الحرب بين حماس وإسرائيل: لماذا ينتقد نتانياهو وحلفاؤه قطر؟
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
إعداد: مارك ضو إعلان اقرأ المزيد
"دولة قطر هي عرابة حماس وتتحمل مسؤولية المجازر التي ارتكبتها حماس ضد مواطنين إسرائيليين".
هذا ما دونه وزير المالية الإسرائيلي بيزاليل سموتريش المتطرف على حسابه في موقع "إكس" (تويتر سابقا) معطيا شرارة انطلاق جدل جديد بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والدولة الخليجية الغنية بالغاز.
تغريدة وزير المالية الإسرائيلي جاءت ردا على تغريدة أخرى نشرها المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية الذي وصف انتقادات نتانياهو لبلاده "بغير المسؤولة".
وكانت القناة الإسرائيلية الـ12 قد بثت تسجيلا صوتيا خلال اجتماع مغلق بين نتانياهو وعائلات الرهائن الإسرائيليين وصف خلاله الدور القطري بأنه "إشكالية". وقال نتانياهو: " ليس لدي أي وهم إزاءهم. لديهم إمكانيات للضغط على حماس. ولماذا؟ لأنهم يمولونهم".
وإضافة إلى قطر التي لم يسبق لنتانياهو أن شكرها بشكل علني على الدور الذي لعبته في تحرير 105 رهينة إسرائيلية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية أيضا قرار واشنطن القاضي بتجديد الاتفاق العسكري بينها وبين الدوحة التي تحتضن قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة.
وقال نتانياهو: "قلت لهم (يقصد الأمريكيين) لكي تتأكدوا بأن قطر ستضغط على حماس، كان عليكم قبل كل شيء أن ترفضوا تجديد الاتفاق العسكري مع الدوحة للضغط عليها".
اقرأ أيضاقطر تستنكر تصريحات إسرائيلية بشأن وساطتها وكاميرون يدعو لهدنة فورية في غزة
وجدير بالذكر أن قطر تحتضن على أراضيها القيادة السياسية لحركة حماس، وعلى رأسها زعيمها إسماعيل هنية الذي يتواجد في الدوحة منذ 2012.
كما تحتضن أيضا القاعدة العسكرية الأمريكية منذ 2002 في منطقة العديد، وهي منطقة صحراوية تقع جنوب غرب العاصمة الدوحة. ما جعل هذه الإمارة الصغيرة من الناحية السكانية والجغرافيا تلعب دورا دبلوماسيا بارزا على مستوى المنطقة وتتحول إلى وسيط أساسي بين إسرائيل وحماس.
وبشأن تصريحات بنيامين نتانياهو، قال الناطق الرسمي باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: "إذا كانت حقيقية، فهي غير مسؤولة وتضر بالجهود الهادفة إلى انقاذ الأرواح البريئة، لكنها في نفس الوقت لم تفاجئنا في الحقيقة". وأضاف: "تصريحات نتانياهو تقوض المفاوضات وتخدم فقط مصالحه السياسية، عوض أن تمنح الأولوية لإنقاذ حياة الأبرياء، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليين".
تصادم الأجنداتويأتي هذا الجدل في وقت ارتفعت فيه حدة القصف الإسرائيلي على خان يونس وبينما تسعى كل من مصر وقطر والولايات المتحدة إلى فتح باب الحوار والوساطة ما بين إسرائيل وحماس.
اقرأ أيضاماذا عن الوساطة القطرية لوقف الحرب في غزة؟ • فرانس 24
ووفق معلومات نشرتها جريدة واشنطن بوست الأمريكية، فالرئيس جو بايدن قد طلب من مدير الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز التوجه في الأيام المقبلة إلى الشرق الأوسط للقاء مدير الاستخبارات الإسرائيلي دافيد بارينا والمصري عباس كامل إضافة إلى رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
الهدف من هذه الزيارة "إيجاد اتفاق كامل لتحرير جميع الرهائن المتواجدين في قطاع غزة وفرض وقف إطلاق نار طويل المدي بين حماس وإسرائيل".
وعلق المحلل السياسي والمتخصص في الشؤون الخليجية كريم سادر عن هذا الوضع قائلا: "نشهد تصادم في التوقيتات. بين رجل مثل نتانياهو الذي يظهر على أنه يريد الاستمرار في الحرب مهما كان الثمن وحركة حماس التي تقول بأنها مستعدة لتقبل وقف لإطلاق النار والقطريين الذين يسعون إلى التوصل إلى اتفاق سيكلل جهودهم الدبلوماسية".
وتابع:" أما رئيس الحكومة الإسرائيلية، فيمكن أن يشعر بخيبة أمل إزاء نتائج الحرب في غزة. كما أنه تعب من رؤية قطر وهي تلعب دورا مزدوجا، بمعنى أنها تستقبل من جهة مسؤولي حماس على أراضيها ومن جهة أخرى تحتضن قاعدة أمريكية كبيرة".
اقرأ أيضاقطر تستنكر تصريحات وزير إسرائيلي يعتبرها "مسؤولة" عن هجوم حماس في 7 أكتوبر
وأردف: "يبدو أن نتانياهو يمارس سياسة الهروب إلى الأمام كونها تسمح له بربح الوقت خاصة وأنه متابع قضائيا وسيتعرض إلى المحاسبة في وقت ما بسبب هجمات 7 (تشرين الأول) أكتوبر وعن الخلل الأمني الذي وقع في إسرائيل فضلا عن مسألة الرهائن".
"لكن في المنظور القطري، تطرف نتانياهو وحلفائه مثل وزير المالية يقوض المفاوضات ويمكن أن يتسبب في فقدان دور قطر في أحد الملفات المهمة والمتمثلة في تحرير الرهائن مع العلم أن هذه الدولة الخليجية تسعى دائما لأن تظهر للعالم على أنها اللاعب الأساسي في هذه المفاوضات وأنها تتمتع بدبلوماسية قوية".
من سرب التسجيل؟في البداية، بعض المصادر في الحكومة الإسرائيلية قالت بأن عائلات الرهائن هي التي سربت التسجيل التي يتضمن انتقادات نتانياهو لقطر.
لكن سرعان ما نشرت هذه العائلات بيانا نفت فيه الخبر، محملة مسؤولية التسريب لفريق نتانياهو. وقال البيان: "كل المحادثات التي وقعت بيننا (نقصد عائلات الرهائن) والوزير الأول تم تسجيلها من قبل مستشاريه والذين كانوا حاضرين في الاجتماع. أما هواتف العائلات التي شاركت في الاجتماع، فلقد تم حجزها في المدخل". وأضاف نفس البيان: "تسريب المعلومات هي مسؤولية مكتب بنيامين نتانياهو".
وتابع من جهته كريم سادر: "الحديث عن ازدواجية الدور القطري ما هي في الحقيقة إلا مناورة سياسية من قبل نتانياهو الذي يحاول أن يقوض جهود الوساطة التي تقوم بها هذه الدولة رفقة الولايات المتحدة ومصر. إلى تاريخ قريب، لم يكن اللعب المزدوج الذي كانت تقوم به الدوحة يزعج أحدا، لا سيما أن قطر كانت وسيطا جيدا بالنسبة له (لنتانياهو) وللغرب بشكل عام مع حماس. قطر كانت أيضا تدفع رواتب الموظفين الفلسطينيين في غزة بعد أن تلقت الضوء الأخضر من تل أبيب".
وعلى سبيل المثال، منذ 2018 وباتفاق مع إسرائيل، أرسلت الدوحة مئات الملايين من الدولارات على شكل مساعدات إلى قطاع غزة الذي تديره حماس والذي يتعرض إلى حصار إسرائيلي منذ 2007. في 2021، بلغت قيمة المساعدات القطرية لغزة 331 مليون دولار.
قطر، المسؤول المثالي في حال فشلت المفاوضات؟"في الكواليس، الدولتان كانتا دائما في اتصال منتظم خلال السنوات الأخيرة"، يقول كمال سادر، خاصة على مستوى الاستخبارات وبالرغم من أن العلاقات الدبلوماسية بينها كانت تتسم بنوع من البرودة منذ 2009. لكن منذ هجمات 7 (تشرين الأول) أكتوبر الماضي، لم تكف الصحافة الإسرائيلية عن نشر أخبار مفادها أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين كبار يزرون الدوحة بشكل منتظم من أجل حلحلة ملف الرهائن.
وحتى قبل التوقيع على اتفاقات أبراهام في 2020 والتي طبعت بموجبها بعض الدول العربية (المغرب، الإمارات العربية المتحدة، السودان والبحرين) علاقاتها مع تل أبيب، كانت الدوحة تحتضن على أراضيها مكتبا تمثيليا إسرائيليا يهتم بالقضايا التجارية بين البلدين. لقد تم افتتاح هذا المكتب في 1996 قبل أن يتم إقفاله في 2009 تنديدا بالهجوم الإسرائيلي على غزة.
لكن بإثارة الجدل مع قطر، يريد نتانياهو أن يمهد الطريق لفكرة مفادها أنه في حال فشلت المفاوضات من أجل تحرير الرهائن، فهذا سيكون بسبب الدوحة فقط وليس بسببه. الهدف من هذه الإستراتيجية هو البقاء في السلطة أكبر مدة ممكنة...
مارك ضو
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج حماس قطر بنيامين نتانياهو جو بايدن رهائن غزة دبلوماسية كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 للمزيد منتخب المغرب وليد الركراكي الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الحکومة الإسرائیلیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
رسائل مصرية شديدة للاحتلال.. لن تنتصروا في هذه الحرب
وجه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي رسالة قوية لإسرائيل تعبيرا عن موقف مصر خلال استقباله وفد حركة فتح الفلسطينية برئاسة أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب.
وأكد وزير الخارجية المصري على موقف مصر الداعم للسلطة الفلسطينية، ورفض القاهرة المحاولات الإسرائيلية لتقويض وحدة الأراضي الفلسطينية وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.
وشدد وزير الخارجية خلال اللقاء على رفض مصر الكامل للعدوان الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة والضفة الغربية، والسياسة العدوانية الإسرائيلية في الإقليم واستخدامها القوة العسكرية الغاشمة دون أدنى اعتبار لمحددات القانون الدولي الإنساني.
وأكد عبد العاطي رفض مصر استمرار ممارسات الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة ضد المدنيين، والتعامل باعتبارها دولة فوق القانون، مشددا أن أوهام القوة لن تساعد "إسرائيل" في تحقيق الأمن لها كما تتصور، بل ستؤدي الفظائع التي ترتكبها إلى تكريس شعور الكراهية والانتقام ضدها في المنطقة، ووضع المزيد من الحواجز أمام سبل التعايش السلمي بين شعوب المنطقة، بما ينعكس بصورة شديدة السلبية على أمنها واستقرارها وفرص تحقيق السلام المستدام بالمنطقة.
واستعرض عبد العاطي مستجدات الجهود المصرية الهادفة لاستعادة وقف إطلاق النار في قطاع غزة واستئناف نفاذ المساعدات الإنسانية بأسرع وقت ممكن، مشدداً على موقف مصر الداعم للسلطة الفلسطينية، مؤكداً على رفض المحاولات الإسرائيلية لتقويض وحدة الأراضي الفلسطينية وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.
وحذر وزير الخارجية المصري من عواقب استمرار "الصمت الدولي المخزي" تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأعاد الوزير عبد العاطي التأكيد على موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، متناولا الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة، وشدد على أهمية تعزيز وحدة الصف الفلسطيني ودور السلطة الوطنية، بما يضمن تحقيق تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني، والتوصل لحل دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس.
وزير الخارجية د. بدر عبد العاطي يستقبل وفد حركة فتح الفلسطينية برئاسة الفريق/ جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح. ناقش الجانبان الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتطورات الجهود المصرية لاستعادة وقف إطلاق النار في قطاع غزة. pic.twitter.com/FjqjcR193w
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) April 5, 2025في ذات السياق قال اللواء المصري المتقاعد سمير فرج إن "إسرائيل" لم تحقق الانتصار ولم تنجح في تحقيق أهدافها المعلنة، في مقابل نجاح حركة المقاومة حماس في إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العالمي.
وطرح خلال حواره ببرنامج "على مسئوليتي" مع الإعلامي أحمد موسى، عبر شاشة "صدى البلد" مساء السبت، عدة تساؤلات، «هل إسرائيل انتصرت اليوم؟ لا، لم تنتصر ولم تحقق أهدافها، هل استعادت الرهائن بالقتال أبدًا 17 شهرا تقاتل ولم تستطع إخراج الأسرى إلا بالتفاوض، هل استولت على غزة؛ دخلت رفح فقط بالأمس، هل قضت على حماس لم تقضي على حماس؛ لكن أضعفت قوتها، هي النهاية لا حماس انتصرت ولا إسرائيل انتصرت".
وأكد فرج أن حماس بما قدمته، "أثارت القضية الفلسطينية للعالم، وأصبح حل الدولتين ضرورة".