الجزيرة:
2025-01-27@19:13:04 GMT

كيف يبدو مستقبل استثمارات الصين بالشرق الأوسط؟

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

كيف يبدو مستقبل استثمارات الصين بالشرق الأوسط؟

أثارت الضربات الجوية والسجال الدبلوماسي الذي وقع في الأيام الأخيرة بين إيران وباكستان -قبل اتفاق البلدين على تخفيف التصعيد- تساؤلات صعبة بالنسبة لمستقبل استثمارات الصين ونفوذها في الشرق الأوسط، وسط مخاوف من احتمال اجتياح الاضطرابات للمنطقة كاملة.

وقال موقع "أويل برايس" الأميركي إنه رغم تخفيف التصعيد بين البلدين، فإن التوترات الأخيرة تسلط الضوء على الأسس الهشة للتنافسات الإقليمية التي تعتمد عليها طموحات الصين الرامية لقيادة الجنوب العالمي.

يشار إلى أن وزارتي الخارجية الإيرانية والباكستانية أصدرتا بيانا مشتركا قبل أيام أكدتا فيه على عودة سفيري البلدين لعملهما اليوم الجمعة، وذلك بعد توتر عسكري ودبلوماسي إثر تبادل ضربات جوية.

ويضيف الموقع أن الهجمات المتبادلة كشفت الخط الرفيع بين السلام والصراع في المنطقة، وسلطت الضوء على التحديات التي تواجه الصين -الشريك الوثيق لكلا البلدين- وما إذا كان بإمكانها استخدام نفوذها لتجنّب أي صراع من شأنه أن يهدد مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة.

وينقل الموقع عن محللين قولهم إن المخاطر تبقى كبيرة بالنسبة للصين، التي لا تستطيع تحمل تدهور الأوضاع بين إيران وباكستان. وأشار إلى أن بكين تملك استثمارات بعشرات المليارات من الدولارات في كل من إيران وباكستان، وكلا البلدين شريكان رفيعا المستوى يستفيدان من الدعم السياسي والاقتصادي الصيني.

ومن المتوقّع الآن أن تكثّف بكين جهودها لتجنب حدوث أزمة أخرى في المنطقة، في حين يقول المحللون إنه اختبار آخر لنفوذ الصين بعد أن وصلت مؤخرا إلى أقصى حدودها مع الحرب في غزة، وهجمات الشحن في البحر الأحمر من قبل الحوثيين، وتزايد عدم الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط بسبب هذه الأحداث.

وكانت باكستان أعلنت سحب سفيرها لدى طهران على خلفية تنفيذ إيران ضربات عسكرية داخل أراضيها، وردت القوات الباكستانية بقصف موقع داخل إيران. وأدى الهجومان إلى مقتل 11 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب سلطات البلدين.

ما حجم النفوذ الذي تمتلكه الصين؟

ونقل الموقع عن محللين قولهم إن "سمعة الصين على المحك وهي تقدم نفسها بديلا للولايات المتحدة، على الرغم من أن الافتراضات حول مدى قوتها الحقيقية في الشرق الأوسط تخضع في الوقت الراهن للتدقيق".

ويقول تقرير موقع "أويل برايس" إن الهجمات المتبادلة جاءت في وقت تعاني فيه باكستان من أزمة اقتصادية وتستعد لإجراء انتخابات في الثامن من فبراير/شباط المقبل.

وأشار الموقع إلى أن الصين أصبحت تملك نفوذا للضغط من أجل التوصل إلى تسوية دبلوماسية للنزاع، على الرغم من أن الخبراء يقولون إن بكين قد تكون مترددة في التدخل علنا.

وأشار إلى أن الصين تملك أوراقا رابحة أخرى إذا أرادت تهدئة الوضع بين إيران وباكستان، منها أن هذه الأخيرة تتمتع بشراكة وثيقة مع بكين، خاصة في مجالي الاستثمار الاقتصادي والدفاع.

وباكستان أكبر مشتر للأسلحة الصينية، كما أنها موطن للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي تبلغ قيمته عدة مليارات من الدولارات، وهو سلسلة من مشاريع البنية التحتية تندرج ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية.

أما بالنسبة لطهران فتعد الصين أكبر مشتر للنفط الإيراني الخاضع للعقوبات الدولية، وقد وقّعت بكين مع طهران عام 2021 اتفاقية اقتصادية وأمنية مدتها 25 عاما.

انعدام الثقة

ويقول الموقع إن كلا من باكستان وإيران عضو في منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها بكين، والتي تضم أيضا الهند وروسيا وآسيا الوسطى (باستثناء تركمانستان).

وكانت منظمة شانغهاي للتعاون جزءا مهما من مسعى بكين لترسيخ نفوذها في أجزاء من آسيا والشرق الأوسط، بينما كانت تتطلع إلى جمع الدول للعمل معا بشأن القضايا الاقتصادية والأمنية، بحسب "أويل برايس".

وأورد الموقع أن الصين استثمرت في تنمية الكتلة وتجري مناقشات لإضافة المزيد من الدول، لكن نشوب المزيد من الصراعات بين أعضائها يمكن أن يعرقل هذه التحركات ويضر بمصداقية منظمة شنغهاي للتعاون.

ونقل الموقع عن خبراء قولهم إن بكين ستظل مضطرة إلى مواجهة انعدام الثقة بين إسلام آباد وطهران، ومواجهة مشكلات مماثلة في أماكن أخرى من الشرق الأوسط، حيث تسير على حبل مشدود بين زيادة نفوذها الدولي والحد من أي مواجهة دبلوماسية يمكن أن تضر بسمعتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إیران وباکستان الشرق الأوسط إلى أن

إقرأ أيضاً:

هآرتس: هل تعلق إسرائيل آمالا كاذبة على ترامب بشأن إيران؟

حذر محلل الشؤون العربية بصحيفة هآرتس، تسفي بارئيل، إسرائيل من عقد آمال كاذبة على نوايا الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإستراتيجيته تجاه إيران ومنطقة الشرق الأوسط.

ولفت إلى أن ترامب أقال براين هوك -الذي كان مبعوثه الخاص إلى إيران خلال فترة ولايته الأولى- من منصبه، بحجة أنه "لا يتوافق مع رؤيتنا لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: أوروبا تعيد النظر في تمويل تونس بسبب انتهاكات ضد المهاجرينlist 2 of 2واشنطن بوست: شركات أمنية أميركية خاصة تتولى عمليات التفتيش داخل غزةend of list

وسيحل محل هوك في منصب نائب وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط مايكل ديمينو، الذي سيكون مسؤولا عن صياغة سياسة البنتاغون تجاه إيران.

وفي مقاله التحليلي بالصحيفة، يرى بارئيل أن ديمينو ليس هو الشخصية التي كان يأمل دعاة الحرب الإسرائيليون في توليها هذه المهمة، ذلك لأنه كان قد وصف في فبراير/شباط الماضي كل من يقول إن إيران تحاول السيطرة على الشرق الأوسط بأنهم مروجو خوف لا أساس له من الصحة.

وفي الشهر نفسه، قال ديمينو إن الشرق الأوسط لا يهم "مصالح الولايات المتحدة"، مضيفا أن أفضل وصف للمصالح الحيوية أو الوجودية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أنها تتراوح بين "ضئيلة ومعدومة".

كما أنه -طبقا لتحليل هآرتس- وصف الهجوم الإيراني على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بأنه "معتدل إلى حد ما"، حتى إنه أشاد بالرئيس السابق جو بايدن لوقفه هجوما إسرائيليا مضادا أوسع نطاقا على إيران.

إعلان

وتناول بارئيل في تحليله اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي وقعها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان يوم الجمعة الماضي، أي قبل 3 أيام فقط من تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

وتشمل مجالات التعاون الروسي والإيراني التي تنص عليها الاتفاقية، عدة قطاعات عسكرية واقتصادية وثقافية، وتستمر لفترة 20 عاما مع خيار التمديد.

وطبقا للصحيفة الإسرائيلية، فإن الاتفاق -الذي يحل محل اتفاق سابق تم توقيعه قبل أكثر من 20 عاما- يهدف إلى تقديم الدعم العسكري والدبلوماسي لإيران. كما أنه يعوض إيران عن الضربات التي تلقتها خلال حربي غزة ولبنان، والنفوذ الذي فقدته في سوريا مع سقوط بشار الأسد.

على أن الأهم من ذلك -برأي كاتب المقال- أن الاتفاق يهدف إلى ردع الرئيس ترامب عن تنفيذ سياسته المتوقعة في إيران، إلا أن أحد بنوده الرئيسية يثير تساؤلات بشأن القيمة الإستراتيجية الحقيقية للاتفاق.

فالاتفاق ينص على أن إيران وروسيا لن تساعدا أي دولة تهاجم أيا من الدولتين الموقعتين على الاتفاق. ويفسر بارئيل ذلك بأنه يعني أن إيران وروسيا غير ملزمتين بالوقوف إلى جانب إحداهما للدفاع عن الأخرى، فالاتفاق يحظر عليهما فقط مساعدة أي دولة تهاجم أيا منهما.

وقال إن ذلك البند يتناقض مع التزام الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالدفاع المشترك ومهاجمة أي دولة أو كيان يهاجم أي عضو آخر في الحلف، إذا لزم الأمر.

ضعف إستراتيجي

وأشار إلى أن هذا "الضعف الإستراتيجي" في ذلك البند  لم يمر دون أن تفطن إليه وسائل الإعلام الإيرانية، ولفت إلى أن البرلمان الإيراني ظل يدرس مشروع الاتفاقية لأكثر من عامين.

وذكر النواب في ذلك الوقت أن روسيا فشلت في الوفاء بالعديد من وعودها، فهي لم تستثمر في تطوير حقول الغاز الطبيعي في إيران، كما أن البرنامج المشترك للتحرر من الدولار الأميركي لم ينطلق.

إعلان

ومضى التحليل إلى أن الصين ليست ملتزمة أيضا بالدفاع عن إيران بشكل فعال، على الرغم من أن لديها اتفاقية تعاون اقتصادي مع إيران تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات، لم يتم تنفيذها بشكل مقنع بعد.

وزعم أن نجاح إسرائيل في كسر ما وصفها بحلقة النار الإيرانية المتمثلة في محور المقاومة، جعلها تعتقد على ما يبدو أن كل المؤشرات تدل على إمكانية شن هجوم واسع النطاق على المنشآت النووية الإيرانية.

غير أن الكاتب يرى أن أي شخص يقرع "طبول الحرب ضد إيران مترقبا بفارغ الصبر ضوءا أخضر من البيت الأبيض، فعليه ربما أن يهيئ نفسه لخيبة أمل".

مقالات مشابهة

  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر تحتفظ بموقعها القوي في حل النزاعات بالشرق الأوسط
  • ملك البحرين يبحث مع ترامب هاتفيا أهمية العمل لضمان الأمن بالشرق الأوسط
  • المندلاوي: العراق لن يتأثر سلبا بإضعاف نفوذ إيران في الشرق الأوسط،
  • ملك الأردن يؤكد على دور واشنطن في الدفع نحو السلام بالشرق الأوسط
  • الأمم المتحدة: 30% من اللاجئين السوريين بالشرق الأوسط يريدون العودة لبلادهم
  • هآرتس: هل تعلق إسرائيل آمالا كاذبة على ترامب بشأن إيران؟
  • مضايقات بكين تدفع الفلبين لتعليق إجراء مسح في بحر جنوب الصين
  • الأول بالشرق الأوسط.. 140 طيارًا يتنافسون بكأس العالم للدرونز
  • سفير مصر السابق بتل أبيب يكشف خطط أمريكا لإشاعة الفوضى بالشرق الأوسط
  • WSJ: الصين تساعد إيران في تعزيز برنامجها للصواريخ الباليستية