تعتبر التكنولوجيا وتطور الإنترنت من أحدث التقنيات التي غيرت طريقة تفكير وتصرف الناس في مختلف جوانب حياتهم، ومن بين هذه الجوانب التسوق الإلكتروني الذي أصبح منتشرا بشكل كبير في العصر الحالي. ولاحظنا أن التسوق الإلكتروني يشكل تأثيرا كبيرا على حياة المرأة والأسرة بشكل خاص، فالمرأة تتأثر بشكل كبير بالتسوق الإلكتروني، حيث يوفر لها هذا النوع من التسوق الوقت والجهد الذي كانت تضطر إلى قضائه في الذهاب إلى المراكز التجارية، كما يتيح للمرأة فرصة مقارنة الأسعار والمنتجات بسهولة دون الحاجة للتنقل من مكان إلى آخر، فضلا عن أن التسوق الإلكتروني يوفر للمرأة فرصة اختيار المنتجات التي تناسبها بشكل دقيق وبسرعة دون الحاجة للبحث والتجوال.

ويساهم التسوق الإلكتروني في توفير المال للمرأة، فقد تجد عروضا وخصومات على المنتجات التي تحتاج إليها بشكل منتظم، وبالتالي، يمكن للمرأة أن توفر الوقت والمال الذي كانت تنفقه في التسوق العادي للاستفادة منه في القيام بأنشطة أخرى.

ويؤثر التسوق الإلكتروني على تفاصيل حياة الأسرة، حيث يتيح لربة الأسرة البقاء في المنزل وتسوق الاحتياجات اليومية بسهولة من خلال الإنترنت دون الحاجة للخروج للذهاب إلى الأسواق والمحلات التجارية، مما يسهل عملية تنسيق جدول اليوم للأسرة ويخفض الضغط والتوتر الذي يمكن أن ينتج عن طريق التجول في الأسواق

في هذا الاستطلاع نتوقف مع عدد من النساء لنتعرف عن رأيهن في التسوق الإلكتروني ودوره في تحسين حياة المرأة والأسرة بشكل عام...

تقول نورة الحمدانية بأن هناك تأثير للتسوق الإلكتروني على العلاقات الاجتماعية، فعندما تقضي المرأة وقتا أكبر في التسوق عبر الإنترنت، يؤدي ذلك إلى تقليل الفرص لقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة في العالم الحقيقي، وقد يؤدي إلى الانعزال الاجتماعي حيث يمكن للأفراد البقاء في المنزل وتفضيل التفاعل عبر الإنترنت بدلا من الخروج والتواصل بشكل مباشر مع الآخرين.

وترد عليها منى الحسنية التي ترى بأن التسوق الإلكتروني يمكن أن يعزز العلاقات الاجتماعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية الأخرى التي يتفاعل من خلالها الناس في الوقت الحالي، ويمكن للمرأة أن تشارك عائلتها وصديقاتها مشترياتهم والتفاعل عبر المنصات بشكل أكبر، لذلك فمن رأيي أن التسوق الإلكتروني فرصة لتقوية الروابط وتوسيع الشبكات الاجتماعية.

تلبية احتياجات المرأة

وتشير فاطمة البلوشية إلى أن التسوق الإلكتروني يوفر الوقت، وعن تجربتها توضح بأن البحث عن المنتجات والشراء عبر التسوق الإلكتروني مريح، فالمرأة تتسوق من منزلها دون الحاجة إلى الذهاب إلى "المولات"، كما يمكن الوصول إلى مجموعة متنوعة من المنتجات والعلامات التجارية عبر منصات التسوق الإلكتروني، مما يتيح اختيار ما يناسب من الاحتياجات، ناهيك عن خدمة التوصيل إلى المنزل، فالتسوق الإلكتروني يتيح للمرأة استلام المشتريات مباشرة في منزلها، مما يوفر الجهد والوقت. وتتابع بأن هناك فوائد أخرى للتسوق الإلكتروني منها مقارنة الأسعار، والعثور على الخيارات المناسبة.

إدارة الادخار

تشير مريم الراشدية بأن للتسوق الإلكتروني دور في تحسين الدخل الأسري كالبحث عن العروض والخصومات والتخفيضات في المتاجر الإلكترونية، كما أن بعض الباحثات عن عمل ومن توجهن للتجارة يقمن ببيع منتجاتهن أو خدماتهن، مما يساهم في زيادة دخل الأسرة، أو العمل كموظفات في شركات التجارة الإلكترونية، مما يساهم في تحسين دخلهن الشخصي، إضافة إلى توفير الوقت والمال عندما نتسوق عبر الإنترنت بدلا من الذهاب إلى المحلات.

تأثير الإعلانات

أما سلمى الرئيسية فتحذر من تأثير انتشار الإعلانات السلبية في التسوق الإلكتروني الذي يمكن أن يؤثر على الثقافة الاستهلاكية للمرأة والأسرة. مبينة أن الإعلانات التي تروج لتجربة التسوق الإلكتروني السهلة والمريحة قد تزيد من استخدام النساء والأسر للتسوق عبر الإنترنت بشكل أكبر، مما يؤدي إلى زيادة في الإنفاق واستهلاك المنتجات، ومن ناحية أخرى، قد تؤدي الإعلانات السلبية إلى مشاكل أمان البيانات واحتمالية الاحتيال التي تقلل من ثقة الناس في التسوق عبر الإنترنت، منوهة على أن الإعلانات تؤثر بشكل كبير على سلوك المستهلكين وثقافتهم الاستهلاكية، وتأثيرهم على الثقافة الاستهلاكية للمرأة والأسرة.

أمان التسوق

أما زينب البلوشية مدققة حسابات فتوضح بأن المرأة يمكن أن تتعرض للاحتيال عن طريق التسوق الإلكتروني، مضيفة أنه ينبغي على المرأة والأسرة حماية نفسها من الاحتيال والحفاظ على التسوق الآمنة عبر الإنترنت، فالتسوق الإلكتروني يمكن أن يكون آمنا إذا تم اتخاذ الخطوات الصحيحة للحماية من الاحتيال عند التسوق عبر الإنترنت وأهمها: التأكد من أن الموقع آمن، بأن يحتوي على شهادة أمان SSL وعنوان URL يبدأ بـ "https" بدلا من "http"، واستخدام وسائل دفع آمنة كبطاقات الائتمان أو خدمات دفع موثوقة مثل PayPal لإجراء المعاملات، وتحديث البرامج والأجهزة باستمرار للتأكد من برامج الحماية والمتصفح الخاص للحفاظ على أمان جهازك. وتشدد البلوشية على ضرورة تجنب الروابط الاحتيالية التي تصل عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية من مصادر غير معروف، والحذر من العروض التي تبدو غير واقعية، والتي في الغالي هي محاولة للاحتيال.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرأة والأسرة عبر الإنترنت دون الحاجة فی التسوق یمکن أن

إقرأ أيضاً:

قرار المركزي بخفض الفائدة وتأثيره على الاقتصاد.. تحليل

قبل ساعات أعلنت لجنة السياسيات النقدية في البنك المركزي المصري، عن تخفيض سعر الفائدة علي المعاملات المصرفية للمرة الأولي منذ مارس2024 والذي شهد فيه تحريكا لسعر العائد رفعا بمعدلات 6% دفعة واحدة ثم استمرار سياسات تثبيت سعر الفائدة استمرت حتي أول اجتماع لتلك اللجنة في العام الجاري الجديد.

قرار لجنة السياسيات النقدية التي رأسها حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي المصري؛ لم يكن مخالفا لتوقعات البعض خصوصا وأن كل التوجهات والمؤشرات تؤكد اتخاذ القائمون على صناعة السياسات النقدية في الجمهورية الجديدة؛ لاتخاذ تلك الإجراءات، لكن نسبة التخفيض التي كسرت حاجز 2% لم تكن متوقعة حتي من أكبر المؤسسات والكيانات الاقتصادية الإقليمية والدولية.

البنك المركزي: التضخم السنوي يهبط لأدنى مستوى منذ 3 سنوات في مارس 2025توقعات البنك المركزي للاقتصاد المصري بعد قرار سعر الفائدة

إجراء البنك المركزي المصري الصادر قبل قليل والذي اتسم بالجرأة والشجاعة في ظل أجواء ملبدة ببعض الغيوم اللهم إلا من تذبذب سعر الصرف الأجنبي وهو ما دفع محافظ البنك المركزي ذاته للتأكيد في احد اللقاءات الصحفية بأن " المركزي" وفريق عمله لا يتدخل في تحرك العملة ولكنه يتبع سياسيات أكثر مرونة تتوافق مع العرض والطلب.

آثار خفض الفائدة علي التضخم

لم تكن الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي حتي وإن اتسمت بالشجاعة؛ وليدة صدفة ولكن بعد محاولات إحكام الضبط علي زمام الأمور من الناحية المالية والنقدية وحتي الاقتصادية خصوصا بعد توجه الحكومة لرفع سعر المحروقات أو الخفض التدريجي للدعم البترولي بنسبة 15% زيادة في التكلفة علي المواطن، بالرغم من خفض معدلات التضخم في مصر نسبيا علي أساس شهري بما يمثل 0.6% تقريبا من 10% في فبراير الماضي لتصبح 9.4% في مارس اللاحق له.

دعم الاقتصاد والاستثمار

يحاول البنك المركزي من خلال قراره ربما قد وصفه البعض بالمتأخر بعض الشيء؛ إغراء المستثمرين الحقيقيين من أصحاب المشروعات القائمة أو الجديدة داخل مصر علي ضخ مزيد من الأموال والاستثمارات والحصول علي التمويل بسعر تنافسي ومحفز لخروج السيولة المكدسة في خزائن الجهاز المصرفي إلي شرايين الاقتصاد القومي.

وبالتالي ستساعد تلك الإجراءات علي خفض معدلات التضخم للأرقام المخطط لها في نهاية العامين المقلبين لتصل لـ5 و 7% بخلاف تنشيط عجلة الاقتصاد جراء توفير فرص العمل الجديدة و دفع اكبر للناتج المحلي الاجمالي ورفع نسب الاستهلاك وهو ما يعزز قوي العرض والطلب ويساعد تدريجيا في تقليص الأسعار وكذا سيدعم استراتيجية الدولة نحو دعم الصادرات المصرية ويرفع من كفاءة الاحتياطي النقدي نموا.

مقالات مشابهة

  • قرار المركزي بخفض الفائدة وتأثيره على الاقتصاد.. تحليل
  • مركز بحوث الصحراء ينظم أول دورة تدريبية للمرأة المعيلة في الشيخ زويد
  • نشرة المرأة والمنوعات.. علماء يرصدون أول دليل قوي على وجود حياة خارج الأرض.. أسباب انتشار السرطان بين لاعبي كرة القدم
  • «الجرح» يحظى بعرضه العربي الأول في مهرجان بيروت للمرأة
  • كيفية التسويق الإلكتروني ورشة عمل بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح
  • قومي المرأة ينظم ندوة بعنوان الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030
  • "الاستراتيجية الوطنية لتمكين النساء 2030".. ندوة القومي للمرأة
  • المحكمة العليا البريطانية: تعريف القانون للمرأة يشير إلى الجنس البيولوجي
  • "القومي للمرأة" يوقّع بروتوكول تعاون مشترك مع "الشباب والرياضة"
  • مبادرات تنموية وتوعوية في حياة كريمة.. والتنمية المحلية تواصل دعم الشباب والأسرة