عربي21:
2024-07-08@05:52:01 GMT

أربيل مدينة المحبة والسلام!

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

مَن يزور أربيل لا يمكنه إلا أن ينبهر بالتطوّر الكبير الذي طرّز أركانها وضواحيها، وهذا يؤكّد أنّ أهلها حريصون على سلامتها، وأمنها وعمرانها، وتاريخها.

وأربيل ليست مجرّد عاصمة لإقليم كردستان العراق، بل هي مدينة للتعايش والمحبّة والسلام، ولهذا نجد هذه الهجمات الشّرّيرة التي تحاول النيل من أمنها وسلامتها!

وتعرّضت مدينة أربيل الهادئة لعشرات الهجمات الإرهابية الداخلية والخارجية! واعتادت أربيل منذ سنوات على الهجمات التي تنفّذها الجماعات "العراقية" المسلّحة الكارهة لهذه المدينة، وكأنّها حالة مستدامة لأربيل، وليست نادرة، وتحت ذريعة مهاجمة القاعدة الأمريكية في المدينة! وغالبيّة تلك الهجمات كانت بعيدة عن الأهداف المقصودة، بسبب منظومة الدفاع الدقيقة المحيطة بالقاعدة الأمريكية، وقنصلية واشنطن في أربيل!

وقبل أيّام تعرّضت أربيل لهجمات صاروخية إيرانية هزّت أمن المدينة، وقضّت مضاجع أهلها!

والضربات الإيرانية ليست جديدة، وسبق لمطار أربيل أن تعرّض بداية العام 2020 لهجمات بصواريخ بالستية بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بطائر أمريكية مسيّرة قرب مطار بغداد.



الهجمات الإيرانية على باكستان بعد 24 ساعة من هجمات أربيل قُوبِلت بردّ باكستاني دقيق وسريع جعل إيران تطلب التهدئة وإنهاء الأزمة دبلوماسيا! ولم توافق باكستان على التهدئة إلا بعد أيّام من الاعتذار والدبلوماسية الإقليمية والإيرانية الضاغطة. وفي المقابل لم نسمع بأيّ اعتذار إيراني للعراق! وهذا يؤكّد أنّ "الدبلوماسية المسلّحة" يمكن أن تُثمر بسرعة عن نتائج حافظة لسيادة أيّ دولة
وتكرّرت الهجمات في شباط/ فبراير ونيسان/ أبريل 2021، وكذلك في أيلول/ سبتمبر 2022، وأخيرا يوم 15 كانون الثاني/ يناير 2024، حيث كُسِر هدوء وسكون أربيل بانفجارات صاروخية ضخمة!

وأعلن مجلس أمن كردستان أن الحرس الثوري الإيراني "شنّ هجوما بصواريخ باليستية على مناطق بأربيل؛ ممّا أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة 6 آخرين".

وهذه الصواريخ أحرجت حكومة محمد شياع السوداني المركزية والكيانات السياسية الفاعلة، ممّا اضطرّ الحكومة للطلب من الخارجية تسليم القائم بالأعمال الإيراني في بغداد مذكّرة احتجاج أعربت فيها عن" إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداء الذي تعرّضت له عدد من المناطق في أربيل". واستدعت الخارجية العراقية السفير العراقي في طهران للتشاور، وأعلنت تقديم شكوى ضدّ إيران إلى مجلس الأمن الدولي، على خلفية هجومها الصاروخي!

وهذه جميعها تحرّكات دبلوماسية ناعمة، لا يُمكن أن تُثمر عن توقّف الهجمات الإيرانية مستقبلا، بدليل أنّ الهجمات الإيرانية على باكستان بعد 24 ساعة من هجمات أربيل قُوبِلت بردّ باكستاني دقيق وسريع جعل إيران تطلب التهدئة وإنهاء الأزمة دبلوماسيا! ولم توافق باكستان على التهدئة إلا بعد أيّام من الاعتذار والدبلوماسية الإقليمية والإيرانية الضاغطة.

وفي المقابل لم نسمع بأيّ اعتذار إيراني للعراق! وهذا يؤكّد أنّ "الدبلوماسية المسلّحة" يمكن أن تُثمر بسرعة عن نتائج حافظة لسيادة أيّ دولة!

وكشف الحرس الثوري، صراحة، وكذلك الخارجية الإيرانية، أنّه أطلق 11 صاروخا باليستيا دقيقا على أربيل، وأنّه أصاب "مركزا للاستخبارات الإسرائيلية، الموساد".

وهذا الاعتراف الإيراني غريب، ويؤكد التدخل والتحكم الإيراني بالملفّات الأمنية والسياسية العراقية، وكذلك الاستخفاف بسيادة العراق!

واتّهامات طهران بخصوص "الموساد" ليست جديدة، ومع ذلك لا يمكن التسليم بسهولة بهذه الفرضية، وإيران لم تقدم أيّ دليل قاطع على أنّ المكان المستهدف هو من مقرّات "الموساد"، بدليل أنّ الضحايا هم عائلة مدنية بينهم طفلة لا تتجاوز الثلاث سنوات!

وكشفت لجنة تحقيق عراقية برئاسة قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي أنّ "ادّعاءات استهداف مقرّ للموساد في أربيل لا أساس لها من الصحّة".

والغريب أنّ رئيس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، الفرنسي نيكولا دي ريفيير، أكّد الأربعاء الماضي، أنّه "لم يتلق أيّ طلب عراقي بخصوص الهجوم الإيراني"!

الهجمات الإيرانية تُنذر ببداية مرحلة جديدة من "التناحر الخشن" بين الكرد وإيران، بموازاة "التناحر الناعم" العراقي (المركزي) مع طهران!

وإيران لديها حدود طويلة مع العراق والإقليم، وبهذا فإنّ كلّ السيناريوهات مفتوحة فيما يتعلّق بمستقبل العلاقات الكردية الإيرانية، وقد أعرب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني عن استيائه الشديد من الهجوم قائلا: "لصبرنا حدود"!

محاولات إيران لجعل العراق ميدانا لتصفية "حساباتها" مع "إسرائيل" لا يُمكن القبول بها، ويفترض بها احترام السيادة العراقية، والنأي بنفسها عن التعامل بلغة القوّة مع بغداد، وكأنّ العراق حديقة خلفية لطهران!

محاولات إيران لجعل العراق ميدانا لتصفية "حساباتها" مع "إسرائيل" لا يُمكن القبول بها، ويفترض بها احترام السيادة العراقية، والنأي بنفسها عن التعامل بلغة القوّة مع بغداد، وكأنّ العراق حديقة خلفية لطهران!
وحذّرت الأمم المتّحدة، الأحد الماضي، من "انجرار العراق إلى صراع بسبب التّوتّرات في المنطقة"! ومَن يتابع المشهد العامّ في المنطقة يلاحظ أنّ إيران تسعى عبر أذرعها في العراق واليمن ولبنان وسوريا لخلط الأوراق، ليس لدعم القضيّة الفلسطينية كما تدعي بل لمصلحتها، ولدوام سياسة التخادم الإيرانية (القديمة الجديدة) مع واشنطن!

ولم تتمكن أذرع إيران حتّى اليوم من إشغال "إسرائيل" عن حربها التدميرية في غزة، وهذا يؤكّد أنّ ضربات تلك الأذرع لم تُحقق الغاية العسكرية المرجوة منها!

إنّ إشْعال وإشْغال المنطقة بهجمات عبثية سيقود بالنهاية لحرق دول عربية، وستبقى إيران، كالعادة، بعيدة عن النيران وآثارها التدميرية القاتلة!

الصواريخ الإيرانية على أربيل هي صورة من صور إعلان الحرب على العراق، ويُفترض أن تكون هنالك تحرّكات، على الأقلّ دبلوماسية، لإنهاء هذا الاستخفاف الإيراني بالسيادة العراقية!

يجب أن تكفّ إيران عن تدخّلاتها في شؤون العراق، وأن تحترم سيادته، وتنهي حالة "الحرب واللا حرب" القائمة مع العراق منذ العام 2003 وحتّى الساعة!

twitter.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراق إيرانية غزة العراق إيران غزة قصف مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهجمات الإیرانیة وهذا یؤک د أن

إقرأ أيضاً:

صعود الإصلاحيين لرئاسة إيران وتأثيره على مستقبل العلاقات مع المغرب

تتجه الأنظار في العالم، نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي شهدت انتخابات رئاسية أفضت إلى كسر التيار الإصلاحي لهيمنة المحافظين والمتشددين على منصب الرئاسة، وهو ما لم يكن منتظرا، وشكل مفاجأة كبيرة.

وفاز الإصلاحي مسعود بزشكيان في الاستحقاقات الرئاسية الإيرانية بنسبة 55% من أصوات الناخبين، حيث ظفر بأزيد من 17 مليون صوت، فيما منافسه المحافظ سعيد جليلي حصل على 13 مليون صوت فقط.

وتعهد الرئيس الإيراني الجديد في أول تصريح له، بتبني سياسة خارجية تعمل على تخفيف التوتر، دون أن يتطرق للعلاقات التي تربط بلاده بمجموعة من الدول وخصوصا التي على خلاف معها، ومنها المغرب الذي اشتكى مرارا من تدخل إيران في شؤون وحدته الترابية.

 

وفي هذا الصّدد، أبرز محمد العمراني بوخبزة، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، تعليقا على الانتخابات الرئاسية الإيرانية في تصريح لموقع « اليوم24″، أن الأخيرة لها خصوصيتها نظرا للنظام السياسي في إيران، ويظهر من خلال التوجه للدور الثاني أنه ثمة تقاطبات بين الإصلاحيين والمحافظين، وهو ما يعكس حدة التقاطب والتقارب في نوايا التصويت، وانقسام المجتمع الإيراني داخليا ».

وأشار إلى أن التقاطب الذي حصل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ميز الاستحقاقات التي تابعها العالم وخاصة أنها تأتي بعد وفاة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، إذ لم يحدث هذا منذ الثورة الإيرانية الإسلامية، متوقعا استمرارية التقاطب الداخلي بين الإصلاحيين والمحافظين.

وحول تأثر العلاقات الإيرانية المغربية بنتائج الانتخابات الرئاسية، قال بوخبزة: « لا أظن أن لذلك تأثير، فنتائج الانتخابات الرئاسية ليس لها تأثير كبير على السياسة الخارجية، وذلك على اعتبار أن ما يتعلق بالمواقف الخارجية، يبقى من اختصاص المرشد العام للثورة الإيرانية ».

وأوضح أن « محدودية دور رئيس الدولة الإيرانية فيما يتعلق بالاختيارات والمواقف الكبرى المتعلقة بالسياسة الخارجية، واضح وجلي »، ومن ثمة يضيف « تأثير هاته النتائج على موقف إيران من المغرب غير وارد، بل نعتقد بأنه ستكون هناك استمرارية في نفس النهج، إذ طالما تناوب الإصلاحيون والمحافظون على السلطة، وكانت نفس المواقف التي تطبع العلاقات الإيرانية المغربية ».

وتابع: « إيران تعمل على مشروع استراتيجي كبير، ولا يتأثر بتقلب نوايا التصويت، أو بوصول أي تكتل للسلطة، بل هي عملية مسترسلة، ومستمرة، ويشرف عليها النظام، وتستهدف حتى المغرب من خلال محاولة الهيمنة على مجموعة من المناطق ومنها شمال إفريقيا، وبالتالي لا نجد أن هناك مؤشرات تدل على تغير الموقف الإيراني من المغرب، طالما أن الأمر يندرج ضمن الخيارات الاستراتيجية التي تشتغل عليها الدولة، وهي من اختصاصات مرشد الثورة، وليست لها علاقة بنتائج الانتخابات »، بحسب تعبيره.

وتجدر الإشارة إلى أن المغرب أعلن ماي 2018 عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، على خلفية تورط حزب الله اللبناني في دعم جبهة البوليساريو الانفصالية، وصرح آنذاك وزير الخارجية بأن المغرب طلب رسميا من السفير الإيراني مغادرة البلاد بعد التأكد من تورط سفارة إيران في الجزائر في محاولات المس بالوحدة الترابية للبلاد.

كلمات دلالية إيران بوخبزة

مقالات مشابهة

  • فتح أسواق حدودية بين إيران والعراق لإنهاء الصناعة والزراعة العراقية
  • بعد فوز بزشكيان.. أي تغيّرات متوقعة في السياسة الإيرانية؟
  • صعود الإصلاحيين لرئاسة إيران وتأثيره على مستقبل العلاقات مع المغرب
  • دول الخليج تهنّئ الرئيس الإيراني المنتخب
  • إسرائيل تعلق على فوز مسعود بزشكيان برئاسة إيران
  • الرئيس الإيراني الجديد: قادرون على تحقيق الإنجازات وتخطي العقبات
  • إيران والعالم.. هل تشهد السياسة الخارجية تغييرًا مع بزشكيان؟
  • ماذا قال بزشكيان في أول خطاب له بعد فوزه برئاسة إيران؟
  • أول تصريح لمسعود بزشكيان بعد فوزه برئاسة إيران
  • الجولة الثانية من الانتخابات الإيرانية تنطلق في بيروت