عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: السنة النبوية فى حفظ الله بنص القرآن الكريم
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
عقد جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2024 ، ندوتَه الثقافية الثانية، بعنوان "السنة النبوية بين الحفظ والتدوين.. سؤالات وأجوبة"، بمشاركة العلامة المحدث فضيلة أ.د. أحمد معبد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أدار الندوة د. محمد أحمد معبد، مدير عام الشئون الفنية العلميَّة بمشيخة الأزهر.
وخلال الندوة، أكد أ.د. أحمد معبد، أن السنة النبوية المطهرة محفوظة بحفظ الله عز وجل، وذلك بنص القرآن الكريم، مصداقًا لقوله تعالى: {ثم إن علينا بيانه}، لافتًا إلى أنَّ الصحابة والتابعين كانوا يستذكرون الحديث كما يستذكرون القرآن، فكل ما صَدَرَ عن الرسول قولًا أو فعلًا أو تقريرًا كان محفوظًا في أذهان الصحابة ثم التابعين وتابعيهم انتهاءً إلى مرحلة التدوين.
وأشار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إلى أن السنة النبوية قد مرت بمراحل متعددة، وأنه يجب التفرقة بين مراحل الحفظ والكتابة والتدوين؛ حيث بدأت هذه المراحل بمرحلةِ الحفظ التي كانت عند مَن يمارسها أقوى من الكتابة في هذا العهد، لافتًا إلى أنَّ الحفظ كان هو السلاح الأمضى في حفظ السنة، فكان الحفظ تيسيرًا لا ضياعًا.
وذكر العلَّامة الشيخ أحمد معبد أن السنة النبوية بدأت كتابتها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان كلامُه للصحابة: "اكتبوا"، منبهًا في الوقت نفسه أن الكتابة وقتها لم تكن تغني عن الحفظ، فكانت الكتابة بجانب الحفظ، ثم كانت الكتابة متواصلةً في عهد التابعين وتابعيهم، موضِّحًا أن المرحلة التي تلت مرحلتي الحفظ والكتابة كانت التدوين، والتي تعني كتابة السنة النبوية منظمة على أبوابٍ وموضوعاتٍ تمثل العقيدة والشريعة الإسلامية، بما تشمله بما صدر عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قولًا أو فعلًا أو تقريرًا.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ حيث يضمُّ الجناح عددًا كبيرًا من الإصدارات المتميزة للمجلس، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الندوات والأنشطة والفعاليات التي تركز على نشر قيم الخير والمحبة والسلام والتعايش المشترك بين جميع البشر.
ويقع جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بجوار جناح الأزهر الشريف، في قاعة التراث رقم (4)، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السنة النبویة أحمد معبد
إقرأ أيضاً:
ما هو قدر القراءة في صلاة التراويح؟ اعرف آراء العلماء
اتفق الفقهاء على أنه يُجزئ فى صلاة التروايح من القراءة ما يُجزئ فى سائر الصلوات، واتفقوا أيضًا على القول باستحباب ختم القرآن فى الشهر.
وروى البخاري ومسلم فى "صحيحيهما" عن السيدة فاطمة- رضي الله عنها- قالت: "أَسَرَّ إلى النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي".
وأقل ذلك أن يُختَم القرآنُ الكريم مرةً واحدةً، وما زاد فهو للأفضلية؛ نص على ذلك أئمة المذاهب الفقهية المتبوعة، فذهب الإمام أبو حنيفة إلى القول بسنِّيَّة قراءة 10 آياتٍ في الركعة الواحدة؛ ليحصل له ختم القرآن مرةً في الشهر، مع القول بإجزاء ما هو أقل من ذلك.
صلاة التراويح في المنزلقالت دار الإفتاء، إنه يجوز للمسلم أن يصلي صلاة التراويح في المنزل، ولكن صلاتها في الجماعة أفضل على المفتى به، وهو مذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة.
واستندت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «هل يجوز للمرء المسلم أن يصلي صلاة التراويح في منزله؟» إلى ما قاله ابن قدامة في «المغني» (2/ 123): «وَالْمُخْتَارُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِعْلُهَا –أي التراويح- فِي الْجَمَاعَةِ، قَالَ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: الْجَمَاعَةُ فِي التَّرَاوِيحِ أَفْضَلُ، وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُقْتَدَى بِهِ فَصَلاهَا فِي بَيْتِهِ خِفْت أَنْ يَقْتَدِيَ النَّاسُ بِهِ، وَقَدْ جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «اقْتَدُوا بِالْخُلَفَاءِ»، وَقَدْ جَاءَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي الْجَمَاعَةِ».
وأشارت إلى أنه ذهب المالكية إلى ندب صلاة التراويح في المنزل، ولكن هذا الندب مشروط بثلاثة أمور ذكرها: الصاوي في «حاشيته على الشرح الصغير» فقال: [قَوْلُهُ: (وَنُدِبَ الِانْفِرَادُ بِهَا) إلَخْ: حَاصِلُهُ أَنَّ نَدْبَ فِعْلِهَا فِي الْبُيُوتِ ومَشْرُوطٌ بِشُرُوطٍ ثَلَاثَةٍ: أَنْ لَا تُعَطَّلَ الْمَسَاجِدُ، وَأَنْ يَنْشَطَ لِفِعْلِهَا فِي بَيْتِهِ، وَأَنْ يَكُونَ غَيْرَ آفَاقِيٍّ بِالْحَرَمَيْنِ، فَإِنْ تَخَلَّفَ مِنْهَا شَرْطٌ كَانَ فِعْلُهَا فِي الْمَسْجِدِ أَفْضَلَ».
إمامة المرأة للنساء في صلاة التراويحوقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الصلاة عبادة شرعها الله بكيفيتها وهيئتها لم يجتهد في رسمها أحد، وجعل الله لها شروط صحة، وجعل كون الإمام ذكرًا شرطًا لصحة صلاة الجماعة، وليس حقًّا للرجل، ولا انتقاصًا للمرأة، بل هذا أمر تعبدي في المقام الأول.
وأضاف علي جمعة، في فتوى له عن حكم إمامة المرأة في الصلاة، أنه قد اتفق المسلمون على تكريم المرأة، ورأوا أن منعها من إمامة الرجال من باب التكريم لا من باب الإهانة والانتقاص، ومن أوامر الإسلام لهذا الغرض أيضًا أن الله تعالى أمر النساء أن يقفن خلف صفوف الرجال؛ لأن صلاة المسلمين قد اشتملت على السجود، فكان ذلك من قبيل قول العرب : «إنما أخرك ليقدمك»، فتأخير النساء في صفوف الصلاة ليس نوعًا من أنواع الحط من كرامتهن، بل ذلك إعلاء لشأنهن، ومراعاة للأدب العالي، وللحياء، وللتعاون بين المؤمنين ذكورًا وإناثًا على الامتثال للأمر بغض البصر.
وفي الحقيقة فإن مسألة «إمامة المرأة للرجال في الصلاة» ينظر إليها من زاويتين؛ الزاوية الأولى : هي زاوية الواقع العملي للمسلمين، وتطبيقهم الفعلي على مر العصور والدهور، والثانية: هي التراث الفقهي، والواقع النظري المعتمد لديهم.