السرور.

وما دلالة اختيار سليم حسن لشخصية معرض الكتاب هذا العام؟

- لفتة طيبة من وزارة الثقافة أن تختار سليم حسن شخصية معرض الكتاب هذا العام، للتعبير عن الثقافة المصرية بكل عراقتها، فقد كان علم المصريات حكراً على الأجانب، إلى أن جاء «سليم» ومصّر علم المصريات، والموسوعة التى أصدرها شاهد على ذلك، وكتابه العظيم المكون من جزءين عن الأدب المصرى القديم، الذى يتضمّن أغانى وقصصاً ونصوصاً من اللغة الهيروغليفية، هو شىء عظيم ويستحق التحية.

حدّثنا عن علاقتك الشخصية مع المعرض؟

- ستظل ذكريات معرض الكتاب عظيمة بالنسبة إلىّ، فعلاقتى به تعود إلى 40 سنة، وبالتحديد منذ دراستى بجامعة عين شمس، وكنا نزوره فى مجموعات، ونتجمّع بالمقهى الثقافى، وأداوم على زيارته حتى بعد استقرارى فى طنطا، وكنت كل عام أقيم نحو أسبوع فى القاهرة لأتردّد على المعرض، وسيظل للمعرض رونق فى ذاكرتى، وبعد أن صرت كاتباً ناقشت فيه أعمالى، منها توقيع كتابى «الرجل العارى»، وهذا العام سأوقع كتابى الجديد «كتابة القصص وبناء الأعشاش»، وأشارك فى ندوة عن الكتابة فى المعرض مع مجموعة من الكتّاب يوم الأربعاء المقبل، كما يتيح لنا اللقاء مع الكتّاب العرب ومناقشة الأطروحات الفكرية.

هناك من يتوجّه إلى المعرض من أجل التنزه.. كيف ترى ذلك؟

- رأيت مجموعة من طالبات الثانوى قدمن من الريف لزيارة المعرض فى العام الماضى، وخلال فعاليات المعرض يمارسن حياتهن فيشترين الكتب ويلتقطن الصور التذكارية ويتنزهن، وهن فى الحقيقة يمارسن مفهوماً أوسع للثقافة والحياة، والرؤية الضيقة للثقافة على كونها تنحصر فى التقوقع داخل الكتب فقط تقلل من معنى الثقافة، لأن زوار المعرض يستمتعون بكرنفال مبهج فى كل عام، فنحن نقرأ الكتب لكى نطور حياتنا فى العموم. والتنوع هو الثراء الحقيقى للحياة، وما يميز مصر عبر تاريخها أنها كانت ملتقى أطراف العالم، ومع ذلك فهذا التنوع لم يسبّب لنا مشكلات كبرى، فمصر دولة نسيج واحد وبمفهوم الدولة ومنذ قديم الزمن، وقت كانت أوروبا وجميع من حولنا قبائل متطاحنة، وأهم ما يميز الشعب المصرى حيويته الروحية، فمواردنا الروحية والحضارية عميقة.

 الأسر لديها اهتمام باصطحاب الأطفال معها.. وأبرز ما يميز مصر نسيجها المترابط 

كيف يجرى ربط الأطفال بحدث ثقافى ضخم مثل معرض الكتاب؟

- الأسر لديها اهتمام بالأطفال وتحرص على اصطحابهم إلى المعرض فى السنوات الأخيرة، مثلاً حفيدتى لديها مكتبة، وأرى أن أهمية الكتاب فى البيت بدأت تعود مرة أخرى لدى المصريين، رغم انتشار وسائط أخرى منافسة.

الاهتمام بالمعرفة

عايشت حقباً متتابعة، ومررت بفترتى التسعينات وبداية الألفية، لكن عدد القراء فى الحقب السابقة كان أقل، مقارنة بما نشهده الآن، ومن بداية الألفية بدأ الجيل الجديد يهتم بالمعرفة ويسعى وراءها، سواء عن طريق الكتب أو قنوات أخرى، وأرى أن الشباب يقرأ، وربما يكمن الاختلاف فى نوعية القراءة، ولو كان تراجع القراءة حقيقياً لتوقفت دور النشر عن العمل، لكننا نشهد إصدارات جديدة ومتنوعة كل يوم فى مصر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض الكتاب وزارة الثقافة سليم حسن علم المصریات معرض الکتاب سلیم حسن

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب 2025.. قصور الثقافة تصدر "المحاسن والأضداد" للجاحظ و"أخبار الحمقى والمغفلين" لابن الجوزي

 

معرض الكتاب 2025.. صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ثلاثة كتب من مجموعة "التراث" ضمن إصدارات الهيئة المشاركة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، المقرر انطلاقها في الفترة من 23 يناير الحالي إلى 6 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، تحت شعار "اقرأ.. في البدء كان الكلمة".

المحاسن والأضداد

الكتاب الأول "المحاسن والأضداد" لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، وفيه يقدم رؤية مميزة تجمع بين فضائل الأشياء وعيوبها، حيث يتناول العادات الاجتماعية والصفات البشرية مثل الذكاء، البلاغة، الحماقة، والمشاعر كحب الوطن. 
ويتميز الكتاب بأسلوب قصصي فريد يجعل القراءة ممتعة، حيث يجمع بين الإبداع اللغوي والنوادر التاريخية والطرافة، مقدما صورة ثرية عن العصر الذي عاش فيه الجاحظ.

أخبار الحمقى والمغفلين

والكتاب الثاني "أخبار الحمقى والمغفلين" للحافظ جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، ويجمع فيه ابن الجوزي قصصا ونوادر عن الحمقى والمغفلين، موضحا صفاتهم وأنواع الحماقة، ويبدأ بشرح معنى الحماقة ومشتقاتها، ثم عرض أمثلة مشوقة لأشخاص اشتهروا بالحماقة، سواء كانوا من العامة أو الشخصيات العلمية والسياسية. 
والكتاب يهدف إلى إدخال السرور على النفس، مع تقديم دروس حول حسن التصرف من خلال التعرف على الضد.

الهوامل والشوامل

 

أما الكتاب الثالث فهو "الهوامل والشوامل" لأبي حيان التوحيدي وأبي علي مسكويه، ويعكس فترة مهمة في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، حيث يركز على تطور العلوم وظهور التخصصات الجديدة في القرن الثالث الهجري، حيث شهدت الحضارة العربية ازدهارا كبيرا في مجالات الفكر والعلم، وكان للعلماء في هذا القرن دور كبير في تأسيس هذه الحضارة. والكتاب يعرض مجموعة من الأسئلة والأجوبة حول الأخلاق والأدب والتصوف.

وتشارك هيئة قصور الثقافة في دورة هذا العام من المعرض بأكثر من 165 عنوانا جديدا تم اختيارها بعناية وصدرت ضمن سلاسل الهيئة وأخرى تم إصدارها بمناسبة المعرض، وتقديمها بأسعار مخفضة للجمهور، وقد تنوعت موضوعات الكتب لتشمل التاريخ والتراث والأدب الشعبي والتراجم العالمية وكتب أعلام الفكر بالإضافة إلى إصدارات متنوعة في سلاسل: السينما، السير الذاتية، أدب الرحلات، الفلسفة، والدراسات الشعبية، الفن التشكيلي، النقد الأدبي، المسرح، والموسيقى، والعبور، وكذا الأعمال الإبداعية في القصة والشعر والرواية، بجانب الركن الخاص بكتب الأطفال وركن في جناح الهيئة للكتب المخفضة، ويشرف على إصدارات الهيئة في المعرض الإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، والإدارة العامة للنشر الثقافي، برئاسة الكاتب الحسيني عمران، والإدارة العامة للتسويق والمبيعات، برئاسة تغريد كامل.

ويشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 80  دولة و1300 دار نشر و6 آلاف عارض، وتحل عليه سلطنة عمان ضيف شرف هذه الدورة، وتم اختيار اسم الدكتور الراحل أحمد مستجير، شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل.

مقالات مشابهة

  • "من وراء المنظار" لمحمود الخفيف.. ضمن إصدارات هيئة قصور الثقافة بمعرض الكتاب
  • معرض الكتاب 2025.. “رحلة ابن بطوطة” ضمن إصدارات قصور الثقافة
  • معارك العرب في الأندلس ضمن إصدارات قصور الثقافة بمعرض الكتاب
  • معرض الكتاب 2025.. "معارك العرب في الأندلس" ضمن إصدارات قصور الثقافة
  • أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث" لأحمد تيمور باشا ضمن إصدارات قصور الثقافة بمعرض الكتاب
  • معرض الكتاب 2025.. قصور الثقافة تصدر كتاب «الأدب الصغير والأدب الكبير» لابن المقفع
  • جدول ندوات دار الكتب والوثائق القومية في معرض الكتاب 2025
  • معرض الكتاب 2025.. «قصور الثقافة» تصدر كتاب «أسباب الطرب في نوادر العرب» لـ لويس شيخو
  • معرض الكتاب 2025.. قصور الثقافة تصدر "المحاسن والأضداد" للجاحظ و"أخبار الحمقى والمغفلين" لابن الجوزي
  • 165 عنوانًا جديدًا لهيئة قصور الثقافة وبرنامج فني مميز في معرض الكتاب