نيويورك تايمز: الأسرى الفلسطينيون يعيشون ظروف احتجاز مروعة
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
في تقرير صادر عن صحيفة "نيويورك تايمز"، أكد مكتب حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة، أن الآلاف من الأسرى الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في ظروف احتجاز "مروعة"، مع الإشارة إلى أن بعضهم قد تعرض للتعذيب.
ووفقًا لتقديرات المنظمة الدولية، فإن العديد من الفلسطينيين تم اعتقالهم واحتجازهم في ظروف صعبة، حيث تم الإفراج عن بعضهم وهم يرتدون حفاضات فقط.
أجرت مراسلة الصحيفة في القدس المحتلة، مقابلات مع عدد من المعتقلين الفلسطينيين، حيث شهدوا على تعرضهم لسوء معاملة بشكل فظيع على يد السلطات الإسرائيلية. ومعتقل يدعى أيمن لباد وصف في حوار مع "نيويورك تايمز"، كيف حاصره جنود صهاينة مسلحين ببنادق هجومية من طراز "إم-١٦"، واعتقلوه شبه عارٍ وأجبروه على الجثو على ركبتيه، مشيرًا إلى أن الواقعة جرت في أوائل ديسمبر الماضي في شمال غزة، حيث اقتيد لباد والعديد من الفلسطينيين من منازلهم. وأظهرت صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو التقطت في تلك اللحظات الصعبة، لباد وآخرين في الشارع يرتدون ملابس داخلية فقط، وهم يقفون في صفوف وسط حلقة من جنود الاحتلال، وهو ما يكشف عن حجم الإذلال والاعتقال الجماعي الذي تعرضوا له.
وفي أحد مقاطع الفيديو، يظهر جندي يصرخ في وجوه المعتقلين عبر مكبر للصوت، مستفزًا إياهم بشأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لغزة، مصرين على أنهم عناصر من حركة حماس، فيما رد المعتقلون الذي ظهروا حفاة وواضعين أيديهم فوق رؤوسهم، نافين بصوت عالٍ انتماءهم للمقاومة.
وأفادت "نيويورك تايمز" بأن المعتقلين الفلسطينيين من غزة تم تجريدهم من ملابسهم، وتعرضوا للضرب والاستجواب، وكانوا قد تم حبسهم بشكل انفرادي لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، وجاءت تلك الروايات من المعتقلين أنفسهم أو من أقاربهم، مظهرةً حالات انتهاك حقوق الإنسان التي تعتبر صادمة ومروعة.
وقدمت منظمات تمثل السجناء والمعتقلين الفلسطينيين تقريرًا يتهم إسرائيل بالاحتجاز التعسفي للمدنيين دون تمييز، مؤكدة على تعرضهم لمعاملة مهينة تضر بكرامتهم.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تشن هجومًا واسع النطاق على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، اعتقلت الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، كما أجبرت تلك القوات بعض المدنيين على مغادرة منازلهم واعتقلت آخرين مع عائلاتهم أثناء فرارهم بحثًا عن مأوى.
تظهر صور التقطها صحفيون في قطاع غزة للمعتقلين الذين تم الإفراج عنهم حديثًا وهم يخضعون للعلاج في المستشفيات، حيث كانت آثار الأغلال التي ربطوا بها واضحة وهي عبارة عن جروح وندوب على معاصمهم، مما أثار استياءً واستنكارًا.
وفي تعليقها على استفسارات نيويورك تايمز، زعمت قوات الاحتلال أنها تقوم بتوقيف الأفراد المشتبه بهم في أنشطة "إرهابية"، مع الإفراج عن الأبرياء بعد تبرئتهم، وزعمت أيضًا أن السلطات الإسرائيلية تلتزم بالقوانين الدولية في تعاملها مع المحتجزين، مبررة فحص المعتقلين وخلع ملابسهم بذريعة التحقق من عدم وجود أحزمة ناسفة أو أسلحة مخفية.
من جهة أخرى، يعارض المدافعون عن حقوق الإنسان هذه الادعاءات، مؤكدين أن احتجاز الاحتلال للفلسطينيين في غزة وتصرفاتها المهينة تشكل انتهاكًا للقوانين الدولية، ويشككون في مبررات الفحص الجسدي الذي يفرض على المعتقلين.
في تقرير حديث نشرته عدة منظمات حقوقية فلسطينية، بما في ذلك هيئة الأسير الفلسطيني ومنظمة الضمير، تم الكشف عن اعتقالات جماعية نُفِّذَت بوحشية وبشكل غير مسبوق من قبل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، خلال حملته الأخيرة من القصف والغزو البري.
وإضافة إلى ذلك أظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه، طريقة لا إنسانية في معاملة المعتقلين، حيث ظهرت أيديهم مقيدة وأحيانًا كانوا يرتدون ملابس داخلية وجالسين على ركبهم في ظروف جوية قاسية. وفي تطور مثير للاستنكار، أبقت إسرائيل على مصير المعتقلين الفلسطينيين من غزة في غموض تام، حيث رفضت الكشف عن أعدادهم ومنعت المحامين والصليب الأحمر من زيارتهم.
وبينما أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تلقيها تقارير يومية من عائلات المعتقلين، فإن تقديرها يشير إلى وجود حوالي ٤ آلاف حالة اختفاء قسري لفلسطينيين من غزة، حيث يُعتقد أن نصف هؤلاء محتجزون حاليًا من قبل الجيش الإسرائيلي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأسرى الفلسطينيين المعتقلین الفلسطینیین نیویورک تایمز قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يتحدث عن صعوبات في صفقة التبادل.. وحماس تعلق
تحدثت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء، عن صعوبات وصفتها بـ"الملموسة" خلال المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط مزاعم إسرائيلية عن تراجع حركة حماس عن الشروط التي أدت إلى تجديد جولة المفاوضات الأخيرة.
بدورها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان صحفي وصل "عربي21" نسخة منه، أن "مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي".
وأضافت حركة حماس أنها "أبدت المسؤولية والمرونة، غير أن الاحتلال وضع قضايا وشروطا جديدة، تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، ما أجّل التوصل إلى الاتفاق الذي كان متاحا".
من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن "صعوبات ملموسة تعتري المفاوضات مع حركة حماس بشأن مسار صفقة التبادل، وترفض الحركة تقديم قائمة بأسماء الأسرى الأحياء والأموات الذين من المفترض أن تشملهم المرحلة الأولى من الصفقة".
وأشارت الهيئة إلى أنه عاد مساء أمس الوفد الإسرائيلي، بعد مكوث عشرة أيام في قطر، مشددة في الوقت ذاته على أن المصادر المطلعة تؤكد أن المفاوضات لم تصل إلى "طريق مسدود، وإنما في مرحلة تحتاج لقرارات من المستوى السياسي".
حماس تتجاهل الضغوط
ونوهت المصادر الإسرائيلية إلى أن "حماس تتجاهل ضغوط الوسطاء، وزعيم حماس في قطاع غزة محمد السنوار يعرض مواقع أكثر تشددا من شقيقه يحيى"، مضيفة أن "إسرائيل ستعيد وفدها إذا طرأ تقدم في الاتصالات".
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن مسؤول إسرائيلي، أن "حركة حماس تراجعت عن الشروط التي أدت إلى تجديد مفاوضات صفقة التبادل"، وفق مزاعمه.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه "لا أحد يعرف ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق أم لا (..)، لقد انسحبت حماس بالفعل من التخفيف الذي أدى إلى استئناف المحادثات، وتطالب مرة أخرى بالتزام إسرائيل بإنهاء الحرب في نهاية الصفقة الشاملة، كشرط لتنفيذ مرحلتها الأولى".
ويرفض نتنياهو وقف الحرب، ويتلاعب الاحتلال الإسرائيلي بالمصطلحات، ويريد أسماه وقف "العمليات العسكرية"، كي يستمر في عدوانه على قطاع غزة حتى بعد انتهاء صفقة التبادل.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أنه "في أي لحظة قد يكون هناك انفراج، لكن في هذه اللحظة لا يوجد اتفاق، وهناك نقاط خلاف أخرى إلى جانب مسألة إنهاء الحرب"، مضيفا أنه "حتى لو تراجعت حماس فجأة، فإن هناك علامات استفهام حول قدرتها على تسليم الحد الأدنى من الأسرى بالنسبة لإسرائيل، في ظل الضربة التي تلقتها الحركة وقطاع غزة".
ولم يتبق سوى أربعة أسابيع للتوصل إلى اتفاق بشأن الصفقة، قبل وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وقد هدد الرئيس الأمريكي المنتخب عدة مرات منطقة الشرق الأوسط بحال لم يتم إطلاق سراح الأسرى.
وكانت حركة حماس قد أكدت في وقت سابق، أنها التقت وفودا من حركتي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، وأجرت بحثا معمقا لمجريات الحرب الدائرة على غزة وتطورات المفاوضات غير المباشرة مع الوسطاء، لوقف إطلاق النار صفقة التبادل ومجمل التغيرات على مستوى المنطقة.
وقالت الحركة في بيان صحفي، إن "المجتمعين توقفوا أمام معاناة الشعب الفلسطيني وآلامه والجرائم التي يقوم بها العدو الصهيوني على مدار الساعة، للنيل من صمود شعبنا الأسطوري وثباته في مواجهة مخططات التهجير وجريمة الإبادة الجماعية".
أقرب من أي وقت مضى
وتابعت: "كما قدر القادة عاليا أداء المقاومة وعملياتها النوعية والمشاهد العظيمة لمقاتلينا الأبطال، الذين يوقعون خسائر مادية وبشرية يومية في العدو".
وبحثت الفصائل الثلاثة المستجدات المتعلقة بمفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، وتم التأكيد على حرص الجميع على وقف العدوان على شعبنا والمستمر لأكثر من 14 شهرا في ظل تواطؤ دولي مشين، معتبرين أن إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة.
كما بحثت الوفود آخر التطورات في مشروع لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، وأعرب الجميع عن تقديرهم للجهد المصري في إنجاز هذا المشروع وأهمية البدء في خطوات عملية لتشكيل اللجنة والإعلان عنها في أقرب فرصة ممكنة.
واتفقت الفصائل الثلاثة على الاستمرار في التواصل للتشاور والتنسيق حول كل المستجدات المتعلقة بالعدوان على شعبنا ومفاوضات وقف إطلاق النار، وكذلك اللقاء مرة أخرى في أقرب فرصة لاستكمال المطلوب من أجل وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.