سرايا - قالت صحيفة غلوبس الإسرائيلية إن توقف شركات تأمين عالمية عن تغطية السفن الإسرائيلية خطوة غير مسبوقة ستجعل سفن الاحتلال تواجه قرارات صعبة لما لها من آثار كبيرة على مساراتها وتكاليفها.

ووفقا لغلوبس سيترك هذا القرار السفن الإسرائيلية أمام خيارين، إما الإبحار حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، وهو ما يضيف أسبوعين إضافيين على الأقل والمزيد من التكاليف إلى الرحلة، أو استخدام موانئ التغذية في شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث سيتم تفريغ البضائع وإعادة تحميلها على متن السفن المتجهة إلى إسرائيل.



وأوقفت شركات تأمين عالمية تغطية السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية التي تبحر في البحر الأحمر وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" و"لود ستار" المتخصصة في الشحن، ونقلته صحيفة غلوبس الإسرائيلية.

وشهدت أقساط التأمين على السفن المارة بالبحر الأحمر قفزة كبيرة من 0.01% من قيمة البضائع الموجودة على السفينة إلى 1% في بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وهذا يعني أن سفينة الحاويات التي تحتوي على 12 ألف حاوية نمطية وبضائع بقيمة 100 مليون دولار، سيتعين عليها دفع مليون دولار إضافي لتأمين الشحن للإبحار عبر البحر الأحمر.

وقال ماركوس بيكر، الرئيس العالمي للخدمات البحرية والشحن والخدمات اللوجستية في مارش، وحدة الوساطة التأمينية واستشارات المخاطر التابعة لشركة مارش ماكلينان، لـ"سي إن إن": إن سوق التأمين يضيق بشكل واضح، للسفن ذات الملكية أو المشاركة مع الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو إسرائيل التي تسافر عبر البحر الأحمر.

لكن باتريشيا كيرن، كبيرة مسؤولي التأمين في شركة التأمين بريز، قالت لـ"لود ستار" إنها لم تكن على علم بسحب شركات التأمين فعليا غطاء التأمين للإبحار عبر البحر الأحمر، لكنها قالت إنها تتوقع أقساطا أعلى، خاصة وسط مؤشرات على فشل جهود "ردع هجمات الحوثيين".

والاستثناء من بين شركات الشحن الغربية الكبيرة التي كانت مستمرة في الإبحار في البحر الأحمر هي شركة "سي جي إم"، التي ترافقها السفن الحربية الفرنسية، لكنها هي الأخرى خضعت هذا الأسبوع للضغوط وحولت مسار سفينة الحاويات التي تبلغ طاقتها 9300 حاوية حول رأس الرجاء الصالح.

وقالت كيرن إن تجنب الممر المائي للبحر الأحمر يظل أفضل مسار للعمل، لكنها أشارت إلى أن عمليات التحويل حول رأس الرجاء الصالح، التي تضيف 8 إلى 10 أيام إلى أوقات الإبحار، تمثل مشكلة أيضا.

وأضافت: "كلما طالت مدة بقاء البضائع في البحر، زاد تعرضها للخطر".

وتواصل العديد من شركات الشحن البحري تجنب البحر الأحمر خشية تعرضها لأذى نتيجة تهديد جماعة الحوثي اليمنية السفن الإسرائيلية أو تلك التي تحمل بضائع إسرائيلية، وذلك نصرة لقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبدلا من ذلك تسلك طريق رأس الرجاء الصالح الذي يكلف وقتا وأجرا أكبر.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: السفن الإسرائیلیة رأس الرجاء الصالح البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

الإعلام العربي ومعركة البحر الأحمر التاريخية

محمد الموشكي

معركة تاريخية غمرتَ أنفَ الأمريكيين في البحر الأحمر، ما دفع الإعلام العالمي، وبالتحديد الإعلام الصيني والروسي، للحديث عن هذه المعركة الشرسة عن كثب؛ بسَببِ الأهميّة الكبيرة لهذا الحدث الذي يشكل خطرًا حقيقيًّا يؤثر على سمعة البحرية الأكثر قوة في العالم.

وفي المقابل، يُلاحظ تجاهل غريب ومخيف من قبل الإعلام العربي للحديث عن هذا الحدث التاريخي والمعركة الفارقة في البحر الأحمر.

نعم، الإعلام العالمي يدور حديثه الرئيسي حول أحداث هذه المعركة ومعطياتها ونتائجها الوخيمة على البحرية الأمريكية، وحول كيفية استطاعة اليمنيين والبحرية اليمنية إجبار حاملات الطائرات الأمريكية ترومان والبوارج المرافقة لها على الانسحاب من المياه اليمنية في البحر الأحمر نحو المياه الإقليمية شمال البحر الأحمر قبالة السواحل السودانية، وذلك بعد استهدافها من قبل القوات المسلحة اليمنية بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيَّرة؛ مما أَدَّى إلى إرباك شديد لهذه القوات التي كانت في صدد تنفيذ عدوان كبير على صنعاء؛ مما أسفر هذا الإرباك الذي أوجدته الخطط العسكرية اليمنية عن إسقاط إحدى الطائرات الحربية الأمريكية المعادية من نوع F-18.

في حين انشغل الإعلام العربي بتغطية خبر لقاء جنبلاط، الذي تعتبر (بلاط) موقع مقاوم في جنوب لبنان، أغلى من مكانته السياسية في لبنان مع أدَاة الأتراك الأرخص، أحمد الجولاني.

والسؤال هنا، لماذا هذا التجاهل من قبل الإعلام العربي؟ هل هو تغافل متعمد؟ أم أن إعلام هؤلاء العربان لم يستوعب بعد ماذا يعني هزيمة أمريكا على يد بلد عربي حر؟ أم أن عقدة النقص التي يحملونها تحول دون استيعابهم لمثل هذه المعركة الكبرى الذي يخوضها اليمنيون مع أعظم قوة بحرية في العالم؟

مقالات مشابهة

  • الإعلام العربي ومعركة البحر الأحمر التاريخية
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية: “إسرائيل” تواجه ليالي بلا نوم بسبب تهديدات اليمن
  • WSJ: هذه هي التحديات التي تواجه حكام سوريا الجدد
  • بادى يستمع لتنوير حول التحديات التي تواجه مسيرة الإستقرار بالمنطقة الغربية
  • حكومة غزة: إسرائيل تقتل عناصر تأمين المساعدات لتسهيل نهبها
  • النفوذ الإيراني في اليمن على المحك.. إلى أين تتجه المواجهة بين إسرائيل والحوثيين؟
  • هآرتس: الحرب مع إسرائيل تعزز قبضة الحوثيين على الداخل وتثير قلق دول الخليج (ترجمة خاصة)
  • تحليل غربي: رابحان من أزمة البحر الأحمر.. شركات الملاحة والحوثيون (ترجمة خاصة)
  • رئيس الوزراء يستعرض عددا من التحديات التي تواجه بعض المستثمرين وسبل حلها