حصلت شركة AVANT SCENE، مجددا، ومن دون ضجيج، على عقد تنظيم المؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة الذي سيقام في بلدة بوزنيقة يوم 9 فبراير المقبل.

هذه الشركة هي نفسها التي كانت قد حازت على صفقة تنظيم المؤتمر الرابع للحزب عام 2020، في مركب الفروسية ضواحي مدينة الجديدة، وقد رست عليها الصفقة آنذاك، وكلفت الحزب حوالي مليارا و250 مليون سنتيم.

شركة AVANT SCENE، المتخصصة في التواصل وتنظيم المؤتمرات وبسجل زاخر من الأعمال الهائلة وفق ما يذكره موقعها على الإنترنت، تملك حظوة كبيرة داخل حزب الأصالة والمعاصرة. وقد أثيرت ضجة عام 2020 بشأن حصولها على صفقة مؤتمر ذلك العام، بعدما اشتكت شركات منافسة من سوء تصرف قادة الحزب خلال فرز ملفات طلب العروض الخاص بذلك الحدث.

لم تتكرر هذه الشكاوى هذا العام، فالحزب الذي يعاني ضائقة مالية، لم يشأ اللجوء إلى تنظيم صفقة مفتوحة لتنظيم مؤتمره، بل لجأ رأسا إلى خدمات هذه الشركة. يقول مسؤول بالحزب لـ”اليوم 24″، موضحا إن “الحزب يمول تنظيم مؤتمره من ماله الخاص، وليس مفروضا عليه تبعا لذلك، اتباع أي قواعد للصفقات العمومية”. يشار إلى هذه الشركة داخل الحزب بأوصاف عدة، إلا أن “رعايتها للحزب” تبقى الأبرز.

في الماضي، وفقا لقواعد التسيير الحزبي بالمغرب، فإن السلطات الحكومية تمول نصف كلفة مؤتمرات الأحزاب التي تعقد في مواعيدها المقررة. وتدفع السلطات هذه المبالغ وفق تركيبة يتفق حولها مع الحزب المعني. ويطرح تأكيد بعض قادة الحزب المكلفين بالمؤتمر حول اقتصار تمويل تنظيم الحزب على المال الخاص للحزب، بعض الأسئلة حول مصير هذه القاعدة الثابتة في تمويلات السلطات الحكومية للأحزاب.

في غضون ذلك، ما يزال الحزب حتى الآن بصدد جمع المال الكافي من أعضائه لتمويل المؤتمر. لم تكن هذه المشكلة قد طُرحت في السابق على هذا الحزب الزاخر بأعضائه الأغنياء، لكنه وسع من تطبيق هذا الأسلوب مضطرا هذه المرة، وبشكل علني أكثر مما كان عليه في الماضي.

لنتذكر أن اثنين من أبرز قادته الأغنياء، يقبعان في السجن في الوقت الحالي، وهما عبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق، وسعيد الناصري، رئيس عمالة الدار البيضاء، وكلاهما كانا في السابق، من المساهمين الأسخياء في تمويل أنشطة الحزب.

وتحت وطأة شح الموارد هذه المرة، نقل قادة الحزب مقر المؤتمر من الجديدة إلى بوزنيقة، حيث تكلفة كراء المركب، ومرافق الإيواء رخيصة للغاية. وبينما مؤتمر الجديدة عام 2020 كلف الحزب 12.5 مليون درهم، فإن توقعات الحزب تشير إلى ألا تتجاوز كلفة مؤتمر بوزنيقة 10 ملايين درهم في أقصى التقديرات، وفقا لإفادة مسؤول في الحزب يأمل في أن تتناقص الكلفة إلى نصف ما كلفه مؤتمر الجديدة.

وبدأت الشركة بالفعل، أولى أعمال تهيئة الموقع حيث سيعقد المؤتمر في بوزنيقة، وسيشارك فيه حوالي 3 آلاف عضو وفقا لإحصائيات قدمها سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر في إفادة صحفية الشهر الماضي. وهو عدد أقل من مستويات مؤتمرات هذا الحزب في السابق.

ولا تتوقف مشاكل الحزب عند تمويل مؤتمره فحسب، بل إن قادته، وعلى مبعدة أسبوعين من عقده، لم يحسموا في الطريقة التي يجب أن يدار بها مستقبل الحزب نفسه. ففي المكتب السياسي، يتجاهل أعضاؤه بشكل كلي، التحدث عن مستقبل الأمين العام الحالي، عبد اللطيف وهبي، كما لا يشير أي من القادة الآخرين إلى أنفسهم كمرشحين محتملين لخلافته.

يحدث ذلك بينما تتزايد الإشاعات حول إمكان ترشح فاطمة الزهراء المنصوري لهذا المنصب. وبالرغم من كون هذه السيدة لم تعبر عن رغبة صريحة في هذا الصدد، إلا أن محيطها يعمل بنشاط لتغذية ترشيحها.

لم يتحدث وهبي بالمرة عن خططه بشأن مستقبله داخل هذا الحزب، وقد غذى بذلك، التأويلات حول ما سيحدث في هذا المؤتمر الذي لا يبدو أن رهانه سيكون أكبر من عقده في موعده فقط.

كلمات دلالية أحزاب الأصالة البام المعاصرة المغرب سياسية مؤتمر

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أحزاب الأصالة البام المعاصرة المغرب سياسية مؤتمر

إقرأ أيضاً:

مؤتمر لندن خطوة تحتاج إلى إرادة

مؤتمر لندن خطوة تحتاج إلى إرادة

تاج السر عثمان بابو

1

جاء مؤتمر لندن الذي عقد في 15 أبريل الجاري بعد دخول الحرب عامها الثالث، واستمرار معاناة الشعب السوداني من التشريد الذي وصل إلى أكثر من 12 مليون داخل وخارج البلاد، ومقتل وفقدان الآلاف من الأشخاص، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية والاغتصاب والعنف الجنسي، والتعذيب الوحشي للمعتقلين حتى الموت في سجون طرفي الحرب.

ضم المؤتمر: المملكة المتحدة، الاتحاد الأفريقي، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، ووزراء خارجية وممثلين من كل من: كندا، تشاد، مصر، إثيوبيا، كينيا، المملكة العربية السعودية، النرويج، قطر، جنوب السودان، سويسرا، تركيا، الإمارات العربية المتحدة، أوغندا، والولايات المتحدة الأمريكية،

بعد فشل المؤتمر في إصدار بيان ختامي صدر بيان من الرؤساء المشاركين،

استند البيان على المبادئ والآليات التي تم التوصل اليها في مخرجات المؤتمر الإنساني الدولي حول السودان والدول المجاورة، المنعقد في باريس بتاريخ: 15 أبريل 2024.

أشار البيان إلى قضايا عامة لا خلاف حولها مثل:

وقف الحرب وتخفيف معاناة الشعب السوداني، والتزامهم الراسخ بسيادة السودان، ووحدته، واستقلاله، وسلامة أراضيه، ودعمهم المستمر لتطلعات السودانيين نحو مستقبل سلمي، موحد، ديمقراطي، وعادل، ورفع الاهتمام الدولي بالتكلفة البشرية الباهظة للحرب. وتكثيف الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية. مع الاعتبار لدور المدنيين في إعادة بناء مستقبل السودان. إضافة لمسؤولية طرفي النزاع في حماية المدنيين، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان. والاستناد إلى قرار مجلس الأمن رقم 2736 (2024)، وإعلان جدة، إضافة إلى الركائز الستة الأساسية الواردة في خارطة طريق الاتحاد الأفريقي (مايو 2023) لحل النزاع في السودان.

2

كما أعطى البيان أسبقية للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار ووقف الحرب،  والحفاظ على وحدة السودان ومنع  تقسيمه، بما في ذلك تشكيل حكومة موازية التي قد تقوض سيادته وسلامة أراضيه وتُهدد تطلعات شعبه الديمقراطية.

إضافة للانتقال إلى حكومة مدنية: شدد المشاركون على أن القرار السياسي بشأن مستقبل السودان يجب أن يصدر عن السودانيين أنفسهم، في أوسع وأشمل تمثيل ممكن، وليس مفروضًا من الخارج. وغير ذلك مما جاء في البيان.

3

كما أشرنا فشل المؤتمر في إصدار بيان ختامي بسبب خلاف مصر والسعودية والإمارات، لكن صدور البيان من الرؤساء المشاركين يعتبر خطوة إلى الأمام لها ما بعدها، لكنها تحتاج إلى إرادة.

كما أشرنا سابقاً العامل الخارجي مساعد في وقف الحرب، لكن العامل الداخلي المتمثل في الحراك الجماهيري هو الحاسم، كما يقول المثل السوداني “ما حك جلدك مثل ظفرك فتول انت جميع أمرك”.

فقد تم استبعاد طرفي الحرب، والتأكيد على الحكم المدني الديمقراطي، لكن ذلك يستوجب أوسع نهوض جماهيري لوقف الحرب واسترداد الثورة، وخروج العسكر والدعم السريع وكل المليشيات من السياسة والاقتصاد، والترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، وعدم الإفلات من العقاب بمحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم الحرب وضد الإنسانية، وتفكيك التمكين وإعادة ممتلكات الشعب المنهوبة، وحماية السيادة وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم.

[email protected]

الوسومالسعودية السودان الولايات المتحدة تاج السر عثمان بابو تشاد جنوب السودان فرنسا كندا مؤتمر لندن مصر وقف الحرب

مقالات مشابهة

  • مؤتمر العدالة والتنمية في المغرب يقرر المصير.. زعامة بنكيران على المحك
  • تفاصيل تحضيرات العدالة والتنمية المغربي لعقد مؤتمره التاسع
  • بعدما أنذره مجلس الحسابات بسبب الإختلالات…صينية بنكيران تسائل مصير مليارات البيجيدي
  • وزارة التعليم العالي: 3.3 مليارات جنيه تكلفة إنشاءات جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية
  • ابن كيران قبل ساعات من تنظيم المؤتمر التاسع.. "البيجيدي"دبت فيه الحياة من جديد وعاد إلى الصدارة
  • التمرين الإنتخابي الجزئي يعزز موقع البام في الخريطة السياسية
  • بوانو يقود مفاوضات البيجيدي مع الداخلية للإفراج عن دعم المؤتمر
  • مؤتمر لندن خطوة تحتاج إلى إرادة
  • «تنظيم الخدمات المالية» في أبوظبي العالمي تنشر خطة عملها 2025-2026
  • الأزمي يكشف سبب الخلاف بين الداخلية والبيجيدي حول دعم 130 مليون لتنظيم المؤتمر