عمار العركي يكتب – هذا آوان تأسيس كيان لدول غرب البحر الأحمر والإفريقية المشاطئة
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
___________
فكرة هذه الكيان نادينا بها سابقاً ونظرنا لها كثيراً لجدواها وضرورتها بحسب التطورات والمتغيرات التي طرأت بالمنطقة في الفترة التي شهدت صعود ابي احمد للسلطة وسيطرة القوى المهيمنة على (الاتحاد الافريقي وهيئة الإيقاد) في إطار تنافسها وسباقها نحو الموارد والثروات الإفريقية خاصة منطقة القرن الإفريقي.
السودان كان الدولة المؤسسة الرئيسة في إنشاء كيان هيئة دول القرن والشرق الافريقي “الايقاد” في عام 1985م أيام الحكومة الانتقالية السودانية للفريق عبد الرحمن سوار الذهب عليه رحمة الله ، بقصد مكافحة الجفاف والتصحر والجراد الذي ضرب دول المنطقة تلك الفترة ، ثم توسعت مهامها وأضيفت إليها التنمية.
كذلك كان السودان الدولة التي رفعت من شأن هيئة لمكافحة (الجفاف والجراد) إلى كيان اقليمي فاعل ومؤثر في السياسة الاقليمية والدولية بعد أن طلب الرئيس السوداني السابق / عمر البشير وساطتها عام 1993 في قضية جنوب السودان، لأن كل مراكز دعم جنوب السودان تتمركز في هذه الدول وعلى الأخص أوغندا وكينيا، وفي ذلك الوقت كانت أثيوبيا وإرتريا تناصر حكومة السودان، وشركاء الهيئة الحاليين دخلوها من باب الشراكة في حل مشكلة جنوب السودان (أمريكا وبريطانيا والنرويج وإيطاليا وفرنسا، وهناك دول أخرى أوروبية، ولم يتم إدخال دول عربية أوافريقية ذات وزن ، حتى (مصر) صاحبة النفوذ الاقليمي حينها اُبعدت.
الشاهد في الأمر أن السُودان رغم ظروفه واوضاعه كان ولازال قادر على صناعة الأحداث والتحالفات ، ولكن العيب ليس في السودان انما في (السودانيين الذين يديرونه)، فالضُعف والهوان وانعدام التخطيط الإستراتيجي ومصادرة الإرادة السياسية لصالح جهات خارجية أضعف موقف السودان وجعل الاتحاد الإفريقي والإيقاد يستأسدان عليه، خاصةً (الايقاد) التي ساعد في صُنعها وعلمها الرمي فلما اشتدي ساعدها كان السودان اول من رمت.
لاحقاً ، وبعد تجميد السودان عضويته في (الايقاد) ، ومقاطعة ارتريا وامتناع اثيوبيا والصومال ، مما يُعني ضمنياً انهيار الهيئة بفقدانها غالبية دولها الأعضاء ذات القضايا المُلحة ، حيث تجري حاليا مساعي انقاذ حياتها ابر إجازة معالحات واصلاحات هيكلية بحسب توصبة سابقة لمجلس وزراء الدول الأعضاء في قمتها ال14 ، ولكن بعد فوات الآوان وقد سبق السيف العزل.
أعتقد آن الآوان لإنشاء كيان موازي وأكثر فاعلية وتأثيراً ( تجمع دول غرب البحر الاحمر المشاطئة الإفريقية) على ان يضم مبدئياً السودان ، الصومال ، ارتريا ، مصر ، سيما وأن كل الظروف مواتية والعوامل موجودة والمعطيات حاضرة .
الخرطوم ، القاهرة ، مقديشو، اسمرا ، تلك العواصم. الأربعة دفعت المتغيرات والتطورات بأن يكون بينها خطوط وخيوط تقارب ومصالح إستراتيجية مشتركة جمعت بينها ، إضافة لكون الدول الأربعة تمثل 50% من مجلس الدول الثمانية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن.
وهذا المجلس المعني بأمن البحر الأحمر بدأ كفكرة (نفوذ إماراتي) (بتنفيذ مصري) ثم (اختطاف سعودي ) تحت مظلة كيان التحالف العربي المندثر عملياً ، لانه كان تكتيكي مرحلي ، وبعد انهيار التحالف ونشوب الخلافات السعودية الاماراتية ، اختطفت السعودية المجلس ضمن الغنائم والمصالح المتصارع حولها مع الامارات ، ووقفت مصر “مجبرة” موقف المحايد تقديراً لمصالحها الإقتصادية مع الدولتين.
خلاصة القول ومنتهاه:
الآن ،السودان مصر مقديشو ارتريا لديهم الفرصة السانحة والمبررات الكافية في الإلتقاء والتجمع من أجل تأمين الملاحة الدولية ومنافذها المطلة على البحر الاحمر كهدف رئيس ثم حماية وتأمين مصالح دول التجمع كحق مشروع وبالتنسيق مع مجلس الدول الثمانية.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: العركي عمار هذا آوان يكتب
إقرأ أيضاً:
قاسم الظافر يكتب: بلد أكبر من وعي أهله به !
في عام 2009م وعلي هامش فعاليات إحدى مؤتمرات الصيرفة الإسلامية بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، علقت في ذهني محاضرة متميزة قدمها مدير البنك المركزي النيجيري وقتها (محمد لميدو سنوسي)، كانت كلمة ضافية ومختلفة عن سابقاتها غنية في لغتها وموضوعها.. وحالياً هو أمير لإمارة كانو – نيجيريا
دهشت عندما عرّف نفسه بأنه خريج جامعة أفريقيا العالمية – السودان.
وكان مشاركاً في ذات المؤتمر دكتور رفعت عبدالكريم الذي يعتبر من أهم المساهمين في تشريعات الصيرفة الإسلامية علي المستوي العالم، وله مساهمات مقدرة في تطور صناعة المصارف الاسلامية في ماليزيا وغيرها من دول منظمة المؤتمر الإسلامي، وهو سوداني خريج جامعة الجزيرة.
تذكرت هذه المواقف، وأنا أتابع لقاءت وتجمعات مختلفة بمناسبة الشهر رمضان الفضيل لنخب لقادة أفارقة من مختلف الأقطار (الصومال، أرتريا، نيجيريا) يتبؤون مناصب مرموقة في بلدانهم، وجميعهم خريجوا المعاهد العليا السودانية.
ما هذا البلد.. بالرغم من إمكانياته المتواضعة والشحيحة، إلا أنه قدم الكثير والكثير من العلم والثقافة والأدب..
وليس لأفريقيا وحدها..
(السودان دا قيمته وعظمته وإمكانياته، وحدود تأثيرة أكبر بكتير من وعي السودانيين أنفسهم، وأكبر بكتير من وعي النخبة الحاكمة)
لذلك.. لازم نصر علي البقاء وعلي العطاء الثر..
قاسم الظافر
إنضم لقناة النيلين على واتساب