26 يناير، 2024

بغداد/المسلة الحدث: تعهّدت “المقاومة الإسلامية في العراق”، الجمعة مواصلة هجماتها ضد التحالف الدولي المناهض لتنظيم “داعش”، رغم المباحثات المرتقبة بين بغداد وواشنطن بشأن وجود هذه القوّات في الأراضي العراقية.

وإعلان “المقاومة الإسلامية في العراق” عزمها على مواصلة هجماتها يُظهر تصاعد الضغوط والتوترات في المنطقة.

ويُشير هذا إلى أن المجموعات المناهضة للتحالف الدولي تسعى إلى تحقيق أهدافها بوسائل عسكرية.

كما ان إشارة المقاومة إلى استمرار الهجمات تأتي رغم المباحثات المرتقبة بين بغداد وواشنطن، وهو ما يُظهر عدم التأثير المباشر لهذه المحادثات على الأرض. يُشير ذلك إلى تعقيدات الملف الأمني وصعوبة التوصل إلى اتفاقات عملية.

و يظهر تصريح المقاومة استمرارها في الهجمات ضد التحالف الدولي، وهو رد سلبي على وجود هذه القوات في العراق. ويعكس هذا الرفض للوجود الدولي قدرة الجماعات المسلحة على تحدي السلطة والتأثير في الأمور الأمنية.

و يظهر التصعيد العسكري تعقيدات السياسة الداخلية في العراق، حيث يمكن أن يُعزز هذا التصعيد التحديات التي تواجه الحكومة في مواجهة التنظيمات المسلحة وتحقيق الاستقرار الأمني.

وأعلن العراق والولايات المتحدة الخميس مباحثات مقبلة بشأن مستقبل التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وأكّدت بغداد أن هذه العملية ستمهّد الطريق لجدول زمني بشأن “الخفض التدريجي” لعديد القوات الأجنبية المنتشرة على أراضيها.

وتأتي هذه المبادرة في سياق إقليمي شديد التوتر، فمنذ منتصف تشرين الأول (أكتوبر) استهدفت أكثر من 150 ضربة بطائرات مسيّرة وصواريخ القوات الأميركية وقوّات التحالف في العراق وسوريا، في انعكاس مباشر للحرب في غزة بين إسرائيل حليفة واشنطن، وحركة “حماس” الفلسطينية المدعومة من طهران.

وقالت في بيان: “إن دعوات المقاومة الإسلامية وقرار مجلس النواب والتأييد الشعبي لإخراج القوّات الأجنبية، هذه كلها لم تجد طريقاً إلى التنفيذ منذ سنوات بسبب التحايل الأميركي لتنفيذ أجندته الخبيثة في العراق والمنطقة، وأمّا الإذعان الأميركي لطلب الحكومة العراقية تشكيل لجنة لترتيب وضع قوّاتهم، فما كان ليكون لولا ضربات المقاومة، وبركات دماء الشهداء، وهذا يثبت بأن الأميركي لا يفهم غير لغة القوّة”.

وأضافت: “لم نعهد من العدو الأميركي المجرم، وبحسب ما خبرناه طيلة سنوات المنازلة، إلا الغدر والطغيان، وما هذه المحاولة إلا لخلط الأوراق، وقلب الطاولة على المقاومة، وكسب الوقت، لتنفيذ المزيد من الجرائم والمخطّطات الشيطانية لإيذاء شعبنا وأمّتنا”.

وتابعت: “إن ردّ المقاومة الإسلامية على هذا الادّعاء، هو الاستمرار بالعمليات الجهادية ضد الوجود الأجنبي حتى تتبيّن حقيقة نواياهم ومدى جدّية التزامهم بإخراج قوّاتهم الغازية من العراق، ومغادرة طيرانهم المسُيّر والحربي وغيره أجواء البلاد بالكامل، وتسليم قيادة العمليات المشتركة إلى الجانب العراقي وإخراج ضباطهم منها”.

وختمت: “في الوقت الذي نعرب عن تقديرنا لمواقف الإخوة الرافضين للهيمنة الأجنبية، نحذّر من مغبة منح الحصانة لأي قوة أجنبية وبأي ذريعة كانت، فضلاً عن أي التزام من جانب الحكومة أو أجهزتها الأمنية لحماية هؤلاء الغزاة القتلة، فلو وقع هذا فهو خيانة تاريخية للعراق ودماء شهدائه”.

اتّفقت واشنطن وبغداد الخميس على إطلاق مجموعات عمل في إطار “اللجنة العسكرية العليا” ستدرس مستقبل التحالف في ضوء “الخطر” الذي يشكله تنظيم “داعش” وقدرات قوات الأمن العراقية.

وأوضحت الخارجية العراقية أن مجموعات العمل ستتولّى “صياغة جدول زمني محدّد وواضح يحدّد مدّة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق ومباشرة الخفض التدريجي المدروس لمستشاريه على الأرض العراقية”.

في واشنطن، أشارت نائبة المتحدّثة باسم وزارة الدفاع سابرينا سينغ للصحافة إلى أن حجم القوّة العسكرية الأميركية في العراق “سيكون بالتأكيد جزءاً من المناقشات مع تقدمّ الأمور”.

لكن مسؤولاً كبيراً في وزارة الدفاع الأميركية قال إن المحادثات “ليست مفاوضات بشأن انسحاب القوات الأميركية من العراق”.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: المقاومة الإسلامیة التحالف الدولی فی العراق

إقرأ أيضاً:

هل تواصل الحكومة العراقية تحكمها في الموازنة رغم انخفاض أسعار النفط؟

أبريل 23, 2025آخر تحديث: أبريل 23, 2025

المستقلة/- في وقت تواجه فيه الأسواق النفطية تقلبات شديدة، خصوصًا مع تراجع أسعار النفط العالمية، برزت تصريحات من أعضاء في اللجنة المالية النيابية تؤكد أن الحكومة العراقية لن تقوم بتعديل سعر برميل النفط المعتمد في الموازنة العامة للعام 2023.

هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعًا حول مدى قدرة الحكومة على السيطرة على الوضع المالي في ظل انخفاض أسعار النفط، وهل هذا القرار يهدد الاستقرار المالي في العراق؟

تأثيرات سعر النفط على الموازنة العراقية

عضو اللجنة المالية، جمال كوجر، أكد أن تعديل سعر برميل النفط في الموازنة سيكون خطوة غير ممكنة في الوقت الحالي، نظرًا لما يتطلبه من تعديلات شاملة قد تؤدي إلى زيادة العجز المالي الذي يعاني منه العراق بالفعل. كما أشار إلى أن أي انخفاض آخر في أسعار النفط سيكون له تأثير كارثي على الاقتصاد العراقي، حيث قد يؤدي إلى تقليص الإنفاق على مشاريع تنموية هامة.

من جهة أخرى، أكد مظهر محمد صالح، المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة اتخذت تحوطًا فنياً من خلال تحديد سعر برميل النفط عند 70 دولارًا في الموازنة، وهذا يعد خطوة استراتيجية للتعامل مع تقلبات أسعار النفط في السوق العالمي. وأضاف أن الحكومة قد تلجأ إلى خفض الإنفاق في حال استمر انخفاض أسعار النفط، لكن مع مراعاة تأمين الرواتب والإنفاق على المشاريع الأساسية.

هل تراجع أسعار النفط يمثل تهديدًا حقيقيًا؟

رغم أن الحكومة تبدو متفائلة حاليًا بقدرتها على ضمان استقرار الوضع المالي وتأمين الرواتب، فإن العديد من المحللين يرون أن انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 60 دولارًا قد يؤدي إلى صدمة اقتصادية حقيقية. عضو مجلس النواب، ريبوار أورحمن، أشار إلى أن الحكومة ستظل قادرة على السيطرة على الأمور إذا استمر التراجع الطفيف في الأسعار، لكن في حال حدوث انخفاض أكبر، سيتعين على الحكومة اتخاذ خطوات أكثر تشددًا في تعديل سياساتها المالية.

الآفاق المستقبلية: تحديات وأسئلة مفتوحة

بينما لا يزال الوضع تحت السيطرة في الوقت الراهن، تظل الأسواق العالمية والتطورات الجيوسياسية أحد العوامل الكبرى التي قد تغير من مسار الأمور. في حال استمر انخفاض أسعار النفط، قد تواجه الحكومة خيارين صعبين: إما خفض الإنفاق على مشاريع التنمية، أو اللجوء إلى المزيد من الاقتراض لتمويل الرواتب والمشاريع الخدمية، وهو ما قد يرفع مستويات الدين العام بشكل غير مسبوق.

الخلاصة

في ضوء هذه التحديات، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الحكومة العراقية من موازنة بين تقلبات السوق النفطي وضمان استدامة الإنفاق الحكومي على المدى البعيد؟ أم أن العراق سيكون أمام أزمة مالية جديدة تتطلب إعادة تقييم كامل للسياسات المالية الحالية؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستكون حاسمة في تحديد قدرة العراق على الصمود في وجه الأزمات الاقتصادية القادمة.

مقالات مشابهة

  • العراق والتحالف الدولي يبحثان الحرب ضد الإرهاب
  • السوداني:العراق لن يستغني عن قوات التحالف الدولي
  • مئات الشاحنات والآليات العسكرية الأمريكية تغادر قواعدها من سوريا باتجاه العراق
  • خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة العاصمة العراقية بين وجهات الضيافة الفاخرة حول العالم
  • حمدان بن محمد يكرم أبطال «التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي 2025»
  • حمدان بن محمد يكرم الفائزين في التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي (فيديو)
  • حمدان بن محمد يكرم الفائزين في التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي
  • الأعرجي:العراق لن يستغني عن قوات التحالف الدولي
  • هل تواصل الحكومة العراقية تحكمها في الموازنة رغم انخفاض أسعار النفط؟
  • انطلاق التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي في دبي