جناح الأزهر بمعرض الكتاب يناقش كتاب "لصوص الأرض.. قضية حية وشعب أبيّ"
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
واصل جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب اليوم الجمعة، سلسلة ندواته التثقيفية "قراءة في كتاب".
التغيرات المناخية.. ندوة جناح الأزهر بمعرض الكتاب جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزواره كتاب "تاريخ الأنبياء.. تحقيق وتوثيق"
ناقشت ندوة اليوم كتاب "لصوص الأرض.. قضية حية وشعب أبيّ"، للشاعرة مريم توفيق، وشارك في عرض الكتاب، الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور غانم السعيد، العميد السابق لكلية اللغة العربية، والشاعرة والأدبية مريم توفيق، مؤلفة الكتاب، وأدار الندوة الدكتور محمد البحراوي، عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام جامعة الأزهر.
وقال الدكتور سلامة داود، إن القراءة هي أول ما نزل من كتاب الله تعالى، حيث قال "اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق" فقدم القراءة على خلق الإنسان، ثم قال عقب ذلك مباشرة "إقرأ وربك الأكرم" فذكر القراءة بعد خلق الإنسان، ليقول إن الإنسان يعيش مع القراءة من المهد إلى اللحد، مضيفا، أن عنوان الكتاب موفق، وهو انتقال للكاتبة من ما هو مشهور عنها من الكتابة عن السلام، إلى الكتابة عن الخيانة والغدر، وهو انتقال موفق، لأن اتفاقيات السلام ومزاعمه، لم تعد تساوي الحبر الذي كتبت به، وخير دليل ما نراه من عدوان مستمر على قطاع غزة منذ شهور، دون أي تدخل لوقف نزيف الدماء، فكان العنوان مطابقا لواقع الحال.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن الكتاب قد تحدث عن الضعيف، وأنه لم يعد له مجال في هذا الزمن، وأن الزمن لا يعترف إلا بلغة القوة، فالعالم الآن لم يعد يعترف إلا بلغة القوة، وهي لغة لا يناسبها إلى ما يشابهها، كما تحدثت المؤلفة عن أن ما يحدث في غزة هو مخطط صهيوني كبير لتحقيق مشروع التهويد الذي يجري الآن على قدم وساق، وأنا أؤيد ذلك لأنهم يعملون على ذلك منذ زمن بعيد، لكن مصر ستقف حجر عثرة أمام هذا، مضيفا أن الأدب ذا أهمية كبيرة وهو لا يقل قوة عن السلاح، والجهاد نوعين، جهاد بالسلاح وجهاد بالكلمة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "إن مداد العلماء يوزن يوم القيامة بدماء الشهداء".
غانم السعيد: الكاتبة قد عبئت كتابها بالكثير من النداءاوحول رسائل كتاب "لصوص الأرض.. قضية حية وشعب أبيّ"، أوضح الدكتور غانم السعيد، أن الكاتبة قد عبئت كتابها بالكثير من النداءات، فتنادي مرة على القدس لتناجيها، والقصائد معظمها تبدأ بالنداءات، وكأنها ترى أن في النداءات، التي استخدمتها في أكثر من مرة للنداء على مصر، دلالة على أن مصر هي المنقذ للأمة العربية من كل ما يحدث، كما عرجت للحديث عن فضيلة الإمام الأكبر ودوره في مواجهة ما يحدث، حيث كتبت عنه في مساحة كبيرة للدلالة على دوره المهم.
وأضاف عميد كلية اللغة العربية السابق، أن الكاتبة قد استدعت في كتابتها عددا من الشخصيات ذات التاريخ المجيد في الدفاع عن العروبة والإسلام، وكأنها تشعر بالافتقاد إلى أمثالهم في حياة الأمة الآن، فتقول في حسرة ولوعة "أين الفاروق ليزود عني الأحقاد، أين المعتصم والسيف الباتر، أين أبي فراس يعتلي متن الوغى ويكبل الجبناء"، وهي دلالات ذات أهمية أدبية كبيرة في هذا المنجز الأدبي المتميز.
من جانبها ألقت الشَّاعرة مريم توفيق مجموعة منتقاة من القصائد التي أوردتها في كتابها، للدلالة على ما يسعى له الكيان الصهيوني من مخططات خبيثة وغادرة، وعن الحق الفلسطيني الضائع، مع تأكيدها على أهمية مصر كدولة محورية في الوقوف أمام هذه المخططات الخبيثة، وإفسادها، وبذل الغالي والنفيس في سبيل دعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها، كعهدها دائما.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جناح الأزهر معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب لصوص الارض مريم توفيق جامعة الأزهر جناح الأزهر
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: أعداؤنا يريدون شبابنا بلا هوية
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني لمجمع البحوث الإسلامية ودار موضوعها حول «التمسك بالوحي».
زمن التناقضات والصراعاتوقال «الهواري»: إننا نعيش في زمن من التناقضات والصراعات التي تتعرض لها قيمنا الإسلامية السمحة بسبب حرب مستعرة يقف خلفها أعداء هذا الدين الحنيف، من أجل إصابة الجسد المسلم في أخطر جزء وأهمه وهم الشباب الذين يمثلون عماد حضارتنا ونهضتنا الإسلامية، وهو ما يستوجب منا التأمل في المعاني التي جاء بها الوحي الكريم، لنوقظ قلوب الأمة من الغفلة التي تحاول أن تجرها للتراجع عن دورها ومكانتها العظيمة، لأن التمسك بالوحي والتبصر بما يحمله من معان هو دليل على الثبات على الحق في زمن علا فيه صوت الباطل وتبجح في وجه مجتمعاتنا.
وأوضح الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني، أن هناك فهمًا قاصرًا في التعامل مع الوحي الشريف، فهناك من يظن أن التمسك بالوحي هو أن يمسك بالمصحف المنزه في يده أو في جيبه، وهو أمر طيب لكن المقصود بالآية الشريفة {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}، أن يتمسك الإنسان المسلم بالمعاني والتشريعات التي نقلها إلينا الوحي الكريم لتكون لنا دستورا يقينا الوقوع في العثرات، كما أن التمسك بالوحي تتسع له كل جنبات الحياة الإنساني في بيعها وشرائها، وفي كل أمر في كبيرها وصغيرها، فلم يترك الوحي شيئا من حياة الناس مع بعضهم البعض إلا ووضع له ضابطا يضبطه بما يناسب كل زمان ومكان، ولم يدع الوحي صغيرة ولا كبيرة بين الإنسان ونفسه التي بين جنبيه إلا وضبطها على وجهها الأكمل، وهو دليل على أن هذ الدين دين شامل لكل شيء.
التمسك بالوحيوبين خطيب الجامع الأزهر أن الإنسان المتعلق بالوحي حقيقة من خلال تطبيق معاني الوحي في كل شيء في حياته، وظاهرًا من خلال حرصه على قراءة القرآن الكريم والخشوع فيه وأن يجعل لنفسه وردا منه، هو ذلك الإنسان المفلح في الدنيا والآخرة لأنه أخذ بأسباب النجاح والفلاح، وأننا في هذه الأيام في حاجة ماسة إلى أن نوقظ هذا الإنسان بداخلنا لأننا نعيش في مرحلة غزو فكري وأخلاقي وقيمي في كل نواحي الحياة، ولا ننجو من أخطاء هذا الغزو إلا من خلال تمسكنا بالقيم والمعاني النبيلة التي جاء بها الوحي الكريم، وإلا فسوف تقع مجتمعاتنا فريسة لسماسرة المجون والانحراف الذين يسعون لمكاسبهم الشخصية على حساب أشلا ء المجتمعات.
وأكد أنه لا يمكن لمجتمع واع أن تضعف أخلاقه أو أن تضيع قيمه، لأنه مجتمع لديه مناعة تحصنه ضد الانحطاط، وهو ما كان سببًا في الحضارة التي بناها المسلمون الأوائل بفضل تمسكهم بتعاليم الشرع وتوجيهاته، فكانت أمة نافعة لنفسها مفيدة لغيرها، وما تكالبت عليها الأمم إلا بسبب ما أحدثته من تقدم ورقي، وما ضعفت واستسلمت إلا نتيجة لتقصير أبنائها في التمسك بالمعاني والقيم التي جاء بها الوحي الكريم، فإذا كنا نريد الرقي والحضارة فعلينا بمنهج القرآن وتعاليمه، وإلا سنظل ننزلق إلى مؤخرة الأمم.
تحذير للشباب من مخططات قراصنة المجتمعاتوفي ختام الخطبة حذر «الهواري» الشباب من أن يقعوا فريسة لمخططات قراصنة المجتمعات، التي يقف خلفها أعداء أمتنا من أجل أن يفقدونا هويتنا، لنكون أمة بلا هدف، لذلك يسعون إلى بث الأفكار الغريبة والمنحطة في مجتمعاتنا وأن يصير شبابنا مقلدًا لأفكار منحرفة، ليجهزوا على قيمنا، يريدون شبابنا أن يتخلى عن عفته وعن حيائه ليتمكنوا من ديننا، يريدون شبابنا أن يكون خائنا حتى يسهل عليهم النيل من أوطاننا، يريدون شبابنا متشككا في عظمة أمته من أجل أن يسهل عليهم غزونا، يريدون شبابنا جاهلا بثقافته متنكرا لتراثه لنصبح أمة بلا هوية، ولن نسمح لهم بسرقة مستقبلنا ولكن علينا جميعا أن نتمسك بالوحي القرآني.