فورين أفيرز: لماذا تجعل حرب غزة إيران نووية أكثر احتمالا؟
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
لماذا قد تجعل حرب غزة "إيران نووية" أكثر احتمالا؟.. يحاول علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية تفسير هذا الأمر عبر تحليل نشره موقع "فورين أفيرز"، حيث يرى أن التوترات الإقليمية المتصاعدة بسبب الحرب في غزة وانخراط وكلاء طهران بها جعل إيران أكثر شعورا بالقلق والضعف أمام التحالف الأمريكي الإسرائيلي والقوى الغربية.
وانطلاقا من هذا الشعور بالقلق والضعف، قد يتوصل القادة في طهران إلى قناعة مفادها أن الوقت قد حان للحصول على الردع الأكبر.. السلاح النووي.
حصانة السلاح النوويورغم أن الأمر ينطوي على مخاطر ويهدد بتعرض إيران لتحرك عسكري أمريكي وغربي، إلا أنه قد يوفر للبلاد نوعا من الحصانة شبيه بذلك الذي تتمتع به كوريا الشمالية وروسيا في مواجهة الغرب.
ومن الممكن أيضاً أن تكون إيران المسلحة نووياً أكثر جرأة في إطلاق العنان لشركائها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، معتقدة أن ردة الفعل العنيفة سوف تكون محدودة بينما يعمل أعداؤها على تجنب "هرمجدون"، كما يقول الكاتب.
اقرأ أيضاً
بثريا وهجمات الحوثيين.. إيران تستعرض "عضلاتها الفضائية" أمام أمريكا وإسرائيل
ورغم أن إيران شعرت بالانتصار، في بداية هجوم "حماس" الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أن ردات فعل وكلائها في لبنان والعراق واليمن "التي لا تزال منضبطة"، يظهر أنها لا تريد المضي قدما في الحرب، لأنها تفضل ادخار قوة وكلائها للدفاع عن الأراضي الإيرانية نفسها إذا تعرضت للغزو.
إحجام إيران عن التصعيدورغم أن طهران استفادت من تسبب حرب غزة في تأخير تطبيع السعودية مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو التطبيع الذي كان سيزيد من عزلة الإيرانيين، إلا أنها أظهرت تهورا وضعفا استراتيجيا في إدارة الأمور.
ويلفت الكاتب إلى أن تقييمات المخابرات الأمريكية تشير إلى أن إيران فوجئت بهجوم "حماس" في السابع من أكتوبر، وبالتالي كان تعاطيها مع التطورات منضبطا إلى حد كبير.
ويرى فايز أنه إلى حد ما، فإن إحجام إيران عن الدخول في المعركة بكامل قوتها أمر منطقي.
اقرأ أيضاً
بوش وترامب وبايدن.. هكذا منحت أخطاؤهم إيران أهمية جيوسياسية
فمبوجب الاستراتيجية الإيرانية، يهدف "محور المقاومة" في المقام الأول إلى ردع إسرائيل والولايات المتحدة عن مهاجمة إيران نفسها، وهو أمر لم يحدث بعد.
ولكن على الرغم من أن الوطن الإيراني لم يتعرض لهجوم من أي من البلدين، فقد تعرض القادة الإيرانيون وحلفاؤهم لضربات أمريكية وإسرائيلية في سوريا والعراق خلال هذه الجولة من الصراع.
ورغم أن إيران تعي مخاطر امتلاكها سلاح نووي، مثل المخاطرة بالتعرض لرد عسكري غربي أو إثار سباق تسلح نووي بين جيرانها الخليجيين، إلا أن ما سبق قد يضعها أمام قناعة بأن فوائد امتلاك أسلحة نووية قد تفوق المخاطر.
وربما يرى القادة الإيرانيون في الحصول على أسلحة نووية وسيلة للحصول على ضمانات جديدة بأنها لن تتعرض لهجوم من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة.
لحظة الفرصةأيضا فإن المسؤولين الإيرانيين قد يرون الحرب الحالية "لحظة فرصة عظيمة" لامتلاك السلاح النووي، فالإدارة الأمريكية الآن منشغلة بالحروب في غزة وأوكرانيا، والمنافسة مع الصين، والانتخابات المقبلة في نهاية العام الجاري.
وحتى لو تمكنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من ضبط إيران وهي تحاول امتلاك أسلحة نووية، فلن يكون لديهم طريقة عسكرية جيدة لتطبيق ذلك، لا سيما إذا وزعت إيران اليورانيوم عالي التخصيب على منشآت سرية، حيث سيتعين على أمريكا قصف إيران بكاملها بالقنابل أو إسقاط النظام أو غزوها بريا، وهي احتمالات شديدة الصعوبة، لوعورة جغرافية إيران وقوة جيشها وقبضة نظامها الكبيرة على البلاد.
اقرأ أيضاً
ف. تايمز: لماذا استخدمت إيران جيشها بشكل مباشر بدلا من وكلائها في المنطقة؟
الحل الدبلوماسيوأمام هذه التطورات، لا يرى الكاتب حلا سوى الدبلوماسية لمحاولة إعادة وضع إيران بمسار المفاوضات حول برنامجها النووي مقابل امتيازات متعددة، وهو خيار أثبتت الظروف أن النظام الإيراني قد يقبل به.
ويقول علي فايز: "يجب على الغرب أن يستمر في دفع طهران لاستخدام برنامجها النووي كورقة ضغط على طاولة المفاوضات - وليس كرادع في ساحة المعركة".
المصدر | علي فايز / فورين أفيرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران السلاح النووي نووي إيران غزة حرب غزة محور المقاومة إلا أن
إقرأ أيضاً:
طرق تجعل الأطفال نماذج جيدة.. عظة الأربعاء للبابا تواضروس بمناسبة اليوم العالمي للطفولة
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة السيدة العذراء بحلوان (مقر مطرانية حلوان والمعصرة).
واستقبل فريق الكشافة قداسته على مدخل الكنيسة، حيث عزف موسيقاه المميزة ترحيبًا بقداسته، التقى بعدها مجمع كهنة إيبارشية حلوان، وتحدث معهم في موضوع رعوي عن مسؤولية الكاهن، ثم توجه إلى الكنيسة وسط ترحيب حار من قبل شعب الايبارشية الذين اصطفوا على جانبي الطريق المؤدي إلى الكنيسة، وحرص قداسة البابا على تحيتهم ومباركتهم. وفعل قداسته كذلك عقب انتهاء العظة، حيث توجه إلى الشرفة المطلة على فناء الكنيسة الواسع والذي امتلأ بالشعب حيث باركهم بينما علت الزغاريد وكلمات التحية والمحبة منهم لباباهم وراعيهم.
كان قداسة البابا صلى رفع بخور عشية قبل العظة، وشاركه عدد من الآباء المطارنة والأساقفة ومجمع كهنة حلوان.
وألقى نيافة الأنبا ميخائيل أسقف إيبارشية حلوان، كلمة ترحيب بقداسة البابا هنأ فيها قداسته بمناسبة العيد الثاني عشر لجلوسه على الكرسي المرقسي. ورتل خورس شمامسة الكنيسة مجموعة من الألحان الكنسية بالاشتراك مع كورال الأطفال، ورتل كذلك كورال شباب الكنيسة مجموعة من الترانيم.
وعرض فيلمين تسجيليين أحدهما عن تاريخ إيبارشية حلوان، والآخر عن قداسة البابا تواضروس الثاني حمل عنوان "بورتريه".
وأشاد قداسة البابا بالألحان التي رتلها الأطفال والشباب وخورس الشمامسة وشكر أيضًا نيافة الأنبا ميخائيل على كلمته، وأثنى على الشماس الطفل "بيتر" الذي تلا قطعة "نعظمك يا أم النور الحقيقي" باللغة القبطية.
وفي العظة أشار قداسته إلى أنه سيتحدث اليوم عن "الطفولة" بمناسبة اليوم العالمي للطفل (٢٠ نوفمبر)، وقرأ جزءًا من الأصحاح الثامن عشر من إنجيل القديس متى والآيات (١ - ٩)، وأوضح أن قامة الطفل هي قامة الملكوت، وأن استمرار محبة الله للإنسانية يتمثل في أنه ما زال يخلق أطفالًا، ولديه الأمل أن نرجع عن الخطية.
وأعطى قداسة البابا أمثلة لأطفال ومواقف مع الأطفال من الكتاب المقدس، كالتالي:
- طفولة يوحنا المعمدان وقصة ولادته.
- طفولة السيد المسيح حتى عمر ١٢ عامًا.
- حوار السيد المسيح في طفولته مع المعلمين.
- معجزات السيد المسيح مع الأطفال والابن الوحيد، كإقامة ابنة يايرس، وابن أرملة نايين.
وشرح قداسته أن تعبير الكتاب عن "الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ" يشير إلى نوعيات متعددة، وهي:
١- صغار السن: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ" (مت ١٩: ١٤).
٢- صغار المعرفة: مثال زكا العشار، وكان قصيرًا في المعرفة الإيمانية.
٣- صغار الصوت: كالضعفاء والمُهمّشين.
٤- صغار القلب: مثال الإنسان الذي يمتلك قلبًا متضعًا.
وأشار قداسة البابا إلى أن كنيستنا القبطية تحتفل بمرحلة الطفولة في عيد "أحد السعف"، وتعتبره العيد السنوي للطفولة، لذلك نحن جميعًا مدعوون لامتلاك روح الطفولة، "إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت ١٨: ٣).
وأوضح قداسته أن الكنيسة تهتم بالطفولة، من خلال:
١- معمودية الطفل حتى ولو كان عمره يومًا واحدًا.
٢- مدارس الأحد.
٣- فِرق الكورال والتسبيح.
٤- رسامة الأطفال شمامسة إبصالتس (مرتل).
٥- تعليمهم منذ الصغر رشم الصليب والصلاة الربانية.
٦- تعليمهم أن الذهاب للكنيسة هو يوم عيد، مثلما نعيّد ونقرأ في السنكسار، "سبحوا الله في جميع قديسيه".
وعَرضَ قداسة البابا الطرق التي تجعل الأطفال يصبحون نماذج جيدة، كالتالي:
١- تقديم الحب بكل أشكاله، من خلال: كلمات التدليل، والحكايات، والهدايا، ولمسات الحنان، واللعب معهم، وإشباعهم بالحب، "اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ" (أم ٢٧: ٧).
٢- القدوة: في الحوار، والاستماع والإنصات الجيد، والنظر في عين الطفل، والصلاة معه وقراءة الإنجيل وسير القديسين، والمداعبة.
٣- تجنُب جرحه نفسيًّا خاصة: سواء بالقهر، أو سوء المعاملة، أو الحرمان، أو الضرب، أو سلب الشخصية، أو اقتحام خصوصيته، بل الحفاظ على نقاوته.
٤- تجنُب الضعف الروحي، وإهمال حياتهم الروحية، بل تسليمهم الإيمان، وتعليمهم الممارسات الروحية كالانتظام في الصلوات وقراءة الكتاب المقدس.
وأكّد قداسته أن الأطفال هم زهور أرضية ونماذج للسماء، "مَنْ قَبِلَ وَلَدًا وَاحِدًا مِثْلَ هذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي" (مت ١٨: ٥)، وهم رجاء للبشرية، فيجب أن نصلي من أجلهم لكي يحافظ الله عليهم ويبارك حياتهم ليكونوا ناجحين في دراستهم وأعمالهم.