مسلمي أوروبا يكشف انعكاسات حرب غزة على الشعوب الأوروبية.. إقبال عال على الإسلام
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
أكد مؤتمر مجلس مسلمي أوروبا أثر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، على الدول الأوروبية، لافتا إلى تضاعف أعداد المقبلين على الديانة الإسلامية منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي، في ظل قفزة فكرية دفعت الآلاف إلى إعادة قراءة الإسلام والاطلاع عليه.
واحتضنت مدينة إسطنبول، الجمعة، فعاليات مؤتمر مجلس مسلمي أوروبا تحت عنوان "تداعيات الشرق الأوسط على أوروبا ودور مسلمي أوروبا"، حيث شدد متحدثون في الجلسة الافتتاحية على أثر العدوان الإسرائيلي الدموي ضد غزة على الإنسان الغربي.
وشهد المؤتمر حضور أكثر من 200 مشارك من قادة وممثلي المؤسسات الأوروبية الأعضاء في المجلس فضلا عن لفيف من المسؤولين في الدولة التركية.
وأشار رئيس مجلس مسلمي أوروبا، عبد الله بن منصور، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، التي قامت "عربي21" بتغطيتها، إلى تاريخ الوجود الإسلامي في القارة الأوروبية وتطوره عبر العقود الأخيرة، كما أنه تطرق إلى أثر ما يحدث في قطاع غزة من جرائم دموية وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني.
وأوضح بن منصور خلال حديثه، أن الإقبال على اعتناق الإسلام وإعادة اكتشافه من قبل الغربين قد شهد قفزة نوعية خلال الأشهر الأخيرة جراء صمود الشعب الفلسطيني رغم الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة.
بدوره، تحدث نائب رئيس رئاسة الشؤون الدينية في تركيا، سليم أرغون، عن الدروس التي ينبغي على العالم الإسلامي خصوصا استخلاصها من صمود أهالي غزة، موضحا أن بعد السابع من تشرين الأول /أكتوبر أصبح الدين الإسلامي والقرآن الكريم شاغل الناس في أنحاء العالم الغربي حيث تصاعدت نسبة الإقبال والتعرف على الديانة الإسلامية.
وتطرق إلى تحرر دولة جنوب أفريقيا من نظام الفصل العنصري بعد عقود من النضال، موضحا أن دولة الاحتلال هي آخر نظام فصل عنصري إحلالي في العالم بعد انهيار الجنوب أفريقي أواخر القرن المنصرم.
وقال أرغون في كلمته الافتتاحية، إنه "تم إنشاء دولتين على أساس الفصل العنصري في القرن العشرين؛ الأولى هي جنوب أفريقيا والثانية هي دولة الاحتلال الإسرائيلي في الشرق الأوسط"، موضحا أن "الصفة المشتركة بين هاتين الدولتين، هي الاعتقاد أن بعض الاختلاف في الخصائص الخلقية تمنح الدولة حق السيطرة على الآخرين واضطهادهم".
وأضاف: "لقد انهارت الأولى واندثر نظامها، واليوم نرى أناسا من الدولة الأولى (جنوب أفريقيا) يأخذون الثانية، التي هي دولة الاحتلال، إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي".
بدوره، تطرق رئيس حزب البناء في الجزائر، والمرشح الرئاسي السابق، عبد القادر بن قرينة، إلى أن القوى في العالم تتحرك من الغرب إلى الشرق في الوقت الراهن، مشددا على ضرورة أن يكون للعالم الإسلامي دور في تشكيل ملامح النظام العالمي الذي يتبلور الآن كردة فعل على تطبيقات الدول المهيمنة على شعوب العربية والإسلامية.
وحول العدوان على قطاع غزة، أكد بن قرينة على أن فلسطين هي القضية الأولى والمركزية بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية، مضيفا أن "العالم يدرك موقع القضية بعد التهافت العسكري من العديد من دول العالم لمحاربة بضعة آلاف في قطاع غزة".
من جهته، قال النائب في البرلمان التركي، ومستشار أمين عام حزب العدالة والتنمية، أووز اوتشنجو، إن هناك إبادة جماعية مستمرة أمام أنظار العالم أجمع، لافتا إلى أن العدوان الإسرائيلي فرّغ القيم الأوروبية المتعلقة بالعدالة وحقوق الإنسان من محتواها.
وأضاف أن "ما كان يقال لروسيا قبل عامين حول جرائم الحرب في أوكرانيا، لا يقال اليوم إلى الاحتلال الإسرائيلي رغم فظاعة الجريمة المتواصلة بحق الفلسطينيين".
وتابع: "نحن ضد هذه الازدواجية في المعايير، وهذا ظلم لا مثيل له، وللأسف لم نتمكن من إيقاف ذلك، وهنا يجب أن نتعلم كيفية كيف يمكن أن نكون ذوي أصوات مؤثرة في كافة الصعد حول العالم".
أما نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عصام البشير، تحدث عن خمسة تحديات تواجه المسلمين في القارة الأوروبية اليوم، ما بين انتماء الهوية والتزامات المواطنة.
وأوضح أن التحدي الأول الذي واجه الوجود الإسلامي في أوروبا، هو "السعي لإفساد الفطرة"، لافتا إلى أن هذا التحدي هو "تحد كبير يستهدف الوجود البشري؛ وعنوانه الخروج عن قانون الفطرة لإفسادها".
والتحدي الثاني، وفقا للبشير، فيتمثل في التشكيك في الثوابت التي قامت عليها العقيدة الإسلامية، "كالتشكيك في القرآن الكريم والسنة النبوية ورواتها، وكافة المناهج التي توافق عليها المسلمون في علومهم".
ولفت إلى أن التحدي الثالث، هو "تحدي الحفاظ على الثوابت ومواكبة المتغيرات"، أما الرابع فيمكن في "تنامي إشعال الكراهية والإساءة إلى الأديان والرموز والمقدسات".
وأشار البشير إلى أن التحدي الخامس والأخير، هو "سقوط الشعارات الأخلاقية والإنسانية للغرب بعد 7 أكتوبر وحالة التحول الكبرى في الضمير العالمي الواسع"، مشدد على "ضرورة أن يكون حوار لمواجهة خطورة ازدواجية المعايير وتجزئة القيم، عبر إقامة شراكات مع أصحاب الضمير الحر لإنشاء تحالف ومنظمات لنصر المظلومين".
ويأتي مؤتمر "مجلس مسلمي أوروبا"، في ظل تنامي الرفض الشعبي في مختلف الدول الأوروبية للحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، وتزايد الوعي الغربي خصوصا لدى الشباب، بالانتهاكات الصارخة التي ترتكبها قوات الاحتلال للقوانين الدولية عامة وخصوصا منها المتعلقة بحقوق الإنسان.
ومجلس مسلمي أوروبا هو مؤسسة أوروبية مستقلة غير ربحية، تعنى بالوجود الإسلامي في أوروبا ضمن منهج الإسلام الوسطي.
وتأسس "المجلس" سنة 1989 ويضمّ في عضويته آلاف المؤسسات في أكثر من 28 دولة أوروبية ويعتبر أكبر مؤسسة إسلامية تمثل الوجود الإسلامي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية أوروبا غزة الفلسطيني الاحتلال فلسطين غزة أوروبا الاحتلال مسلمي اوروبا المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن احتضان الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعل الحلفاء القدامى للولايات المتحدة ينظرون إليها، لا باعتبارها حليفا غير موثوق به فقط، بل باعتبارها تهديدا محتملا لأمنهم.
وذكرت الصحيفة -في تقرير بقلم ياروسلاف تروفيموف- أن بقاء أميركا لمدة 80 عاما كقوة خيرية نسبيا مهيمنة في العالم، جذب لها شركاء وحلفاء راغبين في التعاون، وذلك يعود إلى مبادرتين رئيسيتين أطلقتهما استجابة للاضطرابات التي أحدثتها الحرب العالمية الثانية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جيروزاليم بوست: هل معاهدة كامب ديفيد للسلام في خطر؟list 2 of 2صحف عالمية: ترامب يرضي اليمين الإسرائيلي وحكم غزة صعب دون رضا حماسend of listكانت الأولى عقد مؤتمر بريتون وودز عام 1944، الذي كرس فكرة التجارة الحرة والتعريفات الجمركية المنخفضة، وأدى إلى ازدهار غير مسبوق بالنسبة للغرب، وكانت الثانية قيادة إنشاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو التحالف الذي انتصر في الحرب الباردة وضمن السلام في أوروبا.
ولتشكيل هذا النظام من الفوضى، وعلى أنقاض الحرب العالمية الثانية، كما كتب دين أتشيسون، المستشار الرئيسي للرئيسين فرانكلين روزفلت وهاري ترومان المعادي للانعزاليين الذين ينادون بشعار "أميركا أولا"، يجب أميركا أن "تبذل جهدا خياليا فريدا من نوعه أكثر حتى من ذلك الذي بُذِل في فترة الحرب السابقة".
إعلان
البحث عن رد
ورأت الصحيفة أن إرث هاتين المبادرتين بدأ يتراجع بسرعة مذهلة بسبب مساعي ترامب الذي استهدفت إدارته الثانية أقرب حلفاء أميركا برسوم جمركية عقابية، وأمرت بوقف مفاجئ للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، وجمدت المساعدات الخارجية، وتميل إلى إعادة تنظيم جيوسياسي جانح لروسيا الاستبدادية، على حد تعبير الصحيفة.
وقد دفعت تحركات ترامب هذه بقية العالم -حسب الصحيفة- إلى البحث عن رد، وقال النائب الكندي إيفان بيكر، مرددا وجهة نظر أصبح عليها إجماع أوروبا "لقد غيرت الولايات المتحدة من وقوفها مع الديمقراطيات مثل كندا وفرنسا واليابان، وهي تقف الآن مع الدكتاتوريين مثل بوتين، ويجب أن يشعر الناس في البلدان الحرة في جميع أنحاء العالم بالقلق الشديد".
وفي خطاب دراماتيكي، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحملة إعادة تسليح كبرى، وقال إن أوروبا لا يمكنها السماح لواشنطن وموسكو بتحديد مستقبلها، وبالتالي يجب عليها الآن الاستعداد لأميركا التي لم تعد إلى جانبها.
وإذا كان ترامب -كما ترى الصحيفة- شكك أثناء رئاسته الأولى، علنا في قيمة التحالفات والتجارة الحرة، وأعرب عن إعجابه بالزعماء الاستبداديين واحتقاره للديمقراطيات الأخرى، لا سيما في أوروبا، فإنه اليوم يعود بلا معارضة تقريبا لمتابعة هذه الدوافع بقوة غير مقيدة وبلا مثيل، مضيفا إليها المطالبات المفترسة بأراضي الغير، مثل كندا وغرينلاند وقناة بنما وحتى قطاع غزة.
وقال مايكل فوليلوف، المدير التنفيذي لمؤسسة لوي للأبحاث في أستراليا، إن "ترامب في ولايته الأولى، اعتقد أن أميركا كانت ضحية للخداع، وكان رد فعله هو التقشف، أما في ولايته الثانية، فيدفعه الاعتقاد نفسه لطلب المزيد من أموال الحماية والمزيد من الأراضي، وهو مستعد لاستخدام الإكراه للحصول على هذه الأشياء".
إعلانوحذرت إيفلين فاركاس، المديرة التنفيذية لمعهد ماكين، من أن المزيج المتفجر من مذهب ترامب التجاري الجديد واحتضانه التفكير الإمبراطوري الذي يشبه القرن التاسع عشر قد يدفع العالم نحو حريق جديد، لأن "كلا من جانبي سياسته الخارجية، المكون الأمني وكذلك المكون التجاري والاقتصادي، يحملان الكثير من الخطر، ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة، بل والعالم".
وذكرت وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة، التي لم تكن دائما قوة عالمية حميدة، لم تحاول طوال قرن من الزمان الاستيلاء بشكل دائم على أراضي دول أخرى، رغم أنها دعمت الانقلابات والدكتاتوريات القمعية في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، وغزت واحتلت العراق عام 2003.
غير أن حروب ترامب التجارية -كما تقول الصحية- وإذلاله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وتهديداته لكندا وبنما والدانمارك، وتهميشه الحلفاء الأوروبيين أدت إلى تآكل هذا الإرث في جميع أنحاء العالم، وغيّرت صورة أميركا في آسيا "من دولة محررة إلى دولة هدامة"، كما قال وزير الدفاع السنغافوري نغ إنغ هين، أحد أقرب شركاء واشنطن الآسيويين.
والسؤال الحاسم الذي يطرحه الحلفاء الآسيويون على أنفسهم هو الآن: هل إدارة ترامب، بعد أن بدت وكأنها تقبل حق روسيا في منطقة نفوذ بأوروبا، ستسعى أيضا إلى إيجاد تسوية مماثلة فوق رؤوسهم لتقاسم العالم مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، خاصة بعد أن قال وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية إلبريدج كولبي إن تايوان، رغم أهميتها الكبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، ليست "مصلحة وجودية؟".
الصين أم أوروبا؟وفي هذا السياق، قدمت الصين نفسها للأوروبيين على أن نهجها الدبلوماسي يؤكد على السلام والصداقة وحُسن النية والتعاون المربح للجانبين، معربة عن فظاعة تعامل ترامب معهم، واتفقت معهم على أن مستقبل أوكرانيا لا ينبغي أن تقرره واشنطن وموسكو وحدهما.
إعلانويأتي ذلك -حسب الصحيفة- في وقت أدركت فيه الحكومات الأوروبية أن الولايات المتحدة تتحول من حليف إستراتيجي إلى مفترس، مما يعني أن إعادة التوازن أمر لا مفر منه، وإن كانت لا تزال تتشبث بالأمل في أن الرابطة عبر الأطلسي التي استمرت 8 عقود من الزمان سوف تبقى بطريقة أو بأخرى.
وتساءلت ريم ممتاز، المحللة في مؤسسة كارنيغي بباريس، هل الأوروبيون قادرون على أن يصبحوا القطب الرابع، بحيث لا يتم استيعابهم في مجالات نفوذ روسيا ولا الولايات المتحدة ولا الصين، أم إنهم مقتنعون بأنهم لا يستطيعون ذلك، ومن ثم سيكون هناك تقسيم لأوروبا".
وقال المارشال الجوي المتقاعد إدوارد سترينغر، رئيس العمليات السابق في هيئة أركان الدفاع البريطانية، إن نوعا من "تحالف شرق الأطلسي"، ربما يشمل كندا، قد يحل محل الناتو في السنوات المقبلة، وأوضح "أن أوروبا لديها فرصة عابرة لمواجهة التحدي الذي يفرضه بوتين وترامب بشكل مباشر وغير مباشر".
وقال ثورستن بينر، مدير معهد السياسات العامة العالمية في برلين، متحدثا عن أوروبا "لقد اتبعنا دائما مبدأ الأمل في الأفضل، ولكننا الآن نستعد أخيرا للأسوأ، بأن تصبح الولايات المتحدة قوة معادية علنا متحالفة مع روسيا"، وتساءل: هل فات الأوان؟
في حين أن تآكل التحالفات بين الولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى يصب في مصلحة الصين، فإن الفائز الأكبر في النهاية قد يكون أوروبا، كما يرى الأدميرال البحري الأميركي المتقاعد جيمس ستافريديس، الذي يقول "إن الأحداث التي تنسحب فيها الولايات المتحدة من الممكن أن تدفع أوروبا إلى التوحد والإرادة والوحدة، وتجعلها قوة أكثر أهمية في العلاقات الدولية".