التهجير الصامت.. كابوس يلاحق شباب القدس
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
القدس المحتلة- في حي الجعابيص ببلدة جبل المكبر جنوبي القدس، أنهك مشهد ركام المنزل المهدوم صاحبه ثائر جعابيص، الذي أُجبر على هدمه بيده بعدما عاش فيه 18 عاما، أسّس خلالها أسرته المكونة من 7 أطفال، فقدوا بين ليلة وضحاها مأواهم ودفيئتهم.
بنى ثائر منزله عام 2006 دون الحصول على التراخيص اللازمة من بلدية الاحتلال في القدس، لأنه لا يقوى على دفع تكاليفها الباهظة، لكنه بدأ قبل 10 سنوات بإجراءات استصدارها، ودفع مقابل ذلك نحو نصف مليون شيكل (135 ألف دولار) إلا أن منزله الذي بُني على مساحة 100 متر مربع ظلّ مهددا بالهدم، وهذا ما أُجبر عليه في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
يقول جعابيص للجزيرة نت "هدمتُ أحلامي وذكرياتي بيدي، لأن البلدية هددتني بدفع تكاليف عمل جرافاتها وقواتها التي ستؤمن عملية الهدم إذا أقدمت هي على ذلك، ولأنني مثقل بالديون والمسؤوليات اضطررت لهدم المنزل، رغم طلبي المتكرر بإمهالي مزيدا من الوقت للحصول على التراخيص اللازمة".
"البيت مبني من 18 سنة وساكن فيه 13 نفرا".. المواطن المقدسي ثائر جعابيص يتحدث عن معاناة أهله وأطفاله في ظل البرد الشديد بعد أن أجبرته بلدية الاحتلال في #القدس على هدم منزله بشكل قسري الكائن في قرية جبل المكبر بالقدس المحتلة pic.twitter.com/PS3O8DKPk8
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) January 22, 2024
متطلبات تعجيزيةلا تقتصر تكاليف الترخيص على الرسوم البلدية فحسب، بل يضطر المقدسي لدفع تكاليف باهظة أيضا للمحامين والمهندسين الذين يسيرون في طريق استصدار الرخصة، ويقول جعابيص إنه عاجز عن توفير كل ذلك.
ولأن كافة الخيارات أحلاها مرّ، يرفض هذا الشاب استئجار منزل في المدينة، بسبب قلة المنازل المتاحة وارتفاع تكاليفها التي تتراوح بين 1200 و1500 دولار شهريا، كما أنه يرفض فكرة السكن في الأحياء الواقعة خلف الجدار العازل التي تعتبر قيمة العقارات فيها منخفضة مقارنة بالشقق السكنية داخل المدينة.
وعن ذلك قال "الجميع يتمنى أن يعيش لحظة داخل القدس فكيف يمكن لأبنائها مغادرتها؟ لن أترك المدينة، رغم أن أحدا لم يمد لي يد المساعدة منذ هدمتُ منزلي، ولم يقدموا لي حتى خيمة لأنصبها وأصمد في أرضي".
حال هذا الشاب كحال كافة الشبان المقدسيين الذين تعتبر أزمة السكن في المدينة أكبر معضلة تواجههم عندما يصلون إلى سن الزواج، فتكون الحلول إما بالعزوف عنه أو الهجرة طوعيا نحو الأحياء الواقعة خلف الجدار العازل، أو إلى مناطق الضفة الغربية التي قد يكون ثمن الانتقال إليها فقدان حق الإقامة بالقدس، أو يقدم هؤلاء على خطوة استئجار المنازل بأثمان باهظة أو بناء منازل دون تراخيص.
يرجع المهندس المقدسي عبد الكريم لافي، في حديثه للجزيرة نت، أزمة السكن في القدس إلى الأيام الأولى من احتلال شرقي المدينة عام 1967، عندما أقدمت الجرافات على هدم حارة المغاربة الملاصقة للمسجد الأقصى وتسوية منازلها بالأرض وإقامة ساحة البراق المخصصة لصلاة اليهود على أنقاضها.
ثم توالت، وفقا للافي، القوانين والسياسات الإسرائيلية الرامية لتعميق أزمة السكن في المدينة ودفع سكانها لهجرتها بشكل صامت وطوعي.
وكان يفترض أن لا يُلاحق ويُحاكم المقدسيون بعد مرور 7 أعوام على إنشاء منازلهم، حتى وإن شُيدت دون ترخيص بشرط المضي بالإجراءات، لكن القوانين الجديدة باتت تُلاحق الحجر وتعاقبه فإن لم تتمكن البلدية من ملاحقة الشخص بسبب مرور المدة المحددة، فإنها تُعاقب الحجر لأنه بني دون ترخيص فتهدمه، وفقا للمهندس المقدسي.
النموذج رقم "4" وإثبات تسجيل الأرض في "الطابو" تُضاف إلى قائمة المتطلبات التعجيزية التي تُنهك المقدسيين وتجعل فكرة امتلاكهم لمنزل دون خطر الهدم أمرا معقدا وأحيانا مستحيلا.
ويرى لافي أن الهدم الذاتي بات هو الظاهرة الأخطر في المدينة التي تجلت بشكل واضح في السنوات الست الأخيرة بعدما أحدث الهدم المتكرر بجرافات بلدية الاحتلال ضجة إعلامية، فلجأت الأخيرة للضغط على المقدسيين لهدم منازلهم بأيديهم تجنبا لتكاليف الهدم الباهظة التي يدفعونها مقابل قيام طواقم البلدية بذلك.
وأكد المهندس المقدسي للجزيرة نت أن الحصول على تراخيص للبناء في القدس زادت تعقيدا بعد الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، وتعثّرت الكثير من الملفات المودعة لدى البلدية قبل هذا التاريخ.
وعن تكلفة استصدار رخصة بناء لشقة سكنية واحدة في القدس، أشار لافي إلى أنها تتراوح بين 50 إلى 70 ألف دولار، وهو المبلغ الذي يستطيع الفلسطيني بناء منزل متكامل فيه بمناطق الضفة الغربية، خارج مدينة القدس.
أما تكلفة شراء شقة سكنية غير مجهزة في القدس بمساحة 110 أمتار مربعة، فتتراوح بين 350 و450 ألف دولار للشقة.
ويصب هذا كله ضمن سياسة التهجير، لأن الشاب المقدسي لا يملك هذه المبالغ في مقتبل العمر، وبالتالي "يضطر للسكن خلف الجدار العازل وهذا هو التهجير الصامت بأن يطرد الإنسان نفسه بنفسه" أضاف لافي.
وختم حديثه للجزيرة نت بالتطرق إلى أن النقص في عدد الشقق السكنية بالقدس قُدّر قبل 3 أعوام بـ30 ألف شقة يتمنى الشبان لو أنهم تمكنوا من شرائها أو بنائها، إلا أن ذلك بات حلما يراودهم، ولا يملكون سوى استمرار العيش في كابوس الهدم أو الإيجار أو الانتقال إلى خلف الجدار العازل، حيث الاكتظاظ والبناء العشوائي والحواجز العسكرية التي تفصلهم عن مركز المدينة وتُعكر سير حياتهم اليومية.
ووفق تقديرات رسمية فلسطينية، بلغ عدد عمليات الهدم في محافظة القدس 337 خلال 2023، إضافة إلى أكثر من 263 إخطار هدم في العام نفسه، فيما قدر إجمالي البيوت المخطرة بالهدم بنحو 22 ألفا حتى منتصف 2023.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: للجزیرة نت فی المدینة السکن فی فی القدس التی ت
إقرأ أيضاً:
أرواح في المدينة تحتفي بذكرى ميلاد الأبنودي في الأوبرا
كتب- محمد شاكر:
تُقيم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، ضمن نشاطها الثقافي والفكري، لقاءً من سلسلة "أرواح في المدينة" الشهرية بعنوان ليلة الخال عبد الرحمن الأبنودي في عيد ميلاده تقديم الكاتب الصحفي محمود التميمي والذي يستمر به مشروعه الثقافي (القاهرة عنواني) وذلك في السابعة مساء الجمعة 4 أبريل على المسرح الصغير.
يتناول اللقاء المسيرة الفنية للشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودي مع عرض وتحليل لمقاطع نادرة من حواراته والأغاني التي كتبها وتعاون فيها مع كبار المطربين والملحنين، كما يُلقي الضوء على جهوده في إبراز وتقديم السيرة الهلالية بالإضافة إلى التطرق لجوانب من حياته ونشأته وعلاقته بزملائه من المبدعين.
يذكر أن الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي يعد أحد أهم رموز شعر العامية في مصر وقد لقب بالخال، ولد في 11 أبريل 1938 وشهدت على يديه القصيدة العامية مرحلة انتقالية مهمة في تاريخها، تغنى بكلماته التي تنوعت ما بين العاطفي والوطني والشعبي كبار المطربين.
كما كتب أغاني العديد من الأعمال الدرامية، ومن أشهر أعماله السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد، ومن أشهر كتبه (أيامي الحلوة) ودواوينه الشعرية الأرض والعيال، الزحمة، عماليات، جوابات حراجي القط وغيرها.
حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليصبح أول شاعر عامية مصري يفوز بها إضافة إلى جائزة محمود درويش للإبداع العربي لعام 2014 وتُوفي في 21 أبريل 2015 بعد صراع مع المرض.
يشار إلى أن سلسلة "لقاءات أرواح في المدينة"، تهدف لحفظ الذاكرة الوطنية للمصريين وأطلق من خلالها مشروع القاهرة عنواني برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع النشاط الثقافي والفكري في دار الأوبرا المصرية.
اقرأ أيضًا:
تفاصيل اتصال ترامب بالسيسي.. جهود الوساطة والخسائر الاقتصادية
طقس ثالث أيام عيد الفطر.. الأرصاد تعلن الظواهر الجوية ودرجات الحرارة
ماذا تفعل الصحة حال اكتشاف إصابة طالب بـ"الأنيميا والسمنة والتقزم"؟
خصم 10%.. ننشر أنظمة سداد شقق مبادرة بيتك في مصر
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
ذكرى ميلاد الأبنودي في الأوبرا سلسلة أرواح في المدينة ليلة الخال عبد الرحمن الأبنودي دار الأوبرا المصرية عبد الرحمن الأبنوديتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: موعد الإجازة الرسمية المقبلة وقائمة العطلات الرسمية حتى نهاية 2025 الأخبار المتعلقةإعلان
هَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
"أرواح في المدينة" تحتفي بذكرى ميلاد الأبنودي في الأوبرا
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك