التسوق الإلكتروني وتأثيره على حياة المرأة والأسرة
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
تعتبر التكنولوجيا وتطور الإنترنت من أحدث التقنيات التي غيرت طريقة تفكير وتصرف الناس في مختلف جوانب حياتهم، ومن بين هذه الجوانب التسوق الإلكتروني الذي أصبح منتشرا بشكل كبير في العصر الحالي. ولاحظنا أن التسوق الإلكتروني يشكل تأثيرا كبيرا على حياة المرأة والأسرة بشكل خاص، فالمرأة تتأثر بشكل كبير بالتسوق الإلكتروني، حيث يوفر لها هذا النوع من التسوق الوقت والجهد الذي كانت تضطر إلى قضائه في الذهاب إلى المراكز التجارية، كما يتيح للمرأة فرصة مقارنة الأسعار والمنتجات بسهولة دون الحاجة للتنقل من مكان إلى آخر، فضلا عن أن التسوق الإلكتروني يوفر للمرأة فرصة اختيار المنتجات التي تناسبها بشكل دقيق وبسرعة دون الحاجة للبحث والتجوال.
ويساهم التسوق الإلكتروني في توفير المال للمرأة، فقد تجد عروضا وخصومات على المنتجات التي تحتاج إليها بشكل منتظم، وبالتالي، يمكن للمرأة أن توفر الوقت والمال الذي كانت تنفقه في التسوق العادي للاستفادة منه في القيام بأنشطة أخرى.
ويؤثر التسوق الإلكتروني على تفاصيل حياة الأسرة، حيث يتيح لربة الأسرة البقاء في المنزل وتسوق الاحتياجات اليومية بسهولة من خلال الإنترنت دون الحاجة للخروج للذهاب إلى الأسواق والمحلات التجارية، مما يسهل عملية تنسيق جدول اليوم للأسرة ويخفض الضغط والتوتر الذي يمكن أن ينتج عن طريق التجول في الأسواق
في هذا الاستطلاع نتوقف مع عدد من النساء لنتعرف عن رأيهن في التسوق الإلكتروني ودوره في تحسين حياة المرأة والأسرة بشكل عام...
تقول نورة الحمدانية بأن هناك تأثير للتسوق الإلكتروني على العلاقات الاجتماعية، فعندما تقضي المرأة وقتا أكبر في التسوق عبر الإنترنت، يؤدي ذلك إلى تقليل الفرص لقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة في العالم الحقيقي، وقد يؤدي إلى الانعزال الاجتماعي حيث يمكن للأفراد البقاء في المنزل وتفضيل التفاعل عبر الإنترنت بدلا من الخروج والتواصل بشكل مباشر مع الآخرين.
وترد عليها منى الحسنية التي ترى بأن التسوق الإلكتروني يمكن أن يعزز العلاقات الاجتماعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية الأخرى التي يتفاعل من خلالها الناس في الوقت الحالي، ويمكن للمرأة أن تشارك عائلتها وصديقاتها مشترياتهم والتفاعل عبر المنصات بشكل أكبر، لذلك فمن رأيي أن التسوق الإلكتروني فرصة لتقوية الروابط وتوسيع الشبكات الاجتماعية.
تلبية احتياجات المرأة
وتشير فاطمة البلوشية إلى أن التسوق الإلكتروني يوفر الوقت، وعن تجربتها توضح بأن البحث عن المنتجات والشراء عبر التسوق الإلكتروني مريح، فالمرأة تتسوق من منزلها دون الحاجة إلى الذهاب إلى "المولات"، كما يمكن الوصول إلى مجموعة متنوعة من المنتجات والعلامات التجارية عبر منصات التسوق الإلكتروني، مما يتيح اختيار ما يناسب من الاحتياجات، ناهيك عن خدمة التوصيل إلى المنزل، فالتسوق الإلكتروني يتيح للمرأة استلام المشتريات مباشرة في منزلها، مما يوفر الجهد والوقت. وتتابع بأن هناك فوائد أخرى للتسوق الإلكتروني منها مقارنة الأسعار، والعثور على الخيارات المناسبة.
إدارة الادخار
تشير مريم الراشدية بأن للتسوق الإلكتروني دور في تحسين الدخل الأسري كالبحث عن العروض والخصومات والتخفيضات في المتاجر الإلكترونية، كما أن بعض الباحثات عن عمل ومن توجهن للتجارة يقمن ببيع منتجاتهن أو خدماتهن، مما يساهم في زيادة دخل الأسرة، أو العمل كموظفات في شركات التجارة الإلكترونية، مما يساهم في تحسين دخلهن الشخصي، إضافة إلى توفير الوقت والمال عندما نتسوق عبر الإنترنت بدلا من الذهاب إلى المحلات.
تأثير الإعلانات
أما سلمى الرئيسية فتحذر من تأثير انتشار الإعلانات السلبية في التسوق الإلكتروني الذي يمكن أن يؤثر على الثقافة الاستهلاكية للمرأة والأسرة. مبينة أن الإعلانات التي تروج لتجربة التسوق الإلكتروني السهلة والمريحة قد تزيد من استخدام النساء والأسر للتسوق عبر الإنترنت بشكل أكبر، مما يؤدي إلى زيادة في الإنفاق واستهلاك المنتجات، ومن ناحية أخرى، قد تؤدي الإعلانات السلبية إلى مشاكل أمان البيانات واحتمالية الاحتيال التي تقلل من ثقة الناس في التسوق عبر الإنترنت، منوهة على أن الإعلانات تؤثر بشكل كبير على سلوك المستهلكين وثقافتهم الاستهلاكية، وتأثيرهم على الثقافة الاستهلاكية للمرأة والأسرة.
أمان التسوق
أما زينب البلوشية مدققة حسابات فتوضح بأن المرأة يمكن أن تتعرض للاحتيال عن طريق التسوق الإلكتروني، مضيفة أنه ينبغي على المرأة والأسرة حماية نفسها من الاحتيال والحفاظ على التسوق الآمنة عبر الإنترنت، فالتسوق الإلكتروني يمكن أن يكون آمنا إذا تم اتخاذ الخطوات الصحيحة للحماية من الاحتيال عند التسوق عبر الإنترنت وأهمها: التأكد من أن الموقع آمن، بأن يحتوي على شهادة أمان SSL وعنوان URL يبدأ بـ "https" بدلا من "http"، واستخدام وسائل دفع آمنة كبطاقات الائتمان أو خدمات دفع موثوقة مثل PayPal لإجراء المعاملات، وتحديث البرامج والأجهزة باستمرار للتأكد من برامج الحماية والمتصفح الخاص للحفاظ على أمان جهازك. وتشدد البلوشية على ضرورة تجنب الروابط الاحتيالية التي تصل عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية من مصادر غير معروف، والحذر من العروض التي تبدو غير واقعية، والتي في الغالي هي محاولة للاحتيال.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المرأة والأسرة عبر الإنترنت دون الحاجة فی التسوق یمکن أن
إقرأ أيضاً:
القاهرة للدراسات: تمكين المرأة يحقق رؤية مصر 2030 واستراتيجية التنمية المستدامة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية و الاستراتيجية، إن مصر تبذل جهوداً كبيرة في إطار الحماية الاجتماعية لدعم السيدات و تمكينهن اقتصاديًا، خاصة من الأسر الفقيرة، بهدف تحويلهن من الاحتياج إلى الإنتاج , لهذا أعدت الدولة الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة والحفاظ على حقوقها ووضعها في المكانة التي تليق بقيمتها وقدراتها و تضحياتها على مدار التاريخ، التزاماً بالدستور المصري الذي يعبر عن إرادة الشعب المصري والذي رسخ قيم العدالة والمساواة، وإعمالاً لما جاء به من مبادئ تكافؤ الفرص، وما كفله للمرأة مـن حقـوق، واتساقاً مع رؤية مصر 2030 و استراتيجيتها للتنمية المستدامة التي تسعى لبناء مجتمع عادل، يضمن الحقوق والفرص المتساوية لأبنائه وبناتـه من أجل أعلى درجات الاندماج الاجتماعي لكافة الفئات، وإيماناً من الدولة المصرية، بأن الاستقرار والتقدم لن يتحققا إلا من خلال ضمان مشاركة فاعلة للمرأة في كافة أوجه العمل الوطني
أضاف "السيد" في تصريحات صحفية اليوم, شهد ملف تمكين المرأة المصرية طفرة غير مسبوقة محلياً ودولياً خلال العشر سنوات الأخيرة حيث تم ترجمة الحقوق الدستورية للمرأة إلى قوانين واستراتيجيات وبرامج تنفيذية تقوم بها جهات حكومية وغير حكومية.
ومن بين أبرز المشروعات والمبادرات التي تهدف إلى تحقيق هذا الهدف
و من ضمن المبادرات الداعمة لهذا التوجه ( برنامج “تكافل وكرامة” حيث تمثل نسبة المستفيدات من النساء 76% من إجمالي المستفيدين، بما يعادل 3.6 مليون سيدة, و زيادة الدعم المقدم لهن، و يقدم البرنامج مساعدات نقدية مشروطة لتحسين مستوى المعيشة والتعليم والصحة للأسر المستفيدة.
كذلك “برنامج مستورة” و الذي يصل عدد المستفيدات منه لأكثر من 27 ألف سيدة, و يبلغ إجمالي التمويل للبرنامج نحو 560 مليون جنيه مصري, موضحا ان الهدف من ”مستورة" تقديم قروض ميسرة للنساء لتمويل مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، مما يعزز التمكين الاقتصادي.
و قال مدير مركز القاهرة للدراسات , من أهم البرامج الداعمة لتمكين المرأة المصرية ما يقدمه “جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة” و تبلغ نسبة المشروعات الموجهة للمرأة 45% من إجمالي المشروعات، بإجمالي تمويل 15.4 مليار جنيه مصري، و بلغ عدد المشروعات 870.3 ألف مشروع حتى نهاية يناير 2024, و يقدم الجهاز العديد من الخدمات منها ( تمويل ميسر، تدريب، وخدمات تطوير الأعمال لدعم السيدات في إنشاء وتطوير مشروعاتهن) , و أيضا إطلاق مبادرة “حياة كريمة” و تهدف إلي تطوير القرى الأكثر فقرًا، بما في ذلك تمكين السيدات في الريف من خلال برامج تدريبية وتوفير فرص عمل.
• الأنشطة: تقديم تدريبات على الحرف اليدوية والصناعات الغذائية، وتعزيز دور المرأة في التنمية المحلية.
و أوضح السيد أنه من برامج المبادرات كذلك , برنامج الشمول المالي والادخار والإقراض الرقمي “تحويشة” و الذي يستفيد منه 1.8 مليون سيدة في 14 محافظة حتى الآن, و يعمل علي تعزيز الشمول المالي للنساء من خلال توفير خدمات الادخار و الإقراض الرقمي, كما تبنت الحكومة من خلال “صندوق التنمية المحلية ” و تصل نسبة المشروعات الموجهة للمرأة من خلاله إلي 65% من إجمالي المشروعات , و تستفيد منه 19.2 ألف سيدة حتى 4 مارس 2024, بتقديم قروض ميسرة لدعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر للنساء في المناطق الريفية.
كما تم إطلاق برنامج “ريادة الأعمال” لتدريب 136 ألف سيدة على إدارة مشروعاتهن, من خلال محتوى تدريبي يشمل ( التخطيط، التسويق، المفاهيم الأساسية لريادة الأعمال، وإدارة الوقت والمسؤوليات)
و أشار الدكتور عبد المنعم السيد إلى مبادرات “البنك المركزي المصري للشمول المالي” ليصل عدد النساء المالكات لمنتجات مالية إلي 21 مليون سيدة حتى 2024, و تقدم المبادرة المنتجات المالية المتاحة لنحو 1.4 مليون منتج خلال فعاليات الشمول المالي للمرأة منذ 2019 حتى 2024 , كما امتد تمكين المرأة ليشمل
“السياسات التشريعية والدعم المؤسسي ” من خلال ( دعم المساواة في سوق العمل , و إصدار تشريعات لضمان حق المرأة في العمل, و تشجيع القطاع الخاص على توظيف النساء و منحهن فرصًا متساوية.
و عن تمثيل المرأة في المناصب القيادية أوضح السيد، ارتفعت نسبة تمثيل المرأة في المناصب الحكومية إلى 28% حتى عام 2024, و تشجيع مشاركة المرأة في البرلمان والمجالس المحلية , و دعم التعليم والتدريب المهني للمرأة , كما كان هناك العديد من المبادرات الأخري منها ( مبادرات التدريب والتأهيل من خلال " المجلس القومي للمرأة "لذي يقدم برامج تدريبية للنساء في مجالات التسويق، التخطيط، والحرف اليدوية , و تدريب 136 ألف سيدة على ريادة الأعمال , و توفير ورش عمل لتعليم النساء المهارات الإنتاجية مثل الخياطة والتطريز والصناعات اليدوية.
و أشاد مدير مركز القاهرة ببرامج “محو الأمية” و قيام الدولة بتنفيذ حملات محو أمية المرأة في المناطق الريفية، مما يعزز فرصها في سوق العمل, و تعزيز الحماية الاجتماعية للمرأة , و كذلك برامج “ الرعاية الصحية” و الاهتمام بإطلاق برامج توعية صحية للمرأة، مثل برنامج “2 كفاية” للحد من الزيادة السكانية,
والعمل على تحسين الخدمات الصحية للأمهات الحوامل والأطفال.
و أيضا برامج" دعم المرأة المعيلة" بتخصيص برامج لرعاية النساء الأرامل والمطلقات من خلال الدعم المالي والتمويل, و تمكين المرأة المعيلة من خلال مشروعات صغيرة تساعد في تحسين دخلها.
وأكد أن هذه البرامج التمويلية والاجتماعية و التشريعية تهدف إلى تعزيز الاعتماد على الذات للسيدات, و تقليل معدلات الفقر من خلال تحويل الأسر الفقيرة إلى أسر منتجة, و تحسين مستوى التعليم والصحة لدى الأجيال الجديدة, كما ان هذه الجهود تعكس التزام مصر بتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة اقتصاديًا و اجتماعيًا، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة , مؤكد أن الأثر الإيجابي للجهود الحكومية يتمثل في ( “زيادة المشاركة الاقتصادية” حيث ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 19.7% عام 2023, و “ تقليل معدلات الفقر” حيث تم تحسين الوضع الاقتصادي للعديد من الأسر الفقيرة , و" تحقيق التنمية المستدامة" بدعم المرأة و هو ما يُسهم في تحسين جودة الحياة للأسر بشكل عام.
وتابع:" تظهر جهود الحكومة المصرية بوضوح في سياساتها ومبادراتها التي تستهدف تمكين المرأة وتحسين الأوضاع المعيشية للأسر الفقيرة، مما يعزز من دورها في المجتمع ويقلل من الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين الجنسين، إلا انه مازال ملف مظلة الحماية الاجتماعية و تمكين المرأة و الاسرة المعيلة يحتاج للمزيد من جهود الدولة المصرية لتقليل معدلات الفقر و تحويل الاسر من العوز الي اسر قادره علي كسب العيش في ظل ارتفاع الأسعار و مواجهه التضخم".
ولن يتحقق هذا إلا بمزيد من المبادرات و التوسع في الاعمال الحالية لتشتمل مظلة الحماية الاجتماعية لكافه النساء و الفتيات و الاسر الأكثر احتياجا.