لماذا قد تجعل حرب غزة "إيران نووية" أكثر احتمالا؟.. يحاول علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية تفسير هذا الأمر عبر تحليل نشره موقع "فورين أفيرز"، حيث يرى أن التوترات الإقليمية المتصاعدة بسبب الحرب في غزة وانخراط وكلاء طهران بها جعل إيران أكثر شعورا بالقلق والضعف أمام التحالف الأمريكي الإسرائيلي والقوى الغربية.

وانطلاقا من هذا الشعور بالقلق والضعف، قد يتوصل القادة في طهران إلى قناعة مفادها أن الوقت قد حان للحصول على الردع الأكبر.. السلاح النووي.

حصانة السلاح النووي

ورغم أن الأمر ينطوي على مخاطر ويهدد بتعرض إيران لتحرك عسكري أمريكي وغربي، إلا أنه قد يوفر للبلاد نوعا من الحصانة شبيه بذلك الذي تتمتع به كوريا الشمالية وروسيا في مواجهة الغرب.

ومن الممكن أيضاً أن تكون إيران المسلحة نووياً أكثر جرأة في إطلاق العنان لشركائها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، معتقدة أن ردة الفعل العنيفة سوف تكون محدودة بينما يعمل أعداؤها على تجنب "هرمجدون"، كما يقول الكاتب.

اقرأ أيضاً

بثريا وهجمات الحوثيين.. إيران تستعرض "عضلاتها الفضائية" أمام أمريكا وإسرائيل

ورغم أن إيران شعرت بالانتصار، في بداية هجوم "حماس" الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أن ردات فعل وكلائها في لبنان والعراق واليمن "التي لا تزال منضبطة"، يظهر أنها لا تريد المضي قدما في الحرب، لأنها تفضل ادخار قوة وكلائها للدفاع عن الأراضي الإيرانية نفسها إذا تعرضت للغزو.

إحجام إيران عن التصعيد

ورغم أن طهران استفادت من تسبب حرب غزة في تأخير تطبيع السعودية مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو التطبيع الذي كان سيزيد من عزلة الإيرانيين، إلا أنها أظهرت تهورا وضعفا استراتيجيا في إدارة الأمور.

ويلفت الكاتب إلى أن تقييمات المخابرات الأمريكية تشير إلى أن إيران فوجئت بهجوم "حماس" في السابع من أكتوبر، وبالتالي كان تعاطيها مع التطورات منضبطا إلى حد كبير.

ويرى فايز أنه إلى حد ما، فإن إحجام إيران عن الدخول في المعركة بكامل قوتها أمر منطقي.

اقرأ أيضاً

بوش وترامب وبايدن.. هكذا منحت أخطاؤهم إيران أهمية جيوسياسية

فمبوجب الاستراتيجية الإيرانية، يهدف "محور المقاومة" في المقام الأول إلى ردع إسرائيل والولايات المتحدة عن مهاجمة إيران نفسها، وهو أمر لم يحدث بعد.

ولكن على الرغم من أن الوطن الإيراني لم يتعرض لهجوم من أي من البلدين، فقد تعرض القادة الإيرانيون وحلفاؤهم لضربات أمريكية وإسرائيلية في سوريا والعراق خلال هذه الجولة من الصراع.

ورغم أن إيران تعي مخاطر امتلاكها سلاح نووي، مثل المخاطرة بالتعرض لرد عسكري غربي أو إثار سباق تسلح نووي بين جيرانها الخليجيين، إلا أن ما سبق قد يضعها أمام قناعة بأن فوائد امتلاك أسلحة نووية قد تفوق المخاطر.

وربما يرى القادة الإيرانيون في الحصول على أسلحة نووية وسيلة للحصول على ضمانات جديدة بأنها لن تتعرض لهجوم من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة.

لحظة الفرصة

أيضا فإن المسؤولين الإيرانيين قد يرون الحرب الحالية "لحظة فرصة عظيمة" لامتلاك السلاح النووي، فالإدارة الأمريكية الآن منشغلة بالحروب في غزة وأوكرانيا، والمنافسة مع الصين، والانتخابات المقبلة في نهاية العام الجاري.

وحتى لو تمكنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من ضبط إيران وهي تحاول امتلاك أسلحة نووية، فلن يكون لديهم طريقة عسكرية جيدة لتطبيق ذلك، لا سيما إذا وزعت إيران اليورانيوم عالي التخصيب على منشآت سرية، حيث سيتعين على أمريكا قصف إيران بكاملها بالقنابل أو إسقاط النظام أو غزوها بريا، وهي احتمالات شديدة الصعوبة، لوعورة جغرافية إيران وقوة جيشها وقبضة نظامها الكبيرة على البلاد.

اقرأ أيضاً

ف. تايمز: لماذا استخدمت إيران جيشها بشكل مباشر بدلا من وكلائها في المنطقة؟

الحل الدبلوماسي

وأمام هذه التطورات، لا يرى الكاتب حلا سوى الدبلوماسية لمحاولة إعادة وضع إيران بمسار المفاوضات حول برنامجها النووي مقابل امتيازات متعددة، وهو خيار أثبتت الظروف أن النظام الإيراني قد يقبل به.

ويقول علي فايز: "يجب على الغرب أن يستمر في دفع طهران لاستخدام برنامجها النووي كورقة ضغط على طاولة المفاوضات - وليس كرادع في ساحة المعركة".

المصدر | علي فايز / فورين أفيرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إيران السلاح النووي نووي إيران غزة حرب غزة محور المقاومة إلا أن

إقرأ أيضاً:

غضب أمريكي من التصعيد النووي الإيراني.. وحزمة عقوبات جديدة

فرضت الولايات المتحدة، الخميس، عقوبات جديدة على قطاع النفط الإيراني، ردا على "التصعيد النووي" من جانب طهران.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في بيان، إن "إيران أعلنت خلال الشهر الماضي خطوات تهدف إلى توسيع برنامجها النووي بطريقة لا تخدم أهدافا سلمية موثوقة".

وأضاف بلينكن أن "الخطوات التي اتخذتها إيران لزيادة قدرتها على التخصيب تثير قلقا أكبر"، مشيرا إلى استمرارها في "عدم التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأكد أن "تصريحات لمسؤولين إيرانيين تشير إلى أن عقيدة إيران النووية يمكن أن تتغير".

وأوضح البيان أن العقوبات الجديدة التي جاءت "ردا على التصعيد النووي لطهران" تستهدف ثلاث شركات شحن إماراتية نقلت نفطا ومواد بتروكيماوية إيرانية، بالإضافة إلى 11 سفينة مرتبطة بهذه الشركات التي تم تجميد أصولها.


والشركات الثلاث المعنية هي "سي روت شيب ماناجمنت"، و"ألماناك شيب ماناجمنت"، و"أل أنكور شيب ماناجمنت".

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت مؤخرا أن إيران تواصل بناء قدراتها النووية وتخصيب اليورانيوم إلى مستوى عال يبلغ 60%، وهو قريب من درجة التخصيب اللازمة لصنع سلاح نووي، مع استمرارها في بناء مخزون كبير من اليورانيوم.

وفي الأيام القليلة الماضية، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على ما يقرب من 50 كيانا وشخصية متهمة بنقل مليارات الدولارات للجيش الإيراني، في خطوة تهدف لزيادة الضغط على طهران.

مقالات مشابهة

  • جليلي يتصدر سباق الرئاسة الإيرانية‭ ‬بعد فرز 10 ملايين بطاقة اقتراع
  • جليلي يتصدر سباق الرئاسة الإيرانية‭ ‬بعد فرز أكثر من 10 ملايين بطاقة اقتراع
  • الحروب بالوكالة: حزب الله وقبرص
  • تقرير سري يؤكد عدد أجهزة الطرد المركزي الجديدة في محطة نووية إيرانية
  • غضب أمريكي من التصعيد النووي الإيراني.. وحزمة عقوبات جديدة
  • دراسة: البشرية عُرضة لحرب نووية مدمّرة لا يمكن تفاديها
  • بين الأمل والواقع.. هل يستطيع رئيس إصلاحي تغيير إيران؟
  • “سي إن إن”: لماذا ستكون الحرب بين حزب الله و”إسرائيل” أكثر خطورة من السابق؟
  • بلينكن : الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة تستهدف إيران ردا على التصعيد النووي
  • العثور على قنبلة أمام منزل نتنياهو