ميقاتى: ملتزمون بإبعاد الحرب عن لبنان
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتى التزام حكومته بإبعاد الحرب عن لبنان، مجددا مطالبة المجتمع الدولى بوقف الانتهاكات والاستفزازات والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان.
جاء ذلك فى كلمته اليوم أمام مجلس النواب اللبنانى بالجلسة المخصصة لمناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للدولة اللبنانية للعام الجاري، والذى قدمته الحكومة فى للبرلمان فى شهر سبتمبر الماضى لتكون المرة الأولى التى تقدم فيها الحكومة مشروع قانون الموازنة ضمن المهل الدستورية منذ عام 2002 .
واعتبر ميقاتى فى كلمته أن النهج الدبلوماسى والتفاوضى هو المدخل الحقيقى والضامن لتحقيق الاستقرار الدائم بدءا من وقف العدوان على غزّة والشروع فى حل عادل ومنصف للقضية الفلسطينية يرتكز بشكل أساسى على إقامة الدولتين .
وأوضح ميقاتى أن الموقف الرسمى الذى يرد به على الرسائل الرسمية الخارجية يتضمن التأكيد على فرض وقف دائم للحرب فى غزة لتأمين المساعدات الإنسانية لسكان غزة المحاصرين، ما يسمح بإعادة عقد جلسات التوسط لتبادل الأسرى والمحتجزين .
وأضاف أن الموقف الرسمى يتضمن أيضا إعادة عقد اجتماعات ثلاثية لحل النزاعات المتبقية بين لبنان وإسرائيل من خلال تنفيذ كل معاهدات وقرارات الأمم المتحدة، بدءا من معاهدة وقف إطلاق النار فى عام 1949 وصولاً إلى تنفيذ القرار الأممى رقم 1701، وذلك بالإضافة إلى ضرورة إطلاق مبادرة دولية لحل دائم للنزاع الفلسطينى الإسرائيلى وإحياء مبادرة الدولتين التى ستضمن حقوقا عادلة وشاملة للفلسطينيين وأمنا مستداما للإسرائيليين.
وعن مناقشات مشروع قانون الموازنة، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتى إلى أن الموازنة من أهم أولويات الحكومات لأنها تؤمن بالدرجة الأولى الانتظام المالى للدولة، معتبرا أن إقرار الموازنة من أهم مهام المجلس النيابى لتأمين استمرارية المرفق العام وانتظام حسابات الدولة، ولكى يكتمل المسار الديمقراطى السليم.
وأكد أن الموازنة تتوافق مع الظروف الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والدولية التى يمر بها لبنان، مع مراعاة المناخات السلبية الاقليمية التى أثرت على مجمل الحركة فى البلد وحرمت الدولة الكثير من الموارد والايرادات.
واستنكر ميقاتى ما وصفه بمحاولة البعض تحويل الانظار عن مسئوليته المباشرة، ومسئولية النواب بانتخاب رئيس جديد للبلاد، بتوجيه الاتهامات الى الحكومة وإلى رئيس الحكومة شخصيا بمصادرة صلاحيات الرئيس والانقلاب على الدستور، مشددا على على ضرورة إنتخاب رئيس جديد.
وأوضح أن المجلس الدستورى بوصفه أعلى مرجع دستورى فى البلاد حسم بقراره مسألة دستورية جلسات الحكومة ودستورية الآلية المعتمدة لعقدها، وكيفية اتخاذ القرار فى مجلس الوزراء، مؤكدا أن أى حجة لتعطيل مجلس الوزراء واهية.
وشدد على أنه مستمر فى القيام بكل ما هو متاح بحكم الدستور والمصلحة العامة لتأمين استمرارية سير المرافق العامة.
وتطرق ميقاتى فى كلمته إلى موضوع النازحين، حيث أكد أن الحكومة لم توفّر جهدا الا واثارت هذا الملف فى كل المحافل الدولية، مشددا على أن كل جلسة للحكومة يتم بحث هذا الملف سعيا لايجاد الحلول المرجوة.
وأكد أن مشروع القانون يعالج أولويات الحكومة ويؤسس لبدء التعافى من أثر الازمات الخانقة التى عاشتها البلاد فى السنوات الاخيرة، واستكمال ما تم تحقيقه مع موازنة 2022 من حيث توحيد سعر الصرف و تعزيز الواردات وإزالة الضغوطات التمويلية عن المصرف المركزي، وذلك تمكينا للاستقرار المالى والنقدى الذى توصلت إليه الحكومة تدريجيا خلال العام المنصرم رغم الظروف السياسية والامنية الداخلية والاقليمية المعاكسة.
وأفاد بأن الاستقرار فى سعر الصرف مؤخرا ناتج عن زيادة واردات الدولة وسحب السيولة من الاسواق وكذلك امتناع مصرف لبنان عن ضخ السيولة فى الأسواق.
وقال ميقاتي: "هناك حاجة إلى إصلاحات بنيوية فى عدة مجالات كالتهرب الضريبى ومحاربة التهريب والفساد وتحديث بعض القوانين التى مضى عليها الزمن، ولكن هذه الإصلاحات الهيكلية لا تُعطى نتيجة فى المدى القريب بل فى المدييّن المتوسط والقريب. نحن الآن نعمل على إصلاحات عدة ومنها إعادة النظر بقانون الإصلاح الضريبى وإصلاح الجمارك وإعادة النظر فى قانون المحاسبة العمومية،وكذلك اصلاح الادارة العامة ومكننتها."
ونفى وجود نية لتثبيت سعر الصرف، معتبرا أن لبنان دفع أثماناً باهظة نتيجة ربطه بشكل جامد بالدولارالأمريكي، موضحا أن مصرف لبنان يدرس كل الوسائل لتحقيق هذا الهدف ولتجنب كل سلبيات يمكن ان تنتج عن ذلك.
وختم ميقاتى كلمته قائلا: "نحن فى سعى مستمر للتعاون البناء والايجابى بعيدا عن الشعبوية والتجييش الذى لا يفيد وبالتأكيد ليس اوانه اليوم . ومن يهوى السلبية بالمطلق ليقف متفرجا ويتركنا نعمل ، فالبلد يحتاج الى جهد، ونحن كحكومة تصريف اعمال نقوم بكل ما اوتينا من قوة، لتسيير شؤون المواطنين وتأمين سير المرافق العامة ، ونسيّر امور كل الوزارات، حتى التى يقاطع وزراؤها جلسات الحكومة، لأن هدفنا خدمة المواطن ومصالحه. "
المصدر: قناة اليمن اليوم
إقرأ أيضاً:
الغريب.. والأغرب
بدد الروس فرصة كانت مواتية فى مجلس الأمن لوقف الحرب فى السودان، واستخدم المندوب الروسى فى المجلس سلاح الڤيتو فقتل مشروع قرار وقف الحرب فى المهد.
مشروع القرار كان مقدمًا فى مجلس الأمن من جانب بريطانيا وسيراليون، وكان أمل الذين قدموه أن تتوقف نار هذه الحرب التى دخلت عامها الثانى فى الخامس عشر من أبريل من هذه السنة، وكان من بين نتائجها حسب تقارير منظمة الأمم المتحدة أن ٢٥ مليون سودانى صاروا فى عداد الذين ينتظرون المساعدات الإنسانية!
الغريب أن جميع أعضاء المجلس صوتوا لصالح تمرير مشروع القرار، إلا روسيا التى شرعت سلاح الڤيتو فى وجه المصوتين لتواصل الحرب طريقها فى تدمير السودان.. وكان وزير الخارجية البريطانى قد وصف الڤيتو الروسى بأنه «وضيع»، وأضاف أنه من العار على الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن يواصل الحرب على أوكرانيا، وأن يقف حجر عثرة فى طريق وقف الحرب فى السودان.
ولم يوضح المندوب الروسى الأسباب التى دعت بلاده إلى اتخاذ هذا الموقف الغريب والعجيب، وكان كل ما فعله أنه ألمح إلى «استعمار بريطانى جديد» يقف وراء مشروع القرار.. وهذا كلام غامض كما ترى لأنه لا يشرح كيف ولا لماذا؟
وليس أغرب من الموقف الروسى إلا موقف الحكومة السودانية التى رحبت بما فعلته موسكو فى المجلس، وبغير أن تقول لنا هى الأخرى كيف ولماذا؟.. كيف ترحب بتعطيل مشروع قرار يوقف الحرب وينقذ السودان؟ ولماذا تتخذ هذا الموقف وهى أدرى الناس بما ألحقته الحرب بالبلاد من خراب، ومن تدمير، ومن تبديد للثروات العامة والخاصة؟
وقد اكتملت المأساة عندما نقلت وسائل الإعلام خبرًا عن قيادى فى قوات الدعم السريع بالتوازى مع ما جرى فى المجلس يقول فيه، إنهم فى قوات الدعم السريع التى تقاتل الجيش يفكرون فى الإعلان عن تشكيل حكومة فى المناطق التى يتواجدون فيها!
وحين يحصل هذا فسوف يكون وبالًا على كل سودانى، لأن معناه أن يلحق السودان بليبيا التى تعرف حكومتين إحداهما فى الشرق والأخرى فى الغرب.. وهكذا يتكاثر على السودانيين ما تكاثر من قبل على الليبيين، ويدفع الشعبان فى البلدين ثمن صراع على السلطة مرة وعلى الثروة مرةً ثانية!