في ثاني أيام الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، نظمت قاعة "فكر وإبداع" مناقشة شديدة الثراء حول كتاب "إمام التفكير" للإعلامي الدكتور محمد الباز رئيس مجلسي الإدارة والتحرير لجريدة الدستور، بمساركة الدكتور محمد سالم عاصي، وأدار الندوة الدكتور محمد عبد العزيز.

وفي كتابه "إمام التفكير" يرصد الدكتور محمد الباز أهم المحطات التي عبرها المفكر الإسلامي الراحل نصر حامد أبو زيد.

يذكر الدكتور محمد الباز سبب تسمية الكتاب بـ"إمام التفكير" فهو ليس إمام في المنتج الفكري بقدر ما هو إمام أمام إصراره على التفكير والتضحية بكل شيء من أجل الانتصار لأفكاره الحرة، موضحا أن هناك 3 مراحل لـ"نصر حامد أبو زيد " فهناك "نصر" أستاذ الجامعة وهي مرحلة تستطيع أن تقول إنه كان في هدوء، والمرحلة الثانية فيما بعد الأزمة كان فيها تطور كبير في رد الفعل، وكان هذا طبيعي أمام ما تعرض له من هجوم شرس من منتقديه، أما المرحلة الثالثة بعدما ترك مصر وقدم دراسات وهو خارج مصر من أفضل ما كتب أبو زيد.

وقدم “الباز” شرحا لدوافعه نحو توثيق رحلة “أبو زيد” لما له من حق الإنصاف الذي لم يحصل عليه في حياته لدرجة أنهم قاموا بالتفريق بينه وبين زوجته الدكتورة ابتهال، ولم يمنح الفرصة الحقيقية لطرح أفكاره حتى أنه عندما تقدم بأبحاث للترقية في الجامعة أُطلقت حملة شرسة قادها قامات فكرية ذات ثقل لدى الجمهور لشيطنة أفكار نصر أبو زيد، وهذا ما دفعني لكتابة هذا الكتاب.

وعن الكتاب، أبدى د.محمد سالم عاصي بعض التحفظ على العنوان، ولكن استرسل في التأكيد على بعض الأفكار المهمة في الكتاب، مثل محاولة مناقشة النصوص المقدسة بمرونة واستعرض مثال عن الإمام الرازي قائلا لماذا يرث الرجل ضعف ما ورثته المرأة، ولكن الرواية التي تذكر لتبرير ذلك لا علاقة لها بالمنطق، وأنا مع القرآن، ولكن يجب أن ندرس قضية في غاية الأهمية وهي أن الخلاف في الأحكام تكويني أم خلاف مجتمعي؟.

وتابع “عاصي” فهل جعل الله الرجل قواما على المرأة على مستوى التكوين الشكلي أم المسئولية عنها ولهم أسباب كثيرة أيضا، ولذلك يأخذ ضعف شقيقته، وربما يبدو تعليل منطقي لكن ماذا لو تبدل الحال فأصبحت من تنفق هي المرأة ولم يعد الرجل يدفع مهر.. فإذا قلنا إنها أحكام تكوينية علينا دراسة الأحكام الفقهية ومناقشتها وتعود بنا لدراسة الجندرة، فليس هناك شخص مقدس لكن القرآن هو المقدس، فرفض التفكير جعل العامة يحجرون عليك بسبب سيطرة الجماعة المتسابقة في حصر الدين في القرون السابقة.

وأضاف: هناك قضية في المنطق تقول “الجميع والمجموع” حيث هناك فرق بين الحكم على الجميع والحكم على المجموع.. فهم يستندون لمقولة "خير القرون قرني" ولكن لابد أن نحدد في ماذا حددت الخير في قرن السلف.

واستطرد: أتفق مع د.الباز في أن فقه سيدنا عمر كان يراعي المصلحة وأيضا هناك عبارة اليقين الذهني والحسم الفكري في القضية الذي يتحدث به تيار السلفيين فهو عنده رأي واحد فقط يجزم به حتي لو هناك رأي لشيوخ آخرين، ولكنه يرفض ويفرض رأي على الآخرين.

وقال الدكتور عاصي إنه سيعيد قراءة كتب نصر حامد أبو زيد مرة أخرى بعد انتهاءه من كتاب الباز الذي يعترض على عنوانه "إمام التفكير" وقد أعجب كثيرا بالكتاب الذي أنهى قراءته في ليلة واحدة.

فيما تساءل أحد الحضور في نهاية الندوة قائلا: "بالنسبة للجوانب الإنسانية المذكورة في الكتاب من حياة أبو زيد هل يمكن أن نراها قريبا في عمل درامي ويرفع الحظر غير المعلن عن أفكار نصر حامد أبو زيد؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجوانب الانسانية امام التفكير محمد الباز معرض الكتاب إمام التفکیر الدکتور محمد محمد الباز

إقرأ أيضاً:

مجرد التفكير في جعل الجنجويد يقاتلون بشرف يبدو وكأنه حلم

ما يقوم به عبدالرحيم دقلو من إظهار للاهتمام بالنازحين في زمزم وإن كان القصد منه المتاجرة السياسية إلا أنه يظل فعل إيجابي. إظهار المليشيا الاهتمام بأمر المواطن هو فعل إيجابي ويجب التعاطي مع بإيجابية.

الحرب بين الدولة والدعم السريع مستمرة ولا هوادة فيها. ولكن من الضروري إيجاد أرضية مشتركة فيما يتعلق بحماية المواطن.

وجود قواعد للحرب يراعيها الجميع ويحترمها هو خطوة أولى نحو السلام. ومن المفيد بل من الضروري جر الجنجويد والقوات المتحالفة معهم إلى الإلتزام بحماية المدنيين وعدم استهدافهم وحصر الحرب لتكون مع القوات المقاتلة.

إذا التزم الجنجويد بقواعد الحرب على الأقل فيما يتعلق بالمدنيين سيكون هذا مكسب سياسي لأنه سيحسن من صورتهم، هذا مكسب سياسي للعدو ولا شك، ولكنه من ناحية أخرى مكسب لحياة المواطن، وفي نفس الوقت يرفع عبء إنساني كبير عن الدولة، لأن استهداف المواطنين من الجنجويد تتحمله الدولة بشكل أو بآخر كعجز عن الحماية أو كتقاعس وتكلفته الأخلاقية والسياسية أعلى من مكسب إدانة المليشيا المشوهة أصلا.

صحيح مجرد التفكير في جعل الجنجويد يقاتلون بشرف يبدو وكأنه حلم، ولكن يجب على الحكومة أن تسعى لذلك من أجل المواطن أولا، ومن أجل أن تريح نفسها من التداعيات السياسية والاجتماعية لما يقوم به الجنجويد، ففي النهاية إجرام الجنجويد له آثار تتجاوز الجنجويد إلى الدولة والمجتمع وإلى المستقبل. الحكومة يجب أن تفكر في هذا أكثر من استثمار الجرائم التي يرتكبها الجنجويد للحشد السياسي والعسكري. لقد تجاوزنا هذه المرحلة. والدولة يجب أن تقدم خطابا للشعب أفضل من خطاب المظلومية والتباكي على ما تقوم به المليشيا من جرائم. يجب أن تقدم مشروعا سياسيا متكاملا ومقعنا.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • غدا.. عرض فيلم اللعب مع العيال على نتفليكس
  • دوري النجوم.. الزوراء ينتصر على الكرمة والنفط يخطف ثلاث نقاط من أربيل
  • محمد صلاح: إذا كان هناك من سيدفع لـ عبد الله السعيد أكثر من الزمالك فليرحل
  • «الحماية الجنائية لحرية العمل» في رسالة دكتوراة بجامعة طنطا
  • مجرد التفكير في جعل الجنجويد يقاتلون بشرف يبدو وكأنه حلم
  • محمد الأتربي: هناك عودة قوية للمستثمرين الأجانب خلال الأيام الأخيرة
  • زد ينتصر على البنك الاهلي بفارق هدف بدوري الكرة النسائية
  • عادل الباز يكتب: عروة.. “غاب بعد طلوع.. وخبا بعد التماع” (1)
  • حقيقة توقف تصوير فيلم “شمس الزناتي” لـ محمد إمام
  • حقيقة تأجيل تصوير فيلم «شمس الزناتي» لـ محمد إمام