نظَّم الصالون الثقافي، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، ندوة أدبية مميزة حول الكاتب الكبير "يحيى حقي" ضمن إطار محور مشروعات السرد العربي في برنامج المعرض الثقافي.

شارك في الندوة الدكتور يسري عبد الله، أستاذ الأدب والنقد بجامعة حلوان، والدكتور خيري دومة أستاذ الأدبي والنقدي الأدبي بكلية الآداب جامعة القاهرة، والكاتب منتصر القفاش، وقدمت الندوة سارة حازم.

وبدأ الدكتور يسري عبد الله حديثه عن يحيى حقي مؤكدًا أنه من أيقونات الثقافة المصرية وليس مجرد كاتب عابر في تاريخنا الثقافي بل إن استعادة يحيى حقي هو استعادة لتاريخنا الثقافي.

وألقى يسري عبد الله كلمة تحت عنوان: "لماذا يبقى يحيى حقي في الذاكرة الأدبية؟"، على الرغم من مرور 30 عاما على رحيله، لكن أعماله لم تزل حاضرة بيننا.

وتابع عبد الله: يحيى حقي يمثل واحدًا من الكتاب الذين لا يمكن النظر إلى إبداعه كتلة واحدة، فهو متنوع، حيث كتب المقال والقصة والرواية وكذلك كتب النقد الأدبي، وحوت بعض كتبه ملامح سيرته الذاتيه كما في كتابه "كناسة الدكان" و"خليها على الله".

وأضاف: هناك تنوع في أنماط الكتابة التي كتبها يحيى حقي، ولا يمكن النظر إلى كتابته بوصفها شيئًا واحدًا، مستشهدًا بأن رواية البوسطجي ورواية قنديل أم هاشم ورواية صح النوم كل منها يدور في عالم مختلف عن الآخر.

وأوضح: يحيى حقي في البوسطجي يذهب لعوالم الصعيد في مكان قصيّ ومهمَش، بينما في قنديل أم هاشم نجد المكان ليس في الصعيد وإنما في أحد الأحياء الشعبية العريقة وهو حي السيدة زينب، وفي صح النوم أخذت الرواية نمطًا مختلفًا عن رواية البوسطجي ورواية قنديل أم هاشم، فهي رواية تحمل دلالات سياسية أكثر من قنديل أم هاشم والبوسطجي، وتدور الأحداث في قرية يصبح وصول البطل وهو شخصية الأستاذ نقطة تحول درامي لهذه القرية، والنقاد ربطوا بين الرواية وثورة 1952.

وكشف يسري عبد الله أن يحيى حقي أجاد اختيار عناوين أعماله من خلال اختيار عناوين تداعب الوجدان الشعبي للمصريين.، فهو أحد المعبرين الحقيقيين عن الروح المصرية، وكل رواية له نجد أنها مغامرة أدبية مختلفة عن الأخرى.

من جانبه قال الدكتور خيري دومة أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب بجامعة القاهرة: كنا نحتفل في عام 2005 بمرور 100عام على ميلاد يحيى حقي وكان الكاتب الكبير خيري شلبي هو من اختار عنوان الندوة "وجوه يحيي حقي"، موضحًا أن هذا العنوان للندوة كان اختيارًا موفقًا جدًا لأن يحيى حقي مجموعة وجوه كثيرة متداخلة تلمسها في أعماله.

وقال دومة: يحيى حقي ظل يبحث عن الهوية المصرية ومعتد بها جدًا لدرجة كبير، وهذا حاضر جدًا في أعماله وفي لغة الأعمال التي كتبها، حيث نجد كتاباته تظهر فيها روح العامية المصرية.

وأوضح دومة، أن جوهر أعمال يحيى حقي مأساوي دائمًا لكنه يصيغها في أسلوب فكاهي يعده جزءًا من الهوية المصرية، كما أن أعمال يحيى حقي في ظاهرها بسيط، لكنه عالم بالغ التركيب وهذا يظهر بشكل كبير في كتاب "أنشودة للبساطة".

من جانبه قال الكاتب منتصر القفاش: قصص وروايات يحيى علامة مهمة جدًا في الأدب العربي، كما أن كتاباته النقدية لا تقل ثراء عن كتاباته الروائية والقصصية.

وتابع أن يحيى حقي كان متنوعا في كتاباته النقدية وشديد الاهتمام بالفنون الأخرى، ولم ينطلق من من نظيرات جاهزة بل ينطلق من خلال خبرة شخصية ذاتية، وهذا سبب بقاء هذه الكتابة حية حتى الآن.

واختتم منتصر القفاش حديثه قائلًا: "من سمات أسلوب يحيى حقي في كتابة المقال أنه كان دائم الحوار مع القارئ والاهتمام به، لذلك نجد مقالاته حيوية ومن يقرأ مقالا يحيى أكيد سيجدها تعبر عنه".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: معرض الكتاب جامعة حلوان الصالون الثقافي يحيى حقي معرض القاهرة للكتاب 2024 یسری عبد الله یحیى حقی فی

إقرأ أيضاً:

اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم تعقد ورشة عمل حول "حماية التراث".. تفاصيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 نظمت اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" وبمُشاركة قطاعات وزارة الثقافة (المجلس الأعلى للثقافة، وبيت التراث المصري، وصندوق التنمية الثقافية)، ورشة عمل إقليمية حول: "حماية التراث الثقافي غير المادي وصونه وتوظيفه في تحقيق التنمية المُستدامة في الدول العربية (تقاليد الطعام نمُوذجًا)"، وذلك خلال الفترة من ١ – ٣ يوليو الجاري، بمقر المجلس الأعلى للثقافة، برعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو - ألكسو - إيسيسكو)، والدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة.

 

وفي مُستهل كلمتها، أكدت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، أهمية التراث الثقافي غير المادي، خاصة في ظل الحملة الموجهة لرفع الوعي بالتراث الثقافي غير المادي، مُوجهًة الشكر للجنة الوطنية المصرية لنجاحها في تسجيل عدد من العناصر على قائمة التراث العالمي، مُوضَّحةٌ دور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، في دعمها الدائم لكافة الملفات المصرية على قوائم التسجيل.

ومن جهته، نقل الدكتور شريف صالح، رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات والمُشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، تحيات الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدًا أن التراث غير المادي يُمثل جانبًا مُهمًّا من التراث الحضاري للأمم، فهو يُعبر عن الهوية الثقافية لكل مُجتمع ويعكس الظروف الإجتماعية والاقتصادية، والسياسات التي مرت بها المُجتمعات المحلية في المراحل الزمنية المختلفة، خاصة في ظل كونه يتمثل في التقاليد وأشكال التعبير، والمعارف، والمهارات الموروثة، ويُعدَّ مصدرًا للهوية الإنسانية التي تكتمل بالتراث.

وأشار الدكتور شريف صالح إلى أن جمهورية مصر العربية تذخر بإرثها وتراثها الثقافي غير المادي والذي يُعد كنزًا حضاريًّا يعكس الدور الذي قام به المصري القديم في بناء الحضارات التي تعاقبت علي أرض مصر، موضحًا أن مصر نجحت في إدراج العديد من عناصر التراث الثقافي علي قائمة التراث العالمي، مؤكدًا أن ملف "الأغذية الشعبية والأطعمة التقليدية" من الملفات التي يجب العمل عليها لإدراجها خلال الفترة القادمة، لافتًا إلى أن الدول العربية لديها العديد من الأطعمة والأكلات والعادات والتقاليد المُتعلقة بها التي تستحق أن تُدرج على قائمة التراث العالمي غير المادي، خاصة في ظل أصالة وعراقة المطبخ العربي.

وفي كلمته، نقل الدكتور حميد بن سيف النوفلي مدير إدارة الثقافة بمنظمة الألكسو، تحيات الدكتور محمد ولد أعمر مُدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) وتمنياته لأعمال هذه الورشة بالنجاح والتوفيق، مُوجهًا الشكر للجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة على التعاون مع منظمة الألكسو في الإعداد والترتيب لهذا النشاط.

مؤكدًا أن منظمة الألكسو لا تدخر جُهدًا في التعاون مع الدول الأعضاء لبناء قدرات العاملين في كافة المجالات ذات الصلة بعمل المنظمة، مؤكدًا أن تقاليد الطعام لها أهمية بالغة لقيمتها الوظيفية، مشيرًا إلى أن الورشة تتميز من خلال برامجها وأهدافها ومحاورها، للعمل على زيادة مهارات وتقنيات جديدة تساعد المشاركين على التعامل الجيّد مع مجال التراث الغذائي، بما يعود بالمنفعة على الممارسين من الأفراد والجهات المعنية.

وتهدف هذه الورشة إلى تعميق فهم المُشاركين باتفاقية اليونسكو لعام 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي، ودعم مهاراتهم وقدراتهم علي استنباط وصياغة مخططات، وبرامج صون التراث الثقافي غير المادي وفق مُقاربة تشاركية.

 فضلاً عن التدريب العملي للمشاركين على كيفية حصر وتوثيق الثقافة المرتبطة بالطعام كتراث حي، بالإضافة إلى التعريف بأهمية دور المجتمع المحلي والقطاع الخاص في صون التراث غير المادي المُرتبط بالطعام، وكذا التعريف بأفضل ممارسات توثيق الطعام كتراث ثقافي غير مادي وتبادل خبرات الدول العربية في هذا المجال، وتدريب المشاركين على كيفية تثمين التراث الثقافي غير المادي من خلال التسويق السياحي لعناصر التراث الثقافي غير المادي وتعظيم استفادة المجتمعات المحلية منه، والعمل على تسليط الضوء على التراث الغذائي كمصدر للتنمية المُستدامة اعتمادًا على بعض التجارب بالدول العربية في هذا المجال.

كما تناولت محاور ورشة العمل الإقليمية تقاليد الطعام كتراث ثقافي غير مادي، وصون تقاليد الطعام، فضلاً عن تقاليد الطعام والتنمية المُستدامة، بالإضافة إلى الوظائف الاجتماعية والدلالات الثقافية لتقاليد الطعام، وكذا توظيف تقاليد الطعام في التنمية السياحية.

شهدت ورشة العمل حضور د. هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، ود. نهلة أمام الخبير الدولي لإتفاقية التراث الثقافي غير المادي، ومستشار وزير الثقافة لشئون التراث الثقافي غير المادي، ود. عماد بن صولة خبير المنظمة العربية في التراث غير المادي، وأ. عبدالهادي الغماري ممثل منظمة الألكسو، وبمُشاركة ممثلين عن الأردن، والمغرب، والسودان، والمملكة العربية السعودية، وليبيا، والكويت، وتونس، وسلطنة عمان، وبحضور ما يقرب من 30 مُتدربًا من المُتخصصين في مجال إدارة التراث الثقافي غير المادي بالدول الأطراف في المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة، وكذا مُمثلي المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال صون التراث الثقافي غير المادي والترويج له، إضافة إلى الباحثين المُتخصصين في توثيق التراث الثقافي غير المادي.

IMG-20240702-WA0093 IMG-20240702-WA0092

مقالات مشابهة

  • قراءة في كتاب: محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان «5- 5»
  • من جناح بمعرض الكتاب لـ نبتة.. كيف ساهمت الدولة في تعزيز مهارات أطفال مصر؟
  • بشرى تطير لمهرجان عمان السينمائي للمرة الثانية برفقة يسري نصر الله «صورة»
  • قراءة في كتاب: محمود محمد طه وقضايا التهميش في السودان (5/5)
  • استعراض كتاب بحوث في آثار ملتقى الجوف عبر ملتقى القراءة في مركز السديري الثقافي
  • بديل علي معلول.. الأهلي يرفع العرض المالي للتعاقد مع يحيى عطية الله
  • اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم تعقد ورشة عمل حول "حماية التراث".. تفاصيل
  • تنظيم ملتقى الهناجر الثقافي بعنوان "أجمل ما فيكي يا مصر"
  • قرار حاسم من سوتشي الروسي بشأن انتقال يحيى عطية الله إلى الأهلي
  • “إسرائيل” تخلق رواية مضللة حول إنجازاتها عند الحدود اللبنانية لتجنب “حرب شاملة” مع حزب الله