كتب- محمد شاكر:

تصوير- محمود بكار:

استضافت قاعة "فكر وابداع" في ثاني أيام الدورة الخامسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "فنجان قهوة ب٧ج" للكاتبة صفاء عبد المنعم.

ناقش المجموعة كل من الكاتب والباحث أسامة ريان والشاعرة عبير العطار والكاتب زكريا صبح، وأدار الندوة سمير فوزي.

وتعد هذه المجموعة الكتاب رقم ٣٠ في مسيرة الكاتبة والباحثة والحكاءة صفاء عيد المنعم.

بدأت الندوة بقراءة أحد نصوص المجموعة تلبية لطلب الحضور وهي قصة "أمي لا تعرف هيبرماس"، ثم بدأ الكاتب زكريا صبح في توضيح أشكال الاغتراب في نصوص المجموعة، مشيرا إلى أن مجموعة صفاء عبد المنعم دفعته لكتابة دراسة نقدية كبيرة عن أشكال هذا الاغتراب.

واعتبر "صبح" أن "قصة الخوف" مفتاحية وتأسيسية تقول فيها: "من يومها وهذا الطفل يحلم بأن يتمرد علي خوفه ويسير في الطرقات بحثا عن الحقيقة الغائبة.

وأوضح أن مردود الخوف ظاهرا وأدي الي اغتراب الإنسان، وهو ما يؤكد أننا أمام منظومة فكرية كاملة وربما لا تقصد أن يكون الكتاب كذلك ولكننا نستشف هذه الأفكار عبر هذه المجموعة.

ويرى "صبح" أن الكاتبة لديها رؤية عن العالم وترى أن الخوف لديها يؤدي إلي هذا التيه الذي نعيشه ومعظم أبطال المجموعة يعانوا الاغتراب والوحدة والحنين الذي عبرت عنهم الكاتبة تعبيرا جيدا في نصوص المجموعة، ولعل ما جاء في قصة "فنجان قهوة ب٧ ج " يعتبر مثلا لذلك، حيث حينما قسمت رشفات فنجان القهوة تجد فيها اغتراب تاريخي حيث أفقدها الواقع العبثي التاريخ الذي ضاع في غيابات التغيير والاضطرابات المتلاحقة.

وقال: "يعد الاغتراب سمة غالبة في المجموعة سواء كان اغتراب نفسي ومكاني وفكري وفلسفي ، والمرأة هي أكثر ابطال هذه المجموعة كما في قصة "اللون الرمادي للفجر " وفي قصة "رأيت ديستوفسكي " رأيت اغتراب ثقافي فهي لا تقوي علي إقامة حوار مع العالم فتختلق شخص تحادثه.

وأوضح أن قارئ هذه المجموعة ليس بالضرورة أن يكون مثقفا حتي يقرأها فهي تتمتع بلغة بسيطة وسرد ناعم فلسنا أمام نصوص مغلقة تحتاج لفك شفرات ولكن هذا لا يمنع أن هناك بعض النصوص بها الكثير من الرموز مثل قصة "عندما تغني أسراب النمل".

وفي دراستها أوضحت الشاعرة عبير العطار، أن الكاتبة استطاعت أن تجسد الواقع وتسخر منه أحيانا، وقد لاحظت احتفائها بالصمت والهدوء حيث تكرر في أكثر من ٢٣ موقع في المجموعة في قصة "خوف وهدوء" ودور النافذة المحورى في حياة الشخص الوحيد وذكرتها في ١٧ موضع من قصصها، كما اتضح تأسيس الكاتبة الثقافي في عقلها وتأثرها بالتراث، كما في قصة "الغريب" وفي "ساعة بقرب الحبيب".

وترى "العطار" أن مجموعة "فنجان قهوة ب٧ج " كشفت ثقافة الكاتبة وتنوعها في عناوين قصص المجموعة فهي توضح قدرتها علي استيعاب عقلها للمتناقضات الذي تزخر بها المعارف المختلفة كالتراث والأساطير والفن وغيرها من روافد ثقافية مختلقة.

بينما أوضح القاص والناقد أسامة ريان علي مجموعة "رد الروح" حيث شقت الروح مرتين في هذه القصة وهي توضح كم تتحمل ذات الكاتبة من معاناة فمن يتتبع النص بدقة سيكتشف أن التوأم المذكور في القصة ليسوا توأم بل شخص واحد.

وقال: إن صفاء عبد المنعم لديها من التجارب والخبرة الحياتية ما يؤهلها لكتابة مجموعة بهذا الثقل، وأوصى بضرورة أن تعيد النظر في استخدام حرف الواو بكثرة في الكتابة مشيرا إلي تأثرها بكونها حكاءة شفاهية بارعة.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 معرض القاهرة الدولي للكتاب طوفان الأقصى المزيد هذه المجموعة فنجان قهوة فی قصة

إقرأ أيضاً:

هيئة الكتاب تصدر «الخيال عند ابن عربي» لـ سليمان العطار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصدرت  الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «الخيال عند ابن عربي» النظرية والمجالات، للدكتور سليمان العطار، ومن تحرير وتقديم قحطان الفرج الله.

العطار في هذا الكتاب لم ينظر لابن عربي بعده شاعرًا، وهو ليس كذلك، غهو فيلسوف غزير الإنتاج عميق الفكر، وهو في مقدمة فلاسفة الإسلام الذين تركوا أثرًا واضحًا ما زال يتفاعل حتى يومنا هذا في محافل الدرس الأكاديمي وخارجه.
 

مدخل العطار لطرح نظريته في الخلق الإبداعي ينطلق من تسليط مجهر البحث العلمي نحو أدوات الخلق التي تجعل من النص المتولد من الخيال خلقًا منفصلًا قابلًا لحالات الموت والولادة والتطور والتجديد غير قابل للفناء أو العدم.
 

وناقش العطار في هذا الكتاب الفريد، حضرة الخيال التي لا يعتريها وهم الوهم، سواء كان عند الإنسان بمفهومه الضيق وهو الآدمي أو بمفهومه الواسع وهو العالم، فإن خياله يخلو من الوهم ويعلو على التقليد في النظر إلى الأشياء.. فالعقل يخطئ أي يقع في الوهم، ويخيل له الخيال دون أن يدري أن هذا حق، لأن الخيال لا يخطئ، وهذا هو التخييل، الوهم قوة من قوى النفس يرمز لها ابن عربي بالشيطان.
 

ويقول العطار في تقديمه للكتاب: «علينا أن نوقظ الوعي بالنهضة حتى تتجاوز طور التشبث بالبقاء إلى طور صنع المستقبل، وهذه اليقظة لبناتها الأولى هي إحياء الفكر الخالد الذي تجاوزنا به العصور الوسيطة على درب النهضة والحداثة قبل أن تعرفهما أوروبا، ومن الطريف أن معظم  هذا الفكر كان نابعًا من الأندلس، هذا البرزخ الذي أطل علينا دائما،  كما أطل بنا على الجهة الأخرى على الغرب، ويبدو أن الأندلس كانت القاع الذي يترسب فيه الناتج الأخير لكل تفاعل كيماوي عربي، هذه الملاحظة المثيرة، تستحق الاهتمام من الدارسين لخط سير الحضارة والفنون والأدب في تاريخ العرب في طوره الإسلامي الوسيط».

مقالات مشابهة

  • يوميات غزة.. معرض يجسّد مقولة محكومون بالأمل
  • سقفٌ من ريح.. قصائد عن مصائر الصداقات والبشر
  • 40 دولة بمجلس حقوق الإنسان تجدد تأكيد دعمها للسيادة التامة والكاملة للمغرب على صحرائه
  • "مجموعة أوسان" تحتفي بالإنجازات النوعية وتُكرِّم الموظفين المتميزين في حفلها السنوي
  • "إي اف چي القابضة" تحصل على شهادة الآيزو 20000 في إدارة خدمات تكنولوجيا المعلومات
  • علي الظاهري لـ «الاتحاد»: مصنع لاستعادة المواد القابلة للتدوير من النفايات في الربع الأول
  • البرازيل: مجموعة البريكس لن تتوقف عن جهودها لإلغاء الدولرة رغم تهديدات ترامب
  • هيئة الكتاب تصدر «الخيال عند ابن عربي» لـ سليمان العطار
  • الكاتبة يسرى عباس في أول تصريح لها حول طريق إجباري: المسلسل يضم لأول مرة 17 وجها نسائيا ويظهر المرأة في مواجهة الرجل
  • رسامني: رائحة الجنوب تحمل تاريخا من الصمود والعزة تلامس الوجدان