بوابة الوفد:
2024-10-03@11:38:31 GMT

سينوت حنا

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

«حاسب يا باشا!».. خرجت الكلمة قوية من لسان سينوت حنا مخاطبًا مصطفى النحاس باشا زعيم الوفد والأمة.. كان النحاس مشغولاً بتحية الجماهير الغفيرة التى احتشدت لتحيته فى المنصورة يوم 9 يوليو عام 1930 خلال معركة الوفد الجهادية الطويلة فى مواجهة القصر والاحتلال.. لكن يبدو أن زعيم الأمة كان قريباً جداً من الخطر.

. سمع النحاس صوت صديق عمره سينوت حنا بصعوبة شديدة، فقد كانت أصوات الجماهير تطغى على كل شىء.. نظر الزعيم إلى مصدر الصوت، فوجد جنودًا من الهجانة تغرس السونكى فى أجساد الوفديين، ورأى جندياً يتقدم نحوه، مشهراً سلاحه، وشهد السونكى يتجه نحوه بسرعة شديدة، وقبل أن يلمس جسده، ألقى سينوت حنا بنفسه فوق النحاس ليتلقى الطعنة بدلاً منه، ويفسد مؤامرة جديدة لاغتيال زعيم الأمة ومصدر الإزعاج الوحيد للملك والإنجليز، ليغرق وجه النحاس بدم سينوت حنا، الذى صرخ من شدة الطعنة، فقال له النحاس: «سلامتك يا حبيبى».. فقال له سينوت: «روحى فداك يا باشا».

هكذا رصدت «اللطائف المصورة» حادث محاولة اغتيال الزعيم الوفدى مصطفى النحاس فى يوم الاثنين 31 يوليو 1933.

لم تكن هذه هى المحاولة الأولى لاغتيال النحاس.. ولم تكن الأخيرة.. فقد كان الرجل مستهدفاً من قبل إسماعيل صدقى باشا رئيس الوزراء ووزير الداخلية، فقد ضاق ذرعًا بشعبية النحاس باشا، رئيس حزب الوفد، والجولات التى يقوم بها وسط الجماهير فى مختلف مدن وقرى مصر، مطالبًا بإسقاط الدستور الملكى أو ما يسمى دستور 30 وفى الوقت نفسه، كان يخوض معركة أهم لإعادة دستور 23، وكان النحاس باشا عندما يصل بالقطار إلى إحدى المدن، يغلق الجنود المحطة ويتم منعه من الخروج منها أو دخول الجماهير إليها ويظل قابعًا أمام مقر المحطة إلى أن يضطر للعودة إلى القاهرة، فيبادر إلى التسلل إليها بالسيارة، مثلما فعل فى مدينتى بنى سويف والمنصورة، حيث حاول صدقى باشا بطرق ملتوية إفشال عقد اجتماعات النحاس مع أنصاره، وإجباره على العودة إلى القاهرة بدون إلقائه خطبه الحماسية، وأصدر قرارًا بحظر التجمهر وأعطى قوات الأمن أوامر بفض التجمعات الجماهيرية بالقوة والقبض على المشاركين فيها وتقديمهم للمحاكمة. وفى خطابه بالمنصورة تحدث مصطفى النحاس عن إصابة سينوت حنا قائلاً: كان عن يسارى وكانت الطعنة مصحوبة إلى ظهرى، فدافع عنى وتلقى الطعنة بذراعه، حفظه الله. ووصف النحاس.. سينوت حنا قائلاً إنه: «أعز عزيز على نفسى من نفسى»..

ونشرت «الأهرام» يوم 9 يوليو عام 1930 الرواية التالية: جاءت سيارة النحاس ومن معه، فأفسح لها الجنود الطريق، فاجتازت كوردونين، وعند الكوردون الثالث، أوقف جنود مسلحون ببنادقهم وسنجاتهم السيارة، فظن النحاس باشا وزملاؤه أن المقصود إنزال الذين أحاطوا بالسيارة من الأهالى، ولكن ما كان أشد دهشتهم عندما رأوا الجنود يصوبون سنجات بنادقهم إلى جميع ركاب السيارة، ومنهم النحاس باشا نفسه، فلما رأى سينوت حنا جنديًا يصوب السنجة إلى ظهر النحاس، أسرع لمنع سهم الجندى، فتلقى السنجة فى ذراعه اليمنى وأصيب بجرح بالغ، وأسرع محمد أفندى عنان باحتضان الرئيس، لمنع سنجات الجنود من الوصول إليه، وقد انطبع الدم الذى سال من جرح سينوت حنا على ملابس النحاس... 

«وللمقال تتمة»

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية مصطفى النحاس باشا يوم 9 يوليو المنصورة النحاس باشا

إقرأ أيضاً:

مؤسس النادي الأهلي «إسكندراني».. عمر لطفي بك صاحب فكرة الإنشاء عام 1905

عمر لطفي بك اسمه بالكامل، عمر لطفي بن يوسف عاشور المصري، هو محامٍ وحقوقي مصري، اشتهر بكونه أبو التعاون في مصر وأحد رواد الحركة التعاونية في العالم وكذلك بدعمه لحقوق المرأة، كما أنه صاحب فكرة تأسيس النادي الأهلي المصري، وُلد عمر لطفى بك سنة 1867 بالإسكندرية، حيث ترجع أصوله إلى أسرة مغربية وفدت إلى مصر في عهد محمد علي باشا، واختار أن يكتب لنفسه صفحة مضيئة في تاريخ الأهلي، حيث كان صاحب فكرة تأسيس هذا الكيان العريق، في عام 1905 وتم الموافقة على إنشاء شركة النادي الأهلي للرياضة البدنية، وتم طرح الأسهم بسعر 5 جنيهات للسهم، وتم جمع مبلغ 3165 جنيها خلال عام، وفي العام التالى تم الحصول على قرض من البنك الأهلي المصري قيمته 1000 جنيه ليتم إشهار النادي، وساهم طلعت حرب بمبلغ 100.

 

تنازل عمر لطفي عن رئاسة الأهلي 

ويقول محمد السيد، مسؤول الوعي الأثري بإدارة الآثار بالإسكندرية لـ«الوطن»، تنازل عمر لطفي بك عن شرف المنصب التاريخي لرئيس النادي الأهلي الأول لصالح الإنجليزي ميشيل إنس الذى كان مستشارًا بوزارة المالية آنذاك، لتيسير عملية الدعم المالي للنادي وعقد أول اجتماع رسمي لمجلس إدارة النادي فى 24 أبريل 1907، واجتمعت اللجنة بمنزل ميشيل إنس بالجيزة برئاسته وعضوية كلٍّ من إدريس راغب بك وإسماعيل سري باشا وأمين سامي باشا وعمر لطفى بك ومحمد أفندي شريف سكرتيرًا، وتمت الموافقة على تأسيس النادي، وطرح إسماعيل سرى باشا خلال اجتماع الرسم الذى صممه للمبنى الرئيسي للنادي باعتباره مهندسًا معماريًّا.

 عمارة عمر لطفى بك 

ويضيف محمد السيد أن عمر لطفي بك وُلد في محافظة الإسكندرية وعاش فيها وما زالت عمارته على كورنيش الإسكندرية تحمل اسمه على كورنيش الإسكندرية بمحطة الرمل، رغم أنه باعها لسيدة يونانية، وله شارع يحمل اسمه بمنطقة المنشية حتى الآن، وكان عمر لطفي رئيساً لنادي طلبة المدارس العليا حينذاك، وهذا ما جعله يفكر فى إنشاء نادٍ رياضي لطلبة المدارس العليا لقضاء أوقات فراغهم، وكان أمين سامي باشا أول من اقترح هذا الاسم، وتمّت تسمية الأهلي بهذا الاسم؛ لأنه نشأ لخدمة طلبة وخريجي المدارس العليا والذين كانوا الدعامة الأساسية للثورة ضد الاحتلال الإنجليزي، ولذلك نشأ وطنيًّا مصريًّا للم شمل الشباب المصري، وقررت الجمعية العمومية للنادي التي كان رئيسها الأول شرفيًّا هو سعد زغلول وزير المعارف وقتها لأول مرة وتم اختيار اسم «النادي الأهلي للرياضة البدنية».

مقالات مشابهة

  • الفنانة نيللي: "فوازير رمضان" نافذتي إلى قلوب الجماهير بمصر والوطن العربي
  • الدبكة الاردنية تثير تفاعل الجماهير بمهرجان الإسماعيلية الدولي
  • كان في مستشفى العباسية.. عامل يسكب على نفسه "مية نار" بورشة نحاس
  • النقش على النحاس.. فن عابر للأزمان بحى الجمالية
  • النقش على النحاس .. فن عابر للأزمان بحي الجمالية
  • محمد أحمد ماهر ينضم لقائمة أبطال مسلسل "حكيم باشا" مع مصطفى شعبان
  • أبطال أوروبا.. ريال مدريد يسعى لمصالحة الجماهير أمام ليل
  • مؤسس النادي الأهلي «إسكندراني».. عمر لطفي بك صاحب فكرة الإنشاء عام 1905
  • أستاذ إعلام: الحوار الوطني منصة لمناقشة دعم الاستقرار الإقليمي
  • تعرف على موعد تصوير أحمد بدير مسلسل حكيم باشا