سمير فرج يروي قصة نجاته من الموت في 1967 .. "السما كان كلها دخان"
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
أكد اللواء سمير فرج الخبير العسكري والاستراتيجي، أن كتابه شاهد على حرب أكتوبر استغرق وقتا طويلا لإعداده ليتمكن من توثيق حرب أكتوبر وذلك بمناسبة مرور نصف قرن عليها، فحرب 1967 كانت هي بداية شرارات حرب أكتوبر وبداية الأزمة.
وأضاف خلال حواره مع الإعلامية إيمان أبي طالب من داخل معرض الكتاب في برنامجها بالخط العريض على شاشة الحياة، أنه في يوم الخامس من يونيو 1967 كنت في منطقة الكونتيلا على الحدود مع العدو الإسرائيلي يفصل بيننا 13200 متر وحينما هوجمنا من قبل العدو بالطائرات تراجعنا لمنطقة ممر متلا سائرين على الأقدام حتى قناة السويس.
"شاهد على حرب أكتوبر".. اللواء سمير فرج: كنت شاهدًا على مشادات السادات والشاذلي سمير فرج يكشف عن الدعم المصري للصومال (فيديو)
وتابع: “ وفي التاسع من يونيه كان أسوأ يوما في تاريخ مصر وفي حياتي، عند وصولنا لمنطقة قناة السويس كان اليهود قد ضربوا كل الكباري حتى لا يتمكن أي جندي مصري من الخروج من سيناء، فعند وصولنا للضفة الغربية للقناة كان جنودنا ينقلون في الجانب الآخر وكنا نركب القوارب ونرى الدخان يملئ السماء ونحن في قمة العجز عند العودة”.
وتابع: "وفي نفس اليوم تنحى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن منصبه، فكانت معنويات الجيش محطمه للغاية، لذلك في كل الكليات العسكرية في العالم تدرس حرب أكتوبر لقدرة الجيش المصري العظيم على تحويل هذه النقطة السوداء في تاريخه لانتصار ساحق.
وأضاف اللواء سمير فرج خلال اللقاء أن شعب مصر القوي رجع عبد الناصر في اليوم التالي لمنصبه ورفض الهزيمة ورجع الجيش من جديد لتدريباته واستعدينا للعبور، وأثناء حرب الاستنزاف كان موقعا علي بعد 200 متر من خط بارليف في عرض قناة السويس لمدة ست سنوات رأينا فيها كافة أنواع القتال وشرحته في كتابي، مثل معركة راس العش وتدمير المدمرة إيلات وغيرها من أحداث حرب الاستنزاف تم ذكرها بالتفاصيل بالكتاب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: للواء سمير فرج سمير فرج الخبير العسكري والاستراتيجي حرب اكتوبر حرب أکتوبر سمیر فرج
إقرأ أيضاً:
ترامب والبلطجة السياسية في تهديد قناتي السويس وبنما
د. جمالات عبد الرحيم
في خطوة مثيرة للجدل، عبرَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نواياه تجاه مصر من خلال تصريحه بأنَّه يمكن للسفن الأمريكية المرور من قناة بنما وقناة السويس مجانًا، وهو ما يُعد بمثابة انتهاك صارخ للقانون الدولي واعتداءً على سيادة الدول التي تربط قناة بنما بقناة السويس بمعنى أصبح المحتكر الرئيسي لسيادة هذه الدول ونظام بلطجة بلا حدود.
إن التصريح من قبل ترامب يعكس نمطًا من السلوك الذي يمكن وصفه بالبلطجة السياسية. يُعتبر هذا التصرف انتهاكًا واضحًا للقوانين الدولية التي تحكم الملاحة في المياه الدولية، خاصة في حالات الحرب؛ فالقانون الدولي يضمن حقوق الدول في السيادة على مجالاتها المائية ويضع حدودًا واضحة للتصرفات العسكرية والمدنية.
يستند ترامب في تصرفاته إلى الهالة التاريخية لقناتي بنما والسويس، حيث يدعي أنَّ الولايات المتحدة هي من قامت بإنشاء قناتي بنما والسويس. لكن الحقيقة التاريخية تشير إلى أنَّ قناة السويس تم حفرها على يد المصريين في عهد الأسرة الخديوية، والذين بذلوا جهودًا هائلة لتحقيق هذا الإنجاز، مما أسفر عن وفاة العديد من عمال الحفر المصريين بسبب الظروف القاسية. إن إغفال هذه الحقائق التاريخية من قبل ترامب ومن يؤيدونه يظهر عدم احترام للتاريخ وثقافة الشعوب.
إن تصريحات ترامب قد تؤدي إلى تصاعد الغضب الشعبي في مصر؛ حيث يعتبرها المواطنون المصريون تهديدًا لسيادتهم الوطنية. وفي الوقت نفسه، هناك إمكانية لرد فعل من النظام المصري، الذي قد يُعتبر مضطرًا للدفاع عن مصالح بلاده وأمنها الوطني. إن حكومة القاهرة يجب أن تكون حذرة في التعامل مع مثل هذه التصريحات، وخاصة في ظل الظروف السياسية الهشة التي تمر بها المنطقة.
إن تصرفات ترامب تشير إلى نمط من السلوك الذي يتجاوز الحدود المتعارف عليها في العلاقات الدولية. إن إثارته لقضايا تاريخية معقدة، مثل قنوات السويس وبنما، دون مراعاة للمعايير القانونية أو التاريخية، قد يؤدي إلى تفاقم التوترات. وفي نهاية المطاف، فإن الشعب المصري والنظام المصري مدعوان للدفاع عن سيادتهما واستقلالهما في مواجهة هذه التصريحات المتهورة.
وقناة بنما هي ممر مائي اصطناعي يمر عبر برزخ بنما في أمريكا الوسطى، يربط بين المحيط الأطلسي (عبر البحر الكاريبي) والمحيط الهادئ. تم افتتاح قناة بنما في عام 1914، وهي تعد أحد الإنجازات الهندسية الكبرى في القرن العشرين، حيث تسهم في تسريع حركة الملاحة البحرية وتقليل المسافات التي تحتاجها السفن للعبور بين المحيطين. أما بالنسبة لعلاقة قناة بنما بقناة السويس، فكلًا منهما تلعب دورًا حيويًا في حركة الملاحة العالمية، لكنهما تخدمان ممرين مختلفين في مواقع جغرافية مختلفة. قناة السويس، التي افتتحت في عام 1869، تربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، مما يسمح للسفن بالعبور بين أوروبا وآسيا دون الحاجة للالتفاف حول إفريقيا.
كلا القناتان تعززان التجارة الدولية وتسهِّلا حركة الشحن، ولكن لديهما أيضًا تأثيرات اقتصادية وسياسية مختلفة على الدول المحيطة بهما. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تؤثر التوترات أو الأحداث في أحد المنطقتين على حركة الملاحة في الأخرى، كما أن كلا القناتين تعتمد على مرور السفن التجارية، مما يجعل أي تغييرات في السياسات أو الأوضاع الاقتصادية تؤثر على حركة التجارة الدولية بشكل عام.
وتحاول الكثير من الدول ربط موضوع التصرف بالمياه المارة عبر اراضيها بالنسبة للأنهار بموضوع السيادة، فتلك المصطلح الذي ظهر منذ نشوء الدول وأخذ بعده السياسي والقانوني والاجتماعي علي يد الفقيه الفرنسي چان بودان عام 1567م والذي ربط المفهوم بالسلطة التي يتمتع بها الملك ثم تناول الموضوع أيضا توماس هويز (1588/1679)، وهو أحد واضعي نظرية العقد الاجتماعي؛ حيث وصفها انها احتكار قوة الإرغام. ويعتبر توماس من أصحاب نظرية العقد الاجتماعي ومفاد هذه النظرية علي أنه يوجد هناك عقد بين الأفراد ويقول هويز أن هذا العقد هو أن الأفراد تعاقدوا فيما بينهم في التنازل عن حقوقهم لشخص واحد، وهو صاحب السيادة المطلقة.
أما جان لوك (1632/1704) فيري أن طرفي العقد هما الشعب والحاكم ويجوز للشعب الخروج علي الحاكم. والعقد عند جان جاك روسو (1712/1778) يكون بين افراد الشعب فقط والحاكم ليس طرفا فيه إنما هو بمثابة وكيل، ويمكن عزله.
ومع الأسف دارت أقلام السياسيين على ربط موضوع المياه بالسيادة أي كل من يدعي السيادة على المياه كمن يدعي السيادة على الغيم لأن كلاهما متحرك ولا سيادة على مورد متحرك لأنَّ سنن الكون لا تسمح.
إن من الواجب توعية الشعوب بما يفعله ترامب الذي يسعى لسرقة ونهب ثروات الشرق الأوسط وأهل فلسطين وغزة وأنه كتب الجولان إلى إسرائيل من أجل خلق نزاعات حربية بين سوريا وإسرائيل لأن الصهاينة ليسوا وحدهم؛ بل وراءهم اللصوص من الظهير الأمريكي ومعه شركاء لصوص كثيرون وإسرائيل.