كيف يبدو مستقبل استثمارات الصين بالشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
أثارت الضربات الجوية والسجال الدبلوماسي الذي وقع في الأيام الأخيرة بين إيران وباكستان -قبل اتفاق البلدين على تخفيف التصعيد- تساؤلات صعبة بالنسبة لمستقبل استثمارات الصين ونفوذها في الشرق الأوسط، وسط مخاوف من احتمال اجتياح الاضطرابات للمنطقة كاملة.
وقال موقع "أويل برايس" الأميركي إنه رغم تخفيف التصعيد بين البلدين، فإن التوترات الأخيرة تسلط الضوء على الأسس الهشة للتنافسات الإقليمية التي تعتمد عليها طموحات الصين الرامية لقيادة الجنوب العالمي.
يشار إلى أن وزارتي الخارجية الإيرانية والباكستانية أصدرتا بيانا مشتركا قبل أيام أكدتا فيه على عودة سفيري البلدين لعملهما اليوم الجمعة، وذلك بعد توتر عسكري ودبلوماسي إثر تبادل ضربات جوية.
ويضيف الموقع أن الهجمات المتبادلة كشفت الخط الرفيع بين السلام والصراع في المنطقة، وسلطت الضوء على التحديات التي تواجه الصين -الشريك الوثيق لكلا البلدين- وما إذا كان بإمكانها استخدام نفوذها لتجنّب أي صراع من شأنه أن يهدد مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة.
وينقل الموقع عن محللين قولهم إن المخاطر تبقى كبيرة بالنسبة للصين، التي لا تستطيع تحمل تدهور الأوضاع بين إيران وباكستان. وأشار إلى أن بكين تملك استثمارات بعشرات المليارات من الدولارات في كل من إيران وباكستان، وكلا البلدين شريكان رفيعا المستوى يستفيدان من الدعم السياسي والاقتصادي الصيني.
ومن المتوقّع الآن أن تكثّف بكين جهودها لتجنب حدوث أزمة أخرى في المنطقة، في حين يقول المحللون إنه اختبار آخر لنفوذ الصين بعد أن وصلت مؤخرا إلى أقصى حدودها مع الحرب في غزة، وهجمات الشحن في البحر الأحمر من قبل الحوثيين، وتزايد عدم الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط بسبب هذه الأحداث.
وكانت باكستان أعلنت سحب سفيرها لدى طهران على خلفية تنفيذ إيران ضربات عسكرية داخل أراضيها، وردت القوات الباكستانية بقصف موقع داخل إيران. وأدى الهجومان إلى مقتل 11 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب سلطات البلدين.
ما حجم النفوذ الذي تمتلكه الصين؟ونقل الموقع عن محللين قولهم إن "سمعة الصين على المحك وهي تقدم نفسها بديلا للولايات المتحدة، على الرغم من أن الافتراضات حول مدى قوتها الحقيقية في الشرق الأوسط تخضع في الوقت الراهن للتدقيق".
ويقول تقرير موقع "أويل برايس" إن الهجمات المتبادلة جاءت في وقت تعاني فيه باكستان من أزمة اقتصادية وتستعد لإجراء انتخابات في الثامن من فبراير/شباط المقبل.
وأشار الموقع إلى أن الصين أصبحت تملك نفوذا للضغط من أجل التوصل إلى تسوية دبلوماسية للنزاع، على الرغم من أن الخبراء يقولون إن بكين قد تكون مترددة في التدخل علنا.
وأشار إلى أن الصين تملك أوراقا رابحة أخرى إذا أرادت تهدئة الوضع بين إيران وباكستان، منها أن هذه الأخيرة تتمتع بشراكة وثيقة مع بكين، خاصة في مجالي الاستثمار الاقتصادي والدفاع.
وباكستان أكبر مشتر للأسلحة الصينية، كما أنها موطن للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي تبلغ قيمته عدة مليارات من الدولارات، وهو سلسلة من مشاريع البنية التحتية تندرج ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية.
أما بالنسبة لطهران فتعد الصين أكبر مشتر للنفط الإيراني الخاضع للعقوبات الدولية، وقد وقّعت بكين مع طهران عام 2021 اتفاقية اقتصادية وأمنية مدتها 25 عاما.
انعدام الثقةويقول الموقع إن كلا من باكستان وإيران عضو في منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها بكين، والتي تضم أيضا الهند وروسيا وآسيا الوسطى (باستثناء تركمانستان).
وكانت منظمة شانغهاي للتعاون جزءا مهما من مسعى بكين لترسيخ نفوذها في أجزاء من آسيا والشرق الأوسط، بينما كانت تتطلع إلى جمع الدول للعمل معا بشأن القضايا الاقتصادية والأمنية، بحسب "أويل برايس".
وأورد الموقع أن الصين استثمرت في تنمية الكتلة وتجري مناقشات لإضافة المزيد من الدول، لكن نشوب المزيد من الصراعات بين أعضائها يمكن أن يعرقل هذه التحركات ويضر بمصداقية منظمة شنغهاي للتعاون.
ونقل الموقع عن خبراء قولهم إن بكين ستظل مضطرة إلى مواجهة انعدام الثقة بين إسلام آباد وطهران، ومواجهة مشكلات مماثلة في أماكن أخرى من الشرق الأوسط، حيث تسير على حبل مشدود بين زيادة نفوذها الدولي والحد من أي مواجهة دبلوماسية يمكن أن تضر بسمعتها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إیران وباکستان الشرق الأوسط إلى أن
إقرأ أيضاً:
"البحوث الزراعية" ضمن أفضل المراكز البحثية ويحتل المرتبة الثالثة بالشرق الأوسط وإفريقيا طبقا لتصنيف سيماجو
قدم علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي التهنئة إلى د عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية وقيادات المركز والباحثين والعاملين فيه لحصول المركز على المرتبة الثالثة على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا طبقا لتصنيف SCImago الأسباني الدولي، حيث جاء ضمن أفضل 10 مراكز بحثية لعام 2024 ،"فاروق" أشاد بدور العلماء والباحثين في المراكز البحثية وطالبهم ببذل المزيد من الجهد لخدمة القطاع الزراعي، مشيرا إلى أن القيادة السياسية توفر كل الدعم للابحاث التطبيقية الجادة التي تسهم في تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين .
محافظ البحيرة ووزيرا الزراعة في مصر والأردن يتفقدون محطات ومزارع تصدير الموالح بالنوبارية وزيرا الزراعة بمصر والأردن ومحافظ البحيرة يتفقدون إحدى محطات ومزارع تصدير الموالح بالنوبارية
من ناحيته رئيس مركز البحوث الزراعية وجه الشكر إلى وزير الزراعة لدعمه الدائم للباحثين وإيمانه العميق بأهمية ودور البحث العلمي في النهضة الزراعية التي تشهدها مصر حاليا
وكان وفد من وزارة الزراعة برئاسة د شرين عاصم نائب رئيس مركز البحوث الزراعية والدكتور محمد الخولي مدير معهد الاراضي والمياه والبيئة والدكتور مصطفى فاضل - مدير معهد التناسليات، شاركوا اليوم في اعلان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لنتيجة تصنيف سيماجو لعام 2024 حيث أظهرت النتيجة تقدم مركز البحوث الزراعيه ليحتل المرتبة الثالثه على مستوى جميع المراكز البحثيه في الشرق الاوسط وشمال افريقيا من بين 233 مركز بحثي يمثلون 22 دولة، هذا ويعتبر مركز البحوث الزراعية في المرتبه الاولى بالنسبه للمراكز البحثية في تخصص الزراعه والعلوم البيولوجية.
جدير بالذكر أن تصنيف SCImago (SIR) يهتم بتصنيف الجامعات والمراكز البحثية وفقاً لمؤشر مركب يجمع بين ثلاثة مؤشرات مختلفة تستند إلى أداء البحث (40%) ومخرجات الابتكار (40%) والتأثير المجتمعي (20%) ويتضمن كل مؤشر رئيسي على العديد من المؤشرات الفرعية، وبشرط أن تنشر المؤسسة ما لا يقل عن 100 بحث في قاعدة بيانات SCOPUS في عام التقييم.