طوفان الأقصى.. أقسى حروب غزة وأثقلها على الاحتلال
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
lثلت معركة طوفان الأقصى المستمرة منعطفا تاريخيا في القضية الفلسطينية، لعدة أسباب على رأسها الصدمة التي تلقاها الاحتلال والعالم بهشاشته العسكرية وضعفه الأمني، مقابل إمكانيات فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر.
وصبيحة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تعرضت دولة الاحتلال لنكبة تاريخية بعد عملية برية وبحرية وجوية واسعة نفذتها كتائب القسام في غلاف غزة، أسفرت عن مقتل العشرات من ضباط وجنود جيش الاحتلال وتدمير فرقة غزة وعدة مواقع عسكرية أخرى.
كان حجم العملية وتكلفتها غريبا على الاحتلال الذي اعتاد تصدير جيشه كأقوى جيوش المنطقة وأكثرها حرفية، إلا أن مشاهد يوم السابع من أكتوبر وما تلاه من المعارك في شوارع غزة حطمت تلك البروباغاندا الإعلامية.
وقال تسفي هاوزر، نائب ورئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست في مقال بصحيفة "يديعوت أحرنوت"، "إن إسرائيل فقدت استراتيجية الردع في السابع من أكتوبر، حيث أن المزيد من الناس في المنطقة يعتقدون أن الوقت قد حان للتوقف عن الخوف من إسرائيل وهذا تطور مثير للقلق سببه هجوم 7 أكتوبر".
فاقت معركة طوفان الأقصى مثيلاتها في السنين الماضية من عدة جوانب، وأبرزها فاتورة الخسائر الثقيلة للاحتلال سواءا في الأرواح أو المعدات.
أكثر المعارك دموية
بدأت المعارك البرية شمال غزة في الـ 27 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ومن هناك بدا من كان يتوقعه الاحتلال معركة خاطفة بعد أيام من القصف الجنوني، معركة استنزاف طويلة وقاسية بدأت من بيت حانون وبيت لاهيا شمالا، ثم الشجاعية وجباليا وصولا إلى خانيونس في الجنوب.
وفق إحصائيات جيش الاحتلال فقد وصل عدد قتلاه إلى 557 ضابطا وجنديا منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بينهم 226 قتيلا منذ بدء التوغل البري في الـ27 من الشهر ذاته.
وقي آخر إحصائياته اليوم الجمعة، أعلن جيش الاحتلال، إصابة 38 ضابطا وجنديا في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وأكد بيان لجيش الاحتلال، ارتفاع عدد الضباط والجنود المصابين منذ بداية الحرب إلى 2748 ومنذ بدء الهجوم البري إلى 1258.
وأشار إلى أن 396 ضابطا وجنديا ما زالوا يعالجون في المستشفيات من بينهم 38 مصابون بجروح خطيرة.
في المقابل وفقا لإحصائيات كتائب القسام فقط، فقد خسر جيش الاحتلال أضعاف أرقامه المعلنة، وهو المعروف بتكتمه الشديد على خسائره.
وقاربت عدد الآليات التي دمرتها المقاومة بين دبابة ومدرعة وجرافة وجيب عسكري، نحو 1060 آلية منذ بداية العدوان.
استنزاف غير معهود
وأمس الخميس استعرضت كتائب القسام، حصيلة خسائر كبيرة لقوات الاحتلال، خلال الأسبوع الماضي شملت مقتل عشرات الجنود وتدمير عدد كبير من الآليات.
وقال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، إن مقاتلي القسام، أكدوا إجهازهم على 53 جنديا للاحتلال، من النقطة صفر، وقنص 9 آخرين وإيقاع العشرات بين قتيل وجريح، في 57 مهمة عسكرية مختلفة.
وأوضح أن مقاتلي القسام، هاجموا قوات الاحتلال بالقذائف والعبوات المضادة للأفراد والتحصينات، والأسلحة الرشاشة وتمكنوا من تدمير 68 آلية بشكل كلي أو جزئي.
وكشف عن نسف 4 منازل، وتفجير مدخلي أنفاق وحقل ألغام في جنود الاحتلال، وإسقاط طائرتي استطلاع من طراز سكاي لارك، والاستيلاء على 8 طائرات مسيرة منها انتحاريتان.
كما هاجمت الكتائب الحشود العسكرية للاحتلال، بقذائف الهاون، والصواريخ قصيرة المدى، في كافة المحاور، ووجهوا رشقات صاروخية بمديات مختلفة إلى داخل مناطق الاحتلال.
والأسبوع الماضي تلقى الاحتلال، ضربة قاسية، بعد استهداف القسام، قوة هندسية، كانت تفخخ منازل الفلسطينيين، في مخيم المغازي، ما أدى إلى انفجار الألغام التي بحوزتها ومقتل 21 جنديا وتدمير دبابة كانت معهم.
" كبِّر... وفجِّر" #شاهد تنفيذ مجاhدي القسام لعملية مركبة ضد جنود وآليات العدو شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة
العملية التي أوجعت بني صهيون والمطبعين معهم.. #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/YmksOPd9Ef — خالد وليد الجهني (@KhaledEljuhani) January 23, 2024
مقارنة بالماضي
2008
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي أول هجوم واسع على القطاع، في 27 كانون الأول/ديسمبر بعملية سماها "الرصاص المصبوب"، وأطلقت المقاومة الفلسطينية عليها اسم "معركة الفرقان"، واستمرت نحو 23 يوما.
وأنهت الحربَ تهدئة دامت ستة أشهر تم التوصل إليها بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وبين دولة الاحتلال، برعاية مصرية في يونيو/حزيران 2008.
أعلن الاحتلال أنه خسر خلال المعركة 14 شخصا بينهم 12 جنديا واثنين من المستوطنين، فيما تجاوز عدد الجرحى الـ 300 نصفهم من الجنود.
2014
بدأ الاحتلال عملية عسكرية فجر الثامن من تموز/يوليو في قطاع غزة، أطلق عليها اسم "الجرف الصامد"، استهلها بقصف عنيف على مختلف مناطق القطاع.
في المقابل أطلقت كتائب القسام معركة "العصف المأكول" ردا على العدوان الإسرائيلي، فيما سمت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي المعركة، باسم "البنيان المرصوص".
وأعلنت كتائب القسام حينها، عن أسر جندي إسرائيلي يدعى "آرون شاؤول"، خلال تصدي مقاتليها لتوغل بري للجيش، في حي التفاح، شرقي مدينة غزة.
كما أعلنت حكومة الاحتلال، عن فقدان جندي آخر في مدينة رفح، قالت حماس في وقت آخر إنه في قبضتها.
وقُتل 64 جنديا وضابطا في جيش الاحتلال بالإضافة لستة مستوطنين وكان ومن بين الجنود القتلى من يحملون أيضا جنسيات أخرى كالأميركية والبلجيكية والفرنسية.
وبلغ عدد الجرحى 720 جريحا. فضلا عن الخسائر الاقتصادية الفادحة التي وصلت إلى 560 مليون دولار في قطاع السياحة، و370 مليون دولار وغيرها.
اللحظات الأخيرة ما قبل تنفيذ العملية.
شهداء عملية موقع الـ 16 شرق بيت حانون إبان معركة العصف المأكول عام 2014، والتي كشف الاحتلال اليوم عن تفاصيل ومشاهد لأول مرة تظهر بسالة مقاتلي القسام في نصب كمين لقوات العدو وقتل 4 ضباط ومحاولة أسر أحدهم ، خالدون في سفر التاريخ pic.twitter.com/i9LSrSZ1kE — راجي الهمص - #فلسطين (@RajiHams) April 19, 2023
2021
اندلعت معركة "سيف القدس" التي سماها الاحتلال "حارس الأسوار"، في أيار/مايو، بعد استيلاء مستوطنين على بيوت مقدسيين في حي الشيخ جراح، والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية خلال المعركة أكثر من 4 آلاف صاروخ تجاه الأراضي المحتلة، بعضها تجاوز مداه 250 كيلومترا، وسقط بعضها على مطار رامون، وأسفرت عن مقتل 12 جنديا ومستوطنا وإصابة نحو 330 آخرين.
القـ سـ ام تعرض مشاهد لاستعداد مقاتليها داخل الأنفاق خلال معركة "سيف القدس" ????#فلسطين pic.twitter.com/N1k66WFkYO — التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 21, 2021
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال المقاومة غزة غزة الاحتلال المقاومة طوفان الاقصي خسائر الاحتلال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى کتائب القسام جیش الاحتلال السابع من قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
خليل الحية: معركة طوفان الأقصى كسرت هيبة العدو
وأضاف الحية في كلمة له، أنه "بعد أن توقفت المعارك وانقشع غبارُها، قررت المقاومة أن تعلن بشكل رسمي عن ترجل عدد من القادة الكبار الذين رووا بدمائهم الطاهرةِ الزكيةِ هذه الأرضَ المباركةَ، لتنبتَ شجرةَ العزِّ والكرامة، وتزهرَ بطولةً ونصرًا، بعد أن أدَّوا الأمانةَ وسلَّموا الراية مرفوعةً لجيل جديد من القادة الصناديد، ليستكملوا المسير نحو القدس والأقصى، ويعبِّدوا الطريق للعودة الكبرى".
وتابع "ها هي حركتنا المجاهدةُ المباركةُ كما عوَّدتْنا وعوَّدتْ شعبَنا أن نكون في طليعة الشهداء، ونلتحمَ مع شعبنا في نفس الخندق، ونشاركَهم التضحيات، فاختلطت دماءُ وأشلاءُ قادتنا مع دماء وأشلاء شعبنا".
ونوه "إن قادة المقاومة يقدمون أرواحهم رخيصةً في سبيل الله مع الجند، لا يهابون الموت، مشتبكين مع العدو في الصفوف الأولى على طريق المقاومة من أجل فلسطين حرةً أبيَّة".
وأكمل الحية "نعزِّي أنفسنا وشعبَنا وكلَّ أمتنا بهذا المصاب الجلل والفقد العظيم، لقد أصابنا الحزنُ جميعًا".
وأوضح "تألَّمنا بوصول الأنباء المتتالية عن ترجل الشهداء القادة الذين عرفناهم وخبرناهم عن قرب ولسنوات طويلة، أمناءَ على قضيتهم ومصالحِ شعبهم العليا".
وقال الحية إن "قادتنا الشهداء خاضوا الملاحم البطولية والتضحيات الأسطورية في سبيل الله مع الآلاف من الكوادر والجنود من كتائب القسام، وإخوانهم من الفصائل المقاومة الأخرى، ومن أجل رفعة دينهم ووطنهم، ولم يتركوا الرايةَ لتسقط أو البوصلةَ أن تنحرف".
وأضاف أن "هذه الكوكبةُ المباركةُ من القادة الشهداء، التي جادت بدمائها بلا أي تردد، بعد أن أذاقوا العدو الويل والثبور لسنين طويلة، وسطَّروا صفحاتٍ من المجد التي سيخلدها التاريخ بأحرفٍ من نورٍ ونارٍ".
وأكد أنه "سيذكر التاريخُ أن أبطالَ كتائبِ القسام والمقاومةِ أركعوا العدو وجاؤوا به جاثيًا على ركبتيه، كما عاهدوا شعبَنا وأوفَوا بالعهد وأبرُّوا بالقَسَم".
وتابع "نرى الأسرى الأبطال يتم تحريرهم تباعًا، وجنودُ الاحتلال يخرجون من قطاعنا أذلَّةً صاغرين، تلاحقهم ضرباتُ المقاومين، ومحاكمُ المناصرين لفلسطين وأهلها".
ولفت إلى أنهم "يودعون اليوم هذه الثلَّةَ من القادة الكبار، الذين عشنا معهم وعايشناهم سنين طويلة، فلئن أحزننا الفراقُ والألمُ على فقدهم، فإننا نفخر ونعتز بهم وبشهادتهم، وعزاؤنا أنهم رحلوا شهداءَ ما وهنوا وما ضعُفوا وما استكانوا، بل كانوا في الطليعة المؤمنة المجاهدة التي خاضت غمار هذه المعركة بكل شموخٍ واقتدار".
وقال: "نخصُّ قائدَ الجهادِ والمقاومةِ، الرجلَ الذي عشقتهُ الملايينُ، وهتفتْ له دون أن تعرف له صورة، وكان اسمُه يزلزل قلوب الأعداء، ويرهبهم ويطاردهم ظلُّه، القائدُ الشهيدُ الملهم: *محمد الضيف "أبو خالد"،* الأسدُ الهصورُ الذي أمضى حياتَه مُطارَدًا ومطارِدًا لأعدائه، وقهر كلَّ مطارديه لأكثر من ثلاثين سنة".
كما أضاف الحية أيضا "الشهيد الضيف.. هذا الرجل الذي بدأ جهادَه في مرحلة لم نكن نملك فيها البنادق ولا الرصاص، ولم يكن لدى حماس وقسامها إلا الرؤيةَ السديدةَ والإرادةَ الصلبة".
وتابع "استطاع شهيدنا القائد محمد الضيف بفضل الله مع إخوانه الأحياء منهم والشهداء الأوائل: ياسر النمروطي، وعماد عقل، وصلاح شحادة، بناءَ جيشٍ تعجز عن فعله كثيرٌ من الجيوش حول العالم".
وبحسب الحية فإن "جيشا يضرب العدو بلا تردد، ويقتحم الحدود ويسطِّر المعاركَ والبطولات، جيشٌ يقوم على المجاهدِ الصنديد، قبل العُدَّة والعتاد... المجاهدِ صاحبِ الرؤيةِ والبصيرةِ والعقيدةِ السليمة... جيشٌ يحتضنه مجتمعُ المقاومةِ المستعدُّ لكل تضحية في سبيل حريته واستقلاله".