صحيفة الاتحاد:
2024-10-02@10:17:52 GMT

رسم لعبقري فناني عصر النهضة يعرض للبيع

تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT

تعرض دار "كريستيز" للبيع، في مزاد تقيمه في أبريل المقبل في نيويورك، قصاصة ورق صغيرة مُصفَرَّة عليها خربشة ضمن مربّع، تكمن أهميتها في كونها بيد عبقري عصر النهضة ميكيلانجيلو، بحسب الدار التي خمّنت ثمنها بأقلّ من عشرة آلاف دولار أميركي.
وأوضح ستاين ألستينز الرئيس الدولي لقسم الرسوم القديمة في "كريستيز" أن خبراء الدار كانوا يدققون في رسم لفنان آخر من عصر النهضة استعداداً لمزاد مقبل، فلاحظوا "هذه الوريقة التي تحتوي على رسم، ومعها رسالة" مكتوبة بخط اليد، ملصقتين على الجهة الخليفة لإطار اللوحة.


ويشرح كوزيمو بوناروتي، آخر سليل مباشر لميكيلانجيلو (1475م - 1564م) في الرسالة المؤرخة في 3 نوفمبر 1836 والمكتوبة بخط تلك الحقبة، أنه يقدم "المسودة المرفقة" التي رسمها سلفه "اللامع ميكيلانجيلو" إلى أحد أصدقائه، وهو البريطاني السير جون بورينغ الذي أصبح لاحقاً حاكم هونغ كونغ، ويظهر توقيعه في أسفل ورقة الرسالة.
وسبق لدار "كريستيز" في لندن أن باعت كل ذلك عام 1986، وأشار كتيّب المزاد يومها إلى وجود المربع الصغير المرسوم "على الأرجح بيد ميكيلانجيلو"، لكنه لم يُثر يومها على ما يبدو أي اهتمام.
وشرح ألستينز أن الرسّام والمهندس المعماري كان يرسم هذه "المخططات البيانية" الصغيرة للإشارة إلى نوع الكتلة الرخامية التي يحتاجها لأعماله. وأكدت "كريستيز" أن الرسم الصغير "هو بنسبة مئة في المئة لميكيلانجيلو" مع أنه لم يمهره بتوقيعه.
وعرض رسم الكتلة الرخامية في المقر الرئيسي للدار في نيويورك.

المصدر: آ ف ب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: عصر النهضة رسم

إقرأ أيضاً:

أنطونيو غرامشي.. قوة الثقافة المتجددة

أنطونيو غرامشي، الأحدب العليل ابن جزيرة سردينيا الفقيرة بالجنوب الإيطالي. مناضل يساري تصدَّى للفاشية في بلاده، وألقى به نظام بينيتو موسوليني في السجن، رغم تمتّعه بالحصانة عندما كان عضواً في البرلمان الإيطالي، تبنى في مطلع شبابه الأفكار الماركسية، وأسس الحزب الشيوعي الإيطالي، لكنَّه انتقد أفكارَ ماركس، التي تقطع بأنَّ الاقتصاد هو المحرك الأساس للتاريخ. بدأ غرامشي مبكراً بالكتابة عن الجزيرة الإيطالية الجنوبية، التي وُلد بها جزيرة سردينيا. جمع أعماله هذه، الكاتب، قويدو ميليس، ونشرها تحت عنوان، «كتابات عن سردينيا». كتب غرامشي عن اللغة السردينية، ومعاناة الجزيرة من الفقر، وطموح أهل الجزيرة، وغيرها من القضايا التي شغلت نخب الجزيرة الفقيرة، انشغل بعد ذلك بالقضايا الوطنية الإيطالية، واندمج في العمل السياسي الوطني، عارض مبكراً السلطة الفاشية، وصار عضواً في البرلمان، ورفع صوتَه في داخله معلناً معارضته التسلط والديكتاتورية الفاشية، ليقدَّم إلى المحكمة التي قضت بسجنه.

قضَى غرامشي إحدى عشرة سنة في السجون الفاشية، وهو يعاني المرض، لكنه لم يكن رهين محبسه، بل حوَّل سجنه خندقاً يشع منه الفكر. بعث برسائله إلى أفراد عائلته، وإلى رفاقه، عبَّر فيها عن عواطفه مضمنها أفكاره، جُمعت الرسائل ونُشرت في أربعة مجلدات، بعنوان «كراسات السجن»؛ لأنه كتبها على ورق الكراسات التي يستعملها التلاميذ في المدارس، كتب في مختلف مجالات المعرفة. كان يطلق على نفسه، صفة القارئ. فقد تمكن وهو يعاني العذاب في زنزانته، من قراءة أعمال الفلاسفة والمؤرخين الإيطاليين والألمان والإنجليز والفرنسيين، وتأثر بميكيافللي وهيغل وماركس، انتقد أعمال ماركس، والثورة البلشفية في روسيا، رغم انتمائه للحزب الشيوعي، وتقديره أفكار لينين، واختلف معه فيما يتصل بمفهوم الدولة وتكوينها، والعلاقة بين البرجوازية والطبقة العاملة، لم تكن الدوغما الآيديولوجية، محبسه الثاني، فقد كان أنطونيو غرامشي، مفكراً حراً يضرب بمطرقة ثقافته، ما عملت الفاشية على فرضه على الناس، وآمن بأن الآيديولوجيا المغلقة، هي ضرب من التسلط والتقوقع. آمن بقوة وفاعلية الثقافة، كتب غرامشي كثيراً عن قوة الثقافة، وقدرتها على تحقيق النهوض الشامل في جميع المجالات، ارتبط اسمه بمفهوم «المثقف العضوي»، وأعطى لهذا المفهوم، أبعاداً وتحديدات وفاعليات شملت، كل خيوط النسيج الثقافي في المجتمع، في رأيه، أن المثقف العضوي يوجد في مختلف شرائح المجتمع، وهو يختلف عن المثقف التقليدي، الذي يستلبه الموروث الجامد، والمصلحة الذاتية.

الناشطون في المجتمع المدني والأحزاب والنقابات المهنية المختلفة، كل واحد منهم، هو مثقف له تأثير في حلقات مجموعته.

ناقش أنطونيو غرامشي، دور الثقافة الشعبية، وقوتها وقدرتها على الوصول إلى العامة. ركَّز على الوعاء الخطابي ومضمون الخطاب، كذلك ثقافة الفنون والإبداع بكل ألوانه. أفرد مقالات طويلة عن الإنسانية، وقال إن حركة النهضة، جعلت الإنسان يؤمن بأنه مركز الكون، وإن عصر النهضة خلق ثقافة حضارية جديدة، الإنسان قبل عصر النهضة، كان لا شيء وبعدها صار هو كل شيء، وإن عصر النهضة هو أكبر ثورة ثقافية في التاريخ. محور فكر غرامشي هو، أن الثقافة هي محرك الإنسان، وليس كما ذهب كارل ماركس، بأن الاقتصاد هو المحرك للإنسان في مسيرته الطويلة عبر التاريخ، فالثقافة تشعل روح الحرية في الإنسان، وتجعله يفكر ويبدع ويتقدم دون سدود أو حدود، كان لعصر النهضة حضور قوي في فكر أنطونيو غرامشي، فقد كان يحفّز بكتاباته الفاعلين، في المنظومة الاجتماعية على الدفع نحو عصر نهضة جديدة بقوة الثقافة، فقد تأثر بعصر النهضة الإيطالي الذي انطلق في القرن الثالث عشر، وتحرك إلى غرب أوروبا، فقد كان عصر النهضة نقطة الانطلاق إلى مرحلة حضارية جديدة في كل أوروبا، وكان المهد للإنسان الجديد، المتحرر من هيمنة القيود الدينية في العصور الوسطى.

كتب غرامشي في كراساته، عن الإبداع بكل أنماطه، القصة والشعر والرسم والصحافة، وفعلها الثقافي الكبير في تحرير العقل. مارس النقد الأدبي مبكراً وكتب الكثير في هذا المجال، الثقافة الشعبية، شكلت أحد محاور اهتماماته، ودرس الروايات التي يقبل عليها عامة الناس، ليس في إيطاليا فحسب، إنما في بعض بلدان أوروبا الغربية الأخرى، وخصوصاً فرنسا وألمانيا وبريطانيا، ومدى تأثيرها في وعي الوسط الشعبي.

هذا الرجل القصير القامة، الذي تعرض لحادث جعله احدب، وقضى سنوات طويلة في سجون الفاشية الإيطالية، وعاش بعيداً عن زوجته الروسية التي عادت إلى بلادها بعد سجنه، ومعها طفلاه الصغيران، وعانى مرضاً عضالاً لم يرحمه في سجنه، أسس لمسار نهضة متجددة، قوتها الثقافة التي تؤهل الإنسان ليشق طريقه للحرية، وتحقيق التقدم. أشعل أضواء الحرية من عتمة ظلام الزنازين، كُتبت عن أعماله عشرات الدراسات والكتب، وترجمت إلى عدد كبير من اللغات، وتأثر بفكره، مفكرون ومثقفون وكتاب وأكاديميون وأدباء في مختلف أنحاء العالم.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • ضبط مخالفَين بحوزتهما حطب محلي معروض للبيع بالقصيم
  • في يومها الـ 361 - حصيلة شهداء وجرحى الحرب على غزة
  • في يومها العالمي.. المملكة تُجسد إرثها الثقافي في ارتباطها بالقهوة
  • "اللوفر أبوظبي" يعرض مقتنيات وأعمال فنية جديدة
  • رئيس الكتلة الصدية يرفع دعوى قضائية ضد موظفة في الخارجية حضرت خطاب نتنياهو في الامم المتحدة
  • في يومها الرابع.. تعرف على أماكن شوادر لحوم «حياة كريمة» بالمحافظات
  • أنطونيو غرامشي.. قوة الثقافة المتجددة
  • بعد انضمام البلوجر غزلان لـ «التاروت».. أشرف زكي: «وقف تصريح الفيلم» وإحالة فناني العمل للتحقيق
  • مشروب الطاقة ..يعرض حياة 3 شباب للإصابة بتسمم في بني سويف
  • مهرجان الجونة السينمائي يعرض أفلامًا كلاسيكية في دورته السابعة