في ذكرى الهولوكوست.. إيطاليا تصدم الجاليات العربية و تنحاز إلي اليهود
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
رفضت الحكومة الإيطالية، دعوة حركة الطلاب الفلسطينيين في إيطاليا، والجالية الفلسطينية في روما والتجمع الديمقراطي الفلسطيني، للوقوف في مظاهرة كبرى دعما لفلسطين وقطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت 27 يناير، والتي كان من المقرر لها أن تنطلق من ساحة فيتوريو مانويلي باتجاه ساحة سان چيوڤاني.
إيطاليا تعلن استعدادها لقيادة المهمة الأوروبية في البحر الأحمرحيث رضخت الحكومة الإيطالية للضغوط التي شكلتها الجالية اليهودية في إيطاليا من أجل إلغاء السماح بتنظيم مظاهرة مؤيدة للفليسطينين يوم السبت الموافق 27 يناير والذي يوافق ما يسمي يوم الذكري والذي يقوم اليهود بإحياء ذكري ضحايا الهولوكوست المزعوم حول العالم .
وقد أعلن وزير الداخلية الإيطالي: " ماتيو بيانتيدوسي"، قراره بتأجيل تنظيم المظاهرة المؤيدة لفلسطين في روما إستجابة لمطالب الجالية اليهودية في إيطاليا، واعتبرت الوزارة أن ذلك يشكل انتهاكا حقيقيا للقيمة العالمية التي تم الاعتراف بها بموجب القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1 نوفمبر 2005".
وكانت أولي ردرد الفعل علي تأجيل المظاهرة من جانب حركة طلاب الجامعات الإيطالية حيث أعلن طلاب جامعة لاسبينزا في روما أن المظاهرة في روما ستتم على أي حال، وهاجم الطلاب وصف المسيرة من أجل فلسطين بأنها "مسيرة معادية للسامية" ودعا إلى المقاطعة.
وكتبت حركة طلاب الجامعات الإيطالية على إنستغرام: "من الواضح أن الديمقراطية بالنسبة للصهاينة هي رقابة وقمع"، مضيفون: “سنعيد إطلاق المسيرة يوم السبت 27 الجاري والذي سيقام الساعة 3.30 بعد الظهر في ساحة فيتوريو، لأن الإبادة الجماعية الجديدة في فلسطين”.
و فور الإعلان عن قرار وزير الداخلية بتأجيل المظاهرة علق رئيس الجالية اليهودية في روما فيكتور فضلون، على التأجيل، قائلًا: "نشكر المؤسسات، بدءا بالوزير بيانتيدوسي وجميع فروع وزارة الداخلية ووصف الرئيس القرار بأنه "قرار صائب ومنطقي، خاصة بعد أن شاهد أغاني ورقصات في الشوارع تدعو إلى قتل اليهود، وحرق الأعلام الإسرائيلية، وتصفيق لحماس من أجل السلام". 7 أكتوبر. أشكركم على تجنب هذه الإهانة للذاكرة، والتي كانت ستشكل هزيمة للجميع .
من ناحية أخري و خلال إستقباله لعدد من أبناء الجالية اليهودية بقصر رئاسة الجمهورية بمناسبة إحياء ذكري المحرقة المزعومة صرح سيرچيو ماتاريلا رئيس الجمهورية، أن ما حدث في 7 أكتوبر الماضي هو تكرار لأهوال المحرقة، مستطردا :" إننا نشهد، في العالم، عودة معاداة السامية التي اتخذت مؤخرا شكل المذبحة الشرسة التي لا توصف والمناهضة للسامية ضد الأبرياء في الهجوم الإرهابي الذي وقع في تلك الصفحة من العار للإنسانية في 7 /أكتوبر حتى الأولاد والأطفال وحتى الأطفال حديثي الولادة".
وشدد على أن الصورة نسخة مرعبة من أهوال المحرقة، ونحن على قناعة بأن رواسب الكراهية قد تضخمت بالأقوال والأفعال القاسية، موجها حديثه لليهود في إيطاليا قائلا :" ينص دستورنا بوضوح على أن جميع المواطنين يتمتعون بنفس الحقوق، وكان الوجود اليهودي أساسيًا لتطوير إيطاليا الحديثة وفي تشكيل الجمهورية، وتعرف الجاليات اليهودية الإيطالية أن إيطاليا هي موطنها وأن الجمهورية، التي هم جزء لا يتجزأ منها، لن يتسامحوا بأي شكل من الأشكال مع التهديدات والتخويف والتنمر تجاههم".
و يري الإعلامي إكرامي هاشم مسؤول منصة راديو العرب في إيطاليا، أن القرار الصادر من وزارة الداخلية الإيطالية بتأجيل المظاهرة إنما هو تحد تام لمشاعر أبناء الجالية العربية في إيطاليا و إعلان صارخ عن الإنحياز الكامل تجاه الصهيونية وتأكيد للموقف الحكومي الرسمي المنحاز منذ بداية لإسرائيل منذ بداية الأحداث و هو الموقف المعاكس لموقف المجتمع الإيطالي و الأحزاب المعارضة المؤيدة للحق الفلسطيني و المدين لإسرائيل و هو الأمر الذي بدا واضحا من خلال مشاركة المجتمع الإيطالي بأعداد ضخمة في التظاهرات التي تم تنظيمها منذ بداية الأحداث وأن ذلك القرار إنما ينم عن رغبة في إسكات الأصوات المؤيدة للحق الفليسطيني .
أما عن إدعاءات رئيس الجالية اليهودية بأن التظاهرات المؤيدة لفلسطين تشهد حرقا للإعلام و خطابات كراهية لليهود، أشار هاشم إلي أن ذلك ليس بجديد أو غريب علي اليهود و هو إختلاق الأكاذيب و ترويجها و إقتاع العالم بها فقد شهدت بنفسي كافة المظاهرات السابقة والتي إتسمت بالسلمية و التعبير الراقي عن الرأئ دون المساس إطلاقا باليهود بل كانت كل الهتافات و النداءات موجهه إلي دولة الكيان و رئيس وزراءها ولم تشهد أيا تظاهرة حادث واحد يعكر صفو الأمن في أية مدينة إيطالية .
واختتم: “علي السيد فيكتور بدلا من ذلك توجيه اللوم لمجموعة الشباب اليهودي الذين قاموا بالإعتداء علي بعض الشباب من أبناء الجالية العربية في روما بعد مشاركتهم في إحدي المظاهرات أثتاء سيرهم في الشارع مرتدين الكوفية الفليسطينية فعلي السيد فيكتور أن يخجل من أفعالهم ”.
وقالت مايا عيسى ، رئيسة حركة الطلاب الفلسطينيين بعد قرار قيادة الشرطة بتأجيل موكب الغد، :"إنه أمر خطير للغاية أن تؤثر الجالية اليهودية على القرار الذي اتخذته بالفعل السلطة المختصة التي سمحت بالموكب" .
وأضافت: " وهو قرار يزيد من الغضب، سنحتفظ بالحق في تقرير ما إذا كنا سنتظاهر يوم الأحد 28 أم لا، لكن لا يمكننا أن نضمن أنه لن يكون هناك أشخاص سيخرجون إلى الشوارع غدًا على أي حال".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحكومة الإيطالية الاحتلال الإسرائيلي الجالیة الیهودیة فی إیطالیا فی روما
إقرأ أيضاً:
دعوة ترامب ترحيل اليهود من فلسطين
بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..
منذ العام 1917 تشبث الصهاينة بوعد بلفور وعدوه نصاً مقدساً مرتبطاً بتحقيق الوعد التوراتي في إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين بناءاً على مجموعة من الخرافات التي نسجت عبر أزمنة متطاولة حتى تحقق لهم ذلك بإعلان الدولة عام 1948. وإذا ما كانت اليهودية ديناً فلا وطن للدين بل هو فكر وعقيدة متبعة عبر جغرافية متطاولة وواسعة ولا تحد بوطن ولا بمساحة زمنية أو مكانية لأن الدين متاح للبشرية وليس لفئة إجتماعية أو قومية بعينها . فالوعد الذي أطلقه وزير خارجية المملكة المتحدة بلفور لزعماء المنظمات الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود لا يمتلك الشرعية القانونية لأنه وعد يعطي من خلاله المحتل البريطاني أرضاً لا يملكها لمجموعات من الشتات المقيمين في مناطق مختلفة من العالم ليجتمعوا في ما سمي أرض الميعاد وهي دولة قائمة وفيها سكان مسلمون ومسيحيون وحتى يهود يعيشون سوية ولديهم معابدهم وكنائسهم ولا يوجد ما يشير إلى تغلب مجموعة دينية على أخرى لأن فلسطين التاريخية هي موطن لديانات متعددة وحضارات قديمة لم ترتبط بفئة بعينها وتحقق لها أفضلية على حساب الآخرين ، واليهود ليسوا قومية بالمطلق بل هو دين يمكن أن يعتنقه العربي والتركي والفارسي والجرماني والإنكليزي والفرنسي ، وإدعاء إن اليهود قومية غير صحيح فهناك الأسود والأبيض وهم كبقية أتباع الديانات يعيشون في مناطق مختلفة من العالم .
كانت فرضية إقامة دولة لليهود في أفريقيا قرب الهضبة الإثيوبية المزدهرة والتي بني فيها اليوم سد عظيم على نهر النيل قبل دخوله الأراضي السودانية سمي بسد النهضة الذي تخشى مصر من أن يتحول إلى قنبلة لتدمير الإقتصاد المحلي ويمكن أن يقلل كمية المياه الواردة إلى السودان ومصر و ربما يمنعها تماماً في حالات الجفاف والتغيرات المناخية وفي حال قلت كمية المياه الواردة إلى السد من أفريقيا ، وقد أستبعدت هذه الفكرة مع بقاء الإهتمام بإثيوبيا قائماً فالمعلومات تشير إلى أن إسرائيل من الداعمين لبناء السد وقد أستثمرت في مساحات واسعة من الأراضي القريبة منه ومع إستمرار الحديث عن تأثير صهيوني في السياسة الإثيوبية بهدف إضعاف ومحاصرة مصر . وكانت هناك فكرة لإقامة دولة يهودية في الأرجنتين بأمريكا الجنوبية ولم تستغل لكن اللافت أن الثقل اليهودي في كامل القارة الأمريكية يتركز في الأرجنتين التي تعاني من تراكم الديون الخارجية وعدم القدرة على السداد ما سمح بتوغل سياسي ومالي وإقتصادي متنوع لليهود ومعهم واشنطن وتمكنهم من التحكم في الإقتصاد الأرجنتيني بالكامل مع فقدان بوينس ايرس لقدرة المنافسة والتأثير والعجز الكامل عن تسديد الديون المترتبة عليها بل إنها أعلنت إفلاسها وعدم القدرة على التسديد .
لايحق لأحد أن يدعي الحق في وطن يجمع أتباع دين بعينه من مختلف بلدان العالم ويحشرهم في بلد آخر وبالقوة القاهرة ومن خلال إبادة السكان الأصليين كما فعل الصهاينة في حروب ظالمة ومتوحشة ضد المسلمين في فلسطين ولبنان والأردن وسوريا ومصر وفي أكثر من حرب منذ العام 1948 والعام 1967 والعام 1973 والعام 1982 وفي العام 2006 وفي العام 2024 وقت العدوان الأخير على غزة وبيروت ما تسبب بمقتل الآلاف من الأبرياء ومن الأطفال والنساء العزل مع تجويع السكان ومنع الماء والدواء عنهم وتدمير المستشفيات والمدارس وكل مظاهر الحياة الطبيعية فلا يحق للعراقيين أن يطالبوا بفلسطين لأن أبا الأنبياء إبراهيم من الناصرية ولا يحق للسعودية المطالبة بالنجف وكربلاء لأن الإمام علي وولده الحسين عليهما السلام من مكة ولا يحق لأهل الناصرية المطالبة بالكعبة لأن إبراهيم الذي بناها ولد في أور جنوب العراق بل لابد من التعايش والتسامح ومن الحق هو ترحيل اليهود إلى إثيوبيا أو الأرجنتين أو إلى أي مكان في العالم لأن فلسطين ليست لهم بل هي للفلسطينيين بغض النظر عن الدين والمذهب واللون . Fialhmdany19572021@gmail.com