أخبارنا المغربية- تطوان

انطلقت يوم الإثنين 22 يناير 2024 بالمؤسسات التعليمية بجهة طنجة تطوان الحسيمة عملية الدعم التربوي لفائدة تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية العمومية بالأسلاك التعليمية الثلاثة بالجهة، في جو يطبعه انخراط الفاعلين والشركاء بجد ومسؤولية من أجل إنجاح هذه المبادرة التربوية المتميزة، وكذا إقبال كبير ومكثف في صفوف المتعلمات والمتعلمين محققين نسب حضور مهمة بعدد من المؤسسات التعليمية.

ويندرج تنظيم هذه الحصص تماشيا مع أهداف والتزامات خارطة الطريق 2022- 2026 "من أجل مدرسة عمومية ذات جودة" وتنفيذا لبرنامج العمل الجهوي للإطار الإجرائي برسم سنتي 2023-2024، وكذا تنزيلا للمخطط الجهوي والمخططات الإقليمية والمحلية على مستوى هذه الأكاديمية وفق التوجيهات الأساسية للمخطط الوطني للدعم التربوي برسم الموسم الدراسي 2023/2024.

وفي سياق إعطاء الأولوية بالنسبة لحصص الدعم التربوي للأستاذات والأساتذة المزاولين بالمؤسسات التعليمية، وكذا استثمار آلية الشراكات لاستقطاب الخبرات التربوية المشهود لها بالكفاءة والقادرة على الإسهام الجاد والنوعي في الدعم التربوي بما يمكن المتعلمات والمتعلمين من استكمال البرنامج الدراسي وتثبيت تعلماتهم، بلغ عدد المشاركين(ات) في هذه العملية خلال عطلة منتصف السنة الدراسية على مستوى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة، بلغ، حوالي 8670 أستاذا(ة) ومؤطرا(ة).

وتشمل حصص الدعم التربوي المواد الإشهادية والتعلمات الأساس في السنوات غير الإشهادية كما تعتمد آليات ومقاربات بيداغوجية متنوعة، حيث تستهدف ما يناهز 410692 متعلمة ومتعلما، منهم 225867 تلميذا(ة) بسلك التعليم الابتدائي و184825 تلميذا(ة) بسلكي التعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي، بنسبة حضور إجمالية تقدر ب 54% من مجموع المتعلمات والمتعلمين الذين يتابعون دراستهم بالمؤسسات التعليمية العمومية بالأسلاك التعليمية الثلاثة بالجهة.

فبخصوص مادة اللغة العربية بالسنة السادسة ابتدائي، يستفيد ما مجموعه 43930 متعلمة ومتعلما من هذه الحصص بنسبة مائوية تقدر ب 63%، فيما يبلغ عدد المستفيدات والمستفيدين من حصص الدعم الخاصة بمادة اللغة الفرنسية بالسنة الأولى بكالوريا في قطب الشعب العلمية والتقنية 15887 تلميذة وتلميذا بنسبة حضور تقدر ب 72%، وتصل هذه النسبة إلى 73% لدى تلميذات وتلاميذ السنة الثانية بكالوريا في القطب ذاته المستفيدين من حصص الدعم التربوي الخاصة بمادة الرياضيات.

كما يعرف هذا البرنامج، على مستوى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة، انخراط 974 مؤسسة تعليمية بنسبة مائوية تقدر ب 66% من مجموع مؤسسات التعليم الابتدائي، و94% من مجموع مؤسسات التعليم الثانوي الإعدادي، و87% من إجمالي عدد مؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي.

هذا، وتميزت هذه العملية على مستوى الجهة بتوزيع عدد مهم من كراسات الدعم على تلميذات وتلاميذ السنوات الإشهادية في مجموعة من المؤسسات التعليمية خصوصا تلك المتعلقة بالمواد الأساسية بالسنة الثانية بكالوريا.

جذير بالذكر أن أنشطة الدعم التربوي، التي ستمتد إلى نهاية السنة الدراسية، تروم تمكين المتعلمات والمتعلمين من اكتساب المعارف والكفايات الأساس اللازمة لضمان مواصلة تمدرسهم إلى نهاية التعليم الإلزامي، وكذا تجاوز صعوبات التعلم والحد من التعثر الدراسي باعتباره أحد العوامل المؤدية للهدر المدرسي، علاوة على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمات والمتعلمين وتقليص الفوارق التعلمية بينهم، وتعزيز فرص النجاح بالنسبة لتلميذات وتلاميذ السنوات الإشهادية.

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: طنجة تطوان الحسیمة الدعم التربوی على مستوى تقدر ب

إقرأ أيضاً:

التهيئة النفسية لنجاح الطلبة في التعليم العالي

 

د. رضية بنت سليمان الحبسية **

تُشكل مُخرجات دبلوم التعليم العام الأساس الذي يستند إليه الطلبة للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، ومع التغيرات السريعة في العالم اليوم، بما في ذلك التقدم التكنولوجي والتحولات الثقافية، لذا أصبح من الضروري تهيئة الطلبة نفسيًا وأكاديميًا لمُواجهة تحديات الدراسة الجامعية. وتُعد التهيئة النفسية أمرًا بالغ الأهمية في انتقال الطلبة من مرحلة التعليم المدرسي إلى التعليم الجامعي، فالعملية الجامعية تختلف بشكل كبير عن التعليم الثانوي من حيث المتطلبات الأكاديمية، البيئة الاجتماعية، وطرق التعليم.

وتحظى التهيئة النفسية بأهمية كبيرة في تأهيل الطلبة لدخول العالم الجامعي؛ حيث يتعين عليهم مُواجهة مجموعة من التغيرات والتحديات الجديدة. وأولى مكونات التهيئة النفسية تتعلق بفهم التغيرات المصاحبة لهذه المرحلة، لذا يجب على الطلبة أن يدركوا طبيعة الاستقلالية التي تترتب على الدراسة الجامعية؛ حيث يكتسبون مسؤوليات جديدة، مثل إدارة الوقت ومُتابعة الدراسة بفاعلية. كما أن الانتقال إلى بيئة جديدة يتطلب التكيّف مع تفاصيل اجتماعية وثقافية مختلفة، مما يمثل تحديًا يتوجب عليهم مواجهته بنجاح.

إضافةً إلى ذلك، تعد استراتيجيات تعزيز الثقة بالنفس ضروريةً لبناء شخصية الطلبة وتكوين رؤيتهم الذاتية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم ورش عمل تحفيزية تهدف إلى تعزيز الثقة والاستعداد الذهني. ومن المهم أيضاً تطوير مهارات القيادة؛ حيث يُشجع الطلبة على قيادة مشاريع جماعية والمساهمة في نشاطات تزيد من شعورهم بالقدرة والكفاءة.

 ولا يقل أهمية عن ذلك تطوير مهارات التفكير النقدي، لذا ينبغي تشجيع الطلبة على التفكير النقدي والتحليلي، مما يُساعدهم في بناء القدرة على مناقشة الآراء والأفكار بصورة بناءة،  فهي تعزز من قدرتهم على التعامل مع المعلومات المتنوعة وتحليلها بموضوعية.

أيضًا، يُعد التواصل الفعَّال أحد العناصر الأساسية في التهيئة النفسية، وعلى الطلبة تعلم كيفية التفاعل مع الأساتذة والزملاء بطريقة فعَّالة، مما يسهل عليهم بناء شبكة دعم قوية، كما ينبغي لهم تعلم كيفية تلقي النقد والتعامل معه بشكل إيجابي، مما يُعزز من نموهم الأكاديمي والشخصي.

أخيرًا.. تكتسب إدارة التوتر والقلق أهمية خاصة في حياة الطلبة، ويمكنهم استخدام تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل وتقنيات التنفس، لتخفيف الضغط النفسي. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتحديد الأهداف الواقعية والقابلة للتحقيق، مما يُساعد الطلبة على تنظيم جهودهم والتركيز على تحقيق النجاحات الصغيرة على الطريق إلى النجاح الأكاديمي.

ومن الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى خطوات التهيئة النفسية للطالب المستجد، لتمكينهم من تحقيق النجاح الأكاديمي والاجتماعي في بيئة التعليم العالي، وإعدادهم لمواجهة تحديات الحياة الجامعية. وأولى هذه الخطوات هي التعرف على الذات؛ حيث يُشجَّع الطلبة على تحديد جوانب قوتهم وتلك التي تحتاج إلى تعزيز وتطوير، ففهم أسلوب التعلم المفضل لديهم يمكن أن يسهم في اختيار التقنيات الأكاديمية التي تناسبهم، مما يساعدهم على تحسين أدائهم الدراسي بشكل ملحوظ. ويأتي التخطيط الأكاديمي كخطوة محورية في هذا الجانب، ومن المهم أن يقوم الطلبة بوضع جدول دراسي متوازن، يتيح لهم تخصيص وقت كافٍ للدراسة، بينما يجد الوقت للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والترفيهية؛ لتقليل ضغط الدراسة وتعزيز الرفاهية النفسية.

كذلك بناء شبكات الدعم، وهو عنصر أساسي من خطوات التهيئة النفسية. عليه، يُنصح الطلبة بالانضمام إلى مجموعات دراسية وفرق طلابية لتعزيز الروابط الاجتماعية والدعم المُتبادل. فالعمل ضمن مجموعات يمكن أن يخلق بيئة تعليمية غنية؛ حيث يتبادل الطلبة المعرفة والأفكار، مما يُعزز من الأداء الأكاديمي ويُسهم في بناء علاقات قوية. ويُعتبر الذكاء الاصطناعي أداة فعَّالة يمكن أن تساهم في خلق بيئة تعليمية أكثر شمولًا وفعالية؛ حيث يمكن توفير موارد تعليمية مخصصة، وتسهيل التواصل بين الطلبة والمعلمين، مما يعزز من جودة التعليم ويحسن من استجابة الطلبة لمتطلبات التعليم العالي. كما يجب على الطلبة الاستفادة من الموارد المتاحة في جامعتهم. على أن يتم توعيتهم وتعريفهم بالموارد الأكاديمية والخدمات النفسية التي تقدمها الجامعة، مثل الدعم الأكاديمي والإرشاد النفسي، التي صُممت لمساعدة الطلبة على تجاوز التحديات المختلفة وتوفير الدعم اللازم لهم خلال مسيرتهم التعليمية.

وتُعد الفترة الانتقالية إلى بيئة جديدة من أكبر التحديات التي قد تُواجه الطلبة. ولتحقيق الاندماج السلس، يُنصح الطلبة بالانفتاح على التجارب الجديدة؛ حيث يجب أن يظهروا استعدادهم لتجربة أنشطة اجتماعية وثقافية متنوعة، فهذا الانفتاح لا يوسع من آفاقهم فحسب، بل يسهم أيضًا في تكوين صداقات جديدة.

علاوة على ذلك، يعد التفاعل مع زملاء مختلفين عاملًا مُهمًا في تعزيز تجربة التعلم، فمن خلال التواصل مع أشخاص من خلفيات ثقافية اجتماعية متنوعة، يمكن للطلبة تعلم قيمة التنوع والاستفادة من وجهات نظر جديدة، فمثل هذه التفاعلات تعزز الفهم المتبادل وتساعد في خلق بيئة تعليمية غنية وشاملة.

وإضافة إلى ما سبق، فإنَّ الاستفادة من الدعم الأسري تمثل عاملًا حاسمًا في تجربة الطلبة الجامعية، لذا، يُفَضَّل التفاعل مع الأسرة وطلب الدعم النفسي والمعنوي؛ حيث تسهم شبكة الدعم القوية في تحسين التجربة الأكاديمية وتقليل الشعور بالوحدة. فإذا واجه البعض صعوبات في هذا السياق، فالبحث عن استشارات أو مجموعات دعم داخل الحرم الجامعي، يمكن أن يكون خيارًا مثمرًا لتعزيز الإحساس بالانتماء والتواصل.

الخلاصة.. إنَّ تهيئة الطلبة لمواجهة متطلبات التعليم العالي تحتاج إلى تضافر الجهود بين المؤسسات التعليمية والأسرة والمجتمع، فهي تؤدي دورًا حيويًا في توفير الدعم النفسي والتوجيهي الذي يسهم في تعزيز قدرة الطلبة على التكيف مع التحديات الجديدة، من خلال فهم عميق للاختلافات البيئية والثقافية، يتمكن الطلبة من تعزيز تجربتهم التعليمية وتحقيق نجاح أكاديمي مستدام.

** أستاذ الإدارة التربوية المساعد بجامعة نزوى

مقالات مشابهة

  • الحسيمة .. توالي حالات الانتحار في صفوف الأطفال والكهول
  • التهيئة النفسية لنجاح الطلبة في التعليم العالي
  • «التعليم» توجه بتطبيق لائحة التحفيز التربوي والانضباط المدرسي
  • بعد بيان التعليم.. القصة الكاملة لـ تسمم 15 فتاة بالمدينة التعليمية بأكتوبر
  • وزير التعليم يتابع انتظام العملية التعليمية في 8 مدارس بالفيوم (صور)
  • التعليم تكشف حقيقة ظهور حالات تسمم في المدينة التعليمية بـ 6 أكتوبر
  • أول رد من التعليم عن تسمم حالات بالمدينة التعليمية بأكتوبر
  • جولة تفقدية لوزير التعليم ومحافظ الفيوم لمتابعة سير العملية التعليمية بالمدارس
  • تعليمات عاجلة لمديري التعليم الإعدادي والثانوي بالإدارات التعليمية في القاهرة
  • وزير التربية يوجه بتسهيل قبول التلاميذ والطلبة اللبنانيين النازحين في المدارس العراقية