بهدف العودة إلى المشهد.. تفاصيل خطة الوهم الإخوانية للتأثير على وعي المصريين
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
من جديد تحاول جماعة الإخوان الظهور في المشهد السياسي، رافضة الاعتراف بأن الزمن تجاوزها، وأن الوعي الشعبي صار عصيا على الاختراق، فضلا عن التزييف.
وتتجاهل جماعة الإخوان ما تعيشه من حالة تفتت، وانهيار، وفقدان للمصداقية، هي الأعنف في تاريخها، وتسعى إلى مغازلة القلة الباقية من أتباعها، بهدف إيهامهم بأنها مازالت قادرة على التأثير.
وتعتمد خطة الوهم الإخوانية على إطلاق لجانها الإلكترونية لإثارة الشائعات، والدعوة إلى التظاهر، بالتزامن مع ذكرى 25 يناير، وهو ما قوبل بحالة عزوف وتجاهل تام من المواطنين، تأكيدا على موت الجماعة في مصر، بعد أن لفظها الشارع، وانفض من حولها الجميع تقريبا.
دعوات التظاهر أطلقها قادة التنظيم المدرج بقوائم الإرهاب، وفي مقدمتهم الإخواني الهارب في تركيا محمود فتحي، لكنها دعوات لقيت المصير ذاته الذي تلقاه الجماعة في مصر، وهو التجاهل التام من الشعب، واليقظة الدائمة من أجهزة الأمن.
الجماعة الإرهابية بلا تأثير
تعليقا على محاولات الجماعة للعودة إلى المشهد، أكد الدكتور رفيق الدياسطي، أستاذ الجغرافيا السياسية، أن الجماعة تعيش في كهف من الخيالات والأوهام، التي تجعل قادتها غير مدركين أن الواقع تجاوز جماعتهم.
وأوضح الدياسطي أنه مع كل خطة تحاول الجماعة تطبيقها أملا في العودة، تجد نفسها محاصرة بتجاهل وعزوف جميع فئات الشعب، لا سيما بعد أن زادت نسبة الوعي الفردي، وأصبح المواطنون على دراية بأكاذيب وأباطيل الجماعة، وسعيها للمتاجرة بالشعارات، من أجل دفع الناس إلى تحقيق أهداف الجماعة، المعتمدة على تخريب الأوطان، وتدمير مقدراتها لإخضاعها، عبر عمل ممنهج يتم خلاله توظيف اللجان الإعلامية التابعة لها، بغرض ترويج الشائعات وتكريس الإحباط والتحريض على العنف، وزعزعة الاستقرار والسلام المجتمعي.
وشدد الدياسطي على أن جماعة الإخوان انتهت يوم خرج الشعب ثائرا ضدها في 30 يونيو، ليكتب بذلك شهادة وفاة التنظيم الأخطر ربما في تاريخ العالم.
الإخوان جماعة بلا ظهير
من جهته وصف عمرو عبد المنعم، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، جماعة الإخوان بأنها "جماعة خاوية وبلا ظهير في مصر"، مشددا على أن الجميع يدركون الآن أنه لا هدف للجماعة سوى الصدام مع الدولة.
وأشار عبد المنعم إلى أن الجماعة فقدت تركيبتها في مصر، وتفتت تماما، وهو ما يفكر قادتها حاليا في وسيلة لتلافيه عبر خطة ممنهجة تعتمد على إثارة الرأي العام.
وشدد عبد المنعم على أن الرفض الشعبي للجماعة، وانكشاف أنها من أهم الأسباب التي دفعت البلاد لمرحلة حرجة للغاية، كان له أثر مهم في دحرها.
واتفق عبد المنعم مع الرأي القائل بأن اليقظة الأمنية من أهم أسباب دحر الجماعة وتراجعها، لا سيما في ظل إجهاض 129 محاولة لتكوين بؤر إرهابية، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه عدد من الكيانات التجارية التي تقدّر قيمتها السوقية بـ3.6 مليار بسبب دعمها للإخوان، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاخوان هناء قنديل 25 يناير الجماعات المتطرفة الاخوان المسلمين في مصر جماعة الإخوان عبد المنعم فی مصر
إقرأ أيضاً:
الدولة الأردنية والإسلاميون من التوافق إلى الحظر
عمّان- في تطور لافت، اعتقلت الأجهزة الأمنية الأردنية، مساء أمس الأحد، القيادي البارز في الحركة الإسلامية أحمد الزرقان، الذي يعد أرفع شخصية قيادية يتم اعتقالها منذ قرار السلطات الأردنية حظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين واعتبارها "جمعية غير مشروعة".
واستهجن المحامي عبد القادر الخطيب نائب رئيس لجنة الحريات في حزب جبهة العمل الإسلامي اعتقال الزرقان (72 عاما)، وقال للجزيرة نت إن نهج الاعتقالات بحق بعض قيادات الحركة الإسلامية من شأنه أن يقدم صورة مغايرة للأردن أمام الرأي العام المحلي والعالمي بما لا يخدم مصالحه العليا.
ودعا الخطيب الحكومة لتغليب الحكمة والتهدئة والإفراج عن الزرقان والقيادي الآخر في الحركة الإسلامية عارف حمدان، وعن جميع المعتقلين السياسيين على خلفية فعاليات التضامن مع غزة، لافتا إلى أنه مُنع من زيارة المعتقلين أكثر من مرة، واستدرك "لا يوجد أي مسوغ قانوني لهذه الاعتقالات واستمرارها".
ضمن الحملة
ورجَّح مراقبون أن يكون اعتقال الزرقان وحمدان مرتبطا بالتحقيقات الجارية حول الملف المالي للإخوان المسلمين، في إطار حملة أمنية للبحث عن وثائق ومستندات قد تُدين الجماعة.
وتزامنت هذه الاعتقالات مع قرار الحكومة الأردنية الأخير، الذي أعلن فيه وزير الداخلية مازن الفراية حظر جماعة الإخوان المسلمين رسميّا.
إعلانواعتبر الفراية الانتساب للجماعة أو الترويج لأفكارها عملا مخالفا للقانون، مؤكدا إغلاق مقراتها ومكاتبها كافة، حتى لو كانت بالتشارك مع جهات أخرى.
كما سارعت الحكومة -من خلال لجنة مختصة- إلى مصادرة ممتلكات الجماعة المنقولة وغير المنقولة، تنفيذا للأحكام القضائية ذات الصلة، وشدَّدت السلطات على أنّ التعامل مع الجماعة عبر وسائل الإعلام أو منصات التواصل يخضع للمساءلة القانونية.
وحسب مراقبين، فإن قرار الداخلية الأردنية لم يشمل حزب جبهة العمل الإسلامي، الذي لم توجّه له أيّ تُهم رسمية، ولم تُحرّك النيابة العامّة دعوى ضدّه، مما يعني أنّ أيّ إجراء مُحتمل لا يزال ضمن دائرة التقديرات القانونية، وليس الحقائق القضائية.
وتأتي هذه التطورات وغيرها في الوقت الذي أعلنت فيه دائرة المخابرات الأردنية يوم 15 أبريل/نيسان الجاري القبض على خلية قالت إنها كانت تقود "مخططات تتمثل في تصنيع صواريخ، وحيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية وإخفاء صاروخ مجهز للاستخدام، ومشروع لتصنيع طائرات مُسيَّرة".
وتحدث الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، عن إلقاء القبض على "16 ضالعا بتلك المخططات التي كانت تتابعها الدائرة بشكل استخباري دقيق منذ 2021".
وكان الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي وائل السقا أكد أن الحزب مارس نشاطاته ومهامه كافة خلال السنوات الماضية، وفقا للدستور والقانون الأردنيين.
وأضاف -خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء الماضي- أن "قرار الحكومة المتعلق بحظر النشاط السياسي لجماعة الإخوان المسلمين لا يعني الحزب".
وشدَّد الحزب على أنه يعمل وفق الدستور والقوانين الناظمة للأحزاب ويمارس دوره السياسي والوطني، مؤكدا رفضه "أي تحريض أو تطاول أو تشكيك بالدور الوطني الذي يقوم به ضمن أي خصومة سياسية".
إعلانمن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد أبو رمان إنه بعد معركة قضائية استمرّت أعواما، أقرت محكمة التمييز عام 2020 مصادرة ممتلكات جماعة الإخوان المسلمين، وتضمّنت القرارات نصوصا تفيد بتأكيد أن الجماعة القديمة غير شرعية.
وأضاف "خاض حزب جبهة العمل الإسلامي، بالشراكة غير الرسمية مع الإخوان، الانتخابات النيابية في سبتمبر/أيلول 2024، وحصدوا أكبر عدد من الأصوات في تاريخ الجماعة، ولم يؤثر ذلك على موقف مؤسّسات الدولة، حتى تدحرجت الأزمة أكثر مع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة".
لكن القشّة التي قصمت ظهر البعير -وفق أبو رمان- "تمثّلت في مجموعات جرى الإعلان عنها، وقضية الأسلحة، وأغلبها من الإخوان أو في الأوساط التنظيمية والقريبة منها، مما دفع الدولة إلى وضع حدّ للحالة غير القانونية السائدة سابقا، وإعلان حظر أنشطة الجماعة، من دون التعرّض للحزب السياسي الذي يمثّلها عمليا وأغلب أعضائه من أبناء الجماعة، وله تمثيل نيابي واسع وعريض".
الأردن مختلفوحول توجه الدولة نحو مزيد من التصعيد والاعتقالات في صفوف قيادات الحركة الإسلامية، أوضح أبو رمان أنه لا يعني قرار الحكومة الأردنية حظر عمل الإخوان المسلمين أن يتم استنساخ نماذج وتجارب عربية أخرى حكمت على الجماعة وحزبها بـ"الإرهاب"، وزجّتهم جميعا بالسجون، وجرّمت بصورة قطعية الانتماء للجماعة أو حزبها أو حتى تبني هذا الخطاب.
وذكر أن القرار والسياسة الأردنيين أبعد ما يكونان عن هذا الخط، وأن المسألة ضبط العمل ليكون ملتزما بقواعد اللعبة السياسية وبمظلة القانون وعلنا، وهو أمر قد يكون في صالح الحركة الإسلامية مستقبلا، ويدفعها أكثر فأكثر نحو الواقعية السياسية والعمل العلني، بعيدا عن "الازدواجيات".
بدوره، استنكر الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن حملات "التجييش والشيطنة" التي أعقبت الكشف عن خلايا اتُهمت بتصنيع أسلحة، وتم ربطها بالحركة الإسلامية، واستغلت من قبل الخصوم السياسيين لتصفية الحسابات مع الحركة في الأردن بشكليها الدعوي والسياسي.
إعلانوعبَّر الملتقى في بيانٍ صادر عنه، أمس الأحد، عن استغرابه مداهمة مقرات حزب جبهة العمل الإسلامي، مع أنه "مرخص ويمارس أعماله تحت سقف القانون والدستور".
وكانت محكمة التمييز الأردنية، وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد، قد قررت حلّ جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في 15 يوليو/تموز 2020، لـ"عدم تصويب أوضاعها القانونية وفقا للقوانين الأردنية، واعتبار جماعة الإخوان المسلمين منحلة حكما وفاقدة لشخصيتها القانونية والاعتبارية".