يضطر علي كريم ذو الأربعين عاما إلى قطع مسافة تتجاوز المئة كيلومتر من محافظة المثنى حتى النجف، الواقعة على بعد نحو 180 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة بغداد، ليعالِج والدته المصابة بالسرطان.. فمحافظته، التي تعد الأكثر فقرا في العراق، تفتقر إلى مركز متخصص في علاج هذا المرض؛ وحاله، كحال الكثيرين من أبناء المحافظة.

يشكو كريم الفاقة وضيق العيش؛ ورحلة العلاج الشهرية هذه تكلفه نحو 200 دولار؛ ويقول إن مرضى السرطان "يعانون ألمين؛ ألم المرض من جهة، وتعب وإرهاق السفر من جهة أخرى، إذ نضطر للقيام بهذه الرحلة شهريا".

ويُوجد في العراق أكثر من 30 ألف مصاب بأمراض سرطانية، وسط نقص كبير في المراكز المتخصصة والتقنيات المتطورة والعلاج الحديث، وهو ما دفع الآلاف من المرضى إلى اللجوء لمحافظات أخرى بحثا عن العلاج الباهظ الثمن.

قال كريم، الحالة النفسية لوالدتي بدأت بالتراجع؛ الأمر الذي يؤثر كثيرا في حالتها المرضية، إذ بدأ المرض يتفاقم بشكل كبير يوما بعد آخر وأنا في طريقي إلى فقدها، لكن ليس باليد حيلة فأنا مجبر على السفر".

وتؤثر الحالة النفسية لمرضى السرطان بشكل كبير في تعافيهم. لكن في المثنى، تبدو الأمور صعبة؛ فقلة الخدمات ونقص الدواء يفاقمان تراجع الصحة النفسية. وفي سبتمبر أيلول الماضي، ألقى أحد هؤلاء المرضى نفسه من الطابق الخامس لمستشفى الحسين في السماوة.

وبحسب سجاد الحداد، رئيس مؤسسة كرم الزهراء الإنسانية في محافظة المثنى، فإن العدد الأكبر من آلاف المصابين بالأمراض السرطانية في محافظة المثنى يتوجّه إلى المحافظات الأخرى لتلقي العلاج.

وقال الحداد، إن وحدة صغيرة توجد في أحد مستشفيات المحافظة لمعالجة مرضى السرطان "لكنها متهالكة ولا تتوفر فيها أدنى متطلبات العلاج من الأجهزة والتقنيّات أو العلاجات، وغالبا ما تُحيل المصابين إلى المحافظات الأخرى".

أضاف "تكاليف علاج الأمراض السرطانية كبيرة جدا، ولا يتمكّن منها المواطن الفقير... أغلب المصابين لا يملُكون حتى أجور التنقل؛ وهناك مرضى توفوا لعدم توفّر العلاج في المحافظة، وليست لديهم تكاليفه المالية".

وتابع "عملنا منذ نحو 10 أعوام على مساعدة المرضى والتنسيق مع منظمات إنسانية ومؤسسات العتبات المقدسة في كربلاء وبعض المستشفيات الحكومية بمحافظات أخرى، وساهمنا في معالجة أكثر من 450 حالة إصابة، أكثرها من الأطفال. نعالج في الوقت الحالي 90 طفلا؛ ولدينا جهود شخصية مع الجهات الوزارية لإنشاء مركز تخصصي في المحافظة".

ويبلغ عدد المصابين المسجّلين في المثنّى خلال الأعوام الخمسة الأخيرة أكثر من 1600 مصاب؛ لكن هناك أشخاصا تقدر أعدادهم بأضعاف هذا العدد ذهبوا لمحافظات أخرى ولم تُسجّل بياناتهم في المحافظة لعدم وجود مركز متخصص، بحسب ما ذكره علي رحيم، وهو أحد الأطباء المختصين في علاج الأمراض السرطانية في المثنى.

وقال رحيم، "الفترة الأخيرة، التي أعقبت زيارة رئيس الوزراء ووزير الصحة إلى المحافظة، بدأت تصل علاجات لمرضى السرطان بنسبة ملحوظة، وهناك نوع من الاهتمام النسبي".

وأوضح أن وحدة علاج الأمراض السرطانية الوحيدة الموجودة في أحد المستشفيات المحافظة تبلغ سعتها 50 سريرا؛ لكنّه قال إنه لا تتوفر فيها الأجهزة المطلوبة وإن المشكلة الرئيسة هي عدم وجود مركز تخصصي مجهز.

وفي أكتوبر تشرين الأول الماضي، قالت وزارة الصحة إن الحالات السرطانية في العراق في تزايد يتماشى مع الزيادة السكانية؛ وبيّنت أن معدلات الإصابة بالسرطان هي ضمن المعدل العالمي، لافتة إلى أن نسب الإصابة في العراق أقل من 80 حالة لكل 100 ألف شخص في العام الواحد.

وأكد سيف البدر، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن الوزارة تمتلك عدة مراكز تخصصية في بغداد والمحافظات "وقد وضعت في خطتها لهذا العام وما بعده تطوير هذه المؤسسات بمجال التشخيص والعلاج".

وقال إن محافظات ديالى والمثنى وكركوك أُدرجت ضمن الخطة "وسنفتح فيها مراكز تخصصية".

أضاف "هناك أكثر من 30 ألف إصابة بمختلف الأمراض السرطانية قيد العلاج في عموم المحافظات في الوقت الحالي... هذا الملف هو من أولويات الوزارة في جانب التخصيصات المالية، ونعمل على توفير جميع متطلباته ضمن الإمكانات المتاحة".

ووصف الأموال المخصّصة لملف علاج الأمراض السرطانية بأنها "كانت قياسية خلال العام المنصرم، وإن كانت ليست مثالية؛ لكنها أفضل من السنوات السابقة" وقال إن الفترة السابقة شهدت تأخيرا في إعطاء جرع العلاج للمصابين "والوضع الآن مختلف، وأحيانا لا يوجد انتظار بمختلف مؤسساتنا".

ويرى المتحدث أن التحدي الأكبر الذي يواجه ملف المصابين بالأمراض السرطانية "هو الوعي المجتمعي، إذ إن كثيرا من الحالات يتم تشخيصها بوقت متأخر، ولا سيما إصابات سرطان الثدي؛ ونحن بحاجة إلى مساعدة الإعلام في مجال التوعية لتشخيص الإصابة مبكرا".

وأعلنت وزارة الصحة العراقية في أكتوبر تشرين الأول 2023 انطلاق حملة مكافحة سرطان الثدي، مشيرة إلى أن عدد عيادات الكشف المبكر عن هذا النوع من السرطان في العراق يبلغ 53 عيادة.

وفي نينوى، الواقعة على بعد نحو 450 كيلومترا شمال بغداد، يشير مدير مستشفى الأورام والطب النووي عبد القادر سالم أحمد إلى أن هذا المستشفى "يُعدّ الثالث على مستوى العراق بعد بغداد والبصرة بمجال التخصص، وكان يقدم خدمات معالجة الأورام والأمراض السرطانية بالطب النووي والعلاج الكيميائي والإشعاعي".

لكن ذلك كان قبل عام 2014، كون المستشفى جرى تدميره بالكامل إبّان سيطرة الجماعات المسلحة على المحافظة قبل أن يُفتتح مركز بديل لمعالجة مرضى الأورام والأمراض السرطانية، على حد تعبيره.

وقال سالم، "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) تكفّل بإعادة بناء مستشفى الأورام في مدينة الموصل، ونسبة الإنجاز فيه وصلت إلى نحو 70% حتى الآن؛ وكان من المفترض إكماله نهاية عام 2023، لكن ذلك تأخر لأسباب إدارية وفنيّة تتعلق بالمنظمة الدولية. وفي حال إنجازه، سيكون بمواصفات عالية جدا".

أضاف "السعة السريرية للمركز الحالي محدودة، ونقدّم فيه خدمة العلاج الكيميائي فقط دون العلاج الإشعاعي والطب النووي، كونها تحتاج بناية وأجهزة تخصصية وفق معايير محددة؛ ولذا، تجري إحالة المرضى في هذين الاختصاصين إلى محافظات بغداد وكربلاء والنجف والبصرة، وغيرها".

وأردف قائلا "محافظة نينوى تُسجّل من 150 إلى 180 حالة إصابة شهريا بالأورام والأمراض السرطانية... تزايد الإصابات هنا يأتي وفقا لزيادة التعداد السكاني، وهو ضمن المعدل العالمي".

وقال إن "جميع المحافظات، ومنها نينوى، تأخذ عددا أقل من الحاجة الفعلية من الجرعات الكيميائية من قبل وزارة الصحة، بسبب قلة التخصيصات المالية للوزارة... محافظتنا قد تكون الأفضل بعدد الجرعات التي نحصل عليها".

أضاف "أدوية معالجة الأمراض السرطانية باهظة الثمن على مستوى العالم، ولا يمكن لأي دولة أن توفّر الاحتياج الكامل منها... الحكومة المركزية تؤمّن القدر الممكن من الأدوية بعد إقرار الموازنات المالية... لدينا ملاكات طبية وتمريضية وتقنيّة متخصصة كافية؛ لكننا لا نمتلك أجهزة المعالجات الخطيّة، وذلك لعدم توفّر المكان المناسب لوضع الأجهزة والكافي لاستيعاب عدد المرضى".

وتنتظر محافظة نينوى إنجاز مجمع الشفاء الطبي، الذي يضم أربعة مستشفيات، أحدها متخصص في الأورام السرطانية، ويضم ثلاثة أجهزة "مفراس"، وهو نوع من أجهزة الأشعة المقطعية؛ لكن الموعد الذي حدده المسؤولون لإكماله هو عام 2026.

وفي بابل، على بعد نحو 107 كيلومترات جنوب بغداد، ذكر مدير مركز الأورام في مستشفى الإمام الصادق محمد علي العامري أن المحافظة "تضم مركزين لمعالجة الأمراض السرطانية، أحدهما في مستشفانا والآخر في مدينة مرجان الطبية بمركز المدينة. وتتوفر بمركزنا أجهزة وتقنيات حديثة، لكن من الصعب جدا أن تكون في مركز حكومي جميع التقنيات والعلاجات للمرضى في وقت واحد".

وقال العامري إن هناك "تذبذبا بتجهيز العلاجات الخاصة بإصابات السرطان من قبل الوزارة، وأحيانا تكون الشحنات المرسلة لنا قد نفدت ويتأخر تجهيزنا بها، ما يكون سببا في ذهاب المريض لمحافظات أخرى لأجل أخذ جرعة العلاج كونها محددة بموعد؛ وأحيانا يقصدنا مرضى من خارج بابل للسبب ذاته في محافظاتهم".

أضاف "نسجّل في مركزنا يوميا 8 إلى 10 إصابات جديدة بالأورام والأمراض السرطانية؛ وبشكل عام، نقدّم خدماتنا لنحو ثلاثة آلاف مصاب شهريا، يشمل (هذا العدد) المراجعين والإصابات الجديدة".

وكشف مدير مركز الأورام في بابل عن وجود معوّقات أمام علاج الأمراض السرطانية في القطاع الحكومي، أبرزها الحاجة إلى تقنية (التصوير المقطعي بالكمبيوتر) الخاصة بالتشخيص، كونها غير متوفرة في جميع المراكز الحكومية على مستوى العراق "إضافة إلى الحاجة لتدريب وإدارة الموارد البشرية بشكل جيّد، إذ من الضروري أن يكون العامل في هذا المجال متخصصا ويثبت في موقع عمله".

ويندر وجود جهاز التصوير المقطعي بالكمبيوتر في عموم العراق، الأمر الذي يجعل الإقبال عليه كثيرا وسط ارتفاع ثمنه، حيث تصل قيمة الفحص الواحد للشخص إلى أكثر من 500 دولار أحياناً.

نقلا عن وكالة أنباء العالم العربي

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار السرطانیة فی مرضى السرطان وزارة الصحة فی العراق أکثر من

إقرأ أيضاً:

أندية دوري عمانتل تقتفي أثر النقاط الثلاث في صراع تحسين المراكز .. غداً

تستأنف عجلة دوري عمانتل الدوران مساء غداً عبر إجراء 4 مباريات ضمن إطار الأسبوع السادس عشر من منافسات المسابقة، حيث ستقام جميع المباريات الأربع في التوقيت ذاته، وتحديدًا في تمام الساعة العاشرة مساءً.

إلى ذلك، يستقبل الرستاق ضيفه النصر على أرضية ميدانه في المجمع الرياضي بالرستاق، ويستضيف النهضة نظيره صور في معقله بالمجمع الرياضي بالبريمي، ويحل الشباب، المتوج مؤخرًا بطلًا لمسابقة الكأس الغالية للمرة الأولى في تاريخه، ضيفًا ثقيلًا على صحار في عقر دار الأخير بالمجمع الرياضي بصحار، بينما يحتضن استاد السيب الرياضي مواجهة نادي عُمان وضيفه عبري.

وتستكمل مباريات الأسبوع السادس عشر مساء غد السبت بإقامة مواجهة ديربي محافظة شمال الباطنة، التي تجمع بين الجارين الخابورة وصحم على أرضية المجمع الرياضي بالرستاق في تمام الساعة العاشرة مساءً، في حين تم إرجاء مواجهة السيب وبهلا إلى إشعار آخر، نظرًا لارتباط نادي السيب بمباريات ذهاب وإياب ربع نهائي مسابقة دوري التحدي الآسيوي، حيث يواجه نظيره العربي الكويتي ذهابًا وإيابًا بين 5 و12 مارس الجاري.

الرستاق - النصر

يبحث النصر عن تحقيق سابع انتصاراته في مسابقة الدوري عندما يحل مساء غداً ضيفًا ثقيلًا على الرستاق عاشر الترتيب، متطلعًا لبلوغ النقطة الثالثة والعشرين التي قد تكفل له انتزاع المركز الرابع في سلم جدول الترتيب العام لفرق الدوري.

ويدخل النصر حسابات المواجهة وفي جعبته 20 نقطة يحتل بها المركز الخامس، منتشيًا معنويًا بفوزه الأخير في الدوري على حساب مضيفه صحم بهدفين دون رد، مما يمنحه دفعة معنوية كبيرة قبيل صدامه الكروي المرتقب أمام مضيفه الرستاق غداً.

ويعول النصر، بقيادة مدربه أحمد بن سالم بيت سعيد، على ثلة من أبرز مفاتيح لعب الفريق على غرار مروان تعيب، وعوض الشحري، ويزيد المعشني، ووليد المسلمي، وخالد الغطريفي، وملهم السنيدي، مما يمنحه حافزًا معنويًا إضافيًا لتقديم المستوى المأمول في مباراة غداً.

بدوره، يبحث الرستاق عن تأكيد صحوته واستفاقته الأخيرة في مسابقة الدوري بعدما اهتدى للنور في آخر النفق بتحقيقه الانتصار الثالث دوريًا على حساب مضيفه عبري بهدف دون رد ضمن الجولة المنصرمة، مما يضاعف جرعات الثقة لدى عنابي الجبل الباحث عن رابع انتصاراته في مسابقة الدوري غداً على حساب ضيفه النصر، متحصنًا بعاملي الأرض والجمهور، كون المباراة ستقام في معقله بالمجمع الرياضي بالرستاق.

ويحتل الرستاق المركز العاشر في سلم جدول الترتيب العام لفرق دوري عمانتل هذا الموسم برصيد 14 نقطة، جمعها من 3 انتصارات و5 تعادلات، في حين مُني بـ7 هزائم، وبصم خط هجومه على 12 هدفًا، واستقبلت شباكه 18 هدفًا.

ويملك الرستاق فرصة مزاحمة الشباب وصحم نقطيًا، حيث يبتعد عنهما بفارق ثلاث نقاط فقط، وبالتالي قد يرتقي إلى المركز الثامن أو التاسع على أقل تقدير في حال تحقيقه الفوز على حساب ضيفه النصر في مباراة غداً.

النهضة - صور

يتطلع النهضة لمشاركة السيب صدارة جدول الترتيب العام لفرق دوري عمانتل برصيد 38 نقطة، وذلك عندما يستقبل مساء غداً ضيفه صور، وعينه على الظفر بانتصاره الحادي عشر في دورينا لمناصفة السيب ريادة جدول الترتيب.

ويدخل النهضة حسابات لقاء صور وهو مرشح فوق العادة لمواصلة سلسلة انتصاراته في مسابقة الدوري، حيث تبدو كفته أرجح نسبيًا في موازين الترشيحات والتكهنات المسبقة بالنظر إلى التباين الملحوظ في القدرات والإمكانيات ما بين الفريقين، حيث تعج صفوف النهضة بجودة لاعبين أعلى على غرار النجوم الدوليين حارب السعدي، وأحمد الكعبي، وإبراهيم المخيني، ومحمد بن مبارك الغافري، وثاني بن غريب الرشيدي، وعبدالله فواز، مما يجعله الطرف الأقرب بطبيعة الحال لحسم الصراع على النقاط الثلاث في مواجهة غداً.

وكان النهضة قد سحق بهلا بثلاثية نظيفة لحساب الجولة المنصرمة، مما يضاعف حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الفريق في مواجهة صور غداً، بحثًا عن مد أذرع انتصار جديد يجعله يتبوأ مقعد الصدارة جنبًا إلى جنب مع نادي السيب حامل اللقب.

ويحتل النهضة راهنًا وصافة جدول ترتيب فرق الدوري برصيد 35 نقطة، حصدها من 10 انتصارات و5 تعادلات، علمًا بأنه الفريق الوحيد في دورينا الذي استطاع أن يحافظ على سجله الخالي من الهزائم على مدار 15 جولة خاضها في المسابقة هذا الموسم، باصمًا خط هجومه على 21 هدفًا، وهو بذلك يعد ثاني أقوى خط هجوم في دورينا هذا الموسم بعد السيب المتصدر، الذي أحرز خط هجومه 33 هدفًا في 15 مباراة، في حين يتربع النهضة على عرش أقوى خط دفاع على الإطلاق في دورينا هذا الموسم، إذ ولجت شباكه 5 أهداف فقط في 15 مباراة.

نظريًا وعلى الورق، تبدو حظوظ النهضة هي الأوفر في تحقيق معادلة الفوز، لا سيما أنه يتسلح أيضًا بعاملي الأرض والجمهور في مباراة غداً، بيد أنه سيصطدم برغبات صور الجامحة في استعادة ذاكرة الانتصارات، حيث يسعى هذا الأخير لتحقيق انتصاره الثالث دوريًا بغية الهرب من شبح الهبوط، إذ يقبع في قعر جدول الترتيب برصيد 9 نقاط من مجمل 15 مباراة خاضها في مسابقة الدوري إلى حد هذه اللحظة.

ويعاني صور الأمرين في مسابقة الدوري هذا الموسم، مترجمًا واقع معاناته بتلقيه كابوس الهزيمة العاشرة دوريًا، وتحديدًا في عقر داره أمام ضيفه صحار بثلاثية نظيفة لحساب الجولة المنصرمة، وهي الهزيمة التي دقت ناقوس الخطر وجرس الإنذار الحقيقي، مهددة طموحات الفريق في البقاء ضمن مصاف أندية دوري عمانتل في الموسم الحالي.

وتضاءلت فرص وحظوظ نادي صور بشكل كبير في إنهاء الدوري ضمن المراكز الستة الأولى، وباتت دائرة حظوظه تنحصر في التشبث بآمال وطموحات البقاء، متطلعًا للتشبث بطوق النجاة وخيط الأمل الرفيع هذا الموسم قبل أن يقع الفأس على الرأس ويفوت الأوان.

ويبحث صور، متذيل جدول الترتيب، عن مخرج حقيقي لأزمة نتائجه، طامحًا لتحقيق انتصاره الثالث دوريًا على حساب مضيفه النهضة وصيف جدول الترتيب، وذلك على الرغم من يقينه التام بصعوبة المهمة في لقاء غداً، بيد أنه يؤمن بحظوظه في العودة بالنقاط الثلاث من المجمع الرياضي بالبريمي، بحثًا عن الخروج من غرفة الإنعاش التي ضاعفت محنته مؤخرًا نظير انجرافه في تيار دوامة النتائج السلبية والرضوخ لأمواج عواصفها المتلاطمة.

ويستحوذ صور على رقم سلبي وباهت للغاية، إذ يُعد صاحب أسوأ خط هجوم على الإطلاق في دورينا هذا الموسم، بتوقيعه على 4 أهداف فقط من مجمل 15 مباراة خاضها في منافسات المسابقة حتى اللحظة، مما يهدد طموحاته فعليًا في معترك المنافسة، ويضع مصيره على المحك وعلى كف عفريت فيما تبقى من مباريات الدوري.

صحار - الشباب

يتعين على صحار رد اعتباره أمام الشباب وإكرام وفادته عندما يستقبله مساء غداً على أرضية ميدانه في المجمع الرياضي بصحار، ضمن إطار الأسبوع السادس عشر من منافسات دوري عمانتل لكرة القدم.

وتكتسي المباراة طابعًا ثأريًا لدى صحار المتربص، إذ تسبب الشباب بالذات في إقصائه من ربع نهائي مسابقة الكأس الغالية هذا الموسم بهدف دون رد في مجموع مواجهتي الذهاب والإياب.

ويتسلح صحار بعاملي الأرض والجمهور في مباراة غداً، بحثًا عن تحقيق انتصاره الرابع في دورينا هذا الموسم، ساعيًا للخروج من النفق المظلم الذي يقبع فيه، إذ يحتل المركز الحادي عشر قبل الأخير برصيد 13 نقطة، جمعها من 3 انتصارات و4 تعادلات، في حين رضخ لواقع الهزيمة في 8 مباريات، ووقع خط هجومه على 16 هدفًا، واستقبلت شباكه 23 هدفًا، وهو بذلك يُعد أضعف خطوط الدفاع على الإطلاق في دورينا هذا الموسم.

وكان صحار قد استفاق مؤخرًا على وقع انتصار مدوٍ وعريض بلغ قوامه ثلاثية نظيفة، اغتنمها خارج قواعده على حساب مضيفه صور المتخبط، وأسهم هذا الفوز اللافت في تضميد جراح صحار الذي انحنى عوده لعدة هزائم سجلها خلال الجولات السابقة، ليكون هذا الفوز بمثابة البلسم والترياق الذي داوى جراح صحار المترنح وأعاد له توازنه وتعافيه في مسابقة الدوري.

ويملك صحار فرصة خطف المركز العاشر من نادي الرستاق، شريطة فوزه على حساب ضيفه الشباب غداً ، ومقرونًا الأمر كذلك بهزيمة الرستاق أمام ضيفه النصر في المباراة التي ستجري مساء غداً أيضًا.

من جهته، يبحث الشباب، المنتشي مؤخرًا بتتويجه بلقب مسابقة كأس جلالة السلطان لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، عن سادس انتصاراته في مسابقة الدوري، متطلعًا لتأكيد تفوقه مجددًا على صحار، بعدما أقصاه من ربع نهائي مسابقة الكأس الغالية بهدف نظيف في مجموع مواجهتي الذهاب والإياب.

ويسعى الشباب لفض الشراكة النقطية مع ملاحقه المباشر صحم تاسع الترتيب، إذ يحتل بدوره المركز الثامن برصيد 17 نقطة مناصفة مع صحم، ويقتفي الشباب أثر النقاط الثلاث غداً ، بحثًا عن بلوغ النقطة العشرين التي تشفع له تحسين مركزه في لعبة الكراسي الموسيقية المستمرة التي بلغت حاليًا ذروة إثارتها في دورينا هذا الموسم.

ويبدو الشباب في قمة معنوياته وأوج عطائه، بعدما انتزع لقب مسابقة كأس جلالة السلطان لأول مرة في تاريخه، الأمر الذي يمنحه دافعًا معنويًا إضافيًا لتحسين مركزه في مسابقة الدوري، علمًا بأنه تتبقى له مباراة مؤجلة في رصيده أمام ضيفه نادي عُمان، لحساب الجولة الخامسة عشرة المنصرمة، تقرر أن تُلعب يوم 11 أبريل المقبل على أرضية المجمع الرياضي بالرستاق.

وسيعول الشباب في مباراة غداً ، بقيادة مدربه الوطني الفذ حسن بن رستم البلوشي، على مجموعة من أبرز مفاتيح لعب الفريق التي كتبت التاريخ مؤخرًا وأسهمت في تتويجه بطلًا لمسابقة الكأس الغالية، على غرار حاتم الروشدي، وياسين الشيادي، ويوسف المالكي، وخالد البريكي، وماجد السعدي، ومحمد بن حميد الغافري، والبراء المعولي، وعاهد الهديفي، ومحمود بن مبروك المشيفري، وجيلسون، وحسن كوراني، وإيمرسون، بالإضافة إلى يوسف الغافري، ومحمود الخصيبي، وسامي العجمي.

نادي عُمان - عبري

يسعى نادي عُمان لتحصين موقعه في المركز الثالث بسلم جدول الترتيب العام لفرق دوري عمانتل هذا الموسم، وذلك عندما يستقبل مساء غداً ضيفه عبري على أرضية استاد السيب الرياضي، برسم الأسبوع السادس عشر من منافسات الدوري.

ويبحث نادي عُمان عن تدوين تاسع انتصاراته في مسابقة الدوري، بغية الوصول للنقطة الحادية والثلاثين التي تضمن له تعزيز موقعه في المركز الثالث، وتسهم في تشديد الضغط وتضييق الخناق أكثر على النهضة وصيف جدول الترتيب.

ويبتعد نادي عُمان بفارق 10 نقاط كاملة عن السيب المتصدر و7 نقاط عن النهضة الوصيف، مع تبقي 7 جولات فقط تفصلنا عن خط النهاية، حيث يحتدم الصراع الساخن ويشتعل السباق المحموم على لقب الدوري هذا الموسم.

ويتمسك نادي عُمان بآماله وحظوظه القائمة في التتويج بلقب الدوري رغم صعوبة المهمة، لذا لا مناص من تحقيق الفوز في مباراة غداً ، كون نقاطها الثلاث لا تقبل المساومة أو أنصاف الحلول فيما لو أراد نادي عُمان التشبث بآمال وحظوظ الفوز بلقب الدوري بعد مواسم عجاف.

علاوة على ذلك، يملك نادي عُمان مباراة مؤجلة في رصيده أمام مضيفه نادي الشباب، المتوج مؤخرًا بلقب الكأس الغالية، وذلك لحساب الجولة الخامسة عشرة، حيث تقرر أن تُلعب المباراة يوم 11 أبريل المقبل على أرضية المجمع الرياضي بالرستاق، وهذه المباراة من شأنها أن ترفع أسهم نادي عُمان في المنافسة على لقب الدوري في حال نجح في اقتناص علامتها النقطية الكاملة.

من جانبه، يدخل عبري حسابات المواجهة بدوافع فك الارتباط النقطي مع بهلا سادس الترتيب، رافعًا شعار استعادة نغمة الفوز في أعقاب تعثره في الجولة السابقة على خلفية هزيمته في عقر داره أمام ضيفه الرستاق بهدف نظيف.

ويرمي عبري لاستعادة اتزانه وتعافيه في مسابقة الدوري من بوابة مضيفه نادي عُمان، مستهدفًا استعادة ذاكرة الانتصارات المفقودة واغتنام فوزه السادس في المسابقة، الذي يخول له فك الارتباط النقطي مع بهلا سادس الترتيب.

ويمر عبري بمرحلة من انعدام الوزن، حيث يعاني من تذبذب واضح على صعيد الأداء والنتائج هذا الموسم، مما أثر سلبًا على تأرجح عروضه وتقهقر وضعيته في مراكز سلم جدول الترتيب العام لفرق الدوري، وقد تجلى ذلك في مباراته الأخيرة أمام ضيفه الرستاق، ليتدلى للمركز السابع متجمدًا رصيده عند 18 نقطة، عقب انصياعه لواقع الهزيمة السابعة له دوريًا هذا الموسم، مقابل تحقيقه لـ5 انتصارات وسقوطه في فخ التعادل في 3 مباريات، وأحرز خط هجومه 10 أهداف، واستقبلت شباكه 15 هدفًا من مجموع 15 مباراة خاضها في مسابقة الدوري حتى اللحظة.

ويدرك عبري، بقيادة مدربه التونسي وليد الشتاوي، أن لقاء غداً أمام مضيفه نادي عُمان لا يقبل القسمة على اثنين، إذا ما أراد أن يُلهب فتيل المنافسة على احتلال المراكز الأمامية المتقدمة في سلم جدول الترتيب.

توزيع الحكام

أسندت دائرة الحكام بالاتحاد العماني لكرة القدم إدارة لقاء الرستاق والنصر إلى الحكم يحيى البلوشي، ويعاونه على الخطوط كل من رشاد الحكماني حكمًا مساعدًا أول، وعزان القطيطي حكمًا مساعدًا ثانيًا، ومحمد العثماني حكمًا رابعًا، وعينت عبدالله الهلالي مقيمًا لحكام هذا اللقاء.

وأسندت دائرة الحكام إدارة لقاء النهضة وصور إلى الحكم نايف البلوشي، ويعاونه على الخطوط كل من الدولي راشد الغيثي حكمًا مساعدًا أول، وإبراهيم الشرقي حكمًا مساعدًا ثانيًا، وأحمد السعدي حكمًا رابعًا، فيما عينت سيف الغافري مقيمًا لحكام هذا اللقاء.

وأوعزت دائرة الحكام ضبط ساعة لقاء صحار والشباب إلى الحكم هيثم العامري، ويعاونه على الخطوط كل من سالم العبري حكمًا مساعدًا أول، وأحمد بن سالم بيت جميل حكمًا مساعدًا ثانيًا، والوليد الصبحي حكمًا رابعًا، وعينت حسن العجمي مقيمًا لحكام هذا اللقاء.

على خط موازٍ، تقرر أن يقود صافرة لقاء نادي عُمان وضيفه عبري حكم الساحة سعيد المزيني، ويعاونه على الخطوط كل من محمد الغزالي حكمًا مساعدًا أول، وأحمد الهلالي حكمًا مساعدًا ثانيًا، وعلي الحارثي حكمًا رابعًا، وأسندت مهمة تقييم حكام هذا اللقاء إلى ياسر الرواحي.

النقل التلفزيوني

تقرر أن تُنقل مباراتان على الهواء مباشرة مساء غداً ، حيث استقر القائمون والمسؤولون على قناة عُمان الرياضية على نقل مجريات ووقائع مباراة النهضة وصور، المقررة على أرضية المجمع الرياضي بالبريمي، في تمام الساعة العاشرة مساءً، ووقع الاختيار على شبيب الحبسي واصفًا ومعلقًا على أحداث هذه المباراة.

وعلى صعيد متصل، تقرر أن تُنقل مباراة الرستاق والنصر على قناة عُمان مباشر، بصوت المعلق يونس الرواحي، في تمام الساعة العاشرة مساءً.

مقالات مشابهة

  • رمضان في جنوب العراق.. تفاوت اقتصادي واختفاء تقاليد اجتماعية
  • رمضان في جنوب العراق.. تفاوت اقتصادي واختفاء تقاليد اجتماعية- عاجل
  • الحكومة تصادق على مرسوم يهدف إلى إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار
  • اكتشاف آلية العلاج البكتيري للسرطان
  • الذهب الأزرق في خطر.. 4 مليارات شخص يعيشون فى مناطق تعاني من نقص الموارد المائية.. ودراسة: 20% من أراضي قارة أوروبا و30% من سكانها يعانون من الشح المائي
  • أندية دوري عمانتل تقتفي أثر النقاط الثلاث في صراع تحسين المراكز .. غداً
  • مركز أورام المنصورة يحصل على اعتماد هيئة الرقابة الصحية (GAHAR)
  • عيادات مركز الملك سلمان للإغاثة تقدّم خدماتها الصحية لـ 2.668 حالة في مخيم الزعتري خلال أسبوع
  • دراسة تربط الوشم بخطر سرطان الجلد
  • مركز الإعلام الرقمي: 34 مليون مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي في العراق عام 2025