الصالون الثقافي بمعرض الكتاب يحتفي بأدب يحيى حقي: احترم الكلمة وتبنى أجيالا من الكتاب
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
نظم معرض القاهرة الدولي للكتاب في ثاني أيامه بنسخته الـ55، ندوة ثقافية عن الكاتب والأديب الراحل يحيى حقي، ضمن مشروعات السرد العربي، واستضافت كل من منتصر القفاش الكاتب والروائي، والدكتور خيري دومة أستاذ الأدب العربي الحديث، والدكتور يسري عبدالله الناقد الأدبي بجامعة حلوان، وأدارتها سارة حازم.
من جهته، قال منتصر القفاش، إن الأعمال الأدبية للأديب الراحل يحيى حقي تستحق إعادة القراءة والتأمل، موضحا: «يفاجئنا باستمرار عند إعادة النظر لنصوص أعماله».
وأضاف «القفاش»، خلال الندوة: «علينا تعريف الأجيال الجديدة به وبأعماله وتأثيره في الأدب العربي، وهو من أبرز أعضاء نادي الكتاب الكبار في كل عصر وزمان».
وتابع الكاتب والروائي: «الأعمال الأدبية العظيمة خالدة ومستمرة، وعلينا عدم الاكتفاء بمطالعتها فقط، لكن أيضاً التعرف على القيم الفنية التي اكسبتها الاستمرارية».
ويرى أن انضمام عمل أدبي لصفوف كبار الكتاب ليس بالأمر الهين ويصعب على الكثيرين باستثناء الجادين ومن يحترمون الكلمة: «احترام الكلمة شرط أساسي، أما من يمتهن الكلمة لن يستطيع دخول هذا النادي، ولابد أن تتسع الرؤية الإنسانية للكاتب، من خلال الاطلاع على الأعمال السابقة لكبار الكتاب، ومعرفة أن همومهم شاملة كل عصر ومكان».
لقاء يحيى حقي بالجمهور، قبيل رحيلهوأشار إلى لقاء يحيى حقي بالجمهور قبيل رحيله، بدار الأوبرا في عام 1992، وخلال اللقاء وقتها أكد الأديب الراحل على شعوره الدائم بانضمامه لهذا النادي طوال الوقت، وهو ما نلمسه في كتاباته التي ليست مرتبطة بجيل كما لم يكن مهموما بفئة ضئيلة وكان كاتبا واسع الأفق.
فيما أوضح الدكتور خيري دومة، أن من الأشياء الملفتة في كتابات يحيى حقي النقدية هو تعريفه للقصة القصيرة، بأنها: «فن المقدمات المحذوفة، أي تبدأ بعد المقدمة وبعد أن نكون تجاوزنا مرحلة المقدمات».
وتابع «دومة»، موضحا: «أعطى حقي مثالا للكاتب الذي يعلن للقارئ عن خبايا نفسه دون حرج، أو ما حدث معه في موقف ما ومراجعاته لنفسه، وهو شيء ليس بالهين».
واستطرد: «في إحدى القصص القصيرة ليحيى حقي، بدأها بقلق الشخصية الأساسية وكانت فتاة تأخر زواجها، ومزج بين انتظار الفتاة للزوج أو العريس وانتظارها أيضا للطبيب وهي جالسة في العيادة بين العديد من المرضى.. مزج القلق والتوتر هنا وهناك وكل ما كان يمكن أن يكتب في المقدمة شعرنا به ضمنياً بين سطور القصة»، مشيرا إلى اهتمام يحيى حقي بالكتابة عن الشباب وقدم الكثير منهم.
وبدوره، قال الدكتور يسري عبدالله، إن مشروعات السرد العربي، هي مشروعات إبداعية فارقة في تاريخ السردية المصرية العربية، ويحيى حقي أحد أهم أعضاءها، والملهم لأجيال عديدة من الكتاب وتأثيراته في أجيال تلته، خاصة كتاب جيل الستينيات المدينين للأديب الراحل.
وأضاف «عبدالله»: «يحيى حقي رجل يدرك تماماً الدور الحقيقي لكاتب كبير وتأثيره على الأجيال، والانتماءات الحقيقية له هي الهوية الأدبية المصرية».
وتابع: «لم يكن كاتبا أيديولوجيا بالمعنى الذي تعتمد فيه كتاباته على المقولة أكثر من السرد الأدبي، ولكن كانت كتاباته تمزج بين الفصحى والعامية في نص واحد، بلغة كلاسيكية رصينه يستخدم فيها مفردات قريبة من الروح المصرية، خاصة وهو يخاطب القارىء».
وأضاف: «يحيى حقي يحتفي للغاية ببنية السرد القصصي، ويلجأ إلى تقنية تكسر الجمود في العلاقة بين القارىء والكاتب بمفارقات ونزعات ساخرة، وهي تقنية أساسية في أدبه»، لافتاً إلى روايته الشهيرة «البوسطجي»، كعادته لم يلجأ إلى نسق تتابعي خطي، بل بتوترات شديدة تصاعدت مع الأحداث والحدث الروائي بدأ بنقطة تأزم للصراع الأساسي داخل الرواية، وفي نفس الوقت لم يتخلى عن حسه الساخر، ووصف العمدة بأنه شديد التعاسة والعزبة ذاتها شديدة البؤس، وعبر عن أوضاع العمدة والعزبة بسخرية ظهرت في الألفاظ التي استخدمها ومواقف درامية متعارضه بها مفارقات تدعو للسخرية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب يحيي حقي القصص
إقرأ أيضاً:
خبيرتان: السرد القصصي لبناء جيل يتمتع بالصلابة النفسية
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكد خبيرتان نفسيتان متخصصتان في دعم الأطفال والناشئين، أن السرد القصصي يمثل أداة فعالة لمعالجة الصحة الذهنية وبناء جيل يتمتع بالصلابة النفسية، مشيرتين إلى أن الأبطال الملهمين يمنحون الأطفال الأمل والقوة، مما يستدعي استثمار قوة القصص لبناء مجتمع أكثر صحة وسعادة، وأن على المجتمع أن يحترم ذكاء اليافعين ونضجهم، وأن التبسيط في خطابهم لا يعني الابتذال، بل الوضوح والدقة.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «منارات الأمل»، أقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة الـ 16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، واستضافت الدكتورة أسماء علاء الدين، الكاتبة واستشارية العلاج النفسي، والكاتبة البريطانية نيكولا مورغان المعروفة بلقب «خبيرة عقول المراهقين»، حيث ناقشت الضيفتان أثر الضغوط الحديثة على الصحة النفسية للأجيال الجديدة، وأهمية مخاطبة اليافعين بلغة تحترم نضجهم وتدعمهم نفسياً ومعرفياً.
واستهلت الدكتورة أسماء علاء الدين حديثها بتسليط الضوء على الضغوط اليومية التي يواجهها الطلاب، مشيرة إلى أن الواجبات المدرسية، والامتحانات، والتنافس المستمر تجهد الطلاب يومياً، وتفرض عليهم ضغوطاً نفسية متزايدة، كما تطرقت للحديث عن التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث أوضحت أن «المقارنات المستمرة، والتنمر الإلكتروني، والمعلومات المضللة تؤثر سلباً في الصحة النفسية لليافعين والشباب».
كما دعت الدكتورة أسماء علاء الدين إلى استخدام لغة بسيطة وملائمة للأعمار المختلفة، مع الابتعاد عن التعقيد، واعتماد أسلوب مرح يركز على المشاعر، مؤكدة أن «السرد القصصي أداة فعالة لمعالجة الصحة الذهنية وبناء جيل يتمتع بالصلابة النفسية».
من جهتها، تناولت الكاتبة نيكولا مورغان التحولات العميقة التي طرأت على العلاقات الإنسانية في العصر الرقمي. وقالت: «يمكن لأي شاب أن يتعرض بشكل مباشر وغير منظم إلى كميات هائلة من المحتوى، بعضه صحيح وبعضه بعيد تماماً عن الواقع، مما يضاعف الحاجة إلى الحوارات الحقيقية مع الأسرة والمعلمين».
وفي حديثها عن تجربتها الأدبية، شدّدت مورغان على أهمية مخاطبة اليافعين واحترام ذكائهم ونضجهم، قائلة: «أنا أكتب لهم كما أكتب للكبار الذين لا يعرفون كل شيء بعد»، مؤكدة أن التبسيط لا يعني الابتذال، بل الوضوح والدقة، وأشارت إلى أن أعمالها غير الروائية التي تناولت قضايا مثل القلق وضغوط المراهقة وبناء المرونة حرصت على تقديم المعرفة بأسلوب علمي شفاف يحفّز القارئ على الفهم والنمو دون وصاية.