حرب غزة وأوكرانيا.. أوروبا والشرق الأوسط أكبر المتأثرين وهذا ما يجب أن يفعلوه
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
مع توالي فصول الحرب في أوكرانيا وغزة، بات من المؤكد أن الشرق الأوسط وأوروبا هما أكثر المتأثرين من التطورات العالمية الآن، لا سيما بعد أن راجت تحليلات حول دور تلك التطورات في نشوء نظام عالمي بديل.
لذلك، يرى تحليل نشره مركز "كارنيجي" الدولي أن الأحداث الحالية تفرض على أوروبا أن تنظر إلى الشرق الأوسط بشكل استراتيجي، وأن يبدأ الجانبان التفكير بطريقة جديدة ومحاولة صياغة رؤية مشتركة للمنطقة تطال مجالات الأمن والسلام والطاقة والتكنولوجيا والاستثمار.
وقد أعادت روسيا الحرب إلى الأراضي الأوروبية، ما أسفر عن تداعيات ألقت بظلالها على حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضاً
الشرق الأوسط الجديد
في غضون ذلك، يرفع وكلاء إيران سقف تهديداتهم وهجماتهم في منطقة الشرق الأوسط. وتعمل كوريا الشمالية على تعزيز ترسانتها العسكرية.
وفي موازاة ذلك، تسعى بلدانٌ أخرى، مثل الصين وتركيا، إلى الاضطلاع بدورٍ أكبر على الساحة الدولية.
ويشهد العالم أيضا تحالفات جديدة قائمة على المصالح الاقتصادية تطرح تحدّيًا متناميًا على النظام العالمي القائم، مثل توسيع نطاق مجموعة "بريكس" مؤخرًا من خلال انضمام دول جديدة إلى عضويتها.
4 متغيرات من منظور أوروباويرصد التحليل 4 متغيرات حول الوضع الراهن من منظور أوروبا..
أولًا: ألقى الغزو الروسي لأوكرانيا تداعيات واسعة النطاق على عاتق دول الشرق الأوسط وأوروبا، فقد فرض ضرورة إعادة تنظيم إمدادات الغاز والنفط إلى أوروبا بسبب العقوبات المفروضة على روسيا، فيما ستضع السياسات البيئية "الخضراء" تدريجيًا قيودًا هيكلية جديدة على الاقتصاد الأوروبي.
ومن غير المعروف بعد ما إذا ستتمكّن الدول المصدّرة للنفط والغاز في منطقة الخليج أو خارجها مثل الولايات المتحدة والنرويج، من تحقيق المكاسب على المدى الطويل، أم أنها ستتكبّد الخسائر نتيجة هذا التغيّر في أنماط التجارة.
اقرأ أيضاً
الجارديان: ضربات الغرب ضد الحوثيين ستعيد تشكيل الصراع بالشرق الأوسط
ثانيًا: أسفرت الحرب الدائرة في غزة منذ تنفيذ "حماس" هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن تجميد مسار "اتفاقات أبراهام" وانحسار زخمها السياسي.
وبموازاة ذلك، أدّى دور إيران واليمن في الحرب إلى زعزعة استقرار المنطقة بأسرها.
وعلى الرغم من الإدانة الواسعة النطاق لهجمات الحوثيين في مجلس الأمن وفي بيانات أربع عشرة دولة، أعلنت قيادة الجماعة أنها ستستمرّ في استهداف السفن.
وقد أفرز ذلك تأثيرات غير مباشرة، مثل تغيير مسارات سفن الشحن وإعادة تنظيم الملاحة البحرية من آسيا والخليج العربي إلى أوروبا، وأثّر على الاقتصاد المصري، إذ سجّلت عائدات عبور قناة السويس انخفاضا حادًّا.
ثالثًا: أقامت تركيا اتفاق شراكة جديد مع روسيا، شمل دفعات مسبقة في إطار مشروع محطة أكويو النووية التي تملكها وتشغّلها روسيا من أجل توليد الطاقة الكهربائية، وتأجيل جزء من مدفوعات أنقرة مقابل واردات الغاز الروسي (بعملة الروبل الروسية لا بالدولار الأمريكي)، وشراء روسيا حصصًا في مصافي النفط التركية حيث يتم تحويل الخام الروسي إلى منتجات نهائية تركية، ما يسمح لموسكو بالالتفاف على العقوبات الغربية.
وفي العام 2023، الذي كان عامًا انتخابيًا في تركيا، حصلت أنقرة على فوائد مالية ضخمة لقاء تعزيز نفوذ موسكو في قطاع الطاقة التركي.
في غضون ذلك، تواصل تركيا تبنّي سياسة خارجية متمحورة حول الأمن في الشرق الأوسط، وتحديدًا في سوريا والعراق وليبيا وشرق المتوسط، ما يؤدي إلى حالة من الغموض بشأن ما يحمله المستقبل.
اقرأ أيضاً
أوروبا تبحث إرسال قوة لحماية السفن في البحر الأحمر من الحوثيين
رابعًا: لا يزال الانتشار العسكري الغربي في الشرق الأوسط واسعًا، على عكس الاعتقاد السائد.
وبطبيعة الحال، تحتلّ الولايات المتحدة مركز الصدارة في هذا الصدد، إذ نشرت عددًا كبيرًا من قواتها في جميع أنحاء المنطقة الأوسع، أي في البحرين وجيبوتي والعراق والأردن والكويت وعُمان وقطر وتركيا والإمارات.
وتحتفظ فرنسا أيضًا بقواعد عسكرية دائمة في جيبوتي والإمارات، وتجري عمليات في البحر الأحمر والمحيط الهندي والعراق.
ولا تزال المملكة المتحدة تملك قاعدتَين عسكريتَين في قبرص وتجري أيضًا عمليات في البحر الأحمر والعراق.
وعمومًا، فإن الوضع الأمني في المنطقة غير مستقرٍّ إلى حدٍّ كبير، في ظل ارتفاع مخاطر التصعيد، بحسب التحليل.
ويقول التحليل إن القادة السياسيون في الشرق الأوسط وأوروبا قد يخوضون نقاشًا حول الحاجة إلى نظام عالمي بديل، وقد يبدي قادة الشرق الأوسط خيبتهم من عجز الأوروبيين عن حلّ نزاعات دولية رئيسة.
اقرأ أيضاً
أمن الشرق الأوسط 2024.. حرب غزة تهدد بإشعال 3 ساحات إقليمية
لكنّ النمط الراهن من الاضطرابات وأعمال العنف والحروب المحدودة لا يبشّر بحقبة مشرقة.
ولضمان هذا المستقبل الواعد، لا بدّ من اتّباع مسار الحوار والدبلوماسية.
ماذا يجب أن يحدث؟ويرى التحليل أنه بعد تجاوز التبعات التي خلّفها هجوم السابع من أكتوبر، يجب على القادة الأوروبيين النظر إلى الشرق الأوسط من ناحية استراتيجية، وعلى دول الخليج أيضا عرض رؤيتها حول إرساء السلام والأمن في المنطقة.
وفي هذا الإطار، شكّلت المشاورات التي عُقدت يوم 22 يناير/كانون الثاني الجاري خطوة أولى على هذا المسار، إذ تناولت الوضع في غزة وعملية السلام في الشرق الأوسط، وجمعت وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ونظراءهم من مصر وإسرائيل والأردن والسعودية وممثّلين عن السلطة الفلسطينية وعن جامعة الدول العربية.
لكن من الضروري بذل الكثير من الجهود كي يصبح هذا الحوار استراتيجيًا بحقّ.
المصدر | مالكوم كير كارنيجي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الشرق الاوسط اوروبا حرب غزة حرب أوكرانيا فی الشرق الأوسط اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
الجنرال بترايوس رئيساً لمجلس إدارة "كيه كيه آر الشرق الأوسط"
أعلنت "كيه كيه آر"، شركة الاستثمار الرائدة عالمياً، الاثنين، عن تعزيز حضورها في منطقة الشرق الأوسط وتعيين الجنرال الأميركي المتقاعد ديفيد بترايوس في منصب رئيس مجلس إدارة "كيه كيه آر الشرق الأوسط"، بالإضافة إلى تعيين فريق استثماري متخصص في المنطقة بقيادة جوليان بارات-ديو، المدير الإداري لدى "كيه كيه آر".
وتندرج هذه التعيينات في إطار التزام الشركة الاستراتيجي بتعزيز أعمالها في أسواق المنطقة، التي بدأت بعد تأسيس مكاتب محلية لها في عام 2009، وتوسعت من خلال الاستثمار بشكل مباشر منذ عام 2019.
ويشغل الجنرال بترايوس، وهو الرئيس الأسبق لوكالة الاستخبارات الأميركية والقائد الأسبق للقيادة المركزية بالجيش الأميركي، منصب ’شريك‘ لدى شركة "كيه كيه آر" ورئيس مجلس إدارة "معهد كيه كيه آر العالمي" المتخصص في الشؤون الجيوسياسية والنمو الدولي.
كما يشغل الجنرال بترايوس منصب عضو مجلس إدارة ومستشار استراتيجي للشركات التابعة لمحفظة "كيه كيه آر"، وهو زميل بكلية جاكسون للشؤون الدولية في جامعة ييل، وسيقوم من خلال منصبه الجديد بتوظيف علاقاته وخبراته الواسعة في الشرق الأوسط لتعزيز حضور الشركة وشراكاتها في المنطقة.
من جانبه، قام جوليان بارات-ديو، الذي انضم إلى الشركة عام 2016، بدور هام في مجموعة واسعة من الاستثمارات في البنية التحتية، شملت الاتفاقية التي تم توقيعها مؤخراً للاستثمار في شركة "جلف داتا هاب"، إحدى أكبر منصات مراكز البيانات المستقلة في منطقة الشرق الأوسط والتي تمتلك محفظة من سبعة مراكز بيانات متطورة في الإمارات والسعودية وتعتزم إنشاء مراكز إضافية في كل من الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عُمان. وسيقود جوليان الفريق الاستثماري الجديد للشركة للإشراف على فرص الاستثمار والشراكات، خاصة في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي.
وبفضل حضورها القوي في المنطقة منذ 16 عاماً، نجحت "كيه كيه آر" بتوسيع فريق حلول العملاء العالمية التابع لها في مكاتب الشركة في دولة الإمارات والسعودية، حيث انتقل المديران باتريشيا بانديرا فييرا ومايكل دي فريتاس إلى المنطقة العام الماضي للتركيز على دعم الشراكات الاستراتيجية وتلبية متطلبات العملاء.
وبهذه المناسبة، قال جو باي وسكوت نوتال، الرئيسان التنفيذيان المشاركان لشركة "كيه كيه آر": "تتنامى أهمية منطقة الشرق الأوسط كوجهة استثمارية هامة، خاصة في ظل الإصلاحات الهيكلية والسياسات الداعمة للاستثمار والتركيبة الديموغرافية المواتية التي تسهم في تسريع النمو الاقتصادي. ونحن على ثقة بأن المعرفة العميقة التي يمتلكها الجنرال بترايوس في التعامل مع الأوضاع الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة، وخبرة جوليان الواسعة في تعزيز نمو وتطوير الأعمال، سيكون لها أثر لافت في ترسيخ مكانة "كيه كيه آر" كشريك موثوق للعملاء والشركات".
الجنرال بترايوسوكان الجنرال بترايوس قد خدم لأكثر من 37 عاماً في الجيش الأميركي، متوجاً مسيرته المهنية بستة قيادات متتالية، شملت قيادة عملية زيادة القوات الأميركية في العراق، وتولي منصب قائد القيادة المركزية الأميركية وقوات التحالف في أفغانستان.
وبعد تقاعده، تم تثبيته من قبل مجلس الشيوخ الأميركي كمدير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بتصويت جميع الأعضاء، حيث حققت الوكالة في عهده إنجازات هامة في الحرب على الإرهاب، وساهم في تأسيس مبادرات رقمية بارزة للوكالة، والاستثمار بشكل كبير في كوادرها البشرية. كما حصل الجنرال بترايوس على شهادة الدكتوراه من جامعة برينستون في العلاقات الدولية والاقتصاد.
وقد عبّر الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، الشريك ورئيس مجلس إدارة "معهد كيه كيه آر العالمي" ورئيس مجلس إدارة "كيه كيه آر الشرق الأوسط"، عن سعادته بالمساهمة في نمو دول المنطقة وتعزيز حضورها العالمي، وأضاف: "تكتسب منطقة الشرق الأوسط أهمية متزايدة كمركز استثماري رائد يتميز برؤية واضحة، وحلول مبتكرة، ومكانة مالية قوية، وقطاعات خاصة وحكومية تركز باستمرار على تعزيز الشراكات. نرى العديد من الفرص الواعدة للتعاون مع الشركات المحلية الرائدة ونتطلع لتوظيف خبراتنا لتحقيق القيمة ودعم الأهداف الاقتصادية الاستراتيجية لحكومات المنطقة".
بدوره، قال جوليان بارات-ديو، المدير الإداري لدى "كيه كيه آر": "نتطلع لتعزيز المشهد الاستثماري الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط التي تتمتع باقتصادات كبيرة وواعدة وبيئة داعمة للاستثمار.
وفي ظل مساعي دول المنطقة لتنويع اقتصاداتها وتعزيز تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، نطمح لمواصلة الاستثمار وإبرام الشراكات لتحفيز النمو الاقتصادي وتحقيق القيمة بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية الإقليمية على المدى البعيد".
وعلاوة على شراكتها الاستراتيجية مع "جلف داتا هاب"، تشمل استثمارات "كيه كيه آر" السابقة في المنطقة شراكة استراتيجية مع شركة "أدنوك" لإنشاء خطوط أنابيب أدنوك النفطية، التي كانت أول شراكة للبنية التحتية المتوسطة بين مستثمر عالمي وشركة نفط وطنية في الشرق الأوسط.
كما استحوذت "كيه كيه آر" على محفظة من الطائرات التجارية التابعة لشركة "الاتحاد للطيران" عام 2020 من خلال منصة Altitude Aircraft Leasing الاستثمارية المتخصصة في تأجير الطائرات، التي تم تأسيسها من قبل صناديق الائتمان والبنية التحتية التابعة لشركة "كيه كيه آر" عام 2018 بهدف الاستحواذ على طائرات تتولى شركة "ألتافير" تشغيلها.