بوابة الفجر:
2024-07-05@12:16:38 GMT

عادل حمودة يكتب: عواصف النار تهب على مصر «٣»

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

٢٠٢٣ سنة صعبة تنفرج بعدها الأزمةالمجموعة الاقتصادية سبب المشكلة فلا يمكن أن تكون سبب الحلنطالب بوجوه جديدة تعيد الثقة فى الاقتصاد المصرى  استراتيجية التنمية بها أحلام وأمنيات لكنها لا تحدد وسائل تحقيقها  نحن والحكومة شركاء فى التعامل مع الأزمة إما نعبرها أو نزيد من تأثيرهاالحرب على غزة أثرت على مواردنا من العملات الصعبة وزادت من الفجوة بين سعر الدولار فى البنوك وسعره فى السوق الخفية

لا يأتى أصحاب الخبرة من العدم.

لا يأتون من المصادفة.

المصادفة تحدث على طاولة القمار ولكنها لا تحدث فى خلق موهبة مبدعة.

والموهبة المبدعة لا تتقيد بالنوتة الموسيقية التقليدية وإنما تضبط حناجرها حسب الظروف الحياتية.

والخطر الكبير الذى يهددها هو العشوائية والمجانية وقطع جذورها نهائيا بالتغيرات والتطورات التى تحدث فى الدنيا وإلا أصبحت وحيدة منبوذة فى ملجأ أيتام.

والقاعدة الذهبية التى ترفضها الموهبة المبدعة هى التمسك بالخطأ بعد اكتشافه والإصرار على الوصول إلى النجاح بتكرار الطريقة ذاتها التى تنتهى بالفشل.

القاعدة الذهبية التى تؤمن بها وتصر عليها ولا تحيد عنها هى «من كان جزءًا من المشكلة لا يمكن أن يكون جزءًا من الحل».

لا مفر من الإيمان بهذه القاعدة.

لا مفر من أن ننشرها فى كل مكان تقع عليه عيوننا حتى فى المرآة التى ننظر إليها وإلا سنظل عالقين بين السماء والأرض.

لا مفر من إعلان العمل بها خاصة فى مواجهة الأزمة الاقتصادية المؤلمة التى نمر بها ونعانى منها ونحلم بانتهائها.

ويضاعف من ذلك أن الأزمة ستصل إلى ذروتها فى العام الجارى (٢٠٢٤) لتبدأ فى التخفيف من أوجاعها تدريجيا فى العام التالى حتى تختفى تماما.

جاء العام الحالى بأكبر التزامات فى ملف الديون علينا سدادها ربما تزيد عن العشرين مليار دولار إلى جانب تكاليف استيراد ما نحتاج من سلع أساسية ومستلزمات إنتاج للصناعة الوطنية مما يمثل مزيدا من الضغط على موارد العملة الصعبة.

فى الوقت نفسه أثرت عواصف النار التى هبت علينا من الحرب الإسرائيلية الفلسطينية على ما اعتدنا على جمعه من العملة الصعبة.

يكفى أن نضع خطا تحت عائدات قناة السويس التى تراجعت بسبب الحرب الأمريكية على جماعة الحوثيين فى اليمن بعد تحكمها فى باب المندب ومهاجمتها للسفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى موانئ إسرائيلية حتى يتوقف العدوان على غزة.

اضطرت أكبر شركات الشحن العالمية الابتعاد عن البحر الأحمر وغيرت مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح مما خفض من نسبة العبور فى القناة بنحو أربعين فى المائة.

كانت القناة تحقق دخلا يصل إلى ثمانية مليارات فإذا بالصواريخ البالستية والمسيرات المنطلقة عن بعد تحرمنا مما يقرب من النصف وربما أكثر.

وفى العام الماضى حققت السياحة ١٤ مليار دولار لكن بعد وقوع سيناء فى محيط الحرب ألغى ٦٠٠ ألف سائح حجوزات الربع الأول من العام الحالى مما يهدد بفقد ٦٠٠ مليون دولار.

منذ عام ٢٠١٩ تزايدت الفجوة بين مواردنا ومصروفاتنا من العملة الصعبة بسبب سياسة النقود الساخنة إلى جانب كارثة كورونا والحروب التى لحقت بها.

كانت إيرادات مصر الشهرية من العملة الصعبة ٤.٨ مليار دولار ومصروفاتنا ٥.٢ مليار دولار فلم يزد العجز عن ٤٠٠ مليون دولار.

لكن فى عام ٢٠٢٢ ارتفعت المصروفات إلى سبعة مليارات وبقيت الموارد كما هى مما رفع الفجوة إلى ٢.٥ مليار دولار.

وبدأت الحكومة فى ترشيد الإنفاق حتى وصل متوسط الإنفاق الشهرى إلى ٣ مليارات دولار فى عام ٢٠٢٣.

على أن الحرب على غزة أثرت على مواردنا من العملات الصعبة وزادت من الفجوة بين سعر الدولار فى البنوك وسعره فى السوق الخفية مما أدى إلى تراجع تحويلات المصريين فى الخارج بنسبة الثلث وكانت عنصرا مؤثرا فى استقرار الصرف.

ولو كانت الفجوة تتسع يوما بعد يوم فإن الحكومة تعمل جاهدة على تقليلها بالسعى إلى تدبير مبلغ كبير من العملة الصعبة يوفر حاجة الأسواق بسهولة ويهدئ من اضطراب سعر الصرف فتكف المضاربة على الدولار الذى يرتفع متجاوزا حدوده الطبيعية.

ولكل حكومة بالقطع وسائلها الخاصة التى تحقق بها أهدافها وتحتفظ بسريتها حتى لا يفسدها عليها أحد فى وقت تختلط فيه السياسة بالاقتصاد والحرب الإقليمية بالعلاقات مع الدول الأجنبية.

والمؤكد أن رئيس الحكومة مجتهد ويعمل أكثر مما يستريح ولا يكف عن ابتكار وسائل للخروج من الأزمة ولكننا نطلب منه أن يكون «معقولا» حين يخاطبنا علنا كما نحن «معقولون» حين نستمع إليه.

نحن وهو شركاء فى مركب تبحر إلى بر أمان رغم ما يحيط بها من دوامات ومؤامرات وصراعات وتغيرات.

لذلك فإن لنا الحق فى أكثر من سؤال.

لم غاب عن المجموعة الاقتصادية وزيرا الاقتصاد والاستثمار؟

من يضع السياسة الاقتصادية؟

هل المجموعة الاقتصادية تمتلك الكفاءة لوضع استراتيجية مصر للتنمية الاقتصادية خلال الست سنوات القادمة حتى عام ٢٠٣٠؟

هل من تسبب فى المشكلة سيقدر على حلها؟

وما يلفت النظر ويثير الدهشة أن المجموعة الاقتصادية اعتبرت هذه الاستراتيجية مشروعا ينتظر حوارا مجتمعيا حوله قبل تنفيذها والعمل بها.

والحقيقة أن العادة جرت أن تقدم المجموعة الاقتصادية تصورها النهائى كاملا ثم نحاسبها عليه.

وأخطر ما فى هذه الاستراتيجية أنها تصنع أحلاما لكن لا تحدد وسائل تنفيذها وتسير فى طريق الأمنيات دون أن تبرز آليات تحقيقها.

مثلا تتحدث عن سداد الديون قصيرة الأجل (من ٣ إلى ٧ سنوات) بديون طويلة الأجل (من ٢٠ إلى ٣٠ سنة) بإصدار سندات بقيمة ١٠٠ مليار دولار.

لكنها لم تقل من سيشترى هذه السندات بهذه القيمة المرتفعة فى وقت تخرج فيه كثير من الشركات الأجنبية من البلاد بسبب صعوبة تحويل أرباحها إلى الخارج بالعملة الصعبة وبسبب تراجع الإقبال على السندات المصرية؟

وكان من الممكن توريق إيرادات العملة الصعبة لنبيع نسبة من السندات طويلة الأجل لكن هل هناك ما يضمن أن يصل البيع إلى ١٠٠ مليار دولار فى ست سنوات؟

كيف حسبت المجموعة الاقتصادية ذلك؟

وبالقطع هناك مفاجآت لم تضعها المجموعة الاقتصادية فى حسبانها منها تراجع إيرادات قناة السويس بسبب الحرب فى البحر الأحمر.

بل ربما كانت هذه الحرب مقصودة لتحجيم قناة السويس والسعى إلى خلق بدائل لها كما نسمع ونقرأ كل يوم.

إن الصين قررت استثمار ١٥ مليار دولار فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس مما أزعج الولايات المتحدة فأشعلت النار فى اليمن.

هنا لا بد أن ندرك أن لا نستطيع وضع استراتيجيات اقتصادية دون حسابات سياسية أو دون تقديرات نتائج الصراعات الإقليمية.

المؤكد أن توقعات التوريق انخفضت بسبب تراجع إيرادات القناة والسياحة والعاملين فى الخارج ومن ثم كان على المجموعة الاقتصادية ألا تفرط فى التفاؤل أو كان عليها أن تثبت أنها فى تفاؤلها على حق.

ولكن بعيدا عن اجتهادات المستقبل فإن الحكومة نجحت فى توريق حصيلة بيع الأراضى بنحو ٥ مليارات دولار عام ٢٠٢٣.

ولا تكف عن الابتكار فى الحصول على مزيد من المليارات.

وبالقطع لم تغير المجموعة الاقتصادية سياسة سداد الديون بالديون وكل اجتهادها هذه المرة فى مدة السداد.

وتتحدث الاستراتيجية عن نمو فى الصادرات يصل إلى ٢٠٪ سنويا فى حين تراجعت الصادرات بنفس النسبة فى عام ٢٠٢٣.

والحقيقة أن المشكلة تكمن فى استيراد غالبية مدخلات سلع التصدير من الخارج وهو ما يمثل ضغطا على العملة الصعبة ربما يزيد عما يأتى من الاستيراد نفسه خاصة كما أن كثيرا من المستوردين يحتفظون بنسبة كبيرة من العملة الصعبة فى الخارج بسبب الفجوة الكبيرة فى سعر الصرف تماما كما تفعل شركات السياحة التى لم تحول نصف إيراد العام الماضى إلى الداخل (٧ مليارات دولار).

فى الوقت نفسه زاد الاستهلاك على حساب التصدير بسبب الزيادة السكانية السنوية (مليونا نسمة) ليصل عدد المواطنين إلى ١٠٩ ملايين شخص ويضاف إليهم ٩ ملايين لاجئ.

وحتى نحقق قيمة صادرات صافية ومثمرة علينا البحث عن صناعات ترتفع فيها نسبة المكون المحلى بنسبة كبيرة جدا.

وربما من حسنات أزمة الدولار أن كثيرًا من المصانع بدأت فى البحث عن بديل مصرى تستخدمه فى إنتاجها.

ويجب أن نعرف ما الاستثمارات الإضافية التى ستأتى من بيع حصة حكومية لمستثمرين من القطاع الخاص والأجنبى.

لقد باعت الحكومة ٣٠٪ من أهم سبعة فنادق فى مصر لكنها لم تقل لنا ما الإضافات التى سيقوم بها المشترون المستثمرون حتى نطمئن إلى معقولية الصفقة.

وقبل أن نسعى إلى جذب مستثمر خارجى علينا الإبقاء على المستثمر الداخلى المحاصر بقيود بيروقراطية صعبة تجعله يفكر فى الهروب بأمواله إلى الخارج.

الحقيقة التى لا مفر منها أنه تجب إعادة النظر فى المجموعة الاقتصادية حتى يسترد العالم ثقته فى الاقتصاد المصرى.

وعندما نرى وجوها جديدة قادرة على تنفيذ ما تقول سنسترد الشعور بالأمل فى تجاوز الأزمة بل سنقلل من الشكوى منها وسنخفف من استهلاكنا فى الطاقة والمياه والطعام الذى يزيد من تداعياتها.

إن الوجوه الجديدة الموهوبة والمحترفة فى الصناعة والتجارة والاستثمار والسياسة المالية والنقدية ستعيد الطمأنينة إلينا فلا نسرف فى الاستهلاك قبل مزيد من خفض الجنيه وهو ما يؤدى إلى مزيد من الأزمة.

فى الوقت نفسه تجب محاسبة المسئول أولى بأول ولكن بعد أن نمنحه كافة الصلاحيات وهنا يجب تثبيت من يشغلون المناصب الاقتصادية الحساسة بقرارات حاسمة بعيدا عن «القائم بالأعمال».

وعلينا مكاشفة الرأى العام بحقائق ما تتحمله الدولة فى الدعم حتى يستجيبوا لدعوة ترشيد الاستهلاك من جانبهم.

إن خسائر شركات الكهرباء ٩٠ مليار جنيه سنويا وخسائر بيع السولار والبوتاجاز ١٢٥ مليار جنيه سنويا.

وتحتاج البلاد إلى ٤٠٠ مليون دولار لشراء الغاز والمازوت لتوليد الكهرباء شهريا إضافة إلى ١٢ مليار دولار من إنتاج الغاز والمازوت تذهب إلى الكهرباء.

والمقصود أن مراجعة استهلاكنا لا يوفر لنا ما ندفع فقط وإنما يوفر عملات صعبة تحصل عليها الدولة بصعوبة وتؤثر فى الأزمة التى نتحملها.

ويتكرر الأمر مع البنزين.

باختصار نحن والحكومة شركاء فى تعقيد الأزمة أو المساهمة فى حلها وعلينا أن نختار.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المجموعة الاقتصادية الاقتصاد المصري الإعلامي عادل حمودة المجموعة الاقتصادیة من العملة الصعبة ملیار دولار لا مفر من دولار فى

إقرأ أيضاً:

رضا فرحات يكتب: الحكومة الجديدة.. رؤية واضحة وتحديات ملحة

فى ظل المرحلة التى تمر بها البلاد تقف الحكومة المصرية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى أمام فرصة تاريخية لتحقيق نقلة نوعية فى مسيرة التنمية والاستقرار لتُلبى احتياجات ورغبات المواطن المصرى الذى يستشعر ويدرك الرئيس عبدالفتاح السيسى مدى تحمّله فى وقت تتزايد فيه التحديات الداخلية والخارجية، وهو ما يتطلب وجود حكومة تتمتّع بالكفاءة والخبرة السياسية، تكون لديها القدرة على تنفيذ سياسات وأفكار جديدة، على أن تراعى الضوابط التى أعلن عنها الرئيس السيسى، فى الحفاظ على محدّدات الأمن القومى ومواصلة تحقيق الأمن والاستقرار والقضاء على الإرهاب وبناء الوعى الوطنى والثقافة وتقديم كل ما يدعم المواطن المصرى خلال المرحلة الجديدة المقبلة.

الحكومة الجديدة لديها عدة مهام، فى مقدمتها الملف الاقتصادى ووضع حلول لكل التحديات التى تواجه الاقتصاد المصرى حتى يكون على قدر تطلعات المواطنين الذين يعقدون الآمال على تلك الحكومة لتستكمل الطريق نحو الجمهورية الجديدة ووضع حلول مستدامة لمواجهة الغلاء وخفض معدلات التضخّم والفقر وتحسين مستوى معيشة المواطن وتحقيق التكامل فى ملفات الاقتصاد والزراعة والصناعة وزيادة التشغيل والإنتاج وحل مشكلات المستثمرين والصنّاع والمنتجين وتقديم كل التيسيرات والمحفّزات الاستثمارية لهم، وهو ما يُسهم فى جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية.

ومن الملفات الاقتصادية أيضاً التى يجب على الحكومة العمل عليها استكمال المشروعات القومية التنموية والتوسّع فى الاستصلاح الزراعى لتحقيق الأمن الغذائى وزيادة مساهمة القطاع الخاص فى الاقتصاد الوطنى وزيادة حصة استثمارات القطاع الخاص وزيادة الشراكة الاقتصادية بين مصر ودول القارة الأفريقية ودول البريكس واستكمال النجاحات فى مجال أمن الطاقة وتحويل مصر إلى مركز إقليمى للطاقة، بالإضافة إلى دعم وتعزيز الصناعة المحلية الوطنية خاصة الصناعات التحويلية والتكنولوجية وتوفير الدعم المالى والفنى للمصانع المحلية، بما يسهم فى زيادة الإنتاجية وتوفير فرص عمل جديدة، إضافة إلى التركيز على تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعمها ببرامج تمويل وتقديم الدعم الفنى لتلك المشروعات وتسهيل الإجراءات اللازمة لتأسيسها وتوسيعها.

ومن الأولويات المهمة خلال المرحلة المقبلة أيضاً أمام الحكومة الجديدة حل مشكلة انقطاع الكهرباء والاهتمام بالاقتصاد الأخضر وتعزيز جهود مواجهة التغيّرات المناخية وتداعياتها، ووضع رؤية واضحة فى ما يتعلق بمشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة وغيرها من المشروعات التى تُعزّز قدرة الدولة المصرية على مواجهة تداعيات التغيّرات المناخية والتوسّع فى استخدام مصادر الطاقة المتجدّدة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى وتقليل الانبعاثات الكربونية.

الحكومة الجديدة أمامها مهمة استكمال تنمية المشاركة السياسية، بما يدعم تطوير الأداء الحكومى ويُساند الدولة فى تحقيق أهدافها من خلال آلية الحوار الوطنى، باعتباره مظلة جامعة للحكومة والأحزاب والخبراء والسياسيين فى مختلف المجالات، ونحن مقبلون على انتخابات مجلسى النواب والشيوخ خلال العامين القادمين، فنحن فى حاجة إلى تعديل شكل النظام الانتخابى، خاصة أن لدينا انتخابات المحليات وتحديد الشكل الذى سيخرج عليه القانون وفتح المجال السياسى دون قيود غير مبرّرة من خلال تعديل القوانين والتشريعات لتوفير بيئة سياسية أكثر انفتاحاً وتعدّدية وفتح المجال أمام الشباب والمرأة للمشاركة الفعّالة فى الحياة السياسية وتشجيعهم على الانخراط فى الأحزاب السياسية والحركات المجتمعية.

أيضاً من بين الأولويات وضع نظام تعليمى قوى وفعّال من خلال تطوير المناهج الدراسية وتحديثها لتواكب التطورات العالمية واحتياجات سوق العمل والتركيز على منهج تنمية مهارات التفكير النقدى والإبداعى لدى الطلاب، بالإضافة إلى تأهيل المعلمين وتوفير برامج تدريبية مستمرة للمعلمين، لضمان قدرتهم على تقديم تعليم عالى الجودة والاستثمار فى مستقبل الأجيال القادمة بجانب الاهتمام بالتعليم الفنى لما له من أهمية كبيرة خلال المرحلة المقبلة وتخريج كوادر ماهرة تلبى احتياجات السوق المحلية والعالمية وإنشاء مراكز تدريب مهنية مجهزة بأحدث التقنيات لتدريب الشباب على المهارات المطلوبة.

بناء الإنسان والاهتمام بمجالات الصحة ورفاهية المواطنين على رأس قائمة الأولويات الرئاسية من خلال تطوير وتوفير الخدمات والرعاية الصحية الشاملة فى جميع أنحاء البلاد وزيادة الاستثمارات فى المستشفيات والمراكز الصحية لتقديم خدمات طبية عالية الجودة بالإضافة إلى توسيع نطاق التأمين الصحى الشامل، بما يضمن حصول الجميع على الرعاية الصحية اللازمة دون أعباء مالية كبيرة واستمرار الدولة المصرية فى مبادرة حياة كريمة فى القرى والنجوع، وتقديم الخدمات الحكومية وتوفير مظلات حماية اجتماعية والعمل على تطوير الخطاب الدينى المعتدل وتعزيز الوعى الوطنى من أجل ترسيخ المواطنة والسلام المجتمعى وتعزيز وحدة الصف الداخلى والتصدى لجميع المخاطر والتحديات.

إن مصر تحتاج إلى سياسات جديدة تدعم قوة الدولة فى مواجهة تهديدات الأمن القومى على كل الأصعدة لتنفيذ رؤية مصر نحو تحقيق التنمية المستدامة، وبما يدعم رؤية القيادة السياسية فى بناء الإنسان المصرى، ودعم حقوق المواطن ووجود خدمات تليق به وضرورة فتح الحكومة الجديدة خطوط تواصل مع الشعب لتحقيق رؤية 2030 ومستهدفات الدولة المصرية التنموية من خلال سياسات جديدة تحقّق إنجازات جديدة تخدم تطلعات المواطن المصرى وآماله نحو حياة ومستقبل أفضل.

فى الختام، نحن على أعتاب مرحلة جديدة، والطريق أمامنا ملىء بالعقبات، ويمكننا تجاوزها والوصول إلى مستقبل أكثر إشراقاً، ويجب توجيه الشكر للمواطن المصرى الذى تحمّل الكثير من أجل الوطن، وسيظل الرهان الحقيقى على وعى وإدراك المواطن للتحديات والصعوبات التى تواجه الدولة.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: "تقديس الكفائة" !!
  • محمد يوسف يكتب: تغيير المجموعة الاقتصادية في الحكومة.. توجهات مرحلة جديدة
  • وائل سعد يكتب: حكومة تغيير الواقع
  • عادل حمودة يكتب: في صحة أحمد زكي
  • عاجل - سيدة المهام الصعبة.. من هي الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؟
  • رضا فرحات يكتب: الحكومة الجديدة.. رؤية واضحة وتحديات ملحة
  • إسلام الكتاتني يكتب: ثلاث ضربات في الرأس توجع
  • هشام عبدالعزيز يكتب: تغيير نحو مستقبل مستدام
  • عائدات الأسفار بالعملة الصعبة تصل إلى 9.4 مليار درهم في رقم قياسي
  • أرباحها بلغت 1.7 مليار دولار.. الخطوط القطرية تحقق أفضل أداء مالي في تاريخها